إحراق عشرات الدونمات الزراعية من قبل مستوطنو مستوطنة براخا في محافظة نابلس

إحراق عشرات الدونمات الزراعية من قبل مستوطنو مستوطنة براخا في محافظة نابلس

 


 


الانتهاك: حرق عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية الفلسطينية.

تاريخ الانتهاك: صباح الاثنين 26 تموز 2010.

الموقع : قرى وبلدات كفر قليل، بورين وحوارة.

الجهة المعتدية: مستعمرو مستعمرة براخا.

 

 

تفاصيل الانتهاك:

 

سحاب الدخان يغطي السماء… الأرض تلونت بالأسود… أما الشجر فلم يبقى منه سوى فروع أكلتها النيران وحولتها لهياكل من الفحم… والهواء لم يعد صالحاً للتنفس…. أما الأراضي المحيطة فتحولت إلى ثكنة عسكرية لجنود الاحتلال وذلك لحماية قطعان من مستوطنتي ‘برخا’ و’يتسهار’ المقامتان على أراضي قرى وبلدات حوارة وبورين وكفر قليل.

 

ففي صباح يوم الاثنين 26 تموز 2010، كانت قرى وبلدات حوارة وبورين وكفر قليل مع نهار متجدد ضمن مسلسل اعتداءات المستوطنين المتطرفين  التي طالت جميع جوانب الحياة في المنطقة محولة إياها إلى جحيم لايطاق، فاسم مستعمرة ‘براخا’ و مستعمرة ‘يتسهار’ بالنسبة لأهالي المنطقة اسم اقترن بقصة مأساة حقيقية حلت على شعب اعزل ومسالم ليس بذنب اقترفته أياديهم  بل لأنهم وقعوا ضحية بين  سندان مستعمرة ‘يتسهار’ ومطرقة مستعمرة ‘براخا’ والذي  يعتبر الحقد والتطرف من صلب عقيدتهم التي تؤثر على سلوكياتهم في المنطقة.

 

ففي صباح ذلك اليوم،  داهمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين انطلاقاً من مستوطنة ‘براخا’  بيوت قرية بورين بالحجارة والسلاح، وذلك على خلفية تفكيك بركس للمستوطنين  من قبل جيش الاحتلال، وذلك في إطار ما يسمى زوراً  ‘تجميد الاستيطان’. حيث أنه وبعد أن قام جيش الاحتلال بتفكيك مبنى بعيد عن مباني مستوطنة ‘ براخا’ و التي لم يتوقف البناء فيها حتى اللحظة، قامت مجموعات من المستوطنين بمهاجمة بيوت بورين. ففي المرحلة الأولى تم هدم جدران مبنى قيد الإنشاء يعود ملكيته للمواطن ابراهيم عادل عيد ، فيما تم الاعتداء على أصحاب البيت ومواطن آخر كان يعمل في البيت المستهدف.  

 

ثم تتابعت الأحداث بعد ذلك لتطال حرق عشرات الدونمات الزراعية في محيط مستوطنة ‘براخا’ ضمن الأحواض (7،8،9) والمزروعة في معظمها بأشجار الزيتون، حيث أتت السنة النيران على 80% من الأراضي الزراعية المحيطة بالمستوطنة بما يقدر بنحو 400 دونم هناك  والمملوكة لعدد كبير من أهالي قرية بورين وتحولت سماء المنطقة إلى سحابة من الدخان والغازات المضرة لصحة الإنسان، وبعد ذلك استمر المستوطنون في زحفهم  صوب أراضي قرية كفر قليل بحماية من جنود الاحتلال الذين  تواجدوا بكثافة في المنطقة للتغطية وحماية المستوطنين من جهة والاعتداء على الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب ومنعهم من التقدم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أراضيهم الزراعية التي تدمر وتحترق أمامهم من جهة ثانية.  

 

يشار إلى أن قرية كفر قليل كان  لها نصيب كبير من اعتداءات المستوطنين الأخيرة، حيث أن اعتداءات المستوطنين المتطرفين طالت اكثر من 65 دونماً من أراضي القرية في الجهة الجنوبية الغربية، حيث احرق المستوطنين تلك الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون بدم بارد مما الحق خسائر فادحة بالسكان لاسيما الحاج فتحي رشيد منصور والذي احرق المستوطنون 40 دونماً كان يملكها مزروعة بأكثر من 600 شجرة زيتون ولوز مثمرة يزيد عمرها عن 73عاماً.

 

لم يترك الاحتلال على وجه الحاج فتحي سوى الحرق والآلام على عمر قضاه في الاعتناء بأشجاره كما يعتني بأبنائه يتابع نموها يوما بعد يوم  و يكرس معظم وقته في خدمتها، أما الآن فقد أصيب بصدمة نفسية حادة وأصبح بوضع يرثى له على فراق أشجاره التي عاش معها منذ بداية طفولته إلى تاريخ  الحدث.  600 شجرة زيتون ولوز تحولت إلى حفنة من الرماد.. حرق الحجر والشجر.. ولم يخلف حقد الاحتلال والاستيطان سوى رياح الخراب تلفح الأراضي الفلسطينية.. 40 دونماً مزروعة بالزيتون واللوز خسرها الحاج فتحي منصور وسط غضب وحزن مطبق على صدره. و في مقابلة مع الحاج فتحي منصور مع باحث مركز أبحاث الأراضي تحدث بقلب يعتصر بالأم  الحزن الشديد حيث قال: ( ثلاثة وسبعون عاماً هي عمر أشجاري  التي أحترقت، بذلت الغالي والنفيس من اجل الاعتناء بها كما اعتني بأبنائي  حرثت  الأرض بيدي  وأقلم  أغصانها بيدي..  واقضي أنا  وزوجاتي  الثلاث وأبنائي البالغ عددهم 16 نفرًا  وقتاً طويلاً و نحن  نحمل  حجارة السلسة من مسافة بعيدة و طويلة والحجارة على رؤوس زوجاتي  من اجل بناء  وتسوية الأرض وتحضيرها للزراعة، فكانت الأرض تعطينا بمعدل لا يقل عن 70 -80 تنكة زيت زيتون بالإضافة إلى 100 شوال من اللوز  كنت أوزعها على جميع أبنائي وبناتي فالجميع كان يأكل من خير الأرض ولم نشتري يوما الزيت والزيتون من احد، وكنت بشكل يومي أتفقد  ارضي رغم انه لم يمر يوم  واحد  إلا ونتعرض فيه للاهانة والانتهاك  من قبل المستوطنين، الآن  ذهب كل شئ ولم يبقى سوى الرماد والخراب لقد انطفئ نور امتد على مدار 73عاماً)). 

 

يذكر أن غطرسة مستوطني ‘براخا’ لم تقف عند هذا الحد، حيث استغلوا ساعات المساء وعودة أهالي القرى المتضررة إلى بيوتهم بعد يوم جهيد وصعب في مواجهة الاحتلال والمستوطنين، ففي ساعات المساء وبعد وقت قصير بدأت هذه المجموعات من المستوطنين إشعال النيران في الأراضي المحيطة بالمنطقة. حيث أحرق المستوطنون مساحات إضافية، هذا في حين تأخر الاحتلال بإرسال قوات الجيش والشرطة للموقع، الأمر الذي مكن المستوطنين من تنفيذ المزيد من الجرائم، حيث أتت النيران على مساحات واسعة من الأراضي شمال قرية بورين بما لا يقل عن 90 دونماً هناك مزروعة بالزيتون في الموقع المعروف باسم الصوانة.  

 

 بعد ذلك اتجه المستوطنون شرقاً باتجاه أراضي أهالي حوارة، والأراضي الجنوبية الشرقية لقرية بورين، حيث عادوا وأشعلوا النار من جديد، حيث احرقوا 300 شجرة زيتون بالإضافة إلى تكسير وتخريب 60 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن ماهر احمد حسين عوده وللمواطن حربي عامر دبك في المنطقة المعروفة باسم خلة مخنه من أراضي بلدة حوارة، علاوة على تكسير زجاج ونوافذ حافلة لنقل الركاب تعود إلى شركة باصات عوريف  هذا فيما لم يتمكن أحد من أهالي القرية من الوصول للحريق.

   يذكر أن براخا تأسست  سنة 1982، وأقيمت على أراضي القرى الفلسطينية التالية: كفر قليل، بورين، عراق بورين، وبلغ عدد المستعمرين بداخلها 880 مستعمراً، ويبلغ مسطح البناء للمستعمرة  نحو 647 دونم منها ، ومنذ ذلك التاريخ و إلى اليوم وأهالي القرى المتضرره من المستعمرة في صراع يومي ومرير من المستوطنين، فقد تم تسجيل منذ بداية انتفاضة الأقصى و إلى اليوم العشرات من حالات الاعتداء بالقتل و السرقة و التخريب و الحرق على السكان القرى المتضرره بسبب تلك المستعمرة التي  لا يوجد  حد يردعهم حيث أنهم يعتبرون أنفسهم فوق القانون.[1]

 

الأراضي الزراعية أثناء حرقها في صور:

 






















 

 

 






















 







[1] المصدر: المجالس البلدية والقروية وبعض المواطنين المتضررين.

 

 

 

 

 

Categories: Agriculture