الانتهاك: الاعتداء على مدرسة وعلى مقبرة القرية والمقامات الدينية.
الموقع: قرية عورتا الفلسطينية في محافظة نابلس.
تاريخ الانتهاك : 20 كانون ثاني 2010م.
الجهة المعتدية: عشرات المستوطنين بالتواطؤ مع جيش الاحتلال الإسرائيلي .
الجهة المتضررة: المقامات الدينية و أهالي قرية عورتا.
صورة 1: المستوطنون ينتهكون حرمة الأموات الفلسطينيين في قبورهم
قرية عورتا الفلسطينية وموعدها الجديد مع الاعتداءات:
اشتهرت هذه القرية بسهولها الخضراء وتلالها المرتفعة، وتاريخها العريق المتمثل بالمقامات الدينية بها التي تدل على تاريخها القديم وأصالتها، قرية عورتا كانت على موعد جديد من مسلسل اعتداءات المستوطنين على أهالي و أراض القرية، فعند الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة الأربعاء 20 كانون ثاني 2010 اقتحمت القرية قرابة عشرة دوريات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة 8 حافلات ( 350 مستعمراً) تقل مستعمرين أتوا من عدة مستعمرات باتجاه قرية عورتا، حيث عمد جنود الاحتلال الإسرائيلي في خطوة لحراسة أمن المستعمرين إلى فرض حالة منع التجول على القرية ثم قاموا باعتلاء أسطح المنازل المرتفعة في القرية وتخريب محتويات تلك المنازل مع ترديد كلمات مشينة بحق النساء في تلك المنازل، أما المستعمرون فأخذوا على عاتقهم الانتشار في أنحاء القرية وخاصة في محيط المقامات الدينية الثلاث وهي: مقام السبعين شيخ الملاصق للمقبرة التي تقع في وسط القرية، ومقام المفضل المحاذي لمسجد القرية ومقام العزيرات الواقع على أطراف القرية الجنوبية والمحاذي لمدرسة ذكور عورتا الثانوية، حيث أقدم المستعمرون على تحطيم عدد من شواهد القبور دون الالتفات لقدسيتها وكرامة الأموات فيها، وإلقاء زجاجات الخمرة وبعض مخلفات الطعام على القبور المحاذية لمقام السبعين شيخ الذي لم يسلم هو أيضاً من حرق جزء منه بالإضافة إلى كتابة بعض العبارات المشينة بحق الدين الإسلامي وأهالي القرية على جدران القبور من قبل هؤلاء المستعمرين.
صورة 2: خارطة فلسطين أضيف عليها أسماء مواقع يهودية – عورتا / نابلس
كما أقدم المستعمرون على مداهمة مقام المفضل، حيث عمدوا إلى كتابة شعارات ورسومات مسيئة للإسلام ولأهالي القرية باللغة الانجليزية والروسية بالإضافة إلى العبرية، علاوة على الإساءة إلى شهداء القرية من خلال تشويه صورهم المعلقة على جدران بيوت القرية ببعض الرسومات المشينة، وحتى خارطة فلسطين الموجودة في منتصف القرية لم تسلم من المستعمرين الذين قاموا بكتابة بعض المواقع والمستعمرات عليها في تحدي لمشاعر الفلسطينيين أصحاب الأرض.
أما مدرسة عورتا الثانوية للذكور، فلم تسلم هي أيضاً من اعتداءات المستعمرين الذين قاموا بكسر بوابة المدرسة للوصول إلى ساحاتها لإقامة الحفلات فيها تحت أصوات صاخبة ومخيفة في ليل قرية عورتا الذي يتميز بهدوءه.
صورة 3+4+5+6: تدنيس المقدسات والمقامات الدينية من قبل المستعمرين الإسرائيليين – عورتا / نابلس
من جهته يقول السيد هاني دراوشة (43عاما) العضو في المجلس القروي لباحث مركز أبحاث الأراضي: ' بالنسبة إلى المقامات الدينية الثلاث التي يعود أصلها إلى عهد المماليك، اعتاد اليهود السامريون القاطنين في مدينة نابلس على زيارتها كونها تمثل لهم وقفًا دينياً، وبعد عام 1987م أصبحت مجموعات من المستعمرين تهاجم القرية بين الفترة والأخرى تارة تحت حماية جيش الاحتلال وتارة أخرى يأتون لوحدهم تحت جنح الظلام لزيارة المقامات الدينية الثلاث، حيث يتحججون بأن تلك المقامات هي عبارة عن رموز توراتية بالنسبة إليهم، حيث يزعمون أن سيدنا موسى عليه السلام تلقّى التوراة من ربه في المنطقة .. ومن هنا اعتاد المستعمرون على اقتحام القرية تحت هذا المبرر، حتى بتنا نتخوف من أن تصبح المقامات الإسلامية بؤرة استيطانية بعد حملة إعلامية ومزاعم دينية متطرفة لتكون نقاطاً متفجرة وتصبح مقاماً جديداً يشبه مقام يوسف بنابلس. '
من جهته يؤكد أهالي القرية أن المقامات الدينية الثلاث أنها إسلامية بحتة وليس لليهود أي حق فيها وهي مقامات المفضل والسبعين شيخ والعزيرات حيث تروي العجائز في القرية أحاديثَ عن أيام زمان عندما كان الجميع يتوجّه للمقامات وتحديداً السبعين شيخاً للصلاة فيها وهي مفروشة بالحصير المصنوع من القش وإضاءة الأسرجة والشمع فيها قبل وقوع الضفة تحت براثن الاحتلال .
معلومات عامة عن قرية عورتا:
تقع قرية عورتا على بعد 7كم جنوب شرقي مدينة نابلس وتعتبر قرية عورتا قرية تاريخية وبوابة جنوبية لتلال وجبال جبل النار ويحد القرية شمالاً مدينة نابلس وقرية بيت فوريك ويحدها جنوباً قرية بيتا وأودلا وغرباً قرية حوارة وشرقا قرية عقربا، حيث تطل جبال ومرتفعات القرية على أكثر من 12 قرية فلسطينية بالإضافة إلى مدينة نابلس ويقع جزء من أراضي القرية داخل حدود بلدية نابلس.
صورة 7: موقع قرية عورتا / محافظة نابلس
تبلغ مساحة أراضي قرية عورتا قرابة (15,051) دونماً، منها 653 دونماً عبارة عن مسطح القرية، وما تبقى من ارض فتشتهر بخصوبتها وتشتهر بالزيتون الرومي القديم الذي يدل على أقدمية وتاريخ هذه القرية وتشتهر أيضا بزراعة القمح والشعير والبقوليات، وبلغ عدد سكان قرية عورتا المتواجدون فيها حاليا قرابة (5,623 نسمة) حسب إحصائيات عام 2007، صادر الاحتلال الإسرائيلي ما مساحته 2,388 دونماً لصالح المستعمرات والاستيطان، يعتمد قسم كبير من أهالي البلدة على الزراعة وتربية الأغنام كمصدر دخل أساسي بالنسبة لهم، حيث توجد في القرية عدد من العائلات التي تشكل القرية وهي: عواد، قواريق، دراوشه، شراب.( المصدر وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي)
يذكر أن قرية عورتا تفتقد لمقومات البنية التحتية، علماً بأنها إلى تاريخ اليوم تفتقد إلى شبكة مياه قطرية على الرغم بأن القرية قائمة بالأصل على خزان ماء كبير، حيث أن اعتماد سكان القرية على آبار الجمع وعلى صهاريج نقل الماء والتي تعتبر مكلفة بالنسبة إليهم، ويشار إلى انه يجري الآن بناء حاووز ماء ضخم على سهل روجيب لخدمة القرية والقرى المجاورة بتمويل إحدى المنظمات الدولية الإنسانية والذي من المقرر في حال تشغيله سد حاجة القرية من مياه الشرب.
يوجد داخل قرية عورتا ثلاثة مقامات تاريخية حسب تاريخ العصر المملوكي نسبت لأولياء صالحين حيث إن سلطات الاحتلال هودت هذه المقامات التاريخية ونسبتها إلى مسميات إسرائيلية تقع هذه المقامات على شكل أضرحة كبيرة وساحات على ثلاث مواقع متباعدة غرب.. وسط ..وشرق القرية.( المصدر: مجلس قروي عورتا)
مستعمرة ايتمار:
أفي يوم ذكرى إعلان قيام الكيان الصهيوني المزعوم عام 1984 أقيمت النواة الجديدة لـ (إيتمار) على أراضي القرى الفلسطينية: عورتا ويانون وبيت فوريك على أيدي طلاب معهد مئير من القدس أطلق عليها في البداية اسم 'تل حاييم' كإشارة لاستئناف ما يسمى بالحياة اليهودية في الموقع الذي يعتبرونه رمزاً دينياً و عقائدياً له ارتباطات مزعومة 'بالعيزر إيتمار بنحاس' و السبعين شيخاً حسب التاريخ اليهودي.
وبلغ عدد المستعمرين 557 مستعمراً وبلغ مسطح البناء للمستعمرة 3,098 دونماً. أنشأت مستعمرة ايتمار عام 1984م.
صورة 8: مستعمرة ايتمار تحتل قمة تل لقرية عورتا / محافظة نابلس
يوضح الجدول التالي الأحواض التي سيطر الاحتلال عليها لصالح المستعمرة حيث تم إقامة المستعمرة على جزء منها وتشييك المساحات الأخرى في محيطها يمنع المواطنين من الوصول إليها [1]:
رقم الحوض |
اسم الموقــــع |
المساحة بالدونمات |
1 |
خلة العدس |
500 |
2 |
القوالب |
1750 |
3 |
بئر ارشيد ، المعلقة ، الشيخ محمد ، خلة سلطان |
2350 |
4 |
معاصر الجلود |
600 |
5 |
أرض الشعب و خلة عبد الله |
1600 |
والى الشمال من قرية عورتا يقع معبر عورتا الرئيسي لنقل البضائع الذي يعتبر احد الحواجز العسكرية الذي يفصل مدينة نابلس عن محيطها الفلسطيني، وهو في الوقت ذاته يعتبر الممر التجاري للشاحنات الداخلة والخارجية من وإلى مدينة نابلس عبر قرية عورتا، ويستخدمه الاحتلال في التحكم بالحركة التجارية من و إلى مدينة نابلس.
[1] المصدر: مجلس قروي عورتا
اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس