مكبات النفايات الإسرائيلية في الأغوار وسيلة لتدمير البيئة الفلسطينية

مكبات النفايات الإسرائيلية في الأغوار وسيلة لتدمير البيئة الفلسطينية

 

  • الانتهاك: مكبات النفايات الإسرائيلية تدمر البيئة الفلسطينية.
  • الموقع: الأغوار الفلسطينية.
  • الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
  • الجهة المتضررة: سكان ومزارعو الأغوار.

تفاصيل الانتهاك:

في قلب الأغوار الفلسطينية التي كانت وما زالت تتميز بطابعها الزراعي الجميل وبكونها سلة فلسطين الخضراء، عدى عن أن جاز وصفها بأنها شاهد على عروبة فلسطين، فكل حجر فيها و كل شجرة بعكس الوجود الفلسطيني و الثبات على الأرض. يشار إلى أن الاحتلال مند احتلاله للضفة الغربية عام 1967م وضع في صلب أجندته السيطرة التامة على طول غور الأردن، فوضع الأجندة الكافية في تحقيق هذا الهدف مع إفراغ الأغوار الفلسطينية وتدمير القطاع الزراعي والبيئي في الأغوار.

ولا شك فيه، أن المكبات الإسرائيلية المخصصة للنفايات هي وسيلة حيوية لتدمير الزراعة الفلسطينية، وتعتبر في الوقت ذاته وسيلة لتخلص المستعمرات  من ابرز النفايات الخطرة الضارة على المحيط البيئي  تلك المستعمرات. وهنا  نريد تسليط الضوء على مكب للنفايات الإسرائيلية، يقع على مسافة أربعة كيلومترات شرق قرية الجفتلك، وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات عن مستعمرة مسواة شمال مدينة أريحا، على اعتباره من أكبر مكبات النفايات الإسرائيلية ليس فقط في الأغوار بل على مستوى الضفة الغربية.

لمحة عن مكب النفايات:

كما أسلفنا بالذكر، فان المكب يقع في وسط الأغوار الشمالية في منطقة قريبة من الحدود الأردنية – الفلسطينية، حيث جرى تأسيس المكب وفق ما أفادت به السيدة  أمينة  الزمور رئيسة قسم صحة البيئة في محافظة أريحا لباحث مركز أبحاث الأراضي عام 1981م على قطعة من الأرض أقدم الاحتلال على الاستيلاء عليها تحت بند ما يسمى " أغراض عسكرية".

وتبلغ مساحة المكب كما أشارت السيدة أمينة الزمور قرابة 150 دونماً، ويتم نقل النفايات إليه من مختلف مستعمرات غور الأردن بالإضافة إلى قسم أخر من داخل الخط الأخضر بواقع 200طن يومياً، مع الإشارة إلى أن تلك النفايات تحتوي عدد كبير من المعادن والمواد العضوية في تركيبتها.

تدمير للبيئة بالجملة:

 تجدر الإشارة إلى أن طاقم مركز أبحاث الأراضي ورغم العقبات والأخطار المحدقة  تمكن من الوصول إلى موقع المكب على الحدود الفاصلة مع الأردن، حيث تم معاينة موقع المكب والمناطق المحيطة، وتبين انبعاث غازات كثيفة صادرة عن النفايات المتخمرة، ناهيك على الروائح الضارة و الكريهة التي تملئ المكان.

 

 

الصور 1-4: مكب النفايات

حتى الأشجار القريبة، لوحظ تأثرها بشكل ملحوظ جراء المخلفات وما تتركه من أثر سلبي على نمو النباتات  والتنوع البيئي في المنطقة. وحول الأضرار الجسيمة الناتجة عن مكب النفايات أكدت السيدة أمينة الزمور  رئيسة صحة البيئة في محافظة أريحا لباحث مركز أبحاث الأراضي، و التي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية: 

  1. يعتبر المكب قائم بالأساس على الحوض المائي الشرقي من فلسطين، فعندما نتحدث عن تكدس للنفايات وتخمرها في الأرض على مدار ما يزيد عن 20 عام، من البديهي التحدث عن أن عصارة النفايات وصلت إلى أعماق كبيرة من التربة مما يهدد تلوث مصادر المياه الجوفية التي تتميز بها مناطق الأغوار.
  2. لا شك أن التربة الزراعية والغطاء النباتي لهو المتضرر الأساس من تلك الملوثات، حيث أن عصارة النفايات المتكدسة على مدار السنوات والقرون والمحتوية على عناصر كيميائية مختلفة لها بالغ الضرر على تركيبة التربة في الأرض، ناهيك عن كونها ضارة بل قاتلة للغطاء النباتي في المنطقة ككل.
  3.  يشكل غاز " الميثان" المتسرب من عصارة النفايات المتخمرة لهو مصدر تلويث للهواء الجوي وحتى الكائنات الدقيقة في محيط المكب.
  4. كذلك الروائح القاتلة المنبعثة من المكب لهي اكبر ضرر على الوضع الصحي والبيئي في المنطقة.

استهتار  إسرائيلي في حياة الفلسطينيين:

تجدر الإشارة، إلى انه وعلى الرغم من المعطيات سابقة الذكر، لا يزال الاحتلال ينظر إلى حياة الإنسان الفلسطيني ببالغ الاستهتار، فالنفايات تتكدس، والبيئة تدمر والإنسان الفلسطيني يصاب بالأمراض المزمنة والخطيرة، والاحتلال الإسرائيلي غير مبالٍ، هذه المعادلة التي باتت توصف اليوم في ظل احتلال غاصب لا تردعه المواثيق والأعراف الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.

 

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

 

Categories: Environment