الاحتلال الإسرائيلي يشرع بعملية هدم واسعة في خربة الفارسية

الاحتلال الإسرائيلي يشرع بعملية هدم واسعة في خربة الفارسية

 


 


الانتهاك: هدم 75 منشأة منها 24 سكنية و21 زراعية و30 منشآت أخرى.

تاريخ الانتهاك: 19 تموز 2010

الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.

الجهة المتضررة: 22 عائلة من أهالي خربة الفارسية.

 

تفاصيل الانتهاك:

 

في بداية  ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين 19 تموز 2010 كانت خربة الفارسية شرق محافظة طوباس مسرحاً متجدداً  لعمليات جيش الاحتلال  والمتمثلة  بالاعتداء على حق السكان البدو في الأغوار الشمالية بالعيش بكرامة،  ففي ذلك الصباح  داهمت جرافات الاحتلال برفقة عدد كبير من قوات الجيش خربة الفارسية تحديداً في موقع الحمير وموقع جوبيه وخلة خضر وعين غزاله حيث شرعت جرافات الاحتلال بعملية هدم واسعة لممتلكات أهالي خربة الفارسية.

 


 







 

 

 

خسائر فادحة :

 

أسفرت  الحملة التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي خربة الفارسية عن تدمير 75 منشأة منها 24 مسكناً مبنياً من الصفيح والخيام يسكنها 103 مواطناً 49 منهم أطفال، كما دمرت الحملة 21 بركساً زراعياً كان يعيش فيها 1090 رأساً من الماشية، كما دمر 30 منشأة أخرى.

 






















 

صورة 3+4: آثار الدمار الذي خلفه الاحتلال في منشآت خربة الفارسية

 

 

هذا وكانت نتائج عملية الهدم الواسعة تدمير معظم محتويات المساكن من أثاث منزلي وأدوات مطبخ، كما دمرت هذه العملية مساحات واسعة من الأراضي وشبكات الري وخزانات المياه  وزوايا حماية للأراضي.

 






















 

صورة 5+6: خزان للمياه مدمر وشجرة قلعها الاحتلال أثناء هدم منشآت الفارسية

 

 

كما تسببت حملة التدمير إلى تدمير نفسية أهالي الخربة الذين وجدوا أنفسهم في نهاية المطاف مشردين في العراء فلا منزل يؤويهم وطعام يسد إلى حد ما جوعهم وعطشهم.

 





















 

صورة 7+8: أطنان من القمح منثورة على الأرض – خربة الفارسية

 

 

انظر إلى جدول رقم 1  يوضح حجم الأضرار التي لحقت بسكان الخربة:

 

 

جدول 1: يبين طبيعة المنشآت المدمرة ومعلومات عنها:

 
















































































































































































































































































































الرقم

اسم المواطن

طبيعة العمل

عدد المساكن

عدد أفراد العائلة

الأطفال دون 18 سنة

عدد البركسات الزراعية

عدد رؤوس الأغنام

منشآت أخرى حمام

منشآت أخرى طابون

أضرار أخرى

1

عدنان سعد أبو عامر

مربي أغنام

1

4

1

5

150

1

1

 1/2طن قمح+ 1/2 طن شعير ومخزن شعير+ برميل ماء

2

معتصم سعد أبو عامر

عامل

1

6

4

 

 

 

 

 

3

زياد عدنان أبو عامر

مربي أغنام

1

4

2

 

20

 

 

 

4

ياسين جميل يوسف ضبايات

مربي أغنام

1

2

 

2

80

1

1

50متر بلاستك+ 25زاوية+ برميل ماء

5

ناصر ياسين جميل ضبايات

راعي غنم

1

4

2

 

 

 

 

 

6

جمال ياسين ضبايات

راعي غنم

1

4

2

 

 

 

 

 

7

صلاح جميل يوسف ضبايات

مربي اغنام ومزارع

1

12

6

 

20

1

1

مبيدات بقيمة 500شيكل برابيش ري+ اغطية

8

رائد محمد فارس صبح

عامل

1

6

4

 

 

1

1

 

9

فايق مصطفى يوسف ضراغمة

مربي اغنلم

1

2

 

3

60

1

1

عدة مطبخ بالكامل ومحتويات المنزل و600كغم علف و7 مشارب اغنام

10

عادل محمد عليان عوض

مربي اغنام ومزارع

1

6

4

1

100

1

1

عفش منزل بالكامل+ معالف+ 1/2طن اعلاف

11

كريمة محمود سالم عليان

مزارعة

1

3

2

1

150

 

1

خزان ماء+ 50متر بلاستك+ 25زاوية+ عدة مطبخ

12

مريم عيسى علي عليان

مزراعة

1

6

4

1

150

1

1

4م بلاستك+ 25 زاوية

13

محمد حمد عليان عوض

عامل

1

3

1

 

 

1

1

 

14

محمد مصطفى عوض ابو عامر

مزارع

2

3

 

1

100

1

2

 

15

منصور محمد مصطفى ابوعامر

مربي أغنام

1

7

5

1

50

1

 

200كغم علف+ مخزن علف+ شجرة توت

16

صالح سعد ابو عامر

مربي اغنام

2

5

2

4

100

1

2

650كغم علف+ شجرة

الرقم

اسم المواطن

طبيعة العمل

عدد المساكن

عدد أفراد العائلة

الأطفال دون 18 سنة

عدد البركسات الزراعية

عدد رؤوس الأغنام

منشآت أخرى حمام

منشآت أخرى طابون

أضرار أخرى

17

ثامر صالح ابو عامر

مربي اغنام

1

6

4

 

20

1

 

 

18

هاني صالح ابو عامر

مربي اغنام

1

2

 

 

30

1

 

 

19

ثائر صالح ابو عامر

عامل

1

4

2

 

 

1

 

 

20

حسن يوسف محمد ابو عايدة

مربي اغنام

3

9

4

2

60

1

2

مخزن علف

21

علان لافي ضراغمة واخوانه

مزارع

 

4

 

 

 

 

 

شبكات ري+ شبكات تنفيط+ بلاستك للزراعة

22

زياد محمود صوافطة

مزارع

 

1

 

 

 

 

 

برابيش+ اقواس+ قواطع+ بلاستك للزراعة

 

 

 

24

103

49

21

1090

15

15

 



تبرير عنصري لعملية الهدم:

 

في الوقت الذي تشهد فيه مستعمرة ‘مسكيوت’ توسعاً كبيراً يقوم الاحتلال بتوجيه أوامر الهدم والإخلاء ضد عشرات البركسات السكنية وتنفيذ عمليات الهدم في تواصل دائم، ويبرر الاحتلال الإسرائيلي عملية الهدم هذه بأن سكان المنطقة يقيمون داخل ‘منطقة عسكرية مغلقة’، حيث تم إخطار سكان خربة الفارسية بالرحيل عن المنطقة من قبل وكانت آخر الإخطارات خلال شهر حزيران 2010 .

 

من جهته يؤكد  سكان خربة الفارسية نفيهم للرواية الإسرائيلية  الذين أكدوا  بدورهم أن الهدف من الإخلاء هو فقط خدمة لمصالح المستعمرات المقامة في المنطقة والتي تنهب مياه وخيرات المنطقة بشكل متسارع، وأن أراضي المنطقة هي أراض كانت مستغلة بالزراعة وتربية الأغنام من قبل حرب عام 1967م وهي بدورها  أراضي طابو زراعية مملوكة لأصحاب الأرض هناك.

 

يذكر أن عمليات الهدم التي نفذها الاحتلال في خربة الفارسية كانت بشكل واسع النطاق دون إعطاء أي فرصة للمزارعين بإخلاء ما يمكن إخلاءه من مواد غذائية أساسية لهم أو أمتعة، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بسكان المنطقة طالت معظم أدواتهم المنزلية والزراعية بالإضافة إلى أنهم خسروا بيوتهم وأمتعتهم بشكل كامل.

 

السيد زياد صوافطة (57عاما)  يمتلك مزرعة في خربة الفارسية تم تدمير جزء كبير منها أثناء عملية التجريف التي طالت خربة الفارسية، فعلى الرغم من أن المزرعة التي يمتلكها مرخصة من قبل الاحتلال منذ عام 1987م  إلا أنها كانت هدفاً للاحتلال، ورغم هذا يؤكد السيد زياد بقوله (( قبل فترة قصيرة حضر احد ضباط جيش الاحتلال وهددني بهدم مزرعتي التي أسستها منذ فترة طويلة وعندها أبرزت له  أوراق الترخيص الرسمية والصادرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت لأؤكد له قانونية المزرعة، إلا انه صادر كتاب الترخيص مني لكي لا يكون لي مبرر للاعتراض على أي قرار هدم في المستقبل  واليوم أقدم  الاحتلال على تدمير مزرعتي التي تعتبر مصدر أساسي للدخل لدي ولعائلتي والتي كلفتي عشرات الآلاف من الشواقل، حيث إنني استثمرها منذ أكثر من 20 عاماً)).

 

يشار إلى أن أهالي خربة الفارسية على الرغم من عمليات الهدم التي طالت خربتهم وبالرغم من تحديدات الاحتلال وصعوبة الحياة في المنطقة، إلا أنهم أكدوا عزمهم   على البقاء في المنطقة وعلى عدم مغادرتها مهما تكن الأسباب، حيث يقول المواطن فائق مصطفى ضراغمه 62عاماً لباحث مركز أبحاث الأراضي: (( أنا أقيم في المنطقة  منذ عشرات السنين، حيث كنا نعيش هنا باستقرار إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي، فلم يسلم منزل أو مواطن من الخربة  من  بطش الاحتلال الذي سخر جميع موارد المنطقة من ماء ونبات وارض لصالح مشاريع الاستيطان بينما سعى بشكل غير قانوني إلى تهجير المواطنين من أراضيهم بممارسة كافة أشكال الإرهاب ضدهم فأي قانون يسمح للمستوطنين الغرباء بشق طريق من وسط خربة الفارسية بالإضافة إلى مد أنابيب المياه لسرقة مياه الينابيع في المنطقة وتمريرها  بين بيوت المزارعين إلى المستعمرات القريبة علماً بأنه لا يسمح لنا بالاستفادة من قطرة ماء من تلك الشبكة بينما المستعمرون يسرقون مياهنا خدمة لمصالحهم العنصرية على حسابنا وحساب قوت أولادنا وحياتنا حيث أنا شخصياً فقدت أخي الوحيد  أثناء مناورات الاحتلال، وقام الاحتلال بقتل العديد من رؤوس الأغنام التي امتلكها حتى مضخات المياه التي استخدمها لسحب بقايا الماء لكي اروي  ما تبقى من قطيعي تم مصادرتها خلال شهر آذار الماضي  واليوم يهدم الاحتلال بيتي ويشرد عائلتي ورغم ذلك سأبقى على هذه الأرض مهما كلف الأمر.))

 

وإلى الشمال من خربة الفارسية يسكن المواطن رائد محمد فارس صبيح (41عاماً) حيث أن رصاص الاحتلال العشوائي الصادر من مناطق التدريب القريبة حولته إلى إنسان يعاني من شلل نصفي فقد احد كليته وهو الآن يعاني من أمراض بالقلب والسكري، إلا أن سوء حالته الصحية لم تشفع له ولأولاده أمام جرافات الاحتلال علماً بأن المواطن المذكور لا يستطيع العمل بسبب سوء حالته، إلا أن الاحتلال كان مصمم على تشريد عائلته حيث أتت جرافات الاحتلال على كامل بيته المتواضع وهذا أدى إلى تشريد عائلته في العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، حيث يؤكد انه بالرغم من هدم منزله وتشريد عائلته والأمراض التي يعاني منها إلا انه مصمم على البقاء في أرضه كيف لا وهي الأرض التي عاش عليها وكبر أطفاله فيها  فهو لا يريد أن يسلمها للاحتلال الإسرائيلي.

 

خربة الفارسية قصة معاناة حقيقية:

 

تقع خربة الفارسية  في الجزء الشرقي من محافظة طوباس تحديداً في منطقة وادي المالح على بعد 20 كيلومتراً عن مدينة طوباس، حيث تمتد أراضي  الخربة من حاجز التياسير غرباً وحتى نهر الأردن شرقاً. ويبلغ عدد سكانها الآن قرابة 400 نسمة علماً  بأن عددهم قبل الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967 كان يزيد عن الألف نسمة يعتمدون بشكل أساسي في حياتهم الاقتصادية على الزراعات الحقلية وعلى تربية المواشي.  وينحدر أهالي الخربة من عائلات بشارات وضبابات وضراغمة من مدينة طوباس وبلدة طمون وقسم قليل ينحدر في  اصوله من مناطق جنوب الخليل  تحديداً منطقة يطا ويسكن أهالي الخربة في بيوت من الشعر أو الزينكو التي لم تسلم أي منشأة منها من كيد الاحتلال حيث تم إخطارها جميعها بالإخلاء تحت حجة الإقامة في منطقة عسكرية مغلقة.

 






 

 

يذكر أن سلطات  الاحتلال الإسرائيلية سعت  ومنذ احتلالها للضفة الغربية إلى ضم وتهويد الأغوار الفلسطينية كونها بحسب ادعاءات الاحتلال خط الدفاع الشرقي عن دولتهم ولكونها أيضاً بمثابة خزان من الماء يغطي حاجات الاحتلال الرئيسية.  ولهذا السبب عملت سلطات الاحتلال على مصادرة معظم الأراضي الزراعية في منطقة وادي المالح شرق طوباس ومصادرة الينابيع المائية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وإلى مناطق مغلقة عسكرياً يُمنع الفلسطينيين من الوصول إليها، بالإضافة إلى بناء وتشييد المستعمرات العشوائية في المنطقة حيث يحيط بخربة الفارسية على سبيل المثال مستعمرتين كبيرتين هما مستعمرة ‘روتم’ ومستعمرة ‘مخولا’ اللتين تبتلعان ما يزيد عن 700 دونم من أراضي الفارسية.

 

بالإضافة إلى ما تقدم  أقدمت سلطات الاحتلال على تحويل الأراضي الشرقية من خربة الفارسية  إلى مناطق مزروعة بالألغام سريعة الانفجار، علاوة على تحويل سفوح الجبال المرتفعة إلى قواعد عسكرية ومناطق تدريب خاصة للجيش الاحتلال مما انعكس سلباً على حياة المزارعين في المنطقة. فمن الناحية الاقتصادية أدى ذلك إلى تقليص مساحة الأراضي التي يُسمح للفلسطينيين باستغلالها إلى ما نسبته 1% من مجمل أراضي وادي المالح، بالإضافة إلى القضاء على الزراعة وتربية المواشي من خلال منع المزارعين من رعي مواشيهم في المناطق الجبلية بحجة أن تلك المناطق مناطق عسكرية مغلقة. وأدت جميع هذه الإجراءات إلى نزوح أهالي خربة الفارسية حيث لم يتبق من أهلها  سوى 5 عائلات من أصل 75عائلة كانت تملئ المكان بالحيوية. [1]

 

يرى مركز أبحاث الأراضي بأن عمليات الهدم هذه ضد الفلسطينيين هي خرقاً صارخاً لكافة المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، كما أنها خرقاً فاضحاً للشرعة والشرعية الدولية، وتعتبر عملية الهدم مخالفة لاتفاقية جنيف رقم 53 (( يحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية، إلا إذا كانت العمليات الحربية تقتضي حتماً هذا التدمير)).







[1] المصدر: البحث الميداني المباشر

 

 

 

 


 

 

 

 

 
Categories: Demolition