المستوطنون الاسرائيليون يعتدون على أراضي فلسطينية تم استصلاحها ضمن مشروع نفذه معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) في قرى شمال غرب القدس

المستوطنون الاسرائيليون يعتدون على أراضي فلسطينية تم استصلاحها ضمن مشروع نفذه معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) في قرى شمال غرب القدس

 

 

اعتدت مجموعة من المستوطنين الاسرائيليين القاطنين في مستوطنة هار صموئيل الاسرائيلية يوم الحادي عشر من شهر شباط من العام 2015 على أرض المواطن عيد بركات واقاربه من قرية النبي صموئيل شمال غرب مدينة القدس وقاموا بإزالة الزوايا الحديدية (طول 2 متر)[1] والسياج الذي يحيط بقطعة الارض التي تملكها العائلة. وتبلغ مساحة الارض التي استهدفها المستوطنين 14.5 دونما وهي ملاصقة تماما للمستوطنة  السابقة الذكر. وتعود ملكية الارض لعشرة أسر من عائلة بركات حيث يبلغ مجموع عدد افراد هذه الاسر حوالي 60 شخص. انظر الصورة رقم 1

الصورة رقم 1: أرض عائلة بركات قبل عملية الاستصلاح التي نفذها معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج)

 

وتجدر الاشارة الى ان عائلة بركات استفادت من مشروع استصلاح الاراضي الذي نفذه معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) في العامين 2012 و 2013 وكان يهدف إلى دعم صمود الاسر الفلسطينية التي تأثرت ببناء المستوطنات والجدار او التي خسرت أراضيها وأصبحت معزولة غرب الجدار ولا يستطيع أصحابها الوصول اليها. ويهدف المشروع الى تعزيز الأنشطة الزراعية والأمن الغذائي ل 425 اسرة معيلها الرئيسي من النساء هذا بالإضافة الى دعم فئة المزارعين المبتدئين في 18 تجمعا فلسطينيا في كل من محافظات قلقيلية ونابلس والقدس بما في ذلك القدس الشرقية. وركز المشروع على تحسين الممارسات الزراعية لدى الأسر المستهدفة بالإضافة إلى تحسين فرص حصولهم على الموارد المائية وأيضا تزويدهم بمزارع دواجن واغنام وخلايا النحل، والحدائق المنزلية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل أو بناء صهاريج المياه وإعادة تأهيل الأراضي أو المزارع.

وكانت مؤسسة أريج مسؤولة عن تنفيذ المشروع في منطقة القدس وخاصة في قرى جبع وحزما والسواحرة الشرقية وقرية الشيخ سعد وبلدة عناتا و بلدة جبل المكبر وبلدة السواحرة الغربية وسلوان و آلعيسوية في حين قام مركز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في فلسطين بتنفيذ المشروع في كل من محافظة قلقيلية ونابلس. كما تمكنت أريج من توسيع نطاق المناطق المستهدفة لتشمل صور باهر والنبي صموئيل في القدس الشرقية. وتجدر الاشارة الى أن المشروع نُفذ بتمويل من الوكالة السويدية للتنمية والتطوير (سيدا  SIDA) في الفترة ما بين شهر اذار من العام 2012 وشهر شباط من العام 2013. وكانت عائلة بركات زرعت ما يقارب 350 شتلة من اللوزيات والزيتون والمشمش والتفاح والرمان والبرقوق والدراق في أرضه عقب استصلاحها. انظر الصور 2-5
 

    

 

الصور 2-5: أرض عائلة بركات عقب عملية الاستصلاح ويظهر في الصور مستوطنة هار صموئيل الاسرائيلية والمحاذية للمستوطنة

وهذه ليست بالمرة الاولى التي يستهدف فيها المستوطنين أرض المواطن بركات وأقاربه حيث انه وخلال العامين الماضيين, كانت العائلة شاهدة على عدة اعتداءات نفذها المستوطنين في محاولة منهم لترهيب المواطن بركات وأقاربه واقصائهم من أرضهم بسبب قربها من المستوطنة حتى يتسنى لهم مصادرة الارض وضمها للمستوطنة. فقبل البدء بعملية الاستصلاح, دأب المستوطنون على الاستيلاء كميات كبيرة من تراب ارض عائلة بركات ونقله والاستفادة منة داخل المستوطنة الامر الذي أوجد حفرة متوسطة العمق في الارض نتيجة لاستيلائهم على التراب وأصبحت تتجمع فيها المياه وتشكل مكرهة صحية. انظر الصورة رقم 6 
 

الصورة رقم 6: الحفرة العميقة التي أحدثها المستوطنون جراء سلبهم لتربة ارض عائلة بركات

 

وعقب تنفيذ عملية الاستصلاح, قام المستوطنون بالاعتداء على الاشتال التي قامت بزراعتها عائلة بركات بالأرض واقتلاع جزء كبير منها وقاموا أيضا بتدمير شبكة المياه في الارض. وبعد ستة أشهر من الاعتداء الاول, كرر المستوطنون اعتدائهم على أرض عائلة بركات وقاموا باقتلاع ما تبقى من الاشتال وتدمير بئر مياه قام بحفره في الارض للاستفادة منه في ري الاشتال التي قام بزراعتها. كما قام المستوطنون بفتح أنابيب المياه العادمة القادمة من المستوطنة على الارض وذلك لاتلاف التربة والاشتال المزروعة فيها وخلق مكرهة صحية في المكان. انظر الصورة 7 والصورة 8
 

  

الصور 7-8: الاعتداء على أرض عائلة بركات ويظهر في الصور المياه العادمة الملوثة في الارض

كما تجدر الاشارة الى انه بتاريخ السادس والعشرين من شهر حزيران من العام 2014, تسلم عائلة بركات أمرا عسكريا يقضي بوقف العمل في السياج الذي قامت بتركيبه في الأرض المستصلحة وتبلغ مساحته 400 متر (من أصل 500 متر سياج) بذريعة أن الارض تقع في المنطقة المصنفة "ج" بحسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام 1995 وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيا واداريا. نسخة عن الامر العسكري 
 

الامر العسكري الاسرائيلي الذي تسلمته عائلة بركات 

 

وعقب تسلمها الامر العسكري, ترافعت عائلة بركات لدى المحكمة الاسرائيلية في محاولة منها للحصول على ترخيص لعملية الاستصلاح في الارض وما زالت القضية عالقة في المحكمة الاسرائيلية حتى اليوم ولم يتم البت فيها.  انظر الخارطة رقم 1

خارطة رقم 1: قطعة الارض المستهدفة في قرية النبي صموئيل

نبذة عن قرية البني صموئيل

قرية النبي صموئيل، هي إحدى قرى محافظة القدس، وتقع شمال غرب مدينة القدس. يحدها من الشرق بيت حنينا البلد وأراضي بير نبالا، ومن الشمال قرية الجيب، ومن الغرب أراضي قرية بيت اكسا، ومن الجنوب قرية بيت اكسا.  تقع قرية النبي صموئيل ضمن المنطقة التي أصبح يطلق عليها اليوم منطقة العزل الغربية. يحيطها من الجهات الجنوبية والغربية مستوطنتي نيفيه صموئيل وهار صموئيل على التوالي. تبلغ مساحة القرية 2261 دونما ويقطنها ما يقارب الثلاثمائة مواطن فلسطيني.

كان لخطة العزل العنصرية الإسرائيلية والمتمثلة ببناء جدار العزل اثر سلبي ومدمر على قرية النبي صموئيل. فبحسب ما ورد بالتعديل الأخير لمخطط جدار العزل العنصري الذي تم نشره على الصفحة الالكترونية لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الثلاثين من شهر نيسان من العام 2007، تبين أن جدار العزل العنصري يعزل أراضي قرية النبي صموئيل بشكل كامل عن القرى الفلسطينية المحيطة ويضعها ضمن تجمع "جفعات زئيف" الاستيطاني الاسرائيلي. وتشمل الاراضي المعزولة في القرية الاراضي الزراعية والمناطق المفتوحة والمستوطنات اسرائيلية وغيرها.  

معاناة أهالي قرية النبي صموئيل جراء بناء جدار العزل العنصري

يضع جدار العزل العنصري قرية النبي صموئيل في معزل عن القرى والبلدات الفلسطينية المجاورة وذلك بتطويقها بجدار العزل العنصري وضمها إلى تجمع "جفعات زئيف" الاستيطاني، حيث تم فصل القرية عن قرى الجيب وبدو وبيت حنينا البلد وبيت اكسا التي تحيطها من جهاتها الأربع حيث كان سكان القرية يقصدونها للحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والتجارية. والجدير بالذكر أن الجدار خلق واقع جديد على أهالي قرية النبي صموئيل يصعب تغييره حيث أدت السياسات والمخططات الإسرائيلية إلى إيجاد كثافة سكانية وعمرانية عالية لعدم سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي أهالي القرية بالبناء بسبب أن جميع أراضيها واقعة ضمن المناطق المصنفة "ج" التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، أمنيا وإداريا، حيث يترتب على الفلسطينيين القاطنين في القرية استصدار تصاريح بناء من الادارة المدنية الاسرائيلية والتي من شبه المستحيل الحصول عليها خصوصا في المناطق القريبة من المستوطنات الإسرائيلية كما هو الحال في قرية النبي صموئيل، الأمر الذي يضع سكان قرية النبي صموئيل أمام خيارين، إما العيش في المنازل عينها والتكيف مع الوضع المفروض عليهم بالرغم من النمو السكاني الحاصل، أو الهجرة الطوعية من القرية.

ملخص,

يبدو أن الحكومة الاسرائيلية غير قادرة على كبح جماح ارهاب المستوطنين الاسرائيليين في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتزداد معاناة الفلسطينيين يوما بعد يوم بسبب استمرار هذه الاعتداءات التي طالت جميع جوانب الحياة. فالإضافة الى ما تعانيه القرية جراء بناء جدار العزل العنصري والمشاريع الاستيطانية التي صادرت مساحات شاسعة من أراضي القرية, لا يتوقف المستوطنين عن ارتكاب الجرائم بحق أهالي القرية وممتلكاتهم.

وخلال العام 2014, رصد معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) 763 انتهاكا على أيدي المستوطنين في محافظات الضفة الغربية المحتلة وتنوعت ما بين الاعتداء على المدنيين (التي تصدرت قائمة الاعتداءات) هذا بالإضافة للاعتداء على الاماكن الدينية والتاريخية والاعتداء على الاراضي والممتلكات. الصورة رقم 1 توضح طبيعة انتهاكات المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

 

[1]   تم تزويد المواطن عيد بركات ب 160 زاوية حديدية (بطول 2 متر لكل زاوية) و500 متر طول سياج بسمك 2.5 ملم وارتفاع 1.5 متر

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

 

Categories: Settlers Attacks