القدس تحت الاحتلال في عامها 2010

القدس تحت الاحتلال في عامها 2010

 


 










 

 

نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من الجرائم ضد الإنسانية وطالت أيضاً الشجر والحجر الفلسطيني في القدس المحتلة، حيث كثفت تلك السلطات من فرض سياسات التهويد للقدس والتي تسعى لإفراغها من أصحابها الفلسطينيين – مسلمين ومسيحيين- لإحلال مستعمرين يهود مكانهم والتي تتنافى مع أحكام القانون الدولي وقواعده غير آبهين بمبادئ الأديان التي تدعو للإيمان واحترام إنسانية الإنسان.

 

فقد تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال عام 2010 في المدينة المقدسة، ومن ابرز هذه الانتهاكات هو الاعتداء على الحق في السكن الملائم حيث وثق مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية 129 حالة إخلاء وهدم للمنازل السكنية والمنشآت الزراعية والتجارية، كما هدد الاحتلال 252 منزلاً ومنشأة، كل ذلك بحجة عدم الترخيص، ذلك الترخيص صعب المنال للمقدسيين في ظل وجود الاحتلال الذي يضع تعقيدات تعجيزية لا طاقة للمقدسي لها.

 

هذا وفي عام 2010 احتل المستعمرون وبتواطؤ رسمي من بلدية الاحتلال على 18 مسكناً فلسطينياً، كما  ويحاول الاستيلاء على 56 مسكناً آخراً، ولم تسلم مساكن القدس القديمة من التشققات والتصدعات بفعل الحفريات التي تتم أسفلها، كما ويتعمد مستعمرو البؤرة الاستعمارية في القدس القديمة وسلوان ضخ مياه المجاري باتجاه المساكن الفلسطينية وإغراقها بالمياه العادمة، خاصة في فصل الشتاء حيث يتم امتزاجها بمياه الأمطار.

 

وإضافة إلى كل هذه الاعتداءات على الحق في السكن لم تسلم بيوت القدس عامة وبيوت سلوان خاصة من المداهمات الليلة واعتقال الأطفال من فراش نومهم، فقد تمكن مركز أبحاث الأراضي من توثيق 47 حالة مداهمة لمساكن تخللها عملية اعتداء على أفراد العائلة وتفتيش دقيق وتخريب في محتوياتها، إضافة إلى إرعاب وإرهاب الأطفال والنساء.

 

وعلى صعيد مصادرة الأراضي، منذ احتلال القدس عام 1967 لا زال الاحتلال يواصل سياسته في مصادرة الأراضي تحت حجج مختلفة لكن الهدف واحد هو نهب الأرض من أصحابها الفلسطينيين الأصليين وإعطاءها لم لا ارض لهم المستعمرون اليهود، وتمكن مركز أبحاث الأراضي خلال عام 2010 من توثيق 1496 دونماً تمت مصادرتها لصالح الجدار العنصري و/أو توسيع وإقامة وحدات استيطانية و/أو للصالح العام التي بالطبع هي للمستعمرين اليهود.

 

هذا وفي عام 2010 تم تجريف 157 دونماً زراعياً والاعتداء إما بإغراقها بالمياه العادمة و/أو حرقها وتدميرها 409 دونماً، إضافة إلى ذلك تم حرق 730 شجرة وقلع 900 شجرة مثمرة و 2500 شجرة تم إغراقها بالمياه العادمة. وفيما يلي بعض الانتهاكات التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في القدس فيما يتعلق بالهدم والتهجير والاستيلاء على الممتلكات ومحاولة الاستيلاء عليها، ومصادرة وتجريف وتدمير للأراضي الفلسطينية

 

هدم مساكن ومنشآت

 

وثق مركز أبحاث الأراضي، جمعية الدراسات العربية في القدس –  نحو 1010 حالة إخلاء وهدم في القدس منذ عام 2000 –  20 كانون أول 2010 منها 31 مسكناً تم هدمها في عام 2010، وبلغت مسطحاتها 2572 م2 كان يسكنها 224 مواطناً منهم 115 طفلاً، و5 مساكن تعتبر قيد الإنشاء معظمها وصل أصحابها إلى المراحل النهائية في البناء وبهذا فان الاحتلال قضى على حلم 33 فرداً منهم 19 طفلاً في أن يعيشوا في مسكن ملائم يحميهم برد الشتاء وحر الصيف، وحرمتهم من حقهم في العيش الكريم.

 

كما  قامت 9 عائلات مقدسية بهدم مساكنها بنفسها تفادياً لملاحقة بلدية الاحتلال لهم وفرض غرامات مالية باهظة، وتاركة في نفوسهم عذاب مستمر وآثار نفسية واجتماعية صعبة بعد ان قاموا بهدم ما بنوه في سنوات في ساعات معدودة: عدد المساكن المهدومة في القدس خلال عام 2010 حسب المواقع:

 






































































































الموقع

المساحة م2

عدد المساكن

عدد الغرف

عدد الأفراد المشردين

منهم أطفال

الطور

176

4

9

26

14

سلوان

400

5

13

38

24

جبع

210

3

10

25

12

البلدة القديمة

100

3

4

28

16

العيسوية

720

6

27

43

22

بيت حنينا

70

1

3

6

2

 المكبر

338

4

13

34

13

صور باهر

680

9

23

51

33

الشيخ جراح

80

1

3

9

6

الثوري

96

1

3

6

2

كفر عقب

120

1

3

7

5

النعمان

170

1

6

7

4

المجموع

3160

39

117

280

153

المصدر: قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية  ( الجدول الإحصائي منذ 1/1/2010 – 20/12/2010). 

 

 


هذا ولم يكتفي الاحتلال بهدم المساكن بل قام أيضاً بهدم المنشآت التجارية والزراعية للمواطن الفلسطيني ويقوم بملاحقته في لقمة عيشه للضغط عليه بهدف إجباره على الرحيل من أرضه ليحل مكانهم مستعمرين يهود، ففي عام 2010 تم هدم 90 منشأة عبارة عن مزارع حيوانات و/أو غرف زراعية و/أو محلات تجارية و/أو  جدار استنادي، محجر، مشتل …الخ،  كما استهدف خيام لنشطاء سلام. وتبلغ مسطحات هذه المنشآت 13668 م2 كان يستفيد من هذه المنشآت أكثر من 330 فرداً معظمهم فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، كما تم تشريد أكثر من 250 رأساً من الأغنام و6 خيول وعدد كبير من الدواجن وجعلها في العراء في ظل البرد القارص. هذا ولم يسلم الأموات أيضاً من عمليات الهدم فقد قامت جرافات الاحتلال بتدمير 160 قبراً للمسلمين في مقبرة مأمن الله لإقامة متحف التسامح على أنقاض الأموات ..؟!

 

يوضح الجدول التالي عدد المنشآت المهدومة في القدس خلال عام 2010:

 
































































الموقع

المساحة م2

عدد المنشآت

عدد الأفراد المتضررين

سلوان

236

5

22

الشيخ جراح

60

2

14

بيت حنينا

1520

8

14

بيت صفافا

100

1

7

الثوري

130

3

21

الرام

150

4

7

العيسوية

362

15

68

حزما

10820

23

146

الطور

1440

28

145

مأمن الله

0

1

تدمير 160 قبراً

المجموع

14818

90

444

المصدر: قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي

 

 

تهديد بهدم مساكن ومنشآت

 

هدد الاحتلال الإسرائيلي 154 مسكناً منها 9 منشآت بالهدم في مواقع مختلفة بالقدس، أدى ذلك الى جعل 834 فرداً في قلق دائم ومستمر على مصيرهم المجهول المنتظر.

كما  اصدر ت بلدية الاحتلال أوامر متكررة لهدم مباني سكنية في القدس حيث تم تهديدها في العام الماضي 2009 واليوم يعيد تهديدها من جديد لتؤكد إصرارها على هدم البناء الفلسطيني ، ولعل حي البستان في سلوان وعمارة الشيخ في حي العباسية بسلوان يعدان دليلاً على تكرار أوامر الهدم، وكان هدد الاحتلال الإسرائيلي في عام 2009 538 مسكناً يعيش فيها 4042 فردا[1]ً، لا زال معظمهم يصارع من اجل الحصول على رخصة بناء لتثبيتهم في أرضهم  يوضح الجدول التالي أسماء أصحاب المساكن والمنشآت المهددة بالهدم ومعلومات عنها:

 























































































الموقع

المساكن

المنشآت

مجموع المساكن والمنشآت المهددة  

عددها

أفراد الأسرة

عددها

عدد المتضررين

البلدة القديمة

3

24

5

150

8

العيسوية

26

182

1

8

27

سلوان

156

1684

1*


157

بيت حنينا

46

276



46

 شعفاط

8

35



8

العيسوية

2

10



2

بيت صفافا

1

7



1

المكبر



1

20

1

قطنة



2


2

المجموع

242

2218

10

178

252

المجموع الكلي

252

* تهديد جزء  – مظلة من الكرميد – في مسجد رأس العمود ومسجد الرباط في شمال الحي الأوسط حسب إفادة المواطنين ولم تتسلم دائرة الأوقاف أمراً بذلك.

المصدر: قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية.

 

الاستيلاء و/ أو التمهيد للاستيلاء:

 

تصاعدت عملية الاستيلاء على المساكن في عام 2010 مقارنة مع العام 2009 حيث تم الاستيلاء على 17 مسكناً العام الماضي، وفي عام 2010 استولى الاحتلال على 18 مسكناً منها بناية تتكون من 9 شقق تعود لعائلة قرش بقيت فيها عائلة واحدة يحاول المستعمرون احتلالها، كما لازالت المحكمة المركزية تماطل في إصدار قرار يفند ادعاء العائلات الاستعمارية ملكيتها لـ 17 مبنى في الشيخ جراح رغم وضوح الأوراق واثبات ملكيتها للعائلات الفلسطينية في القدس، وذلك في محاولة للاستيلاء عليها. كما زورت دائرة الإجراء والشرطة الإسرائيليتين قرار المحكمة المركزية  ضد 10 عائلات غاوي وحنون التي تم الاستيلاء على مساكنها في الرابع من آب ،2009 حيث قرار المحكمة مع العائلات الفلسطينية  فقط باسم ماهر حنون وعبد الفتاح الغاوي بينما نسخة القرار مع الشرطة والمستعمرين اليهود باسم ماهر وعبد الفتاح وكلمة و’آخرون’ والتي بموجبها تم إخلائهم. وفي موقع – كبانية أم هارون- التي يعيش عليه 28 عائلة يدعي الاحتلال ملكيتها لمستعمرين يهود وهناك 10 عائلات تعتبر غير محمية كونها تسكن بدون عقود مع حارس أملاك الغائبين. يوضح الجدول التالي  نوع الاعتداء على الحق في السكن وعدد المساكن المعتدى عليها :

 

























نوع الاعتداء

عدد المساكن

استيلاء على مساكن

18

محاولة استيلاء

56

إغراق بالمياه العادمة

20

حفريات أسفلها *

15

مداهمات **

47

المجموع

111

 

* هناك الكثير من المساكن ينفذ حفريات أسفلها ويصعب تحديدها، والرقم المذكور هو أن هذه المساكن أصبحت من ضمن المساكن الخطرة وصرح عنها أصحابها.

** اثناء المداهمات للمساكن تم إرعاب وإرهاب الأطفال والنساء وغالباً ما كانت المداهمة لاعتقال أطفال و/او فتيان.

 


مصادرة أراضي:-

 

يوضح الجدول التالي مساحات الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في القدس حسب المواقع خلال عام 2010:  

 


































نوع الاعتداء

المساحات بالدونم

شعفاط ومخيمها

255

سلوان

155

العيسوية

660

الشيخ جراح

18

بيت صفافا

153

عناتا

110

قطنة

65

بيت اكسا

80

المجموع

1496

المصدر: قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.


 

اعتداءات على أراضي ( تجريف، حرق، قطع أشجار، إغراق بالمياه العادمة)

 

 يوضح الجدول التالي مساحات الأراضي التي  تم الاعتداء عليها وعدد الأشجار المعتدى  في القدس حسب المواقع خلال عام 2010: 

 










































































الموقع

تجريف أراضي المساحة بالدونم

اعتداءات على أراضي بالدونم  

حرق أشجار

قطع – قص أشجار

إغراق أشجار بالمياه العادمة

بيت حنينا

30

70

170

 

 

الجيب


100


 

2500

قلنديا

4


 

 

 

شعفاط ومخيمها

50

 

 

 

 

الطور

20

3

 

460


العيسوية

53

3

 

60

 

مخماس


13

10

380


بيت اكسا


220

550

 

 

المجموع

157

409

730

900

2500

المصدر: قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.

 

 

كل هذه  الانتهاكات الإسرائيلية خاصة عمليات الهدم  للمنازل والمصادرة والتجريف للأراضي تأتي  لتؤكد على عزم الحكومة الإسرائيلية وبلدية الاحتلال في القدس بالمضي قدماً بتنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاستعمارية، حيث أنها لم تكن أبداًَ على أساس تنظيمي – البناء غير المرخص – و/أو على أساس الاحتياجات الأمنية والضرورات العسكرية بل جاءت للصالح اليهودي الاستعماري الاستيطاني وأهمها بناء المستوطنات الإسرائيلية  وشق الطرق الاستعمارية والسكك الحديدية على حساب الأراضي الفلسطينية.

 

يرى مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية بأن استباحة هدم المنازل والمنشآت و/أو الاستيلاء عليها  يعد انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لقواعد حقوق الإنسان ومواثيق القانون الدولي الإنساني.

 

وإن عملية هدم الممتلكات تعتبر خرقاَ لاتفاقية جنيف المادة 53 والتي تنص على  (( يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة  أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير)). وعملية المصادرة تعتبر خرقاً صارخاً لاتفاقية خرقاً صارخاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان  والذي ينص في مادته الـ 17 : ‘ لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره“.  كما نصت المادة أيضاًلا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفاً’.

 

هذه الانتهاكات التي بمجموعها ترقى إلى جرائم يحاكم عليها القانون الجنائي الدولي، ويلزم الأطراف السامية الموقعة على توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني وممتلكاته تحت الاحتلال.







[1]  المصدر: كتاب القدس تحت الاحتلال – مركز أبحاث الأراضي – نيسان 2010 .

 

 

 

 

 


 
Categories: Israeli Violations