مكب النفايات بين بلدتي عزون وجيوس وأثره على صحة الإنسان والبيئة

مكب النفايات بين بلدتي عزون وجيوس وأثره على صحة الإنسان والبيئة

    


 


 





( صورة رقم 1: صورة لمكب النفايات على الطريق العام بين قريتي عزون وجيوس بالقرب من خربة صير)


 

البداية

 

أقيم مكب النفايات عام 1980 على مساحة خمسة دونمات مملوكة للمواطن جمال عبد النبي من قرية جيوس في الجهة الجنوبية الشرقية للقرية وتحديدا على حوض رقم 2 بمحاذاة طريق طولكرم – قلقيلية الرئيس.

 

وبدأت عملية إلقاء النفايات في المكب بشكل رسمي عام 1989 وذلك بإلقاء كم هائل من المخلفات الصناعية والكيميائية من المصانع الإسرائيلية المقامة داخل الخط الأخضر ومن المستعمرات الاسرائيلية القريبة في وادي قانا في هذا المكب. وكانت هذه المخلفات عبارة عن مواد سامة مسرطنة ومشعة ارتأت حكومة الاحتلال التخلص منها عن طريق تصديرها إلى خارج الخط الأخضر وتحديدا إلى تلك المنطقة.( خارطة رقم 1)

 






 


شكاوى متعددة

 

ومع ارتفاع وتيرة تجميع النفايات السامة في تلك المنطقة وتزايد أثارها السلبية على السكان والبيئة تقدمت السلطات المحلية الفلسطينية في قرى عزون وجيوس وصير في بداية تسعينيات القرن الماضي بشكاوى إلى ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية ضد هذا المكب، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب لذلك بحجة أن مكب النفايات يقع على بعد 2 كم عن المخطط الهيكلي لقرية جيوس، و 1,5 كم عن المخطط الهيكلي لبلدة عزون.

 

 ومع قدوم السلطة الفلسطينية عام 1993  استأنفت المجالس القروية والبلدية بمساعدة وزارة الحكم المحلي حديثة التأسيس بتقديم احتجاجات إلى سلطات الاحتلال مدعومة بنتائج دراسات وأبحاث علمية حول التأثير السلبي للمكب على حياة البشر والكائنات الحية والمصادر الطبيعية في المنطقة، حيث وعدت سلطات الاحتلال في حينه بالنظر في القضية، إلا أنها استمرت في استخدام المكب حتى عام 2000 عندما امتلأ بالكامل ولم يعد يستوعب المزيد من النفايات والمواد السامة والخطرة.

 

خلفية عن القرى المتضررة من المكب

 

تتأثر بمكب النفايات ثلاث قرى فلسطينية على الاقل، هي:

 





























القرية

عدد السكان

مساحة الأراضي

مساحة منطقة البناء

عزون

9349

9139

1209

جيوس

3742

13044

371

صير

866

3049

179

المجموع

13957

25232

1759

 

 

المستعمرات الإسرائيلية في المنطقة

 

يوجد في منطقة وادي  قانا ثماني مستعمرات اسرائيلية كانت تستخدم المكب في السابق، وهي ياكير ونوفيم وماتان ومعاليه شمرون وغينوت شمرون وكرني شمرون ونيفيه اورانيم وعمانويل والتي يتجاوز عدد سكانها مجتمعة الثلاثة عشر الف نسمة ( انظر الخارطة المرفقة أعلاه).  وبُنيت اقدم مستعمرة منها عام 1978 وهي مستعمرة معاليه شمرون.

 







( صورة رقم 2 & 3: صور اخرى  لمكب النفايات على الطريق العام بين قريتي عزون وجيوس بالقرب من خربة صير)


 







 

 

الاثار الناجمة عن اقامة المكب على السكان والبيئة



  •  أجرت بلدية عزون عام 2001 بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية وجامعة النجاح الوطنية تحليلا للمياه الجوفية الموجودة في بئر عزون الشمالي ( 60 كوب/ساعة) والذي يبعد مسافة 500 متر عن مكب النفايات تبين فيه ارتفاع نسبة الرصاص في المياه مع العلم أن تلك المادة هي مادة مسرطنة وتساعد على نشوء خلايا سرطانية في الجسم ( 670mg/kg H2o) حيث دفع ذلك بلدية عزون إلى إضافة كميات من مادة الكلور إلى الماء بهدف تنقيتها إلا أن تلك المادة من شأنها القضاء على التلوث الميكروبي للماء وليس التلوث الكيميائي التي تسببه المواد الكيميائية الموجودة في المكب.



  • أقدمت وزارة شؤون البيئة الفلسطينية عام 2004 على دراسة واقع مكب النفايات في المنطقة، حيث تبين أن الملوثات المتخمرة الموجودة في المكب أدت إلى تلويث المنطقة بشكل كامل، وهذا يعني زيادة الإصابة في الإمراض من ضمنها شلل العضلات واضطراب الرؤيا وارتفاع ضغط الدم والأمراض الجلدية بسبب انتشار الحشرات بكثرة في المنطقة.  ومن بين الإمراض الأخرى التي يعاني منها سكان القرى الحساسية في قصبات التنفس والتي تسبب على المدى البعيد سرطان الرئة، بالإضافة الى قرحة المعدة وفقر الدم بسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم في الماء.


  • أظهرت التحاليل التي اجرتها وزارة شؤون البيئة وجود 17 مادة كيميائية موجودة في المكب، من ضمنها مواد محرمة دوليا تؤثر بشكل مباشر على الغطاء النباتي والثروة الحيوانية في المنطقة، بالإضافة إلى أنها تؤثر مستقبلا على المياه الجوفية كذلك البيئة الخارجية بشكل عام. و من بين هذه المواد السامة الاسبست، وفكتين، بيروكسين، بوتاسيوم عضوي، فتاليت، ميتوليت.


  • عند أقامة المكب لم تكترث سلطات الاحتلال لوجود السكان الفلسطينيين في الجوار أو لوجود أولاد يلعبون في المنطقة.


  • وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية لعام 2006 تعتبر بلدة عزون من أكثر البلدات على مستوى شمال الضفة الغربية في انتشار حالات السرطان بين أهاليها حيث سُجلت أكثر من 100 حالة من هذا المرض توفي منها حتى الآن 19 حالة.  وعزى تقرير الوزارة سبب ذلك الى مكب النفايات بشكل مباشر أو غير مباشر. ومن بين الحالات المتوفاة الطفل عدنان معزوز شبيطه، 12عاما، والشاب إبراهيم يوسف ابو زهرة، 23عاما. كما تصارع الموت الآن في احد مستشفيات الأردن السيدة عاقلة فابق عبد العزيز،54 عاما، المصابة بسرطان الدماغ. بالإضافة إلى ما تقدم،  توجد حالات كثيرة من تشوه الأجنة أثناء فترة الحمل في البلدة.


  • كما أن وجود هذا المكب أدى إلى الانتشار الواسع للكلاب الضالة والخنازير البرية التي من شانها إتلاف المزروعات و بث الرعب و الخوف في نفوس الأهالي في القرى المجاورة.

مياه مجاري المستعمرات

 

علاوة على ما تقدم، يشكل الجدار العنصري المحيط بمستعمرة معاليه شمرون والعبارات المقامة عليه كابوسا يطارد المزارعين في بلدة عزون. فخلال فصل الشتاء الماضي أقدم المستعمرون من معاليه شمرون مستغلين هطول الأمطار و جريان الأودية على ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري عبر العبارات المقامة على الجدار باتجاه أراضي البلدة الجنوبية مما أدى ذلك إلى تلويث نحو 300 دونم من الأراضي الزراعية المشجرة بالزيتون المثمر ومن ثم القضاء على ثمار تلك الأشجار بشكل كامل. ويتخوف الأهالي من امتداد مياه المجاري حتى وصولها إلى بئر عزون الجنوبي ( 43 كوب/ساعة) والذي يبعد مسافة 300 متر عن الجدار العنصري ويُستخدم في ري البيارات في المنطقة، مما يعني ذلك حرمان البلدة من مصدر ماء أساسي وتلف الكثير من المحاصيل في المنطقة.

 

 

 

 

 

Categories: Environment