في صبيحة يوم الاحد الموافق 1622003 وبعد قضاء ايام عيد الاضحى المبارك تحت حظر مستمر للتجوال، افاق سكان مدينة بيت لحم ومخيم عايدة على اصوات مكبرات الصوت للجيش الاسرائيلي تدعوهم الى تسلم امر عسكري جديد صادر عن قائد جيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية موشيه كبلبيسكي الوف جاء فيه بصفتي قائد الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية ولاعتقادي لضرورة الامر وبسبب الاوضاع الامنية السائدة في الضفة الغربية فإني امر بوضع اليد على الارض الواقعة ضمن حوض تخمين رقم 28103 قطعة رقم 20،68 وحوض تخمين رقم 28029 قطعة رقم 19، وحوض تخمين 28106 قطعة رقم 20، 21، 22، 23، 53 وذلك لاسباب امنية حيث يبدا سريان هذا الامر فور توقيعة ولغاية 31122005 ويسمى هذا الامر " امر بشان وضع اليد رقم 314ت الضفة الغربية".والجدول التالي يوضح اسماء مالكين هذه الاراضي، والخارطة رقم (1) توضح هذا الامر.
الحوض |
رقم القطعة |
المالك |
28103 |
20 |
انطون جريس انسطاس/ صالح الياس |
|
68 |
علي احمد شختور معطي |
|
|
|
28029 |
19 |
روجينا حنضل زوجة حنا عيسى حزبون |
|
32 |
سعيد مراد السرياني |
|
29 |
الاوقاف الاسلامية |
|
|
|
28106 |
20 |
انطون انسطاس – ورثة شكري ناصر |
|
21 |
حنا ناصر واخوانه |
|
22 |
فكتوريا الياس فريج |
|
23 |
سعدي بركات |
|
53 |
دير الارمن |
بعد الاطلاع على الخارطة المرفقة لهذا الامر العسكري واسقاطها على صورة قمر اصطناعي اخذت للمنطقة عام 2000 يتضح لنا عزم جيش الاحتلال الاسرائيلي بناء جدار بطول 1500 متر يشطر هذه المنطقة الي شطرين ومن المتوقع ان يكون مسار هذا الجدار منتصف الشارع العام الواصل بين مسجد بلال بن رباح " قبر رحيل" والحاجز العسكري الاسرائيلي المقام على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم وذلك على غرار الجدار الذي تم بناءه بمحاذاة مسجد بلال بن رباح "قبر رحيل" الا انه من المتوقع ان يبلغ ارتفاع هذا الجزء من الجدار حوالي 8 امتار وسيضم خلفة عشرات الابنية السكانية والمحلات التجارية والورش الصناعية بالاضافة الى العديد من المصانع الامر الذي سيتطلب كما اوضح ضابط الجيش الاسرائيلي من السكان والمواطنين الراغبين في الوصول الى اماكن عملهم وسكناهم في هذه المنطقة الحصول على تصاريح خاصة للمرور وذلك عبر الحاجز العسكري ونقطة التفتيش الجديدة المزعم اقامتها بعد الانتهاء من بناء الجدار.انظر الى الخارطة رقم (2).
ان المتتبع للاوامر العسكرية الاسرائيلية المتعلقة في هذا الجزء من مدينة بيت لحم يرى بوضوح تام ما يهدف الية جيش الاحتلال من خطة لفصل وعزل هذه المنطقة حيث مصادرة مئات الدونمات من الاراضي الزراعية والمزروعة باشجار الزيتون منذ مئات السنين ومن ثم اقتلاع هذه الاشجار والعمل بما يسمى بالشارع الامني الممتد من شارع الانفاق غربا (شارع رقم 60) مرورا بالاراضي الشمالية لمحافظة بيت لحم والواقعة ضمن حدود بلدية بيت لحم وحفر الخنادق ووضع الاسلاك الشائكة على طول هذا الشارع لهو الدليل القاطع على النية المبيتة لجيش الاحتلال بضم هذه المنطقة الى ما يسمى بحدود بلدية القدس، هذا بالاضافة الى المخطط الاسرائيلي الجديد الرامي الى انشاء حاجز عسكري ضخم في هذه المنطقة على غرار حاجز إيرز في قطاع غزة حيث سيتم تقيد حركة الفلسطينيين في هذه المنطقة ومنع وصول المركبات الفلسطينية الى الحاجز حيث كشف عن مخطط اسرائيلي يرمي الى إستبدال الحاجز الحالي وشق شارع جديد يخدم الفلسطنيين والعمال الذين يذهبون للعمل في اسرائيل بحيث يسمح المرور في هذا الشارع فقط سيرا على الاقدام والخارطة المرفقة في هذا التقرير توضح موقع هذا الحاجز ومسار هذا الشارع المخصص لعبور الفلسطنيين. انظر الى الخارطة رقم (3).
ان الانتهاكات الاسرائيلية المتواصلة على الارض وخصوصا في هذا الجزء من المحافظة يخلق واقع جديد في المحافظة لا يمكن تجاهله حيث ستبلغ مساحة الاراضي التي سيقتطعها الشارع العسكري وهذا الجدار ما يقارب 15000 دونم من المساحة الاجمالية لمحافظة بيت لحم منها حوالي 3000 دونم تقع ضمن حدود بلدية بيت لحم.
من الواضح ان الهجمة الاستيطانية على هذه المحافظة لم تكن عفوية أو بمحض الصدفة بل جاءت نتيجة لسياسة مبرمجة وواضحة الهدف منها مصادرة اكبر مساحة من الارض وفرض سياسة الامر الواقع من ناحية, ومن ناحية اخرى جاءت من اجل خدمة المشروع الصهيوني المسمى بالقدس الكبرى والتي تسعى إسرائيل من خلاله الى توسيع حدود القدس إمتدادا من معالي أدوميم شرقا ً ومرورا ً بمستعمرة أبو غنيم (هار حوما) وجيلو الى كفار عتصيون جنوبا, فكان التوسع للمستعمرات القائمة وبناء البؤر الاستيطانية الجديدة في منطقة كفار عتصيون من اجل ربط جميع المستعمرات في هذه المنطقة مع بعضها البعض وجعلها وحدة جغرافية واحدة لا يمكن تجزئتها, ثم جاء التواصل الجغرافي بينها وبين مدينة القدس عبرالشارع الالتفافي رقم 60 الذي ربط بين هذه الكتلة الاستيطانية ومستعمرة جيلو المقامة على اراضي مدينة بيت جالا والتي تعتبر من وجهة نظر إسرائيلية احد احياء القدس. في هذه الاثناء وفي عام 1991 بدا العمل في مستعمرة جيفعات هاماتوس المقامة على اراضي بلدة بيت صفافا, وفي حزيران من العام نفسه جاء القرار الإسرائيلي بمصادرة جبل أبو غنيم من أجل إقامة مستعمرة عليه والتي بدا العمل فعليا بها عام 1997 وما زال متواصلا لغاية الان. وبإنتهاء العمل في هذه المستعمرة وما يرافقها من شق لطرق إلتفافية بالاضافة للشارع العسكري والجدار الفاصل والحاجز العسكري على غرار حاجز إيرز في قطاع غزة يكتمل المخطط الإسرائيلي الهادف إلى عزل القدس عن باقي المدن الفلسطينية في جنوب الضفة الغربية.
اعداد