في محاولة أخرى لفرض واقع جديد على الأراضي الفلسطينية, قررت السلطات الإسرائيلية تحويل نقطة استلام المحروقات في محافظة بيت لحم من حاجز النشاش القريب من بلدة الخضر جنوبي بيت لحم إلى معبر ترقوميا التجاري الواقع بالقرب من بلدتي إذنا وترقوميا إلى الغرب من مدينة الخليل. و حسب المعلومات المتوفرة فان سريان هذا القرار قد بدأ تنفيذه مطلع هذا الشهر الجاري. هذا و قد كانت لإدارة المدنية الإسرائيلية قد أعلمت شفهياً أوائل العام المنصرم الهيئة العامة للبترول التابعة للسلطة الفلسطينية عن وجود قرار بتحويل موقع استلام المحروقات المخصصة لمحافظة بيت لحم غبر معبر ترقوميا عوضاً عن مكانها الحالي غير أن القرار الإسرائيلي بقي مع وقف التنفيذ حتى مؤخراً حيث أقرت الإدارة المدنية الإسرائيلية العمل على تنفيذ هذا القرار رسمياً مع مطلع العام الحالي و ذلك بعد اكتمال بناء مقطع الجدار الفاصل القريب من بلدة الخضر و الذي سيمنع الفلسطينيين من حقهم الطبيعي باستخدام الشارع الالتفافي رقم 60 و الذي سيقتصر استخدامهً فقط على المستوطنين الإسرائيليين مما يجبر الفلسطينيين على استخدام طرق بديلة و خطرة و ذات كلفة أكثر.

 

معبر ترقوميا

 

يقع معبر ترقوميا غرب مدينة الخليل بالقرب من الخط الأخضر و هو واحد من سبعة عشر معبر كانت إسرائيل قد أعلنت عن إقرارها خلال الأعوام 2004-2005 في الضفة الغربية للسيطرة على تنقلات الفلسطينيين و التجارة الفلسطينية ما بين مختلف المحافظات من جهة و بين الضفة الغربية و إسرائيل من جهة أخرى. أما بخصوص معبر ترقوميا فقد جهز ليكون معبر تجاري حدودي للبضائع و التجار ما بين إسرائيل و المحافظات الفلسطينية الجنوبية (بيت لحم و الخليل) و كذلك نقطة التواصل الحدودية ما بين الضفة الغربية و قطاع غزة في المستقبل. جدول رقم (1) يبين المعابر الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية.

 

المصدر: معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج) – 2008

 

 

إن معبر ترقوميا كغيره من المعابر التجارية المنتشرة في الضفة الغربية تشكل عبء على كاهل الفلسطينيين و خاصة الصناعيين و التجار منهم, فالإجراءات الإسرائيلية على هذه المعابر تعتبر معقدة من حيث طريقة الشحن و التعبئة بحيث يضطر التجار على الانتظار طويلاً حتى يتسنى لهم نقل حمولاتهم مما يؤخر خروج الشاحنات المحملة بالبضائع من يوم إلى ثلاثة أيام. و في حال إصرار إسرائيل على نقل مركز استلام المحروقات في محافظة بيت لحم إلى معبر ترقوميا ستضطر الشاحنات التابعة لهيئة البترول الفلسطينية للسفر أكثر من مسافة ال11 كيلومتر المعتادة لإحضار المحروقات اللازمة للمحافظة و عوضاً عن ذلك سيضطر أصحاب المحطات للسفر مسافة ما يزيد عن 114 كيلومتر ذهاباً و إيابا لأجل ذلك,  مما سيزيد من تكاليف النقل و يزيد المشقة على أصحاب المحطات وقد يساهم هذا في نقص كميات المحروقات الموردة إلى بيت لحم وبالتأكيد إلى رفع أسعارها، هذا إلى جانب البعد السياسي للقرار الإسرائيلي والذي يهدف إلى تحويل المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية إلى سجن كبير و مخرج واحد للتحكم بالبشر و الحجر وفرض الوصاية على أصحاب الأرض.  انظر الخارطة

 

 

 

أن قرار إسرائيل نقل استلام المحروقات إلى معبر ترقوميا من شأنه أن يضيف معوقات جديدة على كاهل الاقتصاد الفلسطيني مما يهدد بإغلاق محطات الوقود في محافظة بيت لحم بسبب الإجراءات المعقدة على المعبر وزيادة طول فترة الانتظار التي تجبرهم على البقاء طول اليوم من أجل تعبئة الشاحنات هذا بالإضافة إلى المضايقات و الاهانات التي سيتعرض لها المواطنون خلال عملية النقل.  

 

 

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)