منطقة البركة منطقة زراعية تقع في أقصى جنوب غرب مدينة دير البلح وملاصقة لما كان يسمى التجمع الاستيطاني غوش قطيف وعلى حدود مستوطنة نيتسر حزاني سابقا و التي أقيمت على أراضي منطقة البركة (انظر خريطة 1: موقع منطقة البركة)
مستوطنة نيتسر حزاني
انشات مستوطنة نيتسر حزاني عام 1973 في منتصف المسافة بين دير البلح وخانيونس (المسافة بين المدينتين 7 كم) وعلى بعد 2 كم إلى الشرق من شاطئ البحر. و تقدر مساحة المستوطنة العمرانية ب 818 دونم بمساحة إجمالية 2562.7 دونم، ويقطنها حوالي 460 مستوطن إسرائيلي (80 عائلة) وبها حوالي 180 منزلاً، و تعتبر الزراعة من أهم الأنشطة في المستوطنة هذا بالاضافة الى وجود مصنع للتعليب وثلاجات لحفظ الخضار ومصنع للكرتون. انظر خارطة 1
الاحتلال يحول حياة أهالي منطقة البركة وسط قطاع غزة إلي جحيم
ليل منطقة البركة في دير البلح وسط قطاع غزة يختلف عن أي ليل في قطاع غزة ،لان ليلها ممزوج بصوت هدير الدبابات الإسرائيلية الزاحفة من مستوطنة ‘نيتسار حزاني’ باتجاه المنطقة. حيث باتت عمليات التوغل الإسرائيلي التي يعيشها أهالي المنطقة أمراً مألوفاً و كانت تشهد يومياً اعتداءات متواصلة من قبل الجنود الإسرائيليين محولين حياة ساكنيها إلي جحيم لإجبارهم على ترك بيوتهم والرحيل تنفيذاً للسياسة الإسرائيلية الممنهجة التي تحاول طمس الهوية الفلسطينية.
تدمير بيوت:
توغلات قوات الاحتلال الاسرائيلي المعززة بالآليات الثقيلة ترافقها جرافات عسكرية في منطقة البركة كثيرة ومتكررة ، تباشر فيها أعمال تجريف في أراضي المواطنين الفلسطينيين، الواقعة بالقرب من الحاجز العسكري الإسرائيلي السابق’ الوني’، الذي يفصل بين مواصي دير البلح ومواصي خان يونس. حيث طالت أعمال التجريف منزلاً سكنياً مسقوفاً بالإسمنت المسلح على مساحة 180م2، وتعود ملكيته للمواطن جمال سالم البحيصي. كما تم تجريف مزرعة دواجن مسقوفة بألواح الصفيح على مساحة 150 م2، وتعود ملكيتها للمواطن كمال البحيصي, و قطعة ارض مقام عليها منزل مكون من طابقين و تعود ملكيته للمواطن سالم ابو شماس والذي دمرته قوات الاحتلال، إضافة إلى تجريف وردم بئر المياه الرئيس الذي يروي أرضه والأراضي المجاورة كما دمرت الجرافات حظائر للأغنام والطيور.
تجريف الأراضي الزراعية:
ولم تسلم الاراضي الزراعية في منطقة البركة من التجريف فقد جرفت قوات الاحتلال الاسرائيلي 30 دونماً مزروعة بالزيتون في منطقة البركة ، جنوب غرب دير البلح ، تعود ملكيتها للحاج سليمان أبو شماس مزروعة بأشجار الزيتون المثمر، والتي تعتبر المصدر الوحيد لإعالة أسرته . وخلال عمليات التوغل في منطقة البركة, جنوب دير البلح، جرفت الاليات الاسرائيلية ثلاثة دونمات اخرى مزروعة بأشجار الجوافة، وأربعة حمامات زراعية، تعود ملكيتها لعائلة الرياطي، كما جرفت ثلاثة دونمات مزروعة بأشجار النخيل، تعود ملكيتها لعائلة أبوشماس أيضا. كما تم تجريف نحو 15 دونماً من الأراضي المزروعة بالزيتون والنخيل وتعود للمواطنين من عائلة أبو فلاح وأبو شريف وأبو شيحه والملين.
الاحتلال يستهدف البنية التحتية في منطقة البركة
وخلال عمليات التوغل المتكررة أيضا في منطقة البركة, جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ودمرت خطوط المياه الرئيسية، وشبكات الكهرباء. كما جرفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خطوط المياه ودمرت أعمدة للكهرباء في منطقة البركة جنوب غرب مدينة دير البلح.وذكر الأهالي أن إحدى الجرافات تدعمها آلية عسكرية أقدمت على تجريف طريق ترابية قريبة من مستوطنة ‘تل قطيف” سابقا و تربط المنطقة بشارع البركة الرئيس، مما أدى إلى تدمير خط المياه الرئيس وإتلاف أسلاك الكهرباء، وتسبب ذلك بانقطاع الماء والتيار الكهربائي عن منازل المواطنين.
عائلة أبو مغصيب و العصار شاهد على الإجرام:
تعتبر عائلة أحمد أبو مغاصيب و العصار من العائلات الفلسطينية التي تعرضت للانتهاكات الإسرائيلية, فقد طالت الانتهاكات الإسرائيلية تجريف ما يزيد عن 25 دونماً تعود ملكيتها لعائلة أحمد أبو مغاصيب ، مزروعة بالخضروات وأشجار الزيتون والنخيل المثمرة، إضافة إلى تدمير شبكات الري بالكامل. كما طالت الانتهاكات الإسرائيلية أيضا ست دونمات لعائلة العصار مقام عليها بيوت بلاستيكية ومزروعة بالبندورة والخيار، مع الجدير بالذكر أن قطعة الأرض هذه تبعد أكثر من كيلو متر عن مستوطنة ‘تل قطيف’ التي كانت الجاثمة على أراضي المواطنين في المنطقة, و استهدفت أيضا ما يزيد عن 80 دونماً من أراضي المواطنين الفلسطينيين الذين يسكنون بنفس المنطقة و مزروعة بأشجار الزيتون والنخيل والخضروات.
إن سياسة الاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ومنازل المواطنين الفلسطينيين شكلت ولا تزال تشكل بموجب القانون الدولي الإنساني انتهاكا صارخا للإنسانية و عقابا جماعيا, فالمادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة تنص على أن ‘تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد او الإرهاب’، ومع المادة 75 من البروتوكول الإضافي الأول، الذي يمثل في هذا الخصوص عل الأقل القانون العرفي الدولي.
اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)