المناقصات الاسرائيلية الجديدة: مقايضة على الأسرى و استرضاء الأحزاب اليمينية الاسرائيلية
إن ما قامت به اسرائيل من طرح لمناقصات جديدة للبناء في الضفة الغربية و لا سيما في معاليه أدوميم و بيتار عيليت يأتي ضمن سعي حكومة اسرائيل بزعامة حزب كاديما للحفاظ على وجوده في السلطة حيث أضحى موقف الحكومة في وضع هش و آيل للسقوط و قد تطلع أعضاء الحكومة و الذي ينحدر معظمهم من حزب الليكود إلى حزبهم الأم للمساندة و الدعم للحفاظ على وجودهم في حين أنه كانت هناك أصوات قد تعالت من داخل حزب الليكود بزعامة نتنياهو إلى إسقاط الحكومة في حين أثر البعض بأن يتم دعم الحكومة الحالية و يبقى الموقف ما بين مؤيد و معارض. كما اعتبر مجلس المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بأن مناقصات البناء قد جاءت في وقت متأخر و هي ليست بالعدد الكافي, و من جهة أخرى فقد قام وزير العدل الإسرائيلي بتقديم مبادرة لمشروع سيتم على أثره إلغاء كل القرارات السابقة المتعلقة بإخلاء مواقع البؤر الاستيطانية بل و أكثر من ذلك سيتم تشريعها و مدها بالدعم الحكومي و هو ما يتناقض و التوصيات المقدمة في تقرير تاليا ساسون و الذي تم انجازه بناءاً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرائيل شارون.
الأسرى و البناء و الانسحاب من غزة و لبنان
في الوقت الذي تبقى فيه قضية الأسرى هي القضية الأولى على الأجندة الفلسطينية فان اسرائيل تسعى و بشكل دائم إلى استغلال كل الفرص لبسط سيطرتها و فرض الوقائع على الأرض, و في الوقت الذي تتحرك فيه المساعي للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين و اللبنانيين مقابل الجنود الأسرى الإسرائيليين تقوم اسرائيل بتنفيذ مآربها الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية لتوسيع المستوطنات و تكريس سيطرتها على الأرض و ذلك باستغلال المباحثات بشأن الأسرى و التي تلقى ترحيب دولي في هذا الشأن ليس لما فيه مصلحة فلسطينية بالإفراج عن الأسرى بل لما ستنتج تلك المباحثات بالإفراج عن الجنود الأسرى الإسرائيليين, و بناء عليه فان المجتمع الدولي و في مقدمتهم أمريكا لن تولي اهتمام بموضوع التوسع كما لم تفعل بالماضي. و يذكر هنا بأن هذا الأسلوب, كانت اسرائيل قد لجأت إليه سابقاً خلال ما يعرف بانسحاب غزة حيث أوهمت اسرائيل العالم بأن ما تقوم به هو انسحاب و ليس إعادة انتشار كما هو الحال على أرض الواقع حيث أبقت اسرائيل سيطرتها على ما مساحته 17% (61 كم² ) من قطاع غزة و ذلك كمنطقة أمنية ممتدة على طول الحدود الشمالية الشرقية للقطاع.
فلسطين سجن كبير و الفلسطينيين أسرى فيه
من الواضح أن اسرائيل لم ترغب يوماً بتحقيق السلام مع الفلسطينيين بل أنها سعت و منذ البداية إلى التخلص مع صفتها الاحتلالية لأرض و شعب آخر و بأقل الخسائر, فبسطت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية و أهم مواردها الطبيعية و كذلك على الحدود البرية و البحرية و الجوية, كما قامت بعزل الفلسطينيين في جزر محاصرة غير قابلة للاتصال إلا عن طريق أراضي واقعة تحت سيطرة إسرائيلية فأوجدت ممرات آمنة تهدف إلى ربط مناطق السيطرة الاسرائيلية على الجانب الشرقي و الغربي من الضفة الغربية, و تقوم أيضاً بفصل ما بين المناطق الفلسطينية, كذلك قامت اسرائيل بتأجيل موضوع الربط بين قطاع غزة و الضفة الغربية إلى أجل غير مسمى أو إلى حين إيجاد السبل الكافية لإحكام سيطرتها على كل شخص و شيء ينتقل ما بينهما. أما الشيء الأكثر خطورة في كل ذلك هو ما تخطط له اسرائيل لعزل مدينة القدس و بشكل نهائي عن الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة حيث سيقوم الجدار الفاصل بإحاطة القدس بالأسوار من كافة جوانبها و ذلك عقب الانتهاء من عمليات البناء و التي من المتوقع أن تنتهي بنهاية العام 2007.