وضعت محكمة العدل العليا الإسرائيلية نهاية لأحلام سكان قرية العيزرية في القدس الشرقية باستعادة أراضيهم بالطرق القانونية و الشرعية حيث تم رفض الالتماس المقدم من الأخيرة لتغيير مسار الجدار العازل و المعروف بغلاف القدس حول تجمع معاليه ادوميم الاستيطاني. هذا و قد بنت المحكمة الإسرائيلية العليا رفضها طلب أهالي قرية العيزرية المتعلق بتغير مسار الجدار في مناطق سكنهم على اعتبار أن ما قام به الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من تعديلات, يتناسق و الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية و المواطنين الفلسطينيين.
و الجدير بالذكر هنا بأن أهالي قريتي أبو ديس و السواحرة الشرقية هم أيضا بصدد الانتظار للحصول على قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية حول تغير مسار الجدار في قراهم غير أن الوقائع على الأرض و رفض الالتماس المقدم من أهالي العيزرية لا يشير إلى عزم المحكمة قبول التماسهم.
نبذة عن مخطط معاليه ادوميم
يعتبر تجمع معاليه أدوميم من أكبر و أخطر التجمعات الاستيطانية الموجودة في الضفة الغربية و ذلك لكونها موجودة ضمن محافظة القدس فضلاً عن أنه يشكل خطراً جغرافياً على تواصل جنوب و شمال الضفة الغربية و عازلاً لمنطقة القدس عن باقي محافظات الضفة مما يشكل عائقاً أمام تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة ذات تواصل جغرافي عاصمتها القدس الشريف. و مع بداية المشروع الإسرائيلي لعزل الضفة الغربية و تقطيع أوصالها من خلال بناء جدار الفصل العنصري حظيت منطقة تجمع معاليه ادوميم باهتمام خاص من قبل اللجنة القائمة على مسار الجدار و ذلك لخصوصية الموقع و تقاربها المستمر مع الجزء الشرقي من مدينة القدس حيث تم وضع خطط جديدة تحت مسمى E 1 يهدف لبناء تجمع سكاني جديد تابع لمستوطنة معاليه أدوميم يهدف إلى ربط المستوطنة مع قلب المدينة و في نفس الوقت قطع الطريق على القرى و البلدات الفلسطينية الموجودة هناك (أبو ديس, العيزرية, الطور, العيسوية و عناتا) من حقوقها التاريخية في التوسع العمراني, هذا بالإضافة إلى خلق حزام عمراني إسرائيلي عائق أمام وجود مناطق اتصال جغرافية طبيعية بين الشمال و جنوب الضفة الغربية. انظر الخارطة
الجدار حول تجمع معاليه أدوميم
خضع مسار الجدار الفاصل العنصري المحيط بتجمع معاليه أدوميم الاستيطاني لأكثر من تغيير منذ الإعلان عن عزم إسرائيل إنشاء الجدار في الضفة الغربية و مدينة القدس, هذا و قد كان مسار الجدار في المنطقة هناك قد تم الإعلان عنه بحسب خارطة مسار الجدار على الموقع الالكتروني للجيش الاسرائيلي بتاريخ 30/6/2004 حيث بلغ طول مسار الجدار حول تجمع معاليه أدوميم 33 كيلومتر في حين أن مساحة الأراضي التي سيتم عزلها عن أصحابها خلف الجدار قد بلغت 39 ألف دونم (39 كم²) و التي تشكل ما مساحته 0.7% من مساحة الضفة الغربية, منها 11500 دونم (11.5 كم²) مستعمرة إسرائيليا حيث تتواجد فيها مستوطنة معاليه أدوميم, المنطقة الصناعية التابعة لها ميشور أدوميم بالإضافة إلى عدد من المواقع العسكرية. هذا و قد بلغت مساحة الأراضي التي سيتم بناء الجدار عليها بحسب المسار في حينه 2 كم².
تعديل مسار جدار الفصل في العام 2005
على خلاف ما جاء في قرار محكمة لاهاي الدولية الصادر بشهر تموز من العام 2004 و الذي تدعو فيه إسرائيل إلى إزالة الجدار لما يحدث من أثار مدمرة لحياة المواطنين الفلسطينيين, عكفت الحكومة الإسرائيلية على تعديل مسار الجدار في الضفة الغربية, لأسباب إستراتيجية و أمنية خاصة بعيدا عن أي التزام بقرار محكمة لاهاي و أي اعتبارات تتعلق بمصلحة المواطنين الفلسطينيين, حيث تم إدخال بعض التعديلات الطفيفة و الغير جذرية في مناطق مختلفة في الضفة الغربية في حين أن التعديل الأخطر و الأكثر وضوحا قد حدث على مسار الجدار المحيط بالقدس حيث أظهرت التعديلات أن المسار الخاص للجدار في محافظة القدس و الذي يضم تجمع مستوطنات معاليه ادوميم قد زاد بنسبة 40% عن المسار السابق ليصبح طول الجدار بحسب التعديل على الخارطة الموجودة على الموقع الالكتروني للجيش الاسرائيلي 46 كم, كما أظهرت الخارطة و بحسب المسار الجديد بأن المساحة التي سيتم ضمها داخل الجدار في تجمع معاليه أدوميم قد أصبحت 62 ألف دونم (62 كم²) أي بزيادة قدرها 59% عن المساحة في العام 2004, كما أصبحت مساحة تجمع معاليه أدميم و التي تبلغ 1% من مساحة الضفة الغربية تضم 8 مستوطنات إسرائيلية بالإضافة لمعاليه أدوميم و ميشور أدوميم, متسبه يهودا, كفار أدوميم, كيدار, ألون, نفيه برات و ألمون التي تعرف أيضاً باسم ‘عناتوت’. في حين أن القضايا القانونية المرفوعة أمام المحاكم الإسرائيلية من قبل المواطنين الفلسطينيين للطعن بقانونية إقامة الجدار في محيط القدس أو بحسب ما يعرف أيضاً بغلاف القدس, و التي ما تزال تنتظر حكماً قضائياً في الموضوع, باغت جيش الاحتلال الاسرائيلي أصحاب الأراضي الفلسطينية بإصدار 4 أوامر عسكرية بتاريخ 15/8/2005 إشارة بالبدء بالاستعداد لبداية العمل في مسار الجدار في محيط تجمع معاليه أدميم تحت ما يسمى ‘وضع اليد لأغراض عسكرية لإقامة الجدار’ تأتي بمجموعها على 1585 دونم, و هي جزء من المسار المخطط في المنطقة هناك غير ان المساحة الفعلية للأراضي المصادرة تبلغ 1800 دونم و ذلك بحسب التحليل الذي أجرته وحدة المعلومات الجغرافية في معهد الأبحاث التطبيقية أي بزيادة قدرها 215 دونما من المساحة المذكورة في الأوامر العسكرية.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقة – القدس (أريج)