يشهد تكريساً للاستيطان ومزيداً من مخططات الاحتلال, واد قانـا على حافـة التهويد وتغييـر للمعالـم

يشهد تكريساً للاستيطان ومزيداً من مخططات الاحتلال, واد قانـا على حافـة التهويد وتغييـر للمعالـم

 

الموقع والمساحة:

يقع  واد قانا على بعد 10 كم من الجهة الشمالية الغربية من مدينة سلفيت، ويحده من الشمال بلدة  كفر لاقف، ومن الشمال الغربي بلدة عزون، ومن الغرب بلدة كفر ثلث، ومن الشرق مقام عليه مستعمرتي "نوفيم" و"ياكير"، ومن الجنوب الشرقي بلدتي دير استيا وقراوة بني حسان.                              

هذا ويتبع وادي قانا إلى بلدة دير استيا التي تبلغ مساحتها الإجمالية 34,129 دونم،  منها 10,000 دونم مساحة وادي قانا منها  13  دونم عبارة عن مسطح بناء.

والمنطقة عبارة عن منحدر طبيعي يقع بين جبلين يتميز بجمال خلاب وتربة خصبة ووفرة المياه، إلا أن الاحتلال كعادته يسعى لتغيير معالم الأرض ويصادرها لصالح أغراضه العسكرية والاستعمارية.

وتصنف أراضي بلدة دير استيا حسب  اتفاق أوسلو إلى مناطق مصنفة  B تبلغ ( 6132) دونم وتشكل من مساحة القرية الإجمالية 18% بينما مناطق مصنفة  C تبلغ ( 27997 ) دونم وتشكل من مساحة القرية الإجمالية 82%، مع العلم أن أراضي واد قانا جميعها مصنفة C.

مخطط لإقامة طريق استعماري يربط المستعمرات المقامة على أراضي واد قانا بعضها ببعض يهدد 10,000 دونم:

 في السابع من تموز 2014م كشفت حركة السلام " الآن" الإسرائيلية عن خارطة صادرة من مجلس المستعمرات في الضفة الغربية عن وجود مخطط إسرائيلي تم إعداده مؤخراً، يهدف بشكل أساسي إلى الالتفاف على منطقة واد قانا في شمال الضفة الغربية ومن ثم تهويدها بشكل كامل بعد إحكام السيطرة عليها، مما يهدد آلاف الدونمات بإحكام السيطرة عليها وعزلها وحرمان أصحابها من الوصول إليها،  خاصة في ظل الاعتداءات المتواصلة على الوادي.

ويتبلور هذا المخطط حول إقامة طرق التفافية جديدة في منطقة واد قانا ولم تكن قائمة بالأصل والتي من شأنها أن تكفل ربط المستعمرات في واد قانا مع بعضها البعض لتشكل في نهاية المطاف مجلس إقليمي موحد لتلك المستعمرات السبعة المقامة في واد قانا ومحيطه.

وبحسب الخارطة التوضيحية المرفقة، فإن المخطط من شأنه إلغاء عدد من الطرق الزراعية في منطقة واد قانا والتي تخدم العشرات من الدونمات الزراعية التي يستغلها الفلاح الفلسطيني منذ سنين طويلة، ومن بين تلك الطرق: (طريق عين البصة، طريق التنور، طريق عين الفوار) والتي ستغلق لصالح المخطط الاستعماري الجديد.

خارطة المخطط حسب ما كشفته حركة "السلام الآن" الإسرائيلية :

تكريس الاستيطان في واد قانا وتغيير معالمه:

وحول خطورة المخطط الجديد على الفلسطينيين في الوادي  والتساؤل عن الانعكاسات المستقبلية على السكان والأرض الفلسطينية، أفاد السيد أيوب أبو حجلة رئيس بلدية ديرستيا  لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي:  " المخطط الجديد لم يكن بمثابة تكريس الاستيطان في منطقة واد قانا فحسب بل هو إعطاء الضوء الأخضر لمصادرة المزيد من الأراضي وإقامة بؤر استعمارية جديدة تتناثر على أرض الوادي، وسيؤدي المخطط في نهاية المطاف لو تم تطبيقه إلى عزل منطقة واد قانا عن محيطه الفلسطيني بشكل تام، في حين سيتم تهويد منطقة الواد رويداً رويداً إلى أن يصبح في قبضة الاحتلال  بشكل تام".

ومن المعروف أنه قبل توسعة أي مستعمرة إسرائيلية في الضفة الغربية، يقوم الاحتلال الإسرائيلي بشق طرق وإقامة بنية تحتية توسعية،  وتعتبر الطرق الالتفافية الجديدة في المخطط المعلن هو بمثابة الحجر الأساس لتوسعة المستعمرات في واد قانا وتعد الطريق نحو إقامة تكتل استعماري واحد في الواد مما يتهدد الفلسطينيين وأراضيهم في المنطقة.

الاحتلال يشرع البؤرة الاستعمارية " إل متان" على أراض واد قانا وضم 100 دونم من الأراضي الزراعية لصالحها؟!

وفق ما ورد في صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية في عددها الصادر يوم الخميس  الموافق الثاني من شهر تشرين الأول الحالي 2014م، فقد صادقت ما تسمى لجنة التنظيم الأعلى التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية على المخطط التنظيمي الخاص بتطوير وشرعنة البؤرة الاستعمارية " إل متان" المقامة في قلب منطقة واد قانا، والتي  أقيمت في العام 2000 بالقرب من المحمية الطبيعية المسماة "ناحال كناه" لتحويلها الى مناطق زراعية ومبان ثانوية وطرق.

وبحسب المخطط التنظيمي الجديد، سيتم اقتطاع ما يقارب 100 دونم من أراض واد قانا لصالح تلك البؤرة الاستعمارية، بحيث يتم تغيير صفة تلك الأراضي المصادرة من أراض زراعية إلى أراض خاضعة للبناء وإقامة المرافق العامة.

وتقع البؤرة الاستعمارية التي يجري الحديث عنها على تلة مرتفعة في قلب واد قانا، وهي مطلة على عدد من العيون المائية التي يمتاز بها واد قانا، والتي من أبرزها " عين الفوارة" و" عين الجوزة"، حيث تعود ملكية تلك الأراضي لعدد من المزارعين من بلدة ديرستيا". 

واصلت البؤرة الاستعمارية هذه منذ إنشائها في الحد من التواجد الفلسطيني في منطقة واد قانا، حيث ينفذ المستعمرون في تلك البؤرة الاستعمارية عدد من الاعتداءات على المزارعين بالتوازي مع اقتلاع عدد كبير من الغراس والأشجار، فهم ينفذون أجندة الاحتلال على أرض الواقع. هذا ويقطن في تلك البؤرة الاستعمارية 20 عائلة من المتدينين، يقطنون في بيوت متنقلة تحت حراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

البؤرة الاستعمارية "إل متان" تسيطر على أعالي جبال واد قانا 

الموقع الجغرافي للبؤرة الاستعمارية والتي ستنهب المزيد من أراضي وادي قانا

 

القاضي والجلاد واحد:

يشار إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي شرعت من القوانين الكثيرة والتي تندرج تحت بند حماية الطبيعة في منطقة واد قانا والتي يصنفها الاحتلال بأنها محمية طبيعية ومن خلال هذه القوانين تم اقتلاع عشرات الغراس التي زرعها الفلسطينيون في الواد، ودمر عدداً من الطرق الزراعية التي تخدم الأراضي الزراعية بحجة حماية الطبيعة!!. لكن في الوقت نفسه والزائر إلى منطقة واد قانا يشاهد بأم عينيه أعمال التجريف وسرقة الأراضي، بل قطع الأشجار المثمرة منها والبرية خدمةً لمصالح التوسع الاستعماري الإسرائيلي، ومنع المزارعين الفلسطينيين من دخول أراضيهم والعمل فيها مقابل السماح للمستعمرين الاستجمام في الوادي بحماية كاملة من جيش الاحتلال، فهل أصبحت القوانين التي تسن تطبق فقط على الفلسطينيين دون الاحتلال بحد ذاته؟

المستعمرون يستخدمون وادي قانا للاستجمام والتنزه مقابل حرمان المزارعين من دخول أراضيهم وفلاحتها

واد قانا تخنقه المستعمرات الإسرائيلية  والجدار العنصري:

أقيمت على أراضي الوادي سبعة مستعمرات،  من شمال واد قانا (كرني شمرون، جنات شمرون، نوف اورامين ) ومن جنوب الوادي ( نوفيم، ياكير) ومن الشرق ( عمانوئيل) والتي تلقي مجاريها في الوادي حيث وصلت المياه العادمة إلى تلويث عيون (الجوزة، والفوار) وتمتد مياه المجاري حتى برك البصة وبركة الجمال،  ومن جهة الغرب (معاليه شمرون)  حيث وجود هذه المستعمرات تشكل خطورة بالغة على واد قانا الذي أصبحت أراضيه تتآكل وتتراجع الحياة فيه ويهجره أهله، وهذا أسلوب ممنهج من المستعمرين  لترحيل الفلسطينيين عن أراضيهم مقدمة للاستيلاء عليها.

هذا بالإضافة إلى البؤرة الاستيطانية 'نوف اورمين' التي تتوسط واد قانا وتساهم في بث الملوثات على الأراضي الزراعية لا سيما مياه المجاري، والتي كان لها آثار واضحة من دمار وتأثير على البيئة والنباتات والثروة الحيوانية. 

يشار إلى أن مساحة الأراضي المزروعة في منطقة وادي قانا  تناقصت بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً بسبب المستعمرات المحيطة وحرمان الأهالي من الوصول إلى تلك الأراضي، كما فقد واد قانا أكثر من نصف الأراضي الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أراضيه بالإضافة إلى ذلك أصبحت الأراضي الزراعية المحاذية للمستعمرات بوراً غير صالحة للزراعة بسبب اعتداءات المستعمرين المتكررة على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستعمرات هذا ودفع الكثير من المزارعين إلى عدم قدرتهم على استغلال أراضيهم.

وصادر الاحتلال من أراضيه ما مساحته ( 7590) دونم  منها 4024 دونم لصالح المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضي وادي قانا، و( 1864) دونم لصالح الطرق الالتفافية، والتي تحمل الأرقام التالية (55,5506). هذا ودمر جدار الضم والتوسع العنصري تحت مساره ( 1702) دونم، وعزل خلفه (1010 ) دونم، وفي حال استكمال بناء الجدار سيعزل (18411) دونم، ويبلغ طوله (  17023 ) متراً. يوضح الجدول التالي أسماء المستعمرات المقامة على أراضي وادي قانا و/أو محيطه والمساحات التي تصادرها تلك المستعمرات:

 

اسم المستعمرة

سنة التأسيس

مساحة الأراضي المصادرة / دونم

عدد المستعمرين

 

رفافا

1991

167

703

 

ياكير

1981

757

932

 

معاليه شمرون

1980

74

533

 

جينات شمرون

1985

944

(..)

 

كرني شمرون

1978

540

6093

 

نوفيم

1986

663

402

 

عمانوئيل

1981

879

2455

المجموع

4024

11118

         

              (..) العدد غير معلوم.

المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية – مركز أبحاث الأراضي، حتى عام 2007م.

هذا وخلال الخمس سنوات الأخيرة، شهد واد قانا هجمة عدوانية شرسة استهدفت الأرض والشجر، ففي الوقت الذي يصدر الاحتلال أوامره العسكرية بإخلاء الأشجار من الوادي بحجة أنه محمية طبيعية !!؟، تقوم أنياب جرافات الاحتلال على قدم وساق بتجريف الأراضي الفلسطينية لصالح المستعمرات الإسرائيلية وتوسيعها، وحسب قسم مراقبة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في مركز أبحاث الأراضي، حيث  رصد الاعتداءات الإسرائيلية التي نفذها الاحتلال ومستعمريه خلال الخمس سنوات الأخيرة في الفترة ما بين  (2010 – تشرين أول 2014)م أبرزها:

  • اعتدى الاحتلال على 550 دونم بشكل مباشر.
  •  اعتدى على 10400 شجرة منها 3200 شجرة أعدمت بالكامل.
  •  أعلن عن تحويل 940 دونم من الأراضي لصالح المستعمرات الإسرائيلية.
  •  مخطط استعماري لشق طريق استيطاني يربط المستعمرات المقامة في الوادي يهدد آلاف الدونمات الزراعية.
  •   شرعنة بؤرة استعمارية وضم 100 دونم لصالحها من أراضي وادي قانا.
  •  جميع المستعمرات المحيطة في الوادي تشهد توسعات مكثفة على قدم وساق.

يبين الجدول مساحات الأراضي المعتدى عليها في واد قانا وصنف الاعتداء خلال الخمس سنوات الأخيرة  (2010 – تشرين أول 2014م):

السنوات

تجريف / دونم

إغراق بالمياه العادمة / دونم

حرق / دونم

تسميم بالمواد الكيماوية / دونم

سرقة التراب لصالح المستعمرات / دونم

إتلاف أراضي من الخنازير البرية  / دونم

استخدامها للتدريب العسكري / دونم

المساحات الإجمالية المدمرة  / دونم

2010

40

 

 

10

 

 

 

50

2011

55

20

5

 

 

 

 

80

2012

32

125

 

 

12

 

 

169

2013

61

 

 

 

 

25

10

96

حتى تشرين أول  2014

155

 

 

 

 

 

 

155

المجموع

343

145

5

10

12

25

10

550

المصدر: توثيق ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، للسنوات (2010 – تشرين أول  2014م)

 يبين الجدول عدد الأشجار المعتدى عليها في واد قانا وصنف الاعتداء خلال الخمس سنوات الأخيرة  (2010 – تشرين أول 2014م):

المحافظة

عدد الأشجار المحروقة

عدد الأشجار المقتلعة

عدد الأشجار المتضررة نتيجة

منها سرقة

إخطار بالاقتلاع

المجموع الكلي

كلياً

جزئياً

كلياً

جزئياً

تسميمها بالمواد الكيماوية

إغراقها  بالمياه العادمة

التجريف

2010

 

 

18

 

 

 

 

 

 

18

2011

 

 

1636

200

 

 

40

1200

 

3076

2012

368

 

 

 

20

1050

 

 

1600

3038

2013

 

 

 

 

 

 

100

 

2268

2368

حتى تشرين أول 2014

 

 

1000

 

 

 

 

900

 

1900

المجموع

368

0

2654

200

20

1050

140

2100

3868

10400

المصدر: توثيق ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي – جمعية الدراسات العربية، للسنوات (2010 – تشرين أول  2014م)

أعمال توسعة لمستعمرة "ياكير" على حساب أراضي وادي قانا أدى إلى تجريف 15 دونماً، 08/07/2014

شق طريق استعماري بطول 2كم ليربط مستوطنة "عمانوئيل" والطريق الالتفافي رقم (5066) بالطريق الالتفافي رقم (5060) – نفذ في شهر  08/2013

صورة للإعلان الذي نشر في جريدة القدس ص34 يوم الاثنين 04/06/2012 والذي يعني تحويل 80 دونماً من الأراضي الزراعية في واد قانا والمملوكة لفلسطينيين  لصالح مستعمرة " نوفيم" الإسرائيلية 

مستعمرة " نوفيم " الإسرائيلية والأراضي الفلسطينية التي استهدفها الإعلان  – وادي قانا

 

المستعمرات المنتشرة على أراضي ومحيط واد قانا تعتبر مصدر تلويث للأراضي الزراعية – آذار 2013

تجريف أراضي المزارعين في وادي قانا في شباط 2011

رغم ما يتعرض له وادي قانا من هجمة استيطانية شرسة ومن اعتداءات متواصلة إلا أنه سيبقى شوكة في حلق الاحتلال ومستعمريه

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

 

Categories: Israeli Violations