معهد الأبحاث التطبيقية- أريج يكشف حقيقة البؤر الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية

معهد الأبحاث التطبيقية- أريج يكشف حقيقة البؤر الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية

شهد العام 1996 انطلاق أول البؤر الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية بدعم غير مباشر من الحكومة الإسرائيلية التي دفعت بقطعان المستوطنين للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين لتشيد نواة استيطانية تهدف إلى زيادة رقعة مساحة مستوطنات قائمة في الجوار أو لتكوين نواة جديدة لمستوطنات مزمع إقامتها. و يعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون صاحب فكرة إنشاء البؤر الاستيطانية حيث دعا المستوطنين مراراً و تكراراً للاستيلاء على أراضي فلسطينية مرتفعة و قريبة من مستوطنات قائمة حتى لا يتم تسليمها للفلسطينيين مستقبلاً ضمن أية عملية سياسية. هذا و قد لعبت البؤر الاستيطانية دورها في صد أية انتقادات لسياسة إسرائيل الاستيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة حيث كانت الدعوة لإزالة تلك البؤر أو إزالة إحداها في بعض الأحيان أثر كبير في وقف أية انتقادات دولية لسياسة إسرائيل الاستيطانية رغم أنه و في نفس الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بهدم بعض البؤر تكون هناك عملية قائمة لإنشاء بؤرة استيطانية في موقع آخر مدعومة مادياً من وزارة المالية و وزارة البنية التحتية الإسرائيلية و التي تساهم في تمديد الكهرباء و الماء لتلك البؤر التي أصبحت بمثابة وباء متفشي في الأراضي الفلسطينية.

217 بؤرة استيطانية

 أكدت الاتفاقيات الفلسطينية_ الإسرائيلية و ما تبعها من مؤتمرات سلام دولية على ضرورة وقف كافة النشاطات الاستيطانية في المناطق الفلسطينية المحتلة بما في ذلك بناء البؤر الاستيطانية غير أن إسرائيل قد استمرت في عمليات البناء الاستيطاني و إنشاء البؤر الاستيطانية في المناطق الفلسطينية بشكل مكثف, حيث كشفت وحدة المعلومات الجغرافية في معهد الأبحاث التطبيقية حقيقة وجود تلك البؤر و ذلك من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية للضفة الغربية منذ بداية نشأة البؤر الاستيطانية حيث تم التأكيد على وجود 217 بؤرة استيطانية للفترة الواقعة ما بين العام 1996 و حتى شهر آب من العام 2004 حيث تم إنشاء 158 منها في مواقع عشوائية في الضفة الغربية في حين أن ال 59 المتبقية كان قد تم إنشائها ضمن حدود المخططات الهيكلية لمستوطنات إسرائيلية قائمة و ذلك بهدف توسيع مناطق العمران فيها. انقر لعرض خارطة البؤر الاستيطانية الاسرائيلية.

البؤر الاستيطانية ضمن العملية السلمية 

اعتبرت البؤر الاستيطانية شكلاً من أشكال الاستيطان الإسرائيلي المرفوض دولياً حيث تم إقرار ضرورة إزالتها تحديداً تلك منها المنشأة بعد شهر آذار من العام 2001 و ذلك بحسب ما تم إقراره في خارطة الطريق حيث بلغ عددها ما قبل ذلك 41 بؤرة تحولت فيما بعد إلى وباء متفشي حيث تم إنشاء خلال السنوات اللاحقة 176 بؤرة جديدة و ذلك حين تمكن أريل شارون من رئاسة الحكومة الإسرائيلية حتى اليوم.

هذا و قد حاولت إسرائيل إضفاء صبغة قانونية و شرعية لوجود البؤر الاستيطانية و ذلك من خلال تقرير تاليا ساسون المكلفة الخاصة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعمل بحث عن وضعية البؤر الاستيطانية حيث استنتج التقرير بأن ثلث عدد البؤر الموجودة لا تحظى بشرعية قانونية (أي أنها لم تنشأ بموافقة حكومية) في حين أن الثلث الثاني منها لم يحظى بأي نوع من التصنيفات (أي أنها أقيمت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي و تم تحويلها لاحقاً لاستعمال المستوطنين بعد أن أخلاها الجيش), أما فيما يتعلق بالثلث الأخير فقد تم الإشارة بأنه قد حظي بدعم حكومي لإقامتها. و تسعى إسرائيل من خلال تقرير ساسون إلى شرعنة الجزء الأكبر من بؤر الاستيطان القائمة حيث أبدت استعدادها لإزالة تلك البؤر التي لم تحظى بشرعية قانونية فيما اعتبرت ما تبقى من بؤر ذات تعريف قانوني لا يتعين عليها إخلاء أي منها. و قد سعت إسرائيل إلى تسويق تقرير ساسون عالمياً و خاصة للجنة الرباعية التي دعت فيما سبق إلى وقف كافة النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية بما في ذلك البؤر الاستيطانية و ذلك لعدم قانونيتها كما هو منصوص عليه في القوانين الدولية و تحديداً مادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 و التي تنص على عدم جواز نقل أي من رعايا الدولة المحتلة إلى الأراضي التي تم احتلالها, هذا بالإضافة إلى ما نصت عليه الاتفاقيات الموقعة بين الفلسطينيين و الإسرائيليين و التي تشترط وقف إسرائيل لكافة أشكال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة و من ضمنها إزالة البؤر الاستيطانية و إعادة الأراضي المقامة عليها لأصحابها الفلسطينيين. و يشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل من بناء استيطاني في الضفة الغربية هو أحد أشكال عدم الالتزام الإسرائيلي بالاتفاقيات الموقعة و بالشرعية الدولية و عليه يطالب الشعب الفلسطيني كل من اللجنة الرباعية و الرئيس الأمريكي إلزام إسرائيل على تنفيذ ما جاء في خارطة الطريق فيما يتعلق بالنشاطات الاستيطانية و التي تسعى إسرائيل إلى جعلها حقائق واقعة على الأرض تسعى من خلالها إلى كبت جماح الفلسطينيين في سعيهم لإقامة دولتهم المستقلة على الحدود الكاملة للعام 1967.

هذا و يوجد خارطة مع التفاصيل لكل موقع من البؤر الاستيطانية ال 217 الموجودة في الضفة الغربية على الصفحة الالكترونية لمعهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج):   انظر خارطة البؤر الاستيطانية .

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس ( أريج)

Categories: Israeli Violations