أمر عسكري للاستيلاء على منطقة “دير سمعان” الأثرية ببلدة كفر الديك  بمحافظة سلفيت

أمر عسكري للاستيلاء على منطقة “دير سمعان” الأثرية ببلدة كفر الديك  بمحافظة سلفيت

 

الانتهاك: السيطرة على موقع ” دير سمعان” الأثري

الموقع: بلدة كفر الديك / محافظة سلفيت.

تاريخ الانتهاك: 03/09/2020.

الجهة المعتدية: ما تسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية.

الجهة المتضررة: أهالي بلدة كفر الديك.

تفاصيل الانتهاك:

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي ومن خلال الإدارة المدنية التابعة له، أمراً عسكرياً نشر في الصحف العبرية بتاريخ يوم الخميس الموافق الثالث من أيلول 2020 تضمن الاستيلاء على موقع دير سمعان الأثري التاريخي، في بلدة كفر الديك بمحافظة سلفيت، ونقل إدارته إلى سلطة الاحتلال الإسرائيلي.





الصور 1-3: دير سمعان الأثري

واستندت سلطة الاحتلال  في الاستيلاء على الموقع الأثري، على “قانون الآثار الإسرائيلي” الذي “أجاز” في أحد بنوده للحاكم العسكري حق التصرف بأي موقع اثري بما يتماشى مع مصلحة الجمهور، والذي بدوره وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للتنظيم في ما يسمى بالإدارة المدنية الإسرائيلية، تم إعداد خطط تنظيمية جديدة لِ( تغيير الموقع وتطويره خدمة للجمهور) حسب الادعاء الإسرائيلي.

ويخشى المواطنون من قيام سلطات الاحتلال وخاصة ما يسمى بدائرة الآثار فيها، بأعمال تهدف إلى تغيير معالم الموقع الأثري، وتزوير الحقائق التاريخية فيه، خدمة للمستعمرين وللروايات الصهيونية المتعلقة بالآثار، أي بمعنى الاستيلاء على موقع دير سمعان الأثري التاريخي لصالح مستعمرة ” ليشم” الجاثمة على أنقاض ذلك الموقع الأثري الهام و إخضاعه للمخططات التنظيمية الإسرائيلية.

الصور 4-6: الأمر العسكري الذي نشرته الصحف العبرية

ونص الأمر العسكري، الذي قامت الدائرة القانونية في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بترجمته، على ما يلي:

قرار : وفقا لقانون الأراضي (مصادرة لغايات استخدام الجمهور) في يهودا والسامرة رقم ٣٢١ لسنة ١٩٦٩، بمصادرة موقع خربة دير سمعان قطعة الأرض بمساحة٦.٠٥٧ دونم ومسجلة حسب المالية بقطعة رقم ٢ موقع خربة دير سمعان.

وهدف المصادرة حسب القرار هي اقتناع الحاكم العسكري بأن مصادرة ملكية هذه الأرض هي لمصلحة الجمهور ومن أجل الحفاظ وترميم الموقع الأثري خربة دير سمعان.

يتم الاعتراض على هذا القرار خلال ٦٠ يوماً من إعلانه في مكاتب الارتباط ووسائل الإعلام الفلسطينية والصحف باللغتين العربية والعبرية وموقع العقار حيث سيعلق هذا القرار.

وتدعي سلطات الاحتلال بأن الاستيلاء على الموقع الأثري جاء بهدف ترميمه ” خدمة للجمهور”، لكن، يخشى بأن يستمر الاستيلاء عليه، وإخضاعه للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، أو إلحاقه بمستعمرة ” ليشم” القريبة من الموقع، وبالتالي يقتصر الدخول إليه وزيارته على المستعمرين فقط، حيث أثبتت تجارب عدة بأن سلطات الاحتلال قد استولت أو تملكت قطع أراضي، لنفس الهدف ( خدمة للجمهور)، لكنها عملت على حصر الاستخدام والانتفاع في المستعمرين فقط.

الصور 7-8: مستعمرة ” ليشم” القريبة من الموقع الاثري

وقد أفاد فارس الديك، الناشط الحقوقي في بلدة كفر الديك لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول:” إن الهدف الأساسي هو الاستيلاء على كامل الموقع، فأي جمهور يدعيه الاحتلال؟! في ظل إغلاق المنطقة ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه بشكل نهائي، في حين يسمح لجمهور المستعمرين بالوصول هناك، واعاثة الخراب فيه، مع الإشارة أن الموقع الأثري هو ملاصق تماماً لمستعمرة ليشم و هو معرض للتدمير بفعل أعمال التجريف التي يجريها الاحتلال لتوسعة مستعمرة ليشم”.

ونوه الديك إلى قيام عدد كبير من المستعمرين بسرقة قطع أثرية من منطقة دير سمعان، وهناك حقائق موثقة تفيد بقيام المستعمرين بإعادة بنائها داخل المستعمرات المحيطة، في دلالة على تزييف التاريخ للمستعمرات ونسب تاريخ مزيف لهم.

الجدير بالذكر، أن ما تسمى بدائرة الآثار في الإدارة المدنية الإسرائيلية وعلى مدار السنوات الماضية وهي تقوم بمنع البناء أو التوسع الفلسطيني على بعض المواقع الفلسطينية بحجة حماية الآثار، وهناك الكثير من المنشآت تم هدمها بحجة حماية الآثار تحديداً في مناطق الأغوار الفلسطينية.

ويعد تجريف الاحتلال للأراضي والمس بها في تلك المنطقة الأثرية “جريمة حرب بحسب القانون الدولي”، وينص النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية على أن التدمير المتعمد للمباني التاريخية يشكل جريمة حرب.

وتعد منظمة اليونسكو أن حماية الأرواح وحماية الثقافة أمران أساسيان ومترابطان في فترات النزاع، وفي الحالات التي يكون فيها التراث الثقافي معرضًا للخطر.

دير سمعان:  قرية أثرية بيزنطية، تتربع على قمة تلة، ارتفاعها 350 مترا عن سطح البحر، بمساحة مبناها الأثري الذي يبلغ حوالي 3 دونمات، تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال الغربي لبلدة كفر الديك، في منتصف المسافة بين بلدتي كفر الديك ودير بلوط غرب محافظة سلفيت، وهي منطقة يعود عمرها التاريخي إلى أكثر من 1600عام.

يضم الدير أكثر من 12 غرفة، ومعصرة للزيتون وأخرى لصنع النبيذ، ومطحنة للحبوب. كما ويضم بداخله بقايا أربعة خزانات مائية تتصل ببعضها البعض مع قنوات تمتد إلى جانب الواجهات الحجرية وتحت الأرضيات الفسيفسائية. ويضم أيضاً معبداً، ومخازن للحبوب ومرابط للخيل. في الجهة الجنوبية للدير ما تزال واحدة من الغرف المفصولة عن أسوار الدير باقية بشكلها الأصلي، فيما يطل شباك غربي من داخل هذه الغرفة على ثلاث برك مائية، نحتت في الصخور الصماء.

وهناك الكثير من الآثار تعكس الحقب المتتالية على الموقع، فمنها بزنطي وهناك آثار رومانية وأيضاً آثار تعود للعهد الإسلامي.

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

 

Categories: Military Orders