- الانتهاك: هدم جزي من مدرسة وتهديد ملعبها والطريق الواصل إليها.
- الموقع: خربة ابزيق شمال طوباس.
- التاريخ: 23/10/2018م.
- الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي وما تسمى سلطة حماية الآثار.
- الجهة المتضررة: أهالي خربة ابزيق.
- تفاصيل الانتهاك:
يعتبر التعليم من القواعد الأساسية في الثبات على الأرض لما له من توعية وإبراز المخاطر التي يتعرض لها الفلسطينيين على أرضهم جراء الاستهداف المتتابع من قبل الاحتلال الإسرائيلي لهم وتحديداً استهداف الفئة الشابة.
يذكر أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت عند حوالي الساعة السادسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء الموافق 23 تشرين الأول 2018م مدرسة التحدي 10 (مدرسة الدكتور مروان مجلي) الواقعة في خربة ابزيق شمال مدينة طوباس، حيث فرضت قوات الاحتلال طوقاً عسكرياً في محيط المدرسة ومنعت الطلاب والمعلمين من الاقتراب هناك، في حين شرع عدد من جنود الاحتلال الاسرائيلي بتفكيك غرفتين معدنيتين ( كرافانات) قبل أن يتم مصادرتهما ونقلهما عبر شاحنة إسرائيلية الى معسكر قريب لجيش الاحتلال، مع الاشارة الى ان تلك الغرفتين تستخدمان كغرفة للإدارة وغرفة للمعلمين البالغ عددهم أربعة وهما تبرع من (منظمة العمل ضد الجوع) بتمويل من الاتحاد الأوروبي، هذا بالإضافة إلى انه تم توجيه إخطاراً خطياً يحمل الرقم (206259) يتضمن وقف العمل والبناء لساحة المدرسة البالغة مساحتها 200م2 وللجدران المحيطة بطول 40مترا، كذلك أرضية الصفوف الأربعة بمساحة 20م2 للصف الواحد، هذا بالتزامن مع توجيه إخطار عسكري آخر يحمل الرقم (206260) والمتضمن وقف العمل في الطريق الزراعي المؤدي الى المدرسة بطول 500مترا حيث انه مجهز بمادة البسكورس بعرض 6 أمتار، وقد جرى تأهيل الطريق من خلال منظمة العمل ضد الجوع بتمويل من الاتحاد الأوروبي للتسهيل على الطلبة الوصول الى المدرسة.
وبحسب ما ورد في تلك الإخطارات العسكرية فقد حدد الاحتلال السابع من تشرين الثاني المقبل موعداً لجلسة البناء والتنظيم في محكمة “بيت ايل” للنظر في قانونية المنشآت المخطرة من حيث هدمها أو ترخيصها.
من جهة اخرى، سلم ما يسمى ضابط الآثار التابع لما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية القائمين على المدرسة إخطاراً عسكرياً جاء تحت عنوان وقف تدمير الآثار في إشارة إلى المباني القديمة التي جرى تأهيلها وتحويلها إلى صفوف دراسية، علماً بأنها شيدت خلال فترة الحكم العثماني قبل 100عام، والإخطار العسكري المتعلق بالآثار يشمل المباني المتعلقة بالمدرسة، بالاضافة الى تسليم اخطار اخر يحمل نفس العنوان يشمل الطريق المؤدي الى المدرسة.
وحول طبيعة المدرسة التي تم استهدافها افاد الاستاذ سائد قبها مدير مديرية التربية والتعليم في محافظة طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:
((فكرة مدرسة التحدي”10″ تأتي ضمن سلسلة مدارس التحدي والصمود التي أنشأتها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وعددها 11 مدرسة بدعم من الاتحاد الأوروبي في المناطق المهمشة والمستهدفة من قبل الاحتلال في الريف والبادية الفلسطينية، حيث أن بناء هذه المدارس في المناطق المستهدفة يوصل رسالة للعالم أجمع تؤكد قدسية التعليم لكل الفلسطينيين وإصرار الطلبة على مواصلة تعليمهم بالرغم من كل الظروف الصعبة والقاسية التي يمرون بها بفعل الاحتلال والاستعمار)).
وحول ما جرى من استهداف من قبل الاحتلال للمدرسة أكد قبها بالتالي:
(( مدرسة التحدي 10 انشات في صيف عام 2017م، وهي مكونة من أربعة صفوف عبارة عن مباني قديمة من الطين بمساحة 20متر مربع للصف الواحد، وكل صف يشمل مرحلتين أي الأول والثاني في صف والثالث والرابع في صف آخر، والخامس والسادس في صف والسابع والثامن في صف اخر، ويبلغ مجموع الطلبة في المدرسة حالياً 24 طالباً وطالبة وهذا العدد مرشح للزيادة في فصل الشتاء والربيع الى 50 طالب وطالبة بسبب هجرة البدو المستمرة من والى خربة ابزيق، وتتكون المدرسة من دورات صحية من الحديد وكذلك كرافانين تم تفكيكهما ومصادرتهما كانت بتبرع من منظمة العمل ضد الجوع، وكذلك الساحة المحيطة بالمدرسة بمساحة 200م2 بتنفيذ نفس المنظمة وهي مجهزة بالإنجيل الصناعي.
الصور 1-5: مدرسة التحدي بعد الاستهداف
الصوره6: صورة من تصوير عارف دراغمه للطلبة بعد استهداف المدرسة
من جهته اكد معتز بشارات مسؤول ملف الاستيطان والأغوار في محافظة طوباس لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:” (( هناك مخطط إسرائيلي لتفريغ منطقة الأغوار الفلسطينية، فجيش الاحتلال يتعمد بشكل دوري على تنفيذ تدريبات عسكرية في خربة ابزيق، بهدف تكبيد الأضرار بالسكان هناك، حيث حوّل الاحتلال مساحات شاسعة في منطقة ابزيق الى قواعد عسكرية ومناطق تدريبات عسكرية، واليوم تم هدم جزء إخطار الجزء الآخر لمدرسة التحدي في ابزيق بالإخلاء والهدم كونها تدمر الآثار القائمة بحسب وصف الاحتلال، حيث هذه وسيلة جديدة ابتدعها الاحتلال لتفريغ المنطقة وإيجاد مبرر لتهجير السكان، هذا الاحتلال الذي يستخدم القنابل والمتفجرات في تدمير المنطقة يعين نفسه اليوم حارساً على الإرث التاريخي فيها، حيث هذا عذرا أقبح من ذنب، فعلى ارض الواقع يقوم الاحتلال بمنع ترميم أو حتى الإقامة في المناطق التي يكون بها مباني أو آثار قديمة بحجة عدم الإضرار بالآثار ولكن في نفس الوقت يقوم بتسريب تلك المناطق للمستعمرين)). وقد عقب المواطن خليل احمد تركمان (41 عاماً) وهو احد أولياء الطلبة الذين يدرسون في مدرسة التحدي 10 بالتالي: ((ان مدرسة التحدي لها دور في حماية أبنائنا وتوفير الوقت والجهد حيث ان اقرب تجمع سكني على خربة ابزيق هي قرية سلحب وتبعد مسافة سبعة كيلومترات موصولة بطرق زراعية وعرة، ناهيك عن الخطر المحدق بأبنائنا نتيجة المخلفات العسكرية من بقايا التدريبات العسكرية في المنطقة، لذلك نجد من المدرسة فرصة لنا لحماية أبنائنا وتوفير بيئة تعليمية لهم في منطقتهم )).
يقطن خربة ابزيق عدداً من العائلات البدوية التي يتراوح عددها الآن بحسب معطيات شيخ التجمع 13 عائلة بدوية ( قرابة 110 فرداً) منهم 9 عائلة مقيمون في المنطقة بشكل دائم وما تبقى عبارة عن عائلات بدوية متنقلة ( بدو رحل) يتنقلون بحثاً عن الماء والمراعي. – كما أفاد رئيس مجلس مشاريع ابزيق علي التركمان لباحث مركز أبحاث الأراضي-.
يشار إلى أن مساحة خربة ابزيق حسب معطيات مجلس مشاريع التجمع 8000 دونماً منها 5000 دونماً تم تصنيفها بأنها أراضي خزينة المملكة الأردنية الهاشمية ولا يسمح للسكان البدو من استغلالها بسبب اعتداءات جيش الاحتلال المتكررة عليهم في حال تواجدهم في المنطقة والتي كان آخرها إنذار عدداً من المنشآت بالإخلاء كما ورد سابقاً، كذلك تصنف تلك الأراضي بأراضي مغلقة عسكرياً ومناطق تدريب لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
اعداد: