هدم المنازل الفلسطينية في القدس, جريمة إنسانية أم دعاية انتخابية؟

هدم المنازل الفلسطينية في القدس, جريمة إنسانية أم دعاية انتخابية؟

 


 




 







 

 

تقديم:

 

تواصل بلدية الاحتلال الإسرائيلي نهجها الاستيطاني في شرق القدس من هدم وتدمير للمساكن الفلسطينية، متذرعة بحجة البناء بدون ترخيص … ذلك الترخيص المستحيل … فهو ممنوع على الفلسطيني … مسموح للمستوطن الإسرائيلي، وتقوم بخلق عقبات وعراقيل لجعل حياة الفلسطيني المقدسي في القدس أمراً مستحيلاً، والهدف من وراء ذلك هو تحقيق الحلم الصهيوني بجعل مدينة القدس خالية من العرب ولليهود فقط، وعليه يجب هدم وتدمير كل بيت فلسطيني تحت أي حجة أو ذريعة، خاصة بعد فوز العنصري ‘ نير بركات’ في انتخابات بلدية الاحتلال الذي وعد ببناء حي استيطان جديد بين التلة الفرنسية وعناتا بحجة حل الضائقة السكنية للطلاب وللأزواج الشابة اليهود[1]، والذي يتفاخر بدعم عضو الكنيست الإسرائيلي ‘ افيغدور ليبرمان’ المعروف بمواقفه المعادية للعرب ودعواته المستمرة لإجراء عملية تطهير عرقي لكل ما هو عربي[2].

 

هذا وضمن الدعايات الانتخابية لانتخابات بلدية الاحتلال قامت جرافاتها ودون سابق إنذار بحملة شرسة ضد البناء المقدسي الفلسطيني، حيث هدمت أربعة مساكن فلسطينية وقاعة أفراح، كانت تأوي هذه المساكن نحو ’26’ فرداً’ باتوا الآن في العراء. قامت بلدية الاحتلال منذ الأول من كانون ثاني حتى نهاية تشرين أول 2008 بهدم 65  مسكناً فلسطينياً في القدس  يزيد مسطحها عن 7170م2 يزيد مجموع غرفها عن 183 غرفة، وتم تشريد أكثر من 392 فلسطينياً منهم 234 طفلاً، أصبحوا بلا مأوى بعد ان هدم الاحتلال مساكنهم، ولا ذنب لهم سوى أنهم فشلوا في الحصول على رخصة بناء من بلدية الاحتلال أو أنهم ضحية لشهية الاحتلال التي لا تقاوم في ضم الأرض للمستوطنات أو للجدار أو لأي مشروع أو مخطط استيطاني يهودي.

 

حالة رقم ‘1’: هدم منزل تسكنه أرملة وبناتها الخمسة في حي البستان –  سلوان

 

في الرابع من تشرين ثاني 2008, قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال, ترافقها جرافات إسرائيلية بهدم منزل المواطن محمد حسن صيام, في حي البستان بسلوان. كان يتكون المنزل من طابقين، هدم الطابق الثاني منه عام 2004، والآن جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدمت الطابق الأول والذي تبلغ مساحته 70 متراً مربعاً, ويقع على ارض مسطحها 300 متراً مربعاً, يشكل احد منازل حي البستان المهدد بالإزالة كلياً, وهو حي سلواني يضم 88 مسكناً فلسطينياً. و قبل عشرة أيام من تاريخ الهدم, قام المقدسي محمد صيام ( صاحب المنزل) بتأجيره الى المواطنة منال زيتون, وهي أرملة وأم لخمسة أطفال جميعهن إناث، وبعد ان قامت منال بنقل أمتعتها الى داخل مسكنها الجديد, فوجئت بقرار الهدم الفجائي, ووجدت نفسها في لحظات بالشارع, دون مأوى, وبصحبتها بناتها الخمسة.

 


 







 







 

صورة 1+2 : ركام سكن المواطن محمد صيام بعد ان هدمته بلدية الاحتلال – سلوان

 

 

تقول منال لباحث مركز أبحاث الأراضي:

 

‘ كانوا بناتي بالمدرسة, وأنا كنت في زيارة لبيت والدي, وإذ بأهل الحي يتصلون بي  ليخبروني ان منزلي محاصر من قبل الجرافات التي ستباشر بهدمه فوراً، هرعت الى المكان, وكان جل اهتمامي ينصب على إخراج أمتعتي وكتب بناتي المدرسية، إلا أنني لم افلح بذلك رغم وصولي الى المكان قبل بدء الهدم.’

 

أما بنات المواطنة منال فهن: شروق -14 عاماً-, حياة – 12 عاماً-, بيداء -9 أعوام-, آيات – 7 أعوام-, و نيلي – 3 أعوام-.  أما حياة فهي مريضة بالقلب, وأجرت عملية جراحية قبل أشهر, وهي تأخذ الدواء باستمرار. تقول أم شروق :‘ لقد استحلفتهم بالله ان يسمحوا لي بإخراج التقارير الطبية من المنزل… بقيت أترجى وابكي, علّهم يشفقون علي، و في النهاية قال لي احد ضباط الهدم, ابتعدي من هنا وابحثي عن تقاريرك لاحقاً.’

 





و فعلا, تم هدم المنزل والمكون من 3 غرف صغيرة, مطبخ, وحمام, على ما فيه من أثاث, وغرف نوم وأواني طبخ… ولم يُخرج شرطة الاحتلال سوى القليل من أثاث المنزل, وألقت به في زاوية قريبة من مكان الهدم, دون ان تسمح لأهل الحي بالدخول وإخراج باقي أمتعة الأطفال وأمهم التي استأجرت المسكن قبل 10 أيام من هدمه.

أما صاحب المنزل محمد صيام فيقول: ‘ لم يعطوني مهلة لاستئناف القرار, أو إبلاغ المحامي، وعندما حاولت التصدي لعملية الهدم, ضربوني لكمتين على كتفي الأيسر, وأنا كما ترى, رجل مسن ابلغ أل 66 من عمري, ولا قدرة لي بالوقوف أمام هذه القوات الكبيرة.’

                        


 

 

قامت بلدية الاحتلال بتسليم المواطن محمد صيام أمر الهدم بتاريخ 7102008, وفي هذا الشأن يقول صيام : ‘ رجل البلدية قال لي بالحرف الواحد: خذ بالك مني, وأنا سآخذ بالي منك، و هو يريد ان ارشيه لعلمه بأني صاحب محال تجارية، وأنا رفضت هذا العرض الرخيص’. و قد أوكل صيام قضية الهدم الى المحامي صلاح أبو تايه, الذي لم يفلح بإيقاف أمر الهدم. يقول صيام بخصوص عدم تمكنه من إصدار أمر يوقف الهدم :‘ لمن تشكي سارق الحبوب إذا كان القاضي هو الدجاجة’. الهدم بدأ الساعة العاشرة صباحاً وانتهي في حوالي الساعة 2 ظهراً. وعلى الفور حضر كايلر كرونمير وهو ملحق سياسي من القنصلية الأمريكية العامة, وتأسف لمحمد صيام عن هدم منزله, وعرض تقديم مساعدة. يقول صيام: عن أي مساعدة يتحدث, لقد أعطاني كرته, ورقم هاتفه, وواساني …هل يستطيع ان يعيد بناء منزلي؟ هل يدفع عند غرامات الهدم وتكلفة الجرافات؟؟!!’

 

ان هدم منزل صيام, وتشريد عائلة الأرملة منال زيتون التي استأجرته قبل أيام, جاء ضمن حملة هدم طالت 4 منازل وقاعة أفراح في يوم واحد. تأتي هذه الحملة عشية انتخابات بلدية الاحتلال, كجزء من الدعاية الانتخابية التي تتسابق من خلالها الأحزاب الإسرائيلية اليمينية, في إثبات حرصها على تهويد القدس العربية.

 

حالة رقم ‘2’: بلدية الاحتلال تهدم قاعة أفراح  / عند مفترق ضاحية البريد

 

في الساعة الخامسة من صباح يوم الأربعاء 5 تشرين ثاني 2008،  داهمت قوة من حرس الحدود والقوات الخاصة, محملة في أكثر من 15 سيارة وجيب عسكري, ويرافقها آليات هدم ضخمة من نوع بلدوزر D9, قاعة الحدائق المعلقة والواقعة عند مفترق ضاحية البريد – جسر النص (الخرايب)- من أراضي بيت حنينا, وشرعت بهدم القاعة دون ان تبرز أمر هدم من بلدية الاحتلال أو المحكمة الإسرائيلية. وقد طلب المهندس سمير قرش, صاحب العقار – القاعة- من مفتش التنظيم والبناء في بلدية الاحتلال, والمدعو ‘روني’ إبراز قرار رسمي بالهدم, لكن الأخير رفض ذلك وأصر على الرفض  – كما أفاد صاحب العقار- , و ذلك ‘كإجراء قانوني’. ولا يعرف المهندس قرش سبباً لهدم العقار, وجراء إصراره على رؤية قرار الهدم, أمر قائد القوة بإبعاده عن المكان بالقوة. وباشرت جرافتا البلدوزر-مجنزرة- بتدمير القاعة التي تبلغ مساحتها 400 متراً مربعاً, وواجهتها من الزجاج, وتحتوي على أجهزة الكترونية بقيمة 100 ألف دولار أمريكي, كما جرفت الساحة المحيطة بها, وغادرت القوات المكان في تمام الساعة 6:30 صباحاً بعد ان حولت قاعة الأفراح الحديثة الى ركام, بعد ان مضى على افتتاحها اقل من سنتين.

 



 

 

وأوضح المهندس قرش: ‘ان البلدية في السابق, وقبل أكثر من سنة ونصف اعترضت على ترميم المكان, وعلى توسيعه متراً واحداً، فقمت بإلغاء الزيادة وتقليص المساحة 230 سم.’

 

 

حالة رقم ‘3’: بلدية الاحتلال تهدم منزل المواطن محمد بدر الشويكي  / حي الأشقرية  –  بيت حنينا

 

للمرة الثانية خلال عامين, قامت بلدية الاحتلال بهدم منزل المواطن المقدسي محمد بدر الشويكي, 37 عاماً, في بيت حنينا – حي الأشقرية. ففي صباح الأربعاء 5 تشرين ثاني 2008, داهمت جرافتان من نوع كاتربيلر حي الأشقرية, مدعومة بقوة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود, وشرعوا بإخراج أثاث المسكن بأنفسهم, معيثين فساداً وخراباً في جزء كبير منه. وخلال نصف ساعة, كان المسكن والذي تبلغ مساحته 60 متراً مربعاً ركاماً، يقول محمد الشويكي لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ اسكن هنا مع زوجتي وطفلي البالغ من العمر 3 شهور، وهذه ليست المرة الأولى التي يهدم الاحتلال فيها مسكني, فقبل حوالي عامين هدمت بلدية الاحتلال منزلي الأول والبالغة مساحته 140 متراً مربعاً, وأنا أصريت على بناء هذا المنزل الجديد مكانه, إذ ليس لي مكاناً اسكن به. فأنا متزوج ومن حقي ان يكون لي خصوصية في منزلي’.           







 


المسكن عبارة عن بناء من الطوب, ومسقوف بمعدن الزينكو, وقد كانت تكلفته حين بناءه قبل عامين, 70 ألف شيكل. والآن وجد محمد الشويكي نفسه, مرة أخرى, بدون مسكن, فلجأ الى والده ليسكن عنده. وقد تم إبلاغه بأمر الهدم قبل 4 شهور فقط, حاول خلالها جاهداً إيقاف الأمر من خلال المحامي حسين غنايم, الى ان جهوده لم تثمر, فكان تنفيذ الهدم في تاريخ 5112008, ضمن حملة الهدم الواسعة التي قامت بها بلدية الاحتلال إبان فترة الدعاية الانتخابية لانتخابات بلدية القدس.


حالة رقم ‘4’: بلدية الاحتلال تهدم منزل المواطن سعيد أبو سند / حي البستان –  سلوان

 

قامت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بهدم منزل المواطن المقدسي سعيد أبو سند, بعد ظهر الأربعاء 5 تشرين ثاني 2008, وذلك بحجة عدم الترخيص. يقع المنزل الصغير المكون من غرفتين ومرافقه, والذي يبلغ مسطحة 72 متراً مربعاً, في حي البستان بسلوان, جنوب القدس. و منذ أكثر من سبعة أعوام, وسلطات الاحتلال تعلن ان حي البستان ‘يجب إزالته بالكامل’. وهي لا تخفي نواياها باستبدال حي البستان والذي يضم 88 مسكناً, ويأوي أكثر من 110 أسرة مقدسية, بـ’حديقة داوود’, نسبة الى الملك داوود حسب الرواية التوراتية، وذلك كخطوة متقدمة من مراحل تهويد القدس العربية. سعيد أبو سند, والبالغ من العمر 69 عاماً, قام ببناء المسكن قبل 14 شهراً, على قطعة ارض اشتراها من احد المقدسيين قبل سنوات عدة.

 

يقول أبو سند لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ الأرض عربية، فأنا اشتريتها من احد أهالي سلوان, وهذا الأخير ورثها أباً عن جد, والملكية عربية وعمرها مئات السنين, وهي مسجلة وندفع ضريبتها.’ وعندما وصلت جرافات الاحتلال لهدم المسكن, كانت قد أنهت لتوها هدم 3 منازل أخرى في بيت حنينا, شعفاط, وسلوان, وكان منزل أبو سند هو الرابع ضمن هذا الحملة الانتخابية الشعواء. ويقطن في منزل أبو سند, ابنته هنادي وزوجها سامر وطفليهما, والذين وجدوا أنفسهم بالعراء في ساعات قليلة بفعل جرافات الاحتلال التي هدمت منزلهم على ما فيه من محتويات.

 

يضيف أبو سند : ‘ولأنه كان هناك مقاومة من أهالي الحي, ومحاولات لمنع الجرافات من هدم مسكننا, وتدمير حياتنا, ولأننا دفعنا أموالنا في هذا المنزل  لم يهن علينا تركه يُهدم في لحظات, قام جنود الاحتلال بضربنا وتكسير سياراتنا, وتعمدوا على هدم المنزل على ما فيه من محتويات’.

 

قبل هدم المنزل بشهر واحد, استلم أبو سند أمر الهدم الإداري, وحاول جاهداً ان يتوجه الى المحكمة الإسرائيلية, كي يستصدر أمر احترازي, يوقف قرار الهدم. إلا ان القاضي رفض النظر بالقضية حسب ما أفاد به أبو سند: ‘ لقد قال لي القاضي بكل بساطة, إنني أعيق القضاء وأتحايل على تنفيذ الأوامر, وان الهدم لن يتوقف وما محاولاتي لإصدار أمر احترازي, سوى مماطلة وتحايل على القانون. من حقي ان احصل على محكمة, وان أترافع وأدافع عن حقي، هل من المعقول ان يمتنع القاضي حتى عن سماع مرافعتي!!؟؟’

 

أثناء عملية الهدم, احتج أهالي حي البستان, وخاصة صاحب المنزل سعيد أبو سند, وزوج ابنته سامر أبو سند, والذي انهال عليه جنود الاحتلال بالضرب المبرح, وبدلاً من نقله الى المستشفى تم احتجازه في مركز الشرطة ‘ المسكوبية’, كما ان قريبه سلطان أبو سند أصيب بكسور في ضلوعه, أما محمد عودة فكسر انفه. وتم نقل سبعة مواطنين آخرين الى المستشفى, بعضهم أصيب من جراء الضرب الهمجي الذي تعرضوا له, والبعض أصيب بالاختناق من استنشاق الغاز السام المسيل للدموع والذي أطلقه الجنود وسط الحي المزدحم بالسكان والأطفال والنساء كل ذلك لاعتراضهم في ان يُهدم مسكنهم!.

 

جدير بالذكر, ان حي البستان المهدد بالهدم, والذي يقع في قلب سلوان وبالقرب من عين سلوان, عرضة لمطامع الاحتلال. وهدم منزل أبو سند, لا يمت بالإجراءات القانونية التي تدعي بلدية الاحتلال وجودها. وإنما الهدف هو سياسي والغاية تهويد الحي وإرفاقه بالبؤر الاستيطانية المتفرقة والتي نجح الاحتلال بزرعها في قلب سلوان.

 

حالة رقم ‘5’: الاحتلال الإسرائيلي يصادر للمرة  الرابعة حق عائلة أبو نجمة في سكن يأويها

 

قامت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس بمصادرة مأوى عائلة أبو نجمة في بيت حنينا ظهر 11/2008 داهمت قوة  كبيرة من حرس الحدود والقوات الخاصة محمولة في نحو 10 سيارات جيب، قامت بإغلاق الموقع في واد الدم ببيت حنينا ومنع احد من الدخول والخروج منها واليها، وقامت رافعات بتحميل مأوى – كرفان متحرك – بمسطح 30م2 ويأوي عائلة المواطن عز الدين عبد الحميد أبو نجمة في بيت حنينا – واد الدم بمسطح 200م2، وتحت ضغط الحاجة أعاد أبو نجمة بناء البيت عام 2001 بذات المسطح، ومرةً ثانية قامت بلدية الهدم بتدمير المسكن كلياً.

 

ولم تكتفي قوات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة حق عائلة أبو نجمة في سكن اقل من ملائم بل لاحقتهم في مصدر لقمة عيشهم عندما داهمت محل ‘ كافتيريا’ مطعم له في حي الشيخ جراح وصادرت معظم محتوياته بذريعة انه مستحق عليه 40,000 شيكل ضريبة مسقفات ‘ أرنونا’ و17,000 شيكل للتأمين الوطني الإسرائيلي،  وقال أبو نجمة لمراقب حقوق الإنسان والسكن في مركز أبحاث الأراضي: ‘ هاجموني في عملي مصدر رزقي ولقمة عيشي حتى لا أقف على رجلي، حتى لا أقوم ببناء بيت يأوي عيالي، وعائلتي والحمد لله بركة، وهذا كان يدفعني دوماً لبناء بيت يأويها، حيث صعب ان تجد بيتاً بالإيجار وبسعر معقول لعائلة من 12 نفر، فقمت مرة ثالثة بشراء كرفان يعني بيت متنقل يسير على عجال حتى لا تكون للبلدية ذريعة، إلا أنها قامت بمصادرته، والبلدية تصر على حرماننا من حقنا في بيت نعيش فيه وعلى أرضنا نحن’. وأضاف أبو نجمة: ‘ وسبق في عام 1967 ان طردنا الاحتلال من بيتنا في حوش الغزلان في البلدة القديمة بعد ان طردنا من بيتنا واستولى عليه اليهود’.

 نعم للمرة الرابعة وليس الثالثة يصادر الاحتلال حق عائلة أبو نجمة في سكن ملائم ياويها!؟.

 

حالة رقم ‘6’: بلدية الاحتلال تهدم سكن المواطن جمال أبو داوود أبو سنينة /العيسوية:

 

قامت جرافات بلدية الاحتلال, بهدم مسكن المواطن المقدسي جمال أبو داوود أبو سنينة, صباح الثلاثاء 18 تشرين الثاني 2008, بحجة عدم الترخيص, وتحت ادعاء ان المسكن مقام مكان شارع سيتم شقه يوماً ما. جمال أبو سنينة, ابن ال58 عاماً, عاطل عن العمل, ويعاني من أوجاع بالظهر والمعدة, يسكن المنزل مع زوجته نجاح وأبناءه الأربعة, وهم: طارق 24 عاماً, فهد 22 عاماً, منير 19 عاماً, والطفلة دعاء 14 عاماً، وقد قام جمال ببناء منزله الذي يبلغ من المساحة 165 متر مربع قبل عامين, وتمكن من السكن فيه قبل عام واحد فقط.

 

يقول جمال لباحث مركز أبحاث الأراضي: ‘ لقد كلفني بناء البيت 400 ألف شيكل, وهو أول بيت املكه ليكون لي بعد هذا العمر الطويل، لقد دفعت كل أموالي و تعب سنيني, وها أنا أرى  ثمرة عشرات السنين من العمل والادخار ينهار خلال 5 دقائق، الأمر الذي يقلقني كثيرا هو أنني ما زلت مديوناً بمبلغ 200 ألف شيكل, فماذا افعل بالله عليكم؟؟’

 

جاء أمر الهدم في آذار 2008, أي بعد ان سكن جمال أبو سنينة وعائلته المنزل بأربعة شهور، وحاول مراراً إلغاء أمر الهدم وتوجه الى كل المحاكم الإسرائيلية, ابتداءً من محاكم الصلح وصولاً الى المحكمة العليا, والتي أصدرت قرارها النهائي بالهدم بتاريخ 11 تشرين ثاني 2008. وبناءً على القرار, أقرت المحكمة هدم المنزل خلال شهر ابتداءً من تاريخ 16 تشرين أول 2008. إلا ان البلدية لم تمهل نفسها أكثر من 48 ساعة, فهدمت المنزل وحسب شهادة جمال أبو سنينة صاحب المنزل, فان بلدية الاحتلال, أمهلته 3 دقائق فقط لإخلاء المنزل, تم تمديدها الى 10 دقائق : ‘ لم نخرج كل أمتعتنا, فبقيت الثلاجة والسجاد والشبابيك, وبعض الأثاث’.

 

المنزل مقام على قطعة ارض مساحتها  400متر مربع, تقع بمحاذاة الجامعة العبرية:‘ عندما اشتريت المنزل لم يكن هناك مخطط لشق شارع على الأرض. لكن لجنة العيسوية ولجنة بينكوم لتطوير أراضي العيسوية –  التي تترأسها أفرات ويقع مقرها في شارع يافا بالقدس-, قامت بإدخال ارضي ضمن المخطط الهيكلي لتنظيم العيسوية, ولم يخبرني احد بوجود مخطط شارع جديد فيها, وتم اعتماد المخطط  الشارع بعد ان قطعت شوطاً طويلا في عملية البناء’.

 

 و يتخوف جمال من فقدان قطعة أرضه أيضاً, فهو يطمح ان يعيد بناء منزل عليها. أما الآن, فقد تشتتت الأسرة, فالزوجة نجاح والطفلة دعاء ذهبن ليسكن لدى أهل الزوجة بالطور. أما الأولاد وأباهم جمال فتفرقوا ليسكن كل منهم عند احد الأقارب. هذا هو مصيرنا… ان نتشتت ويبقى مبيتنا ومأوانا حسب التساهيل.. اليوم اسكن عند قريبي مهند أبو سنينة, والأسبوع القادم عند غيره, لكننا لن نرضى ان نكون عبئاً … أي حال وصلنا إليه هكذا فجأة؟؟؟

 

يذكر ان عملية الهدم بدأت حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً, و قد وصلت جرافتان تابعتان لبلدية الاحتلال, ومعززتان بوحدات خاصة. إحدى هذه الوحدات تدعى فرقة متسادا, والتي تم تكوينها لقمع الأسرى السياسيين بالمعتقلات والسجون الإسرائيلية, وهي مدربة تدريب خاص جداً. وقامت هذا الوحدة, دون تردد باستخدام العنف فوراً مع أصحاب المنزل, و ضربت الابن طارق, ومحمد أبو سنينة وهو احد أبناء العم, كما أنهم دفعوا نجاح أبو سنينة وألقوها على الأرض بطريقة غير انسانية.



بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة هدمت 65 مسكناً كانت تأوي 392 فلسطينياً منهم 234 طفلاً، باتوا بلا مأوى. ويوضح الجدول التالي هدم المساكن في القدس خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2008:






















































الشهر

عدد  المساكن

1

12

2

7

3

5

4

6

5

7

6

7

7

16

8

5

9

0

10

0

المجموع الكلي

65


المصدر: بحث ميداني مباشر، مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية.

 

 

 





 


 





[1] هآرتس العبرية بتاريخ 23/10/2008.

[2] يديعوت أحرنوت بتاريخ 12/10/2008.

 

 

 

 

 

 

Categories: Demolition