إخطار أصحاب 55 منشأة سكنية وزراعية بالرحيل في الأغوار الشمالية

إخطار أصحاب 55 منشأة سكنية وزراعية  بالرحيل في الأغوار الشمالية

 


 


 

إخطار عدداً من المنشآت بالرحيل في الأغوار الشمالية

الانتهاك: إخطار عدداً من المنشآت في خربة الحديدية وخربة الرأس الأحمر وخربة حمصة بالرحيل.

الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الجهة المتضررة: عشرات المزارعين في الخرب المذكورة.

تاريخ الحدث: 22 حزيران 2010م.

 

تقديم:

 

خربة الحديدية وخربة حمصة أسماء ارتبطت بقصة معاناة جسّدها الاحتلال، حيث أن بطل تلك القصة تجمعات بدوية تفتقد إلى أدنى مقومات الحياة والبقاء حيث يعتمدون على تربية الماشية والزراعة كمصدر وحيد للدخل لديهم وهم مهددون بالطرد والرحيل من خيامهم باستمرار حيث تم سرقة جميع مصادر المياه لديهم وتم الاستيلاء على معظم أراضيهم الزراعية والآن مهددون بسرقة ما تبقى من أرضهم في خطة تهدف لمحو وجودهم بشكل تام عن المنطقة ليس لسبب كان ولا لجريمة اقترفتها أيديهم سوى وجودهم في ما تبقى من  أرضهم وتمسكهم بها رغم انف المحتل  فلا يوجد أي مكان يلجئون إليه سوى أرضهم التي لا يعرفون غيرها وهذه تعتبر بنظر الاحتلال جريمة كبيرة فكيف لا وهم بذلك وبحسب ادعاءات الاحتلال مصدر خطر على المستعمرات المجاورة ‘بقعوت’ و’روعي’ اللتان  أقيمتا بصورة غير شرعية على ارض الأغوار الفلسطينية من خلال  سرقة الأرض ونهب خيراتها وزرع سكان جدد  لا يمتون إلى تلك الأرض بصلة فهم عبارة عن مجموعة من المستوطنين وجدوا  لتنفيذ أجندة الاحتلال في المنطقة الهادفة إلى  السيطرة على كامل الأرض هناك وسلب وسرقة كافة خيراتها ونسبها إليهم بصورة لا يقبلها الضمير الحي عند أي إنسان على وجه الأرض يؤمن بكرامة وحق البشرية في الوجود والبقاء.

 





















صورة 1+2: منظر عام لحياة البدو عامة – الحديدية

 

الانتهاك:

 

   في يوم الثلاثاء 22 من شهر حزيران 2010 سلم جيش الاحتلال الإسرائيلي عدد من السكان البدو في خرب حمصة والحديدية والرأس الأحمر إخطارات عسكرية تأمرهم بها بمغادرة المنطقة خلال 24 ساعة وذلك بسبب الإقامة ضمن منطقة عسكرية مغلقة، وبحسب ادعاءات الاحتلال فإن وجودهم هناك مخالف لتعليمات الجيش والإدارة المدنية التابعة للاحتلال  فيجب عليهم الرحيل  وإخلاء المنطقة وتشريد ما يزيد عن 125 مواطناً من بينهم 79 طفلاً أو مواجهة الآلة العسكرية التابعة للاحتلال الإسرائيلي التي لا تعرف سوى لغة الدمار والتخريب والتشريد.

 










 

الجدول التالي يبين معلومات عامة عن المواطنين المتضررين من إخطارات الإخلاء:

 


























































































الرقم

المواطن المتضرر

المنطقة

عدد المنشآت السكنية

عدد المنشآت الزراعية

عدد أفراد العائلة

عدد الأطفال

1

إسماعيل فريج ابو الكباش

خربة حمصة

6

2

18

11

2

علي عيسى ابو الكباش

خربة حمصة

2

3

11

5

3

محمد نواف ابو الكباش

خربة حمصة

4

4

14

8

4

عبد الرحيم حسين عبدالله بشارات

خربة الحديدية

3

2

27

19

5

محمد علي محمد بني عودة

خربة الحديدية

2

4

12

8

6

محمد عبد الله حافظ بني عودة

خربة الحديدية

2

4

10

4

7

قياض عبد المهدي سلامين

خربة الحديدية

3

2

15

9

8

طالب عبد الكريم عيد الغني بني عودة

خربة الحديدية

2

3

13

7

9

احمد محمد إسماعيل نواجعه

خربة الرأس الأحمر

2

5

11

8

المجموع

26

29

131

79

 

 

الحاج عبد الرحيم حسين بشارات(64عاما) رغم  حالته الصحية لم يسلم من مطاردة الاحتلال له، حيث أن  هذا الرجل الذي يعاني من إعاقة في قدميه يروي  بمرارة شديدة عن الواقع المحزن الذي يمر به سكان المنطقة  يومياً  حيث تتجسد معاناتهم  ثمناً لوجودهم في تلك المنطقة، أفاد الحاج عبد الرحيم بشارات لباحث مركز أبحاث الأراضي قائلاً: (( لقد ولدت في هذه الأرض قبل اكثر من ستين عاماً أي قبل النكسة التي حلت على الشعب الفلسطيني عام 1967م لقد عشقت حب الأرض و الحياة هنا أباً عن جد، إلا أن هذا الاحتلال لم يدعنا وشأننا فمنذ أن استولى على الضفة الغربية ونحن نعيش في حالة من الجهاد والثبات على الأرض لقد تم تشريد معظم أهلنا وأقاربنا وتم قتل الكثير منهم في هذه المنطقة وحتى الأرض لقد فقدت قيمتها وبركتها  فتلك الأرض المعروفة بسهل البقيعة والتي نتواجد عليها كانت مصدر غذاء لمعظم قرى وبلدات محافظة طوباس، أما الآن فلقد تحول قسم كبير منها إلى ثكنات عسكرية ومناطق ألغام وتم طرد وتدمير معظم بيوت القرية، فانا  شخصياً لقد تم هدم منزلي 4 مرات متتالية على مدار السنوات الخمس الماضية وتم تشريد عائلتي وكلما كنت  ارحل إلى منطقة أخرى  يلاحقنا جيش الاحتلال ويأمرني بالرحيل لدرجة أنني  أصبحت لا اعرف إلى أين أتوجه، والآن أنا  وعائلتي البالغ عددها 27 فرداً مهددين بالطرد من جديد،  ترى هل أصبحت بيوتنا البسيطة المبنية من الخشب والخيش مصدر تهديد حقيقي لاستقرار دولة الاحتلال أم أنهم يريدوننا هَجر المنطقة لتخلو لهم الساحة ويسيطرون بالكامل على سهل البقيعة لصالح المستعمرات القائمة في المنطقة)).

 

و أكمل الحاج عبد الرحيم بشارات بقوله: ‘ مهما هجرنا وتم تدمير بيوتنا سنبقى صامدون لقد قلت لضابط الإدارة المدنية اكثر من مرة مهما تهدمون بيوتنا سنعيد بناءها من جديد فنحن أصحاب الأرض هنا وانتم الدخلاء فالأرض هنا ترفضكم فلا حاضر ولا مستقبل لكم هنا.’

 

خربة الحديدية و خربة حمصه قصة تحدي في وجه الاحتلال.

 

عملية التهجير ليست الأولى التي يتعرض إليها عرب في خربة حمصة وخربة الحديدية  فالمرة الأولى كانت في شهر أيلول من عام 2002، حيث تفاجئ أهالي تلك التجمعات البالغ عددهم في ذلك الوقت نحو 320 نسمة، بقدوم الآليات العسكرية الإسرائيلية مصحوبة بلجنة التنظيم التابعة لحكومة الاحتلال وقيامها بهدم عدد كبير من المساكن التي هي بالأصل عبارة عن غرف صغيرة مغطاة بألواح الزينكو والخيش والتي تفتقر لأدنى الخدمات أو البنية التحتية، حيث هنا لم يعطي أهالي مضارب الحديدية أي فرصة من اجل نقل أغراضهم الشخصية إلى مكان آمن، مما دفع عدد كبير منهم إلى الهجرة إلى مكان آخر قريب لنصب بيته ونقل أغنامهم هناك، ولكن تفاجئ أهالي مضارب الحديدية في تشرين الثاني من عام 2002، بقدوم آليات الاحتلال مرة أخرى إلى الموقع الجديد والشروع بأعمال الهدم مرة أخرى للبيوت البسيطة ولبركسات الأغنام دون مراعاة لظروفهم أو حتى إعطاءهم مهلة للرحيل، مما دفع قسم من عرب مضارب الحديدية إلى الرحيل إلى مكان آخر قريب أيضاً يدعى خربة حمصة، بالإضافة إلى ذلك قاموا بتقديم التماس إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية تطالبها بوقف أعمال الهدم والتهجير الذي يتعرضون له وبشكل مستمر، فما كان لسلطات الاحتلال إلا وان سمحت لهم بالبقاء في إحدى المناطق مع تحديد مساحة المنطقة 91 دونماً بحيث يحذر عليهم توسيع السكن في تلك المنطقة مع العلم أن بيوتهم عبارة عن (براقيات)   مصنوعة من ألواح الزينكو بالإضافة إلى الخيش بحيث يقطن في الغرفة الواحدة ليس اقل من 9 أفراد، مع العلم هنا أن سلطات الاحتلال قامت بتصوير المنطقة، وأجبرت عرب مضارب الحديدية بإحضار مساح ومسح المنطقة وهي عملية كانت مكلفة بالنسبة إليهم، ورغم ذلك يتعرض أهالي خربة الحديدية وخربة حمصة إلى اعتداءات يومياً طالت مصادرة أغنامهم وطردهم من المراعي  علاوة على إخطارات الإخلاء التي لا تقف عند حد معين فما دام هناك كائن حي يتنفس في خربة الحديدية وحمصة سيستمر مسلسل المطاردة وقرارات الإخلاء في خطوة يهدف بها الاحتلال إلى وضع اليد على كامل أراض تلك المنطقة .

 








صورة 3: الحديدية منطقة مغلقة عسكرياً

 

 

لمحة عن تاريخ وأصول عرب مضارب الحديدية وحمصة:

 

يندرج أصول عرب مضارب الحديدية و خربة حمصة إلى بلدة طمون في محافظة طوباس، تحديدا من عائلة بشارات و بني عودة، حيث اضطروا إلى الهجرة قسم كبير منهم نحو منطقة  سهل البقيعة شرقي محافظة طوباس على بعد 10كم هوائيا، و استوطن قسم كبير منهم هناك قبل عام 1967 و ذلك بسبب لما تتوفر به تلك المنطقة من آبار للمياه و مراعي خصبة، حيث يمتلك أهالي مضارب الحديدية و حمصة اليوم قرابة 10,000 رأس من الأغنام و التي تعتبر حرفتهم الوحيدة والأساسية، و لكن مع بداية الاحتلال عام 1967 و بناء المستعمرات في تلك المنطقة، كانت تلك بداية المعاناة لأهالي تلك التجمعات و بداية حرب البقاء لديهم من المستعرين .[1]

 







[1] المصدر: المواطن عبد الرحيم بشارات و هو احد المتضررين  اثناء العمل الميداني المباشر

 

 

 


 
Categories: Demolition