تزايد وتيرة قطع و تخريب الأشجار الزراعية في واد قانا و قرى غرب نابلس

تزايد وتيرة قطع و تخريب الأشجار الزراعية في واد قانا و قرى غرب نابلس
 

 

 

 

في الآونة الأخيرة زادت اعتداءات المستعمرين اليهود على المواطنين الفلسطينيين وخاصة المزارعين منهم، حيث لم يجدوا من يردعهم عن هذه الاعتداءات فتمادوا في مضايقتهم للفلسطينيين، ففي 19 نيسان 2008 قام مستوطنو ‘ كرني شمرون’ باقتلاع 300 شجرة حمضيات بعمر سنة من ارض المزارع حسن منصور، وتقع ارض منصور في واد قانا وتبعد مسافة 8كم شمال قرية دير استيا، وتبعد مستعمرة ‘ كرني شمرون’ عن ارض منصور نحو 350م حيث يوجد طريق زراعي يربط مستعمرة ‘كرني شمرون’ بطريق واد قانا بطول 4كم، ويمر هذا الطريق بمحاذاة ارض منصور وهي الأرض الوحيدة المزروعة بالقرب من المستعمرة بسبب مضايقات المستعمرين اليهود، مما جعلها محط أنظار المستعمرين. انظر صورة 1

 









 








 


 

 

وفي 22 نيسان 2008 صادف عيد الفصح عند الشعب اليهودي، والعيد يعني لدى الشعب اليهودي هو التنكيل والاعتداء على المواطن والمزارع والفلسطيني، فقام عدد كبير من المستعمرين اليهود في يوم عيدهم بالتنزه في أراضي المواطنين وتخريبها وتلويث الينابيع المائية التي تستخدم للشرب والزراعة وحولوها إلى مسابح لهم، وكذلك قاموا باستفزاز المارة ومنع المزارعين من استغلال أراضيهم الزراعية في المنطقة.

 










صورة 3 : المستوطنون الاسرائيليون يتنزهون على ارض المواطن منصور ويظهر في الصورة الأشجار التي تم قلعها



صورة 4 : المستوطنون يقومون بتلويث مياه وادي قانا بالقرب من المكان الذي تم فيه تقليع الاشجار



الحاج حسن مصطفى منصور منصور (64) عاماً من مواليد واد قانا عام 1946م ،  مزارع بسيط ورث حب الأرض أباً عن جد،  حيث يعتبر شاهداً حياً للمعاناة اليومية  لجميع المزارعين في منطقة واد قانا ، فهو يمتلك عدد من قطع الأراضي في منطقة واد قانا شمال محافظة سلفيت، وفي بداية عام 2008  قام المزارع حسن منصور باستئجار قطعة أرض بمساحة 15 دونماً في المنطقة المعروفة ‘بالميادين’ حوض رقم ‘6’ قطعة رقم ‘146’ و ذلك بهدف زراعتها ، وقام باستصلاحها و إعادة إحيائها، ثم قام في بداية شهر شباط 2008  بشراء 200 شجرة زيتون من النوع النبالي المحسن  بعمر سنتين ليزرعها بالأرض المستصلحة ، علما بان الأرض تقع على بعد حوالي 350م من مستعمرة ‘كرني شمرون’ شرقاً حيث يوجد طريق زراعية تربط المستعمرة من الجهة الشرقية بطريق واد قانا و تمر تلك الطريق بجانب ارض الحاج حسن منصور، حيث يشار هنا إلى أن معظم الأراضي الزراعية في محيط مستعمرة ‘ كرني شمرون’ و المستعمرات التي تقع في واد قانا،  جميعها أراضي بور بسبب قيام  المستوطنين بين فترة و أخرى  بمضايقة المزارعين و مهاجمتهم في كثير من الأحيان و الانتهاء بتدمير تلك الأراضي الزراعية، والهدف ضم الأرض للمستعمرات لتوسيعها، و رغم  كل التحديات  قام الحاج حسن منصور بزراعة الأرض مما دفع الكثير من المزارعين في قرية دير استيا المجاورة إلى التفكير بإعادة استغلال الأراضي الزراعية في تلك  المناطق، و لكن الطامة الكبرى كانت في 18 نيسان 2008،  حيث أقدم عدد من المستوطنين على اقتلاع جميع غرس الزيتون التي تمت زراعتها بالإضافة إلى تكسير أغصان الأشجار و السيقان بواسطة الأيدي، مما دفع الحاج حسن إلى تقديم شكوى رسمية إلى شرطة الاحتلال في مستعمرة ‘ارائيل’ و التي كالعادة استهترت بالموضوع لأن المشتكي فلسطيني.

 

ويتحدث الحاج منصور بقهر لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها ارضي إلى هجوم من قبل المستعمرين ففي عام 1999م أقدم مجموعة من المستوطنين على مهاجمة ارضي التي أملكها وهي مجاورة للأرض التي تضمنتها في منطقة ‘الميادين’ مما أدى إلى اقتلاع 300 شجرة من الحمضيات كانت مزروعة بالأرض و تكسير أغصانها، و عندما بلّغت الارتباط العسكري الإسرائيلي بالأمر و الذي حضر إلى المكان ولم يفعلوا شيئاً، وبعدها شاهدت بقية من الأغصان التي كانت مزروعة في ارضي على مدخل مستعمرة ‘كرني شمرون’ و رغم ذلك قام ضابط الإدارة بالاستهتار بالأمر بحجة قرب الانتخابات الإسرائيلية في ذلك الوقت و انه لا يريد إزعاج المستوطنين لهذا السبب.’

 

يشار إلى أن اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية في واد قانا ، ليست المرة الأولى بل هي مستمرة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، أصبحت مضايقات المستعمرين تتزايد وبعد ان أقيمت على أراضي الوادي سبعة مستعمرات،  من شمال واد قانا ( كرني شمرون، جنات شمرون، نوف اورامين ) ومن جنوب الوادي ( نوفيم، ياكير)     ومن الشرق ( عمانوئيل) والتي تلقي مجاريها في الوادي حيث وصلت المياه العادمة إلى تلويث عيون (الجوزة، والفوار) وتمتد مياه المجاري حتى برك البصة وبركة الجمال،  ومن  جهة الغرب (معاليه شمرون)  حيث وجود هذه المستعمرات تشكل خطورة بالغة على واد قانا الذي أصبحت أراضيه تتآكل وتتراجع الحياة فيه ويهجره أهله، وهذا أسلوب ممنهج من المستوطنين لترحيل الفلسطينيين عن أراضيهم مقدمة للاستيلاء عليها.


وتقوم مستعمرة ‘كرني شمرون’ بإلقاء مياه مجاريها إلى الوادي مباشرة من فوق عين التنور، حيث قامت بتلويث مياه هذه العين وحرمان المزارعين من الاستفادة منها للزراعة وري محاصيلهم وسقاية دوابهم وثروتهم الحيوانية، هذا .بالإضافة إلى البؤرة الاستيطانية نوف اورمين التي تتوسط واد قانا و تساهم في بث الملوثات على الأراضي الزراعية لا سيما مياه المجاري، و التي كان لها آثار واضحة من دمار وتأثير على البيئة والنباتات والثروة الحيوانية. ويوضح الجدول التالي أسماء المستعمرات المحيطة والمقامة على أراضي  وادي قانا:

 



































































الرقم

اسم المستعمرة

سنة التأسيس

مسطح البناء

المساحة الكلية

عدد المستوطنين لغاية عام 2004م

1

كرني شمرون

1978

1351

7339

6170

2

معاليه شمرون

1980

216

1903

549

3

ياكير

1881

342

1364

960

4

عمانوئيل

1982

328

1909

2585

5

غنات شمرون

1985

484

غير محدد

غير محدد

6

نوفيم

1989

248

331

414

7

نوف اورنيم

1991

153

غير محدد

غير محدد

 

المجموع

 

3122

1746

10678

  

 

كما أن حالة انعدام الأمن وتحرش المستعمرين بالمواطنين المقيمين والزائرين للوادي أثرت على الزراعة في الوادي، ومساحة الأراضي المزروعة تناقصت بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً، حيث فقد واد قانا أكثر من نصف الأراضي الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أراضيه بالإضافة إلى ذلك أصبحت الأراضي الزراعية المحاذية للمستعمرات بوراً غير صالحة للزراعة بسبب اعتداءات المستعمرين المتكررة على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستوطنات هذا ودفع الكثير من المزارعين إلى عدم قدرتهم على استغلال أراضيهم.

 

تجدر الإشارة هنا إلى أن أساليب المستوطنين في مهاجمة المزارعين قد تعددت و تنوعت منها إطلاق عدد كبير من الخنازير البرية صوب الأراضي الزراعية، إلى تشكيل عصابة من قطعان المستوطنين و مهاجمة المزارعين الذين يعملون في أراضيهم في الواد و مهاجمة رعاة الماشية هناك و سرقة أغنامهم، حتى ما تسمى سلطة البيئة التابعة للاحتلال لم تتوانى عن مضايقة المزارعين في الوادي من خلال منع المزارعين من إقامة اسيجة حماية للأراضي المزروعة بالمحاصيل الحقلية بالوادي بحجة أن تلك الاسيجة تسبب الأذى للحيوانات البرية في المنطقة، حتى الخنازير البرية المؤذية لأراضي المزارعين يمنع قتلها في الوادي  بحجة أنها حيوانات برية  مما أدى إلى زيادة عددها بشكل ملحوظ وهذا بدوره ساهم بزيادة الأذى و تخريب المحاصيل الزراعية بالواد، ناهيك عن عملية مصادرة الأراضي المستمرة لصالح توسيع المستوطنات القائمة بالواد و حرمان المزارعين من الاستفادة منها. انظر الخارطة

 








 

 

 

 



Categories: Agriculture