مستوطنو مستوطنة ‘الكانا’ شرعوا في الأيام القليلة الماضية خلال شهر نيسان 2011 بأعمال تجريف واسعة النطاق طالت تجريف ما يزيد عن 120 دونماً من أراضي قرية مسحة الواقعة ضمن حوض رقم 4 (أحواض أبو زريق) والتي تعود ملكيتها إلى آل عامر وآل الشلبي من قرية مسحة، ذلك بهدف توسعة مستوطنة ‘الكانا A’ من الناحية الشمالية الغربية.
ويقول أحد أبناء مسحة للباحث الميداني لمركز أبحاث الأراضي: ‘ تقع الغرب من قرية مسحة يزرع الاحتلال الدمار والخراب حيث توجد مستوطنة ‘الكانا’ التي أسست على أنقاض معسكر الجيش الأردني في جبل الحلو عام 1978م، لتكون نقطة لزرع الدمار والخراب في المنطقة ووسيلة لسرقة ما تبقى من أراض لقرية مسحة التي عزل الجدار العنصري ما يزيد عن 5 آلاف دونم من أراضيها خلف الجدار العنصري، وبالتالي حرم السكان هناك من مصدر رئيس للدخل لديهم في ارض كانت يوماً تعج بالخضرة وأشجار الزيتون فيها’.
صورة 1+2: أعمال توسعة في مستعمرة ‘ الكانا’
وتهدف أعمال التجريف إلى ربط مستوطنة ‘الكانا A ‘ ومستوطنة ‘الكانا B ‘ لتحويلها إلى كتلة استيطانية واحدة عبر إضافة العشرات من الوحدات الاستيطانية عليها بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية في تلك المنطقة خدمة للنشاطات الاستيطانية التوسعية في المنطقة. يذكر أن أعمال التوسعة والتجريف للأراضي الزراعية تأتي بموازاة عملية وضع عدد من الكرفانات جديدة داخل المستوطنة بالإضافة إلى شق طرق توسعة لصالح توسعة المستوطنة المذكورة أعلاه.
من جهة أخرى، يواصل الاحتلال إجراءاته التعسفية من خلال المماطلة في إعطاء المزارعين البالغ عددهم ما يزيد عن 400 مزارع التصاريح اللازمة للوصول إلى أراضيهم الزراعية التي عزلها الجدار العنصري في قرية مسحة، وذلك بالتزامن مع موعد حراثة الأرض في المنطقة، حيث يخلق الاحتلال عدة مبررات لعدم إعطاء معظم المزارعين التصاريح التي فرضها الاحتلال عليهم للوصول إلى أراضيهم، في حين يوفر الاحتلال الحماية اللازمة للمستوطنين لممارسة كافة أشكال التخريب والتدمير للأراضي الزراعية بالإضافة إلى ضخ مياه المجاري من المستوطنات التي تقع خلف الجدار العنصري صوب الأراضي الزراعية لتدميرها بالكامل ناهيك عن أعمال توسعة المستوطنات القائمة حيث يستغل المستوطنون الجدار العنصري وعدم قدرة المستوطنين على التواصل مع أراضيهم الزراعية لتحقيق هذا الهدف.
معلومات عامة عن قرية مسحة:
تبعد قرية مسحة عن الخط الأخضر 6كم وتمتد أراضيها حتى حدود أراضي بلدة بديا، وهي في محافظة سلفيت، حيث تبعد 20كم عن مدينة سلفيت, وتبعد 35كم غرب مدينة نابلس. بلغ عدد سكانها نحو 200 نسمة. وتعتبر قرية مسحة القرية الأم لبلدة كفر قاسم المحتلة عام 1948 بسبب أن ارض مسحة قبل عام 1948 كانت تمتد إلى نهر العوجا, وبالتالي رحل العديد من أهل مسحة إلى كفر قاسم، وفي حرب عام1948 قُسمت إلى قريتين, حيث احتل اليهود 70% من الأراضي وتشمل موقع كفر قاسم، و30% بقي من الأراضي في حدود الضفة الغربية وتشمل قرية مسحة. ويذكر أنه في سنة 1956 نفذت القوات الإسرائيلية آنذاك مجزرة بحق أهالي كفر قاسم أجبرت من تبقى منهم على الرحيل.
أما حسب إحصائيات عام 2007 فيبلغ عدد سكان قرية مسحة نحو 2003 نسمة، وتبلغ المساحة الكلية لقرية مسحة 7,870 دونماً منها 598.6 دونماً هي عبارة عن أرض مخصصة للبناء، و5272 دونماً أراضي مزروعة بالخضار والأشجار المروية وبأشجار الزيتون وهناك نحو 1000 دونماً أراضي مفتلحة و1000 دونماً عبارة عن أراضي بور ومراعي.
المستعمرات الإسرائيلية تنهش مسحة يوماً بعد يوم:
نهبت المستعمرات الإسرائيلية من أراضي قرية مسحة نحو 2200 دونماً، والمستعمرات المقامة على أراضي القرية هي:
مستعمرة ‘الكانا’، نهبت (1373.5) دونماً من أراضي مسحة.
مستعمرة ‘عيتص افرايم’، نهبت ( 539) دونماً من أراضي مسحة.
مستعمرة ‘ شعار تكفا’، تبلغ مساحتها الإجمالية (1130.5) دونماً منها 283 دونماً نهبت من أراضي مسحة.