ضمن سياسة التهجير القسري, مخطط جديد يهدف لاقتلاع التجمعات البدوية الفلسطينية من الأغوار الفلسطينية والقدس المحتلة

September 11, 2014

في مخطط إسرائيلي جديد عنصري، يستهدف التجمعات البدوية في الأغوار الفلسطينية، أقدمت ما تسمى اللجنة الفرعية للتخطيط والترخيص – الإدارة المدنية الإسرائيلية بإيداع عدد من المخططات التفصيلية التي تهدف لإقامة بلدة بدوية في منطقتي النويعمة والديوك الفوقا شمال مدينة أريحا كبديل عن عدد من التجمعات البدوية المنتشرة في غور الأردن وشرقي القدس المحتلة.   وتعتبر تلك الخطوة ضمن أهداف الاحتلال الإسرائيلي بالتخلص من التجمعات البدوية في غور الأردن لصالح توسعة المستعمرات القائمة في غور الأردن، كذلك لصالح تنفيذ أجندة الاحتلال عبر ضم الأراضي الفلسطينية الغورية الى دولة الاحتلال مستقبلاً، وأيضاً تهدف لاقتلاع الوجود الفلسطيني في شرقي القدس لضم الأراضي الفلسطينية للمستعمرات الإسرائيلية " معاليه ادوميم وكيدار" لتنفيذ مخطط E1 ضمن المشروع الاحتلالي " القدس الكبرى".

ففي 27/08/2014 أقدمت الإدارة المدنية  الإسرائيلية – اللجنة الفرعية للتخطيط وللترخيص على إيداع 3 مخططات تنظيمية تفصيلية على حساب أراضي النويعمة، ومن خلال الإعلان تم إمهال أصحاب الأراضي والمالكين للاعتراض على المخطط مدة 60 يوماً من تاريخ نشره مع وضع شروط تقتضي إجراءات معقدة. وفي 10/09/2014 نشرت أيضاً الإدارة المدنية – اللجنة الفرعية للتخطيط وللترخيص 3 إعلانات حول مخططات تنظيمية تفصيلية على حساب أراضي النويعمة. فيما يلي المخططات التي نشرتها الإدارة المدنية الإسرائيلية وأهداف كل مخطط:

المصدر: الإعلانات نشرت في جريدة القدس يومي 27/8/2014 و10/09/2014 – تجميع فريق العمل في مركز أبحاث الأراضي. 

جدير بالذكر أن الاحتلال وضع مخططه هذا على اراضي قرية النويعمة الفلسطينية دون الرجوع للتجمعات البدوية الفلسطينية المقرر ترحيلها ولا أيضاً مراجعة أهالي النويعمة المالكين للأراضي التي خطط الاحتلال اقامة مخططات هيكلية عليها لصالح التجمعات البدوية، حيث تفرد الاحتلال بنفسه في رسم معالم تلك المخططات، دون الأخذ بعين الاعتبار نمط حياة البدو في معيشتهم، وستكون تلك البلدة محاطة بمناطق تدريب عسكرية وأبراج مراقبة، عدى عن الحواجز العسكرية، مما يعني حرمان البدو من استغلال المراعي المحيطة التي يعيشون أصلاًَ على نمط رعي المواشي وتعتبر مصدر  دخلهم الأساسي.

هذا ويضطر ما يقارب من 2000 عائلة بدوية (12500 فرداً)  من التجمعات البدوية: "  الخان الأحمر، التجمع البدوي في مخماس، التجمع البدوي شرق بلدة الطيبة، بدو المعرجات، بدو منطقة عين سامية، البدو في منطقة  رأس العوجا، وبدو الكعابنة شرق أريحا"  الى الرحيل الى تلك البلدة، وقد خصص الاحتلال ما مساحته 200م2  لكل عائلة، وهذه المساحة لا تكف الأغنام وحدها.

وتبرز خطورة هذا المخطط في انه لا يوجد أي تعديل أو إضافات مستقبلية  ولمدة 20 عام على المساحة المخصصة وفق المخطط الهيكلي لتلبية الزيادة الطبيعية للسكان مستقبلاً، مما يعني أن هناك كارثة حقيقة سوف تنجم في حال تنفيذ المخطط الإسرائيلي.

صورة 1: المخطط النويعمة الصادر عن جمعية بمكوم الإسرائيلية 

الصور 2-3:  المنطقة المستهدفة في المخطط

شكل آخر من الأشكال الترحيل القسري:

تجدر الإشارة الى أن البلدة البدوية التي يسعى الاحتلال الى إنشائها وكما أسلفنا تهدف الى تكريس الوجود الاستعماري في غور الأردن عبر استباحة كافة الأراضي وبل خيرات المنطقة، في حين يحرم أصحاب الأرض الأصليين  من استغلال أراضيهم التي يخطط الاحتلال الى حرمانهم منها. بالإضافة الى ما تقدم، تعتبر خطوة الاحتلال هده وسيلة نحو الهروب الى الوراء في ظل تعاظم الرأي الدولي نحو ممارسات  الاحتلال العنصرية عبر هدم البيوت والحظائر وتشريد عائلات بأكملها في الأغوار.

لا تلبي أدنى متطلبات الحياة:

يذكر  أن  الاحتلال الإسرائيلي برر هذا المخطط الجديد في تحسين ظروف الحياة التي يعيشها البدو في منطقة الأغوار بصفة الاحتلال هو المسؤول المباشر على المنطقة الأغوار الفلسطينية. ولكن الواقع هو نقيض الكلام الذي يتحدث به الاحتلال، فالاحتلال لم يشاور البدو في إعداد هذا المخطط، بل انفرد بإعداده وسيعمل المخطط الجديد على تغيير جذري في نمط البداوة للسكان ويسلبهم مصدر رزقهم الوحيد، وسيتم تحويلهم إلى بلدة مكتظة بالسكان تعاني الفقر الشديد ونقص في البنية التحتية والخدمات، وتعاني من كوارث صحية وبيئة يصعب التعاطي معها.

استكمالاً لمخطط سابق:

يشار الى أن مخطط الاحتلال الجديد هو استكمالاً لمخطط سابق تم إعداده لتجمع عرب الجهالين في فترة التسعينات من القرن الماضي، حيث فرض الاحتلال عليهم الرحيل القسري من أطراف مدينة القدس الى بلدة صغيرة من تخطيط الاحتلال تقع بجانب مكب النفايات في بلدة ابوديس، بحيث تفتقر تلك البلدة لأدنى مقومات البقاء وكما عملت على حرمان  السكان من الحصول على المراعي، و بالتالي تغيير النهج الزراعي والطابع البدوي للسكان، لصالح مخطط توسعة مستعمرة "معاليه ادوميم".

  تجدر الإشارة الى أن ما تقوم به دولة الاحتلال يعتبر بمثابة جريمة حرب وضرب لكافة المواثيق الدولية الداعية التي تلزم دولة الاحتلال بالحفاظ على حقوق المدنيين في الأرض المحتلة وحقهم الطبيعي في البقاء في بيوتهم، ولكن الاحتلال الإسرائيلي سلب من الفلسطينيين ثرواتهم وأراضيهم، وعمل على إجبارهم على النزوح القسري خدمة لمصالح سياسية خاصة بدولة الاحتلال.

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس