اسرائيل تواصل طرح المخططات لخلق تواصل جغرافي استيطاني وترسيخ السيطرة على القسم الشرقي من مدينة القدس

اسرائيل تواصل طرح المخططات لخلق تواصل جغرافي استيطاني وترسيخ السيطرة على القسم الشرقي من مدينة القدس

    



 

أودعت دائرة أراضي اسرائيل بتاريخ الحادي عشر من شهر تشرين أول من العام 2011 مخطط رقم 14295 خاص بمستوطنة جفعات هماتوس الاسرائيلية المقامة على أراضي بلدة بيت صفافا لمراجعة الجمهور. و تعتبر هذه الخطوة الأخيرة قبل الموافقة على المخطط و اصدار تراخيص البناء والمناقصات. و عادة ما يمنح الجمهور فترة 60 يوما لتقديم الاعتراضات والتحفظات على المخطط تمهيدا لإقراره. و يقضي المخطط الصادر عن دائرة أراضي اسرائيل و تحت الاشراف المباشر للحكومة الاسرائيلية,  ببناء 2610 وحدة سكنية جديدة في المنطقة ما بين موقع المستوطنة و بلدة بيت صفافا الفلسطينية. و تدعي السلطات الاسرائيلية بأن المخطط سوف يتضمن بناء عدد من الوحدات السكنية لصالح أهالي بلدة بيت صفافا الفلسطينية, الا أن هذا الادعاء هو تضليل للرأي العام و ذلك لاباحة بناء المستوطنات على الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل عقب العام 1967 و تستمر في توسعتها حتى يومنا هذا. و كانت السلطات الاسرائيلية عندما بدأت البناء في مستوطنة ‘جبل أبو غنيم[1]‘ (هار حوما), ادعت أن جزء من البناء سوف يكون للفلسطينيين في المنطقة, الا أن الواقع جاء غير ذلك, اذ تم بناء المستوطنة و مصادرة الاراضي المحيطة بها و بناء جدار عزل من حولها لمنع وصول الفلسطينيين الى المستوطنة او حتى الاقتراب منها و بالتالي, حرمان الفلسطينيين من أراضيهم بمصادرتها و خلق واقع أليم عليها.  كما تخطط بلدية القدس الاسرائيلية بتوسعة المستوطنة في المستقبل القريب اذ يظهر المخطط الهيكلي لمدينة القدس في العام 2004  (المخطط الهيكلي 2020) وجود مستوطنتين جديدتين في المنطقة المجاورة لمستوطنة مستوطنة أبو غنيم (هار حوما)، الأولى تقع في الجهة الجنوبية الشرقية لمستوطنة هار حوما (مستوطنة أبو غنيم) بينما تقع الثانية في الجهة الشمالية الغربية للمستوطنة. و بحسب المخطط سوف تحتل هاتان المستوطنتان حوالي 1080 دونما إضافية من الأراضي الفلسطينية. و الجدير بالانتباه ان بلدية القدس تسعى جاهدة لتنفيذ المخططات الاستيطانية في المدينة لتعزيز السيطرة عليها و جعلها ذات أغلبية يهودية.  

 

و يأتي المخطط رقم 14295 مكملا لمخطط قديم يحمل رقم (5834 ا) كان قد تم نشره في الخامس و العشرين من شهر اذار من العام [2]2008 لبناء2337 وحدة استيطانية جديدة على 411 دونما من أراضي بلدة بيت صفافا, الا أن المخطط لم يتم تنفيذه بسبب عدم توفر مخططات هيكلية تفصيلية للموقع و بالتالي عدم المقدرة على ايداع المخطط للجمهور للاعتراض عليه في الفترة المخصصة لذلك, حيث تم اعادة تجزأة الاحواض في الموقع المخصص للبناء و ايداع مخططات هيكلية تفصيلية جديدة و بالتالي ايداعها لمراجعة الجمهور  مع زيادة في عدد الوحدات الاستيطانية التي سوف يتم بنائها في الموقع, من 2337 وحدة استيطانية الى 2610 وحدة.

 

مستوطنة جفعات هماتوس

 

في العام 1990, شوهدت المقطورات  (الكرفانات) الاولى لمستوطنة جفعات هماتوس الاسرائيلية لاول مرة على أراضي بلدة بيت صفافا الفلسطينية. و اليوم, ما يقارب 30 عربة متنقلة موجودة في موقع المستوطنة الواقعة جنوب مدينة القدس و يقطنها أكثر من 300 مهاجر أثيوبي يهودي. و تقوم المستوطنة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في العام 1967 من محافظة بيت لحم لتوسيع حدود بلدية القدس.

 

و تتوسط مستوطنة جفعات هماتوس الاسرائيلية مستوطنتي جبل أبو غنيم (هار حوما) و مستوطنة جيلو[3], الامر الذي يشير الى اهمية اقامة هذه المستوطنة من ناحية سياسية و جغرافية اذ انها سوف تعمل على خلق نوع من التواصل الجغرافي بين المستوطنات الاسرائيلية السابق ذكرها و تلك في القدس الشرقية و مجمع مستوطنات غوش عتصيون في الجنوب. و في نفس الوقت سوف يعمل هذا المخطط على استكمال عملية عزل محافظة بيت لحم عن مدينة القدس و تدمير أي امكانية لخلق تواصل جغرافي بيت التجمعات الفلسطينية المحيطة بموقع المخطط. خارطة رقم 1

 

 





 

 

و ينقسم مخطط البناء في مستوطنة جفعات هماتوس الى أربعة مراحل, المرحلة الاولى تحمل رقم ( 5834 أ) و تم اقرارها في شهر اذار من العام 2008 و تشمل بناء 2337 وحدة استيطانية. أما المرحلة الثانية من المخطط فتحمل رقم (5834 ب) و تم الاعلان عنها في شهر كانون ثاني من العام 2010 و تتضمن بناء 549 وحدة استيطانية في موقع المستوطنة. و المرحلة الثالثة من المخطط تحمل رقم (5934 ج) و تتضمن بناء 813 وحدة استيطانية في الموقع. و قد تم مناقشة الاعتراضات المقدمة على المرحلة الثالثة من المخطط في شهر شباط من العام 2010. أما عن المرحلة الرابعة من المخطط فتحمل رقم (5934 د) و تتضمن بناء 1100 غرف فندقية حيث لم يتم الموافقة على ايداعها حتى الان[4].  

 

ملخص:-

 

ان استمرار اسرائيل في تجاهل التزاماتها بموجب القانون الدولي و استمرارها أيضا بتمويل الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة و بالاخص في القدس الشرقية يضع الضوء على نية إسرائيل الحقيقة فيما يتعلق بمدينة القدس لإعادة صياغة جغرافية ديمغرافية المدينة بما يتناسب و مخطط العزل العنصري و خلق وقائع جغرافية وسياسية
يصعب التراجع عنها في حال التفاوض مع الفلسطينيين. و قد جاء ذلك جليا عندما أقر الكنيست الاسرائيلي
[5] في شهر كانون ثاني من العام 2011 ميزانبة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة و بالاخص في القدس المحتلة خلال العامين 2011-2012 حيث بلغت الميزانية 564 مليون دولار (2 مليار شيكل) شملت البناء في المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية و بالاخص مستوطنتي معاليه أدوميم و مستوطنة هار حوما هذا بالاضافة الى شق طرق التفافية تصل المستوطنات الاسرائيلية بعضها ببعض.

 

 

اتفاقية لاهاي للعام 1907 تنص على عدم جواز مصادرة الاملاك الخاصة وعلى ان تعتبر الدولة المحتلة بمثابة قيمة ادارية للعقارات فقط و على الاراضي التي تحتلها. واتفاقية جنيف الرابعة تنص على عدم جواز نقل أي أجزاء من الاملاك الواقعة تحت الاحتلال الى سيادة الدولة المحتلة للاراضي أو أي من سكان الدولة المحتلة للاراضي الواقعة تحت الاحتلال. كما وصدرت العديد من القرارات في الأمم المتحدة للتنديد بما تقترفه إسرائيل من انتهاكات للقانون الدولي: (1) في عام 1968 صدر قرار مجلس الأمن رقم 252 الذي شجب قرار الحكومة  الإسرائيلية بضم القدس وطالب بالعدول عن كل الإجراءات التي من شأنها أن تغيير وضع المدينة. كذلك (2) في العام 1971 صدر قرار مجلس الأمن رقم 298 الذي يوصي الأمين العام للأمم المتحدة بالتحقيق في انصياع إسرائيل لقرارات مجلس الأمن وبتقديم تقرير حول ذلك خلال 60 يوماً. و أيضا (3) في العام 1979 صدر قرار مجلس الأمن رقم 446 الذي أعلن عدم شرعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس.و (4) و في العام 1980 طالب مجلس الأمن في قرار رقم 465 إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك. وطالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات. (5) وفي نفس السنة صدر قرار مجلس الأمن رقم 478 الذي اعتبر تأكيد الكنيست الإسرائيلي لضم القدس الشرقية انتهاكاً للقانون الدولي وطالب الدول الأعضاء التي لديها سفارات في القدس بنقل سفارتها إلى تل أبيب.

 

 







[1]  مستوطنة هارحوما: تقع مستوطنة أبو غنيم الى الجنوب من مدينة القدس. بدا البناء في المستوطنة في العام 1997 على أراض تم مصادرتها من أهالي مدن بيت لحم , بيت ساحور صورباهر و أم طوبا. تحتل المستوطنة ما مساحته 2205 دونما و تأوي ما يقارب 20,000 مستوطن اسرائيلي.

[2]  في عهد حكومة أولمرت

[3]  مستوطنة جيلو: تقع جنوب مدينة القدس و شمال مدبينة بيت لحم، أقيمت في العام 1971 على أراضي تابعة لمدينتي بيت جالا, بيت لحم و قرية الولجة, كانت تدعى قديما منطقة (صليب).

[4]  Actually, no, they can’t. The truth about where Arabs and Jews can live and build in East and West Jerusalem.
[5]  New state budget gives settlements NIS 2 billion – and more
http://www.haaretz.com/print-edition/news/new-state-budget-gives-settlements-nis-2-billion-and-more-1.334390


Categories: Israeli Violations