في الرابع عشر من شهر تموز من العام 2020, أقدمت سلطة الطبيعة “الاسرائيلية” وبحماية قوة من جيش الاحتلال الاسرائيلي بتسييج نحو كيلو متر مربع من الأراضي الفلسطينية بمحيط منطقة جبل الفريديس جنوب شرق مدينة بيت لحم وإقامة بوابات حديدية حوله في خطوة من شأنها أن تعزل منطقة الجبل الاثرية التاريخية عن المحيط الفلسطيني ليبقى تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
الصورة 1-4: جانب من أعمال التجريف و التسييج التي جرت في منطقة جبل الفرديس
المصدر: هيئة مقاومة الجدار و الاستيطان
وتجدر الاشارة الى ان منطقة الجبل الأثري تقع في المنطقة المصنفة “ج” بحسب اتفاقية أوسلو الثانية المؤقتة للعام 1995, ويخضع لسيطرة سلطة الطبيعة الاسرائيلية. كما قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي قامت بإغلاق الطريق القديم (التاريخي) الذي يصل منطقة جبل الفرديس بالبحر الميت في محاولة لفرض المزيد من الوقائع على الأرض بهدف تضييق الخناق على المواطنين الفلسطينيين القاطنين في المنطقة و حرمانهم من استخدامها و فصلهم بالكامل عنها في سياق التمهيد لضمها.
و تبعا لاعمال التجريف والتسييج التي جرت في المنطقة, تسلم اهالي المنطقة في اليوم التالي (في الخامس عشر من شهر تموز من العام 2020) مخططا يقضي باعلان منطقة جبل الفرديس والأراضي الفلسطينية المحيطة وعشرات المنازل الفلسطينية “كمنطقة سياحية” تحت مسمى “بارك هيروديون”.
الصورة رقم 1: المخطط الاسرائيلي “هيروديون بارك”
وبحسب الخريطة التي تم الحصول على نسخة منها تبين أن المساحة المعلمة باللون الأصفر كما تظهر على الخريطة تبلغ 1030 دونما وتشمل ايضا 47 منزلا ومنشأة فلسطينية يمكن أن تكون عرضة للترحيل أو العزل جراء المخطط بسبب ضمها لتكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة. ويسود الخوف ايضا سكان المنطقة الفلسطينيين خوفا من الإجراءات التي قد تتبع الإعلان عن هذا المخطط والتي قد تكون سببا في حرمانهم من أراضيهم وعزلهم عن المحيط الفلسطيني المجاور أو حتى ترحيلهم من المنطقة.
وفي تحليل معمق للخريطة الاسرائيلية التي تم توزيعها, تبين أن الخريطة تعود لمخطط اسرائيلي قديم صدر بتاريخ العاشر من شهر كانون الاول من العام 1985 ويحمل رقم 497. ويشمل المخطط تخصيص 1030 دونما من الأراضي الفلسطينية في منطقة عرب التعامره كمنطقة “طبيعية” أو “سياحية”, بالتحديد في الحوضين رقم 4 و رقم 11, في المناطق التي يطلق عليها معاوية, العقبان, خلة ام الضيوف, قطعة فضل, مرج عامر, ام السللم و زيتون وقف الجبل. ويظهر المخطط ايضا تعيين الغالبية العظمى من الاراضي تم تصنيفها كمنطقة “طبيعية خاصة” – 835 دونما, هذا بالاضافة الى المنطقة الاثرية والشوارع الموصلة اليها و تخصيص منطقة تتخطيط مستقبلية. الجدول رقم 1 يظهر تصنيف المخطط الاسرائيلي رقم 497 – “هيروديون بارك”
الجدول رقم 1: تصنيف المخطط الاسرائيلي رقم 497 – “هيروديون بارك” | ||
النسبة المئوية | المساحة | تصنيف المخطط |
81.1 | 835.4 | مناظر طبيعية خاصة |
1.4 | 14.9 | حديقة أثرية |
2.2 | 22.8 | منطقة تخطيط مستقبلية |
11.5 | 118.3 | منطقة آثار |
0.6 | 6 | مواقف للسيارات العامة |
1.4 | 14 | طريق جديد أو توسيع طريق |
1.8 | 18.6 | طرق قائمة أو طرق موافق على اقامتها |
100.0 | 1030 |
الصور 1-4: المخطط الاسرائيلي رقم 497 للعام 1985
ويعود المخطط الصادر للامر العسكري الاسرائيلي رقم 363 الصادر في العام 1969 بشأن الأراضي المحتلة التي تم إعلانها “محمية طبيعية” أو “مناطق طبيعية”. وعادة يتم فرض قيود صارمة على البناء واستخدام الأراضي على هذه المناطق للمطالبة بحماية البيئة. و منذ احتلالها للاراضي الفلسطينية في العام 1967, استخدمت إسرائيل هذه الطريقة لمصادرة الأراضي التي يتم بناء المستوطنات عليها لاحقًا. علاوة على ذلك ، لم يتم تحديد أي تعويض عن الأضرارعلى الرغم من أنه من المفترض أن تكون المحميات الطبيعية لحماية البيئة ، إلا أنها في الواقع تعتبرها السلطات الإسرائيلية جزءًا محوريًا من برنامج الاستيلاء على الأراضي ، والذي يتم بناء المستوطنات عليه لاحقًا.
الخريطة رقم 1:
ان سياسات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة ما هو الا انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني كافة بما فيها حق تقرير المصير، حق المساواة، حق الملكية، الحق لمستوى لائق للحياة. كما يشكل انتهاكا صارخا لقرارت مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة التي ادانت السياسات الاسرائيلية بكافة أشكالها في الاراضي الفلسطينية المحتلة من مصادرة الاراضي الفلسطينية للاغراض العسكرية المختلفة, بناء المستوطنات الاسرائيلية, شق الطرق الالتفافية و غيرها مبينة ذلك في قراراتها:-
قرارات مجلس الأمن
- القرار رقم 242 لسنة 1967: و الذي يدعو الى انسحاب القوات الإسرائيلية المسلحة من الأراضي التي احتلتها في العام 1967, و يؤكد على عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالحرب، والحاجة إلى العمل من اجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة ان تعيش فيه بامان
- القرار رقم 446 لسنة 1979 الذي اكد على عدم شرعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس و اعتبارها عقبة خطرة في وجه السلام في الشرق الأوسط.
- القرار رقم 452 لسنة 1979 : و يدعو فيه مجلس الأمن سلطات الاحتلال الإسرائيلية وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في العام 1967 بما فيها القدس.
- القرار رقم 465 لسنة 1980 : الذي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك, وطالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات.