المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على الأرض والممتلكات الفلسطينية في قرية عينابوس

المستوطنون يواصلون اعتداءاتهم على الأرض والممتلكات الفلسطينية في قرية عينابوس

الانتهاك: تدمير 12 دونماً من الأراضي وقلع عدداً من الأشجار المثمرة وحرق سيارات متوقفة على جانبي الطريق.

الموقع: قرية عينابوس وقرية عوريف  / محافظة نابلس

 

 

التاريخ: 14- 15آذار 2010 م.

الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة يتسهار.

الجهة المتضررة: عدد من المزارعين في قرية عوريف و مواطنين من مدينة الخليل.

تفاصيل الانتهاك:

تتفنن عصابات المستوطنين الإسرائيليين في اختراع أساليب جديدة كل يوم لارتكاب المزيد من الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين، ولا تقتصر الاعتداءات على نوع محدد، فمن عمليات قتل وإطلاق الصواريخ على القرى الفلسطينية إلى حرق السيارات الفلسطينية، وإلحاق الضرر بالممتلكات وقطع الأشجار وإحراق المزروعات والمساجد، وتمتد لتطال الطواقم الطبية والصحفية، حتى تصل إلى منع وصول المزارعين إلى أراضيهم وإغلاق الطرق أمام سياراتهم.

وفي الآونة الأخيرة تصاعدت حدة اعتداءات المستوطنين من مستوطنة 'يتسهار' على المواطنين والرعاة والأراضي الزراعية في القرى الجنوبية من مدينة نابلس ( تل، صرة، عصيرة القبلية، بورين، مادما، عوريف، حواره و عينابوس) ومعظم هذه الاعتداءات تكون بهدف سيطرة المستوطنين على أكبر رقعة من الأرض لضمها لمستوطناتهم.

يشار إلى أن 14 من شهر آذار 2010 شهد هجوماً من قبل العشرات من المستوطنين الذين كانوا يرتدون زي المتدينين المتطرفين – والتي تعتبر حمى مصادرة الأراضي وطرد السكان العرب بالنسبة لهم عقيدة يؤمنون بها ويعملون على تحقيقها – وذلك  تحت حراسة وحماية جيش الاحتلال على قطعة ارض يقدر مساحتها 12 دونماً من الأراضي الزراعية التي تقع في الجهة الشمالية الغربية من قرية عوريف مما أدى إلى تخريب وتدمير 42 شجرة مثمرة (25 شجرة زيتون، 10 أشجار تين، 7 أشجار لوزيات) يقدر عمرها 16 عاماً وتعود ملكيتها إلى الحاجة زهرة  رشدان محمد علان (52عاما).

يذكر أن المستوطنين استخدموا الآلات الحادة في عملية تخريب الأشجار حيث قاموا بإطلاق بعض الأعيرة النارية في الهواء بهدف إخافة صاحبة الأرض وطردها من المكان ومن ثم حاولوا النزول إلى الأراضي الزراعية الواقعة في أطراف القرية الشمالية، إلا أن يقظة أهالي قرية عوريف حالت دون ذلك حيث هرع العشرات من المواطنين في القرية إلى أراضيهم الزراعية شمالي القرية وذلك بهدف حمايتها من اعتداءات المستوطنين، مما دفع المستوطنون إلى التراجع حيث تدخل حينها جيش الاحتلال بهدف حراسة المستوطنين أثناء عملية انسحابهم، علماً بأن جيش الاحتلال كان موجوداً في المنطقة ساعة الاعتداء على أراضي المواطنة زهرة علان، لكن الجيش كما هو معروف الوجه الآخر للمستوطنين.

وأفادت المواطنة زهرة علان لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ' امتلك قطعة ارض تقدر مساحتها 12 دونم تبعد عن بيتي مسافة 250 مترا في الجهة الشمالية الغربية من قرية عوريف، حيث أن هذه الأرض بالنسبة لي كإبن من أبنائي الثمانية …. ازرعها باستمرار وأتفقدها بشكل يومي، لدرجة أنني انقل الماء على رأسي كل يوم لسقي أشجاري التي زرعتها قبل 12 عاماً، حيث زرعتها بعد قيام المستوطنين بحرق ارضي قبل 12 عاماً، ورغم أنني أعاني من مرض في القلب إلا أنني مصممة على الاعتناء وحماية ارضي من هؤلاء المتطرفين اللصوص علماً بأن ارضي مهددة من قبل مستوطنة يتسهار التي لا تبعد عنها سوى مسافة 2.5 كيلومتر حيث حاول المستوطنون أكثر من مرة الاعتداء علي وتخريب أشجاري بهدف طردي من المنطقة إلا أنني مصممة على البقاء هنا رغم انف المستوطنين، فالاعتداء الذي حدث قبل فترة قصيرة في منتصف النهار اكبر دليل على مخططات الاحتلال السيطرة على تلك المنطقة لصالح توسعة مستوطنتهم ورفاهية المستوطنين على حساب أبناء القرية أصحاب الأرض الحقيقيون'.  

 

صورة 1: أشجار زيتون قلعها المستعمرون في ارض المواطنة زهرة علان

حرق سيارات  متوقفة على جانب الطريق في قرية عينابوس:

يشار إلى أن اعتداءات  المستوطنين لم تقف عند حد تخريب ارض المواطنة زهرة علان بل تعدى ذلك إلى مهاجمة قرية عينابوس المجاورة لقرية عوريف عند الساعة 3 فجراً من يوم الاثنين 15 اذار 2010، حيث استغل المستوطنون خلود سكان القرية في النوم فقدموا على مداهمة القرية كاللصوص، حيث أضرموا النار بثلاثة سيارات كانت متوقفة على جانب الطريق الرئيسي الواصل ما بين بلدة حوارة وقرية عينابوس مما الحق ذلك أضراراً في تلك السيارات التي تعود ملكيتها لكل من المواطن عقل محمد عيد بركات(47عاما) حيث تضررت سيارته من نوع سوبارو موديل 1980م من الجهة الأمامية واليسرى، كذلك المواطن محمد داوود عقل (41عاما) حيث تضررت سيارته من نوع سوبارو موديل 1983 من الجهة اليسرى مع حرق العجلات، كذلك المواطن يوسف البطران (45عاما) والذي يمتلك سيارة شحن من نوع فولفو حيت تضررت بشكل كبير نتيجة الحريق.

 

يذكر أن أصحاب السيارات المتضررة من سكان محافظة الخليل حيث يقطنون بشقة بطابق أرضي في قرية عينابوس، و قدموا إلى محافظة نابلس بحثا عن رزقهم و رزق أبناءهم حيث يعملون بتجارة العطور و السجاد، علما بأنها ليست المرة الأولى التي تتعرض به سياراتهم إلى الحريق بل سبق ذلك خلال شهر كانون أول من العام الماضي من قبل نفس المستوطنين و بنفس الطريقة.

حول حرق السيارات يعقب المواطن عقل بركات لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ' عند حوالي الساعة الثالثة فجراً استيقظت على صوت ضجة في الخارج، حينها توجهت صوب النافذة فرأيت أن سياراتنا تحترق، حينها صرخت ونزلت أنا وأصدقائي على الفور إلى الطريق حيث ذهلنا مما رأينا، عندها هرع الجيران وساعدونا في إخماد الحريق الذي لولا عناية الله لاحترقت سياراتنا بالكامل، لقد تضررت سيارة صديقي يوسف بطران بشكل كبير و لولا حماية الله لحدث انفجار في المكان حيث أن سيارة يوسف تقل كميات كبيرة من المواد سريعة الاشتعال (سبيرتو) تستخدم في صناعة العطور، ترى ما الذنب الذي فعلناه حتى فعلتهم بنا … لقد احرقوا سيارتي في أواخر العام الماضي مما دفعني ذلك إلى الاستدانة من احد الأصدقاء مبلغ قدره 5 آلاف شيكل لإصلاحها ولم أتمكن حتى اليوم من تسديد كامل المبلغ، علماً بأنني اعمل أنا و أصدقائي ليل نهار من اجل تامين لقمة أبنائي في الخليل التي لااراهم  إلا مرة كل شهر أو أكثر أحيان'.

 

 

صورة 2: أحد الشاحنات التي تم حرقها وكانت متوقفة على جانب الطريق – عينابوس

 

يذكر أن ريف محافظة نابلس الجميل الوادع  والذي كان ينعم أهله  بالهدوء والأمن حتى جاءه من يعكر حياته وحياة أبنائه لم يكن يومًا يتوقع  أن يخنقه  سرطان الاستيطان المسمى 'يتسهار ' والتي أقيمت على أراضي هذا الريف الجميل في أوائل العام 1982 عندما زرعت أكواخ العربدة والحقد الأسود وقرميد الدم في المنطقة الشرقية وقريباً من تخوم حوارة ويتمدد هذا السرطان ويمتد في اتجاه…مادما..عينابوس.. عوريف.

 

 

صورة 3+4: ريف  نابلس الجميل

مئات الدونمات كانت الضحية التي التهمتها المستوطنة من أراضي هذا الريف الجميل وخاصة قرية عصيرة القبلية التي صودرت أراضيها في منطقة جبل سلمان والنقارة وتطل على حوارة من الجهة الشرقية.

يذكر أن المستوطنين المتطرفون اعتادوا في الآونة الأخيرة على مهاجمة القرى المجاورة لمستوطنتهم  والاعتداء على الشجر والحجر والبشر في محاولة، وصفوها باليائسة، لإخراج أهالي تلك القرى  من قراهم  وإبعادهم عن أراضيهم، حيث تصاعدت اعتداءات المستوطنين منذ حوالي ستة أشهر تقريباً، إضافة إلى تنوع أشكال وطرق الاعتداءات، فمن حرق لأشجار الزيتون والحقول الزراعية، إلى مهاجمة المنازل والاعتداء على ساكنيها بالحجارة وتحطيم السيارات، انتهاء بإطلاق الصواريخ.

فقبل شهر تقريبا  قام مستوطنون من 'يتسهار' بمهاجمة قرية بورين وقرية عصيرة القبلية وذلك بتخريب وتجريف  الأراضي الزراعية إضافة إلى قطع أغصان العشرات من الأشجار من الزيتون والأشجار الأخرى من اللوزيات التي يعتمد عليها سكان تلك القرى في لقمة عيشهم، ورغم ذلك فان  أهلها يظهرون إصراراً منقطع النظير للدفاع عنها والتصدي لهجمات المستوطنين المتكررة.

تعريف  بقرية عينابوس:

 تعتبر هذه القرية من أقدم القرى الفلسطينية يرجع تاريخها إلى عهد اليبوسيين وهم قبائل عربية نزلت جماعة منهم حول عين ماء وأقاموا في منطقة هذه القرية وجاءت التسمية (عين يبوس) نسبة إلى اليبوسيين، تقع على بعد 12كم من مدينة نابلس بالاتجاه الجنوبي منها، يحدها من جهة الشمال قريتا بورين ومادما ومن الجنوب ياسوف ومن الشرق حوارة ومن الغرب قريتي عوريف وجماعين، تمتاز هذه القرية بكثرة الجبال والهضاب التي تحيط بها منها جبل مرتفع يسمى جبل سلمان الفارسي وأشهر هذه الهضاب هضبة عطارد، وتبلغ المساحة العمرانية للقرية 260 دونماً ، من أصل 4000 دونم عبارة عن المساحة الإجمالية للقرية .

   بلغ عدد سكانها عام 1922 حوالي 227 نسمة ارتفع إلى 340 نسمة وفي عام 1967م بلغ عدد سكانها حوالي 555 نسمة ارتفع إلى 1200 نسمة عام 1987م . وبلغ عدد سكان بلدة عينابوس 3000 نسمة في عام 2005 ، ويقدر عدد المغتربين من أهالي القرية أكثر من 2000 شخص.[1]

[1] المصدر: مجلس قروي عينابوس

اعداد: مركز أبحاث الاراضي – القدس

Categories: Israeli Violations