قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإصدار الأمر العسكري رقم 05/145/ت و الذي ينص على وضع اليد على قطع الأراضي 25-27 من حوض رقم 28029 من أراضي مدينة بيت لحم. و تقع هذه القطع في المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم بمحاذاة الشارع الرئيسي الذي يربط القدس ببيت لحم. حيث نص الأمر العسكري على وضع اليد على هذه القطع و تحويل الحيازة المطلقة لضابط الأراضي في قيادة المنطقة الوسطى بواسطة الضابط لشؤون وزارة الدفاع في الإدارة المدنية. و تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال تخطط لاستعمال الأرض كموقف للسيارات، و تبلغ مساحة الأرض دونم و 500 متر و تعود ملكيتها إلى ورثة المرحوم الياس أنسطاس. انظر الخارطة 1
هذا و يأتي هذا الأمر في الوقت الذي تباشر فيه الجرافات الإسرائيلية عملية بناء الجدار في المدخل الشمالي لبيت لحم، عازلتا المدينة عن مدينة القدس الذي ترتبط معها تاريخيا و دينيا و ثقافيا و اقتصاديا. هذا و يمتد الجدار على طول الجزء الشمالي لمدن بيت لحم و بيت جالا و بيت ساحور، و يتجه من قرية الخاص شرقا و يمر بقرية النعمان ثم الجزء الشمالي لمدينة بيت ساحور و المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم و يخترق الجزء الشمالي لمدينة بيت جالا و ثم يتجه جنوبا لضم مجمع مستوطنات غوش عتسيون. ويمتد الجدار الإسمنتي في المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم مسافة 3كم و التي تشكل ما نسبته 20% من مجموع ما تم بناؤه من مقاطع الجدار في المحافظة. و يجري الآن العمل على إتمام بناء 200 متر من الجدار الإسمنتي في محيط قبر رحيل. هذا و تقوم إسرائيل بوضع اللمسات الأخيرة لمعبر بيت لحم الشمالي و الذي يتوقع أن يقتصر استخدامه على السواح و البعثات الدبلوماسية و الدينية ، هذا بلاضافة إلى تحويل حركة الفلسطينيون إلى البوابة الواقعة على بعد 200 متر شرق المعبر. كما و يتم إنشاء معبر أخر تجاري في مزمورية شرق مدينة بيت لحم.
انظر خارطة 3: المعبر التجاري في مزموريا
منطقة قبر راحيل
بحسب اتفاقية اوسلو2 الموقعة في العام 1995 تم تصنيف منطقة قبر راحيل كمنطقة ‘ج’ وهي منطقة تقع بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية مع السماح للفلسطينيين باستعمال الطريق المحاذي لمنطقة القبر ودخول القبر لإغراض دينية إلى حين إتمام مفاوضات الحل النهائي حيث ستنتقل السيطرة على منطقة القبر إلى الفلسطينيين. ولكن في شهر أيلول من العام 2002 اقر مجلس الوزراء الإسرائيلي من خلال المجلس الأمني المصغر خطة قاضية بوضع منطقة قبر راحيل تحت السيطرة الإسرائيلية ومن ضمنها المنطقة المعزولة خلف منطقة الجدار مع ترسيخ وجود الجيش الإسرائيلي في موقع عسكري. وفي شهر شباط من العام 2003 تم إصدار أمر عسكري إسرائيلي بمصادرة مساحة 18 دونم في المدخل الشمالي لبيت لحم . وستؤدي المساحة المصادرة الهادفة إلى أقامة جزء من الجدار إلى عزل حوالي 3000 دونم من أراضي بيت لحم الشمالية حيث سيعتذر على أصحاب تلك الأراضي الوصول إليها, كما سيتم محاصرة ما يزيد عن 40 منشأه سكنية صناعية نتيجة هذا القرار, وعقب عدة احتجاجات من جانب المواطنين الفلسطينيين على القرار الإسرائيلي تم تعديل القرار أكثر من مرة حيث كان آخر قرار صادر في هذا الشأن في شهر آب 2004 و الذي يقضي بإبقاء مسار الجدار على حاله بعزل 3000 دونم مع مصادرة 26.5 دونم إضافية في محيط القبر و عدم ضم أية منشأه سكنية أو صناعية فلسطينية إلى المساحة المصادرة . بيد أن الأمر العسكري المعدل لمنطقة قبر راحيل ورغم كونه يستثني أي مبنى فلسطيني فأنة في الوقت ذاته يحرم جميع المواطنين في منطقة قبر راحيل من حرية الحركة و التواصل مع باقي أجزاء المدينة مما سيكون له الأثر الكبير في مستوى الخدمات المتوفرة لهم على كافة الأصعدة. انظر خارطة 2: الجدار في المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم
و يأتي هذا الأمر الإسرائيلي معاكساً لنداءات المجتمع الدولي لإسرائيل بعدم القيام بأي خطوات من شأنها تقويض العملية السلمية و فرض حقائق على الأرض قبل التوصل لحل دائم.