في خطوة تعكس عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد أيهود ألمرت استكمال جدار العزل في الضفة الغربية في أقرب وقت ممكن صوت مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر على ضرورة الانتهاء من عملية البناء في أسرع وقت و ذلك بعد إجراء تعديلات جديدة على المسار المعدل بتاريخ 20/2/2005. و تتركز التعديلات الجديدة في مسار الجدار في مناطق أثارت معضلات جغرافية لمسار الجدار حيث ارتكزت التعديلات الجديدة على حل مشاكل اعتبرت عثرة أمام سعي إسرائيل الاستمرار في بناء الجدار. أما فيما يتعلق بالتعديلات الرئيسية و التي يبلغ عددها أربعة فقد كانت في المناطق التالية:
1- قرية الجبعة, جنوب غرب بيت لحم:
تشير التعديلات الجديدة لمسار الجدار الفاصل و الذي أقره مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر إجراء تغيير على مسار الجدار المحاذي لقرية الجبعة جنوب غرب محافظة بيت لحم حيث كان من المقرر و بحسب مسار الجدار بتاريخ 20/2/2005 بأن يتم بناء الجدار شمال القرية بخلاف التعديل الجديد و الذي يعيد مسار الجدار إلى جنوب القرية و التي ستصبح جزءاً من منطقة العزل غرب محافظة بيت لحم و التي تضم قرى الريف الغربي (حوسان, بتير, نحالين و واد فوكين) و التي تقع أيضاً ضمن تجمع مستوطنات غوش عتصيون. و هنا تجدر الإشارة بأن قرار إعادة ضم القرية ضمن منطقة العزل غرب بيت لحم قد ارتبط بوجود شارع التفافي (367) خاص بمجمع مستوطنات غوش عتصيون باتجاه إسرائيل كان المسار القديم للجدار سيقوم بعزله و لصعوبة طبيعة المنطقة الجغرافية هناك, جعلت إمكانية شق طريق بديل عن القائم حالياً أمراً صعباً و مجهد التكاليف. و تجدر الإشارة هنا إلى وجود مخطط اسرائيلي لبناء معبر تجاري على أراضي قرية الجبعة.
2- قرية الولجة, شمال غرب بيت لحم:
أظهرت التعديلات الإسرائيلية الجديدة على مسار الجدار غرب محافظة بيت لحم عن وضع قرية الولجة ضمن منطقة عزل خاصة بها و ذلك بتطويقها بجدار الفصل من جهاتها الشرقية, الشمالية و الغربية مع تطويقها بشارع أمني تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي من جهة القرية الجنوبية بمحاذاة شارع رقم 436 و الذي يعتبر المنفذ الوحيد المتاح لأهل القرية باتجاه بيت لحم. و سيكون تحرك أهل قرية الولجة باتجاه قريتهم و بيت لحم من خلال معبر خاص بهم الأمر الذي سيجعل منهم أسرى للحالة الأمنية المستجدة بحسب الجيش الإسرائيلي.
3- منطقة غلاف القدس:
أما فيما يتعلق بالقدس فقد تم إقرار العمل على استكمال بناء الثغرات الموجودة في جدار العزل حول مدينة القدس و المعروف أيضاً بغلاف القدس في المنطقة الشمالية للمدينة حيث رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا مؤخراً الاعتراضات المقدمة من قبل القرى المحيطة بشمال القدس و التي سيتم عزلها عن مركز المدينة (بيرنبالا, بيت حنينا, الجيب, الجديرة, قلنديا و الرام). أما فيما يتعلق بمخطط الجدار المحيط بمستوطنة معالى أدوميم فقد اقر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر العمل بالمخطط الموضوع قيد التنفيذ و ذلك لدواعي أمنية.
4- قرية بيت اكسا, شمال غرب القدس:
أما فيما يتعلق بقرية بيت اكسا فقد تم إعادة رسم مقطع الجدار الخاص بها و ذلك بعد جولة تفقدية قام بها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد أيهود ألمرت و وزير الدفاع الإسرائيلي موفاز حيث اطلع الأول على جغرافية المنطقة و قرب موقع القرية المذكورة من شارع القدس_ تل أبيب الأمر الذي استدعى إعادة دراسة و تخطيط مسار الجدار بحيث سيتم تسييره جنوب قرية بيت اكسا التي ستقع خارج نطاق الجدار.
5- جيب أرائيل تحول إلى جيب أرائيل و جيب كدوميم:
يعتبر جيب أرائيل أحد أبرز المعضلات التي تواجه إسرائيل و قد أقر مجلس الوزراء تعديلات على مسار الجدار المحيط بتجمع مستوطنات أرائيل حيث تقرر تقسيم جيب أرائيل إلى قسمين أرائيل و كدوميم. و تجدر الإشارة هنا بأن جيب أرائيل سيضم بالإضافة إلى مستوطنة أرائيل 11 مستوطنة أخرى (24600 نسمة) بالإضافة إلى منطقتين صناعيتين حيث سيبلغ مساحة الجيب 57,5 كيلو متر مربع و طول الجدار المحيط فيه 81,5 كيلو متر. أما جيب كدوميم فستبلغ مساحته 45,5 كيلو متر مربع و طول الجدار المحيط به 51,5 كيلو متر و يضم 12 مستوطنة إسرائيلية يبلغ عدد سكانها 14250 نسمة. و الجدير بالذكر هنا بأن إعادة ترسيم الجدار حول تجمع أرائيل قد أحدث إضافة لطول الجدار و الذي كان يبلغ 120 كيلو متر إلى 133 كيلو متر و هو طول الجدار الملتف حول كل من جيب أرائيل و كدوميم. هذا و سيتم ربط جيب أرائيل مع إسرائيل من خلال طريق رقم 55 و الواقع تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في حين أن جيب كدوميم سيتم ربطه مع مستوطنة إلفيه منشيه على طريق شارع رقم 5 المؤدي إلى إسرائيل.
و تجدر الإشارة هنا بأن فصل ما كان يعرف بجيب ارائيل إلى قسمين قد أدى إلى وجود ثلاثة مناطق عزل تضم تجمعات سكنية فلسطينية محاطة بالأسوار و الطرق الإسرائيلية يقع أولها ما بين جيب أرائيل و كدوميم و يضم 16 تجمع سكني فلسطيني يبلغ عدد سكانها 36000 نسمة و هي حبلة, راس طيرة, دير استيا, راس عطية, كفر ثلث, الضبعة, المدور, بديا, عزبة الأشقر, قراوة بني حسان, بيت أمين, مسحة, سرطة, سنيريا, عزبة جاعود, عزبة سلمان. أما منطقة العزل الثانية و التي يبلغ عدد سكانها 11100 نسمة فتقع جنوب جيب أرائيل و تضم قرية الزاوية, رافات و دير بلوط. أما منطقة العزل الأخيرة فإنها تقع ما بين الجدار القائم جنوب قلقيلية و الخط الأخضر و تضم قرية عزون عتمة و التي يبلغ عدد سكانها 1720 نسمة. انظر الخارطة
هذا و يستمر مسلسل التنكيل الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني بعزل و تقطيع أوصال الضفة الغربية إلى تجمعات سكنية غير متصلة جغرافياً إلا من خلال مناطق واقعة تحت السيطرة الإسرائيلية كما تستمر الحكومة الإسرائيلية الحالية كسابقاتها بتشييد الجدار بهدف خدمة المستوطنات الغير قانونية بصرف النظر عما يحدث ذلك من أثر سلبي على حياة الفلسطينيين المعيشية و النفسية و الاقتصادية فضلاً عن كونها خروقات فاضحة لحقوق الفلسطينيين المدنية و السياسية بحسب القوانين و الأعراف الدولية.