إزالة الحواجز الإسرائيلية … وهم يعيش في الإعلام فقط

إزالة الحواجز الإسرائيلية … وهم يعيش في الإعلام فقط

 


 


في بداية آذار 2009 بدأت الحملة الإعلامية الإسرائيلية تتصاعد حول تقديم تسهيلات للفلسطينيين – فقد أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن فتح حاجز بيت ايبا العسكري، كما وأعلنت تلك القوات عن نيتها إدخال تسهيلات على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية بحيث تشمل تلك التسهيلات إزالة بعض الحواجز الثابتة في الضفة الغربية، ولكن مع التزامن في نشر تلك الأنباء، وفي نظرة سريعة رصدها مركز أبحاث الأراضي إلى بعض الحواجز الاحتلالية في شمال الضفة الغربية تبين ما يلي:

 



  • عودة الجيش الإسرائيلي إلى حاجز بيت ايبا واردة طالما لم تتم إزالة توابع الحاجز العسكري:  قام جنود الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من ما يعرف بحاجز بيت ايبا الواقع في الجهة الشمالية من مدخل مدينة نابلس بحيث تم إخلاء الجنود المتمركزين على الحاجز والاستعاضة عن ذلك بوضع عدد من الجنود داخل أبراج المراقبة التي بقيت موجودة على الحاجز ولم يتم إزالة أي شيء من توابع الحاجز العسكري من ممرات وأبراج مراقبة وغيرها بحيث يكون الحاجز مؤهل  للعمل في أي لحظة قرر جنود الاحتلال العودة إليه. (صورة 1)






 




  • نصب حاجز ثابت جديد على بعد 2كم من حاجز بيت ايبا العسكري!!!:  أقدم جنود الاحتلال على وضع ونصب حاجز عسكري ثابت جديد على الطريق الرئيسي شمال مدينة نابلس على بعد 2كم من حاجز بيت ايبا شمالاً، بحيث يشكل الحاجز العسكري الجديد صمام رئيسي يتحكم بحركة مرور السيارات والفلسطينيين بين المحافظات الأربعة (نابلس، طولكرم، جنين، قلقيلية) خاصة إذا ما علمنا أن الحاجز العسكري يقع على الشارع الرئيسي ‘وتقع على هذه الطريق مستعمرة ‘ شافي شمرون التي نهبت أراضي الفلسطينيين’ حيث يعتبر ذلك الطريق حلقة وصل تربط مدينة نابلس بغيرها من المحافظات سابقة الذكر، وبوجود ذلك الحاجز الجديد فإن حركة تنقل الفلسطينيين بالإضافة إلى حركة التنقل التجارية سوف تخضع الى سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي  وبالتالي يعتبر هذا الحاجز العسكري مكملاً وليس بديلاً عن حاجز بيت ايبا العسكري الذي يدعي الاحتلال إخلاءه، علماً بأن الحاجز العسكري الجديد مكون من أبراج مراقبة عسكرية بالإضافة إلى مسارب خاصة بمرور المركبات وساحة عامة لوقوف الآليات العسكرية التابعة لجنود الاحتلال الإسرائيلي. ( صورة 2)












 


 



  • فتح حاجز يتبعه إغلاق عدة مداخل في المدن والقرى الفلسطينية: أقدمت جرافات الاحتلال على إغلاق الطريق الواصل ما بين قرية حجة وكفر قدوم وباقة الحطب في محافظة قلقيلية، بالإضافة إلى الطريق الذي يربط قرية كفر قدوم بالطريق المسمى طريق الكفريات المؤدي إلى مدينة طولكرم، حيث تم وضع حجارة كبيرة تمنع مرور السيارات والمركبات الفلسطينية عبر ذلك الطريق، بالإضافة إلى وضع عدد من السواتر الترابية على مدخل قرية حجة المؤدية إلى قرية الفندق وهذا يعني ضمنياً قطع الطرق على مجموعة من القرى وهي: حجة والفندق وباقة الحطب وكفر قدوم بالإضافة إلى الطريق المؤدي إلى مدينة طولكرم. وعزلها بشكل كامل عن محيطها. ويعتبر الطريق الرئيسي الذي تم إغلاقه المنفذ الوحيد لقرية كفر قدوم بعدما تم إغلاق جميع المداخل والمسارب المؤدية للقرية حيث كان في الماضي يوجد طريق رئيسي  يؤدي إلى بلدة كفر قدوم، حيث يقع هذا الطريق بمحاذاة مستعمرة ‘كدوميم’، وبعد انتفاضة الأقصى عام 2000م أقدمت قوات الاحتلال على إغلاق المدخل بشكل نهائي وتم تحويل السكان إلى مدخل بديل وهو عبارة عن طريق زراعي تم تعبيده مؤخراً والمار بقرية حجة وباقة الحطب، والذي تم إغلاقه مؤخراً بوضع السواتر الترابية مما يؤدي إلى عزل القرية بشكل تام عن محيطها الفلسطيني ويحول حياة القاطنين بها إلى جحيم لا يطاق، مما جعل المواطنين يقومون بواسطة جرافاتهم بفتح جزئي للطريق المؤدي إلى قرية حجة بعد أن أصبحت حياتهم لا تطاق،  إلا انه من غير المستبعد أن يتم إغلاقه من جديد.  






خارطة رقم 2


 




  • إغلاق مدخل قرية حارس بالسواتر الترابية: قيام قوات الاحتلال في 19 آذار 2009 بإغلاق مدخل قرية حارس شمال غرب محافظة سلفيت من خلال وضع العديد من السواتر الترابية هناك وبالتالي تعقيد حركة الدخول والخروج من القرية البالغ عدد سكانها قرابة 2300 نسمة، علماً بأن المنطقة التي تم إغلاقها عبارة عن نقطة التقاطع التي تربط الشارع الرئيسي لقرية حارس بطريق رقم 505 الالتفافي . (صورة 3)


 

 

 يعقب المواطن محمود وجيه كيوان (31عاماً) من بلدة سبسطية حول موضوع التسهيلات قائلا:  ‘  كنا في الماضي عندما نتوجه إلى اماكن عملنا في مدينة نابلس يفرض علينا يوميا أن نمر عبر حاجز بيت ايبا ونتعايش يومياً مع الإذلال والممارسات المهينة من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على الحاجز، والآن وبعد وضع الحاجز الجديد وادعاء الاحتلال بإخلاء حاجز بيت ايبا  لم نلمس أي تغير على ارض الواقع حيث ما زال يفرض علينا المرور عبر الحاجز الجديد من اجل دخول مدينة نابلس والخروج منها، وبالتالي إبقاء المعاناة كما هي، وما وجود الاحتلال في المكان إلا لتكريس سياسة الحواجز والإبقاء على مظاهر احتلال في المنطقة.

 

من جهته يعقب المواطن عدنان عبد الخالق شتيوي (43عاما) من قرية كفر قدوم على إغلاق مداخل القرية مجدداً لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ لا تمتلك قرية كفر قدوم غير مدخل واحد فقط يربطها بقرية حجة  بسبب إغلاق المدخل الرئيسي للقرية عام 2000م،علماً بأن هذا دفع الكثير من أهالي القرية إلى هجر القرية للسكن في الخارج بسبب صعوبة الأوضاع التي نعيشها في القرية و بإغلاق المدخل الوحيد للقرية سوف يحول القرية إلى سجن كبير محاطة من جميع الجهات إما بالمستوطنات أو بالطرق المغلقة، وهذا سوف يلقي بظله بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي الذي هو بالأصل متدهور بالمنطقة حتى على الوضع الاجتماعي و النفسي أيضاً.

 

وعود الاحتلال وعود وهمية لا صحة لها:

 

وهذا يعني بصورة قاطعة أن الوعود السياسية الإسرائيلية بإحداث تسهيلات على الأرض لصالح الفلسطينيين. هي وعود وهمية، ففي الوقت الذي ضخموا فيه تأثير فتح حاجز بيت ايبا العسكري والذي قاموا على الفور بدلاً منه حاجزاً عسكرياً ثابتاً على بعد 2كم ولم يتغير أي شيء في حياة السكان الفلسطينيين الذين يعيشون مأساة الحواجز يومياً، إضافة إلى ذلك قاموا بإغلاق عدة طرق ومداخل لمدن وقرى شمال الضفة الغربية.

 

 


 

 

 
Categories: Checkpoints