الأرض الفلسطينية ضحية فشل الحروب الإسرائيلية

الأرض الفلسطينية ضحية فشل الحروب الإسرائيلية

    


 


            



لقد اعتادت إسرائيل تحميل كل ما تقوم به من بشاعات ضد الشعوب العربية على الفلسطينيين, فهم من يدفع ثمن مغامرات إسرائيل في حروبها و آخرها حربها ضد قطاع غزة و ضد لبنان, فالأرض و البشر هم ما تستعملهما إسرائيل لتقايض به على مشاريعها الاستعمارية, فبعد الفشل الذريع لآلة الحرب الاسرائيلية في جنوب لبنان و تقويض صورتها العسكرية في قطاع غزة لجأت اسرائيل للاقتصاص من الفلسطينيين, من أراضيهم, فشرعت بتكريس مخططاتها لتوسيع مستوطناتها أكثر و فرض الوقائع على الأرض فشنت حكومة أولمرت المتراقصة على حافة الانهيار أكبر موجة استيطانية على الأراضي الفلسطينية منذ توليها الحكم في اسرائيل في شهر آذار من العام الحالي حيث أصدرت وزارة الإسكان الاسرائيلية يوم الاثنين 4/9/2006 مناقصات لبناء 690 وحدة سكنية جديدة في تجمعات استيطانية في الضفة الغربية هي معاليه أدوميم شرق القدس و بيتار عيليت جنوب غرب القدس و التي أعلنت اسرائيل عنهما في وقت سابق بأنهما ستقعان ضمن حدود القدس الكبرى تحت أية تسوية نهائية مع الفلسطينيين. يذكر بأن عدد الوحدات السكنية المطروحة لمناقصات البناء في مستوطنة معاليه أدوميم (348) وحدة سكنية و مستوطنة بيتار عيليت (342) وحدة سكنية حيث كانت اسرائيل قد أوضحت في مخططات سابقة عن عزمها توسيع و ربط المستوطنات المذكورة بالقدس لتشكل تواصلاً عمرانياً و جغرافياً لما تطلق عليها اسرائيل ‘ القدس الكبرى’. انظر الخارطة

 





 




و تعتبر مستوطنة بيتار عيليت أسرع مستوطنات الضفة الغربية نمواً من حيث البناء و عدد السكان, فالتسهيلات الحكومية المتوفرة للمستوطنين اليهود كبيرة و مغرية مما جعلها موطن لليهود المتزمتين حيث يبلغ عدد سكان المستوطنة اليوم أكثر من 25 ألف مستوطن إسرائيلي يهودي.

 

أما فيما يتعلق بمستوطنة معليه أدوميم و التي يبلغ عدد سكانها قرابة ال 32 ألف مستوطن يهودي, فان حكومة أولمرت تسعى لإطلاق مشروع توسع المستوطنة في الحي المزمع بناءه و المعروف  باسم E1 و التي تسعى اسرائيل من خلاله إلى ربط المستوطنة مع قلب مدينة القدس. انظر الخارطة

 






 




اسرائيل تطرح مناقصات ل 788 وحدة سكنية و خطط ل 1960 وحدة جديدة

 

لم تكن ال 690 وحدة سكنية الجديدة في المستوطنات الاسرائيلية هي الأولى منذ بداية العام فقد تم طرح عطاءات لبناء قرابة 100 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات أخرى موجودة على طول الخط الأخضر قبل ذلك ليبلغ عدد الوحدات الجديدة المزمع بناءها في المستوطنات الواقعة غرب الجدار الفاصل 788 وحدة سكنية. بالإضافة إلى ذلك فقد صرحت لجنة إسرائيلية للتخطيط و البناء في نهاية شهر أيار المنصرم عن وجود خطط قيد الإعداد لإضافة 1960 وحدة سكنية جديدة لمستوطنة ريخيس شعفاط على ما مساحته 527 دونم من الأراضي الفلسطينية المصادرة.

 

ذروة الاستعمار الإسرائيلي:

قرابة نصف مليون مستوطن و قرابة ال 50% من الضفة الغربية و الجدار الفاصل

 

إن استمرار اسرائيل في أعمالها التوسعية الاستيطانية و بشكل مناف لما تم إقراره بحسب خارطة الطريق الأمريكية قد أسهم و بشكل مباشر في زيادة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية بما في ذلك في مدينة القدس المحتلة حيث يبلغ تعداد المستوطنين 480 ألف مستوطن يهودي يقطن أكثر من 50% منهم في مدينة القدس حيث سيتسنى لإسرائيل ضم قرابة 85% (408 ألف) من تعداد المستوطنين وذلك بعد ما تنتهي اسرائيل من أعمال البناء لجدار الفصل و التي تقوم ببنائه على طول الحدود الغربية للضفة الغربية بطول 703 كم, حيث سيتم عزل 555 كم² (10%) من مساحة الضفة الغربية بما في ذلك القدس باتجاه اسرائيل. بالإضافة إلى ذلك ستقوم اسرائيل بإيجاد ما سيعرف باسم  منطقة العزل الشرقي على طول الحدود الشرقية للضفة الغربية و التي تبلغ مساحتها1555 كم² (27.5%) من مساحة الضفة الغربية, حيث ستسيطر عليها اسرائيل من خلال الحواجز العسكرية و التي سيزيد عددها عن 25 حاجز عسكري بحيث تكون خاضعة لنظام التصاريح.  كما ستقوم اسرائيل بفرض سيطرتها من خلال خمسة ممرات آمنة تربط ما بين منطقة العزل الشرقية و الجدار الفاصل و التي ستكون خاضعة للسيطرة الأمنية الاسرائيلية بالكامل, حيث ستبلغ مساحة الأراضي الواقعة ضمن الممرات الآمنة 371 كم² (6.5%) م مساحة الضفة الغربية. و من الجدير ذكره أيضاً أن اسرائيل كانت قد فرضت على الجدار التي تقوم ببنائه على الجهة الغربية منطقة عزل بمساحة 200 متر عرض مما سيزيد من مساحة الأراضي التي ستقع ضمن السيطرة الاسرائيلية ب 259 كم² (4.5%) من مساحة الضفة الغربية. انظر الخارطة

 







 

 


المناقصات الاسرائيلية الجديدة: مقايضة على الأسرى و استرضاء الأحزاب اليمينية الاسرائيلية

 

إن ما قامت به اسرائيل من طرح لمناقصات جديدة للبناء في الضفة الغربية و لا سيما في معاليه أدوميم و بيتار عيليت يأتي ضمن سعي حكومة اسرائيل بزعامة حزب كاديما للحفاظ على وجوده في السلطة حيث أضحى موقف الحكومة في وضع هش و آيل للسقوط و قد تطلع أعضاء الحكومة و الذي ينحدر معظمهم من حزب الليكود إلى حزبهم الأم للمساندة و الدعم للحفاظ على وجودهم في حين أنه كانت هناك  أصوات قد تعالت من داخل حزب الليكود بزعامة نتنياهو إلى إسقاط الحكومة في حين أثر البعض بأن يتم دعم الحكومة الحالية و يبقى الموقف ما بين مؤيد و معارض. كما اعتبر مجلس المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية بأن مناقصات البناء قد جاءت في وقت متأخر و هي ليست بالعدد الكافي, و من جهة أخرى فقد قام وزير العدل الإسرائيلي بتقديم مبادرة لمشروع سيتم على أثره إلغاء كل القرارات السابقة المتعلقة بإخلاء مواقع البؤر الاستيطانية بل و أكثر من ذلك سيتم تشريعها و مدها بالدعم الحكومي و هو ما يتناقض و التوصيات المقدمة في تقرير تاليا ساسون و الذي تم انجازه بناءاً على طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرائيل شارون.       

    

الأسرى و البناء و الانسحاب من غزة و لبنان

 

في الوقت الذي تبقى فيه قضية الأسرى هي القضية الأولى على الأجندة الفلسطينية فان اسرائيل تسعى و بشكل دائم إلى استغلال كل الفرص لبسط سيطرتها و فرض الوقائع على الأرض, و في الوقت الذي تتحرك فيه المساعي للإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين و اللبنانيين مقابل الجنود الأسرى الإسرائيليين تقوم اسرائيل بتنفيذ مآربها الاستيطانية على أراضي الضفة الغربية لتوسيع المستوطنات و تكريس سيطرتها على الأرض و ذلك باستغلال المباحثات بشأن الأسرى و التي تلقى ترحيب دولي في هذا الشأن ليس لما فيه مصلحة فلسطينية بالإفراج عن الأسرى بل لما ستنتج تلك المباحثات بالإفراج عن الجنود الأسرى الإسرائيليين, و بناء عليه فان المجتمع الدولي و في مقدمتهم أمريكا لن تولي اهتمام بموضوع التوسع كما لم تفعل بالماضي. و يذكر هنا بأن هذا الأسلوب, كانت اسرائيل قد لجأت إليه سابقاً خلال ما يعرف بانسحاب غزة حيث أوهمت اسرائيل العالم بأن ما تقوم به هو انسحاب و ليس إعادة انتشار كما هو الحال على أرض الواقع حيث أبقت اسرائيل سيطرتها على ما مساحته 17% (61 كم² ) من قطاع غزة و ذلك كمنطقة أمنية ممتدة على طول الحدود الشمالية الشرقية للقطاع.

 

فلسطين سجن كبير و الفلسطينيين أسرى فيه

 

من الواضح أن اسرائيل لم ترغب يوماً بتحقيق السلام مع الفلسطينيين بل أنها سعت و منذ البداية إلى التخلص مع صفتها الاحتلالية لأرض و شعب آخر و بأقل الخسائر, فبسطت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية و أهم مواردها الطبيعية و كذلك على الحدود البرية و البحرية و الجوية, كما قامت بعزل الفلسطينيين في جزر محاصرة غير قابلة للاتصال إلا عن طريق أراضي واقعة تحت سيطرة إسرائيلية فأوجدت ممرات آمنة تهدف إلى ربط مناطق السيطرة الاسرائيلية على الجانب الشرقي و الغربي من الضفة الغربية, و تقوم أيضاً بفصل ما بين المناطق الفلسطينية, كذلك قامت اسرائيل بتأجيل موضوع الربط بين قطاع غزة و الضفة الغربية إلى أجل غير مسمى أو إلى حين إيجاد السبل الكافية لإحكام سيطرتها على كل شخص و شيء ينتقل ما بينهما. أما الشيء الأكثر خطورة في كل ذلك هو ما تخطط له اسرائيل لعزل مدينة القدس و بشكل نهائي عن الفلسطينيين في الضفة الغربية و قطاع غزة حيث سيقوم الجدار الفاصل بإحاطة القدس بالأسوار من كافة جوانبها و ذلك عقب الانتهاء من عمليات البناء و التي من المتوقع أن تنتهي بنهاية العام 2007.        

    

 

 

 

    
Categories: Israeli Violations