تكثيف هدم المساكن في ظل انتفاضة الأقصى
​حي سكني فلسطيني يهدد بالهدم لحماية بؤرة استعمارية اسرائيلية

تكثيف هدم المساكن في ظل انتفاضة الأقصى <br>
​حي سكني فلسطيني يهدد بالهدم لحماية بؤرة استعمارية اسرائيلية

 

  • الانتهاك: تهديد 12 مسكن.
  • الموقع: قرية جالود جنوب شرق مدينة نابلس.
  • تاريخ الانتهاك: الثالث من شهر تشرين الثاني 2015م.
  • الجهة المعتدية: ما تسمى لجنة التنظيم والبناء التابعة للاحتلال الإسرائيلي.
  • الجهة المتضررة: 12 عائلة فلسطينية من عائلة عباد.

تقديم:

على أراضي قرية جالود / محافظة نابلس – أنشأ الاحتلال مستعمرة "شيفوت راحيل" عام 1992م على مساحة أراضي تقدر بحوالي1286 دونماً. وفي عام 2010م أقام بعض المستعمرين بؤرة استعمارية جديدة "أحيا" على  تلة فلسطينية تسكن بحضنها عائلة عباد الفلسطينية في حي سكني فلسطيني قائم على الأرض منذ أكثر من 40 عاماً … اليوم وبحجة أمن المستعمرين في بؤرة "أحيا" الاحتلال الإسرائيلي يسعى لهدم الحي الفلسطيني ويقتلع أصحاب الأرض الأصليين من أرضهم ويهجرهم ليتسنى لهذه البؤرة الإسرائيلية التوسع بأمان – كما يخططون ويظنون-.

والاحتلال الإسرائيلي يستغل فرصة حالة الغليان التي تمر بها الأراضي الفلسطينية المحتلة في انتفاضة الأقصى والقدس – ليقوم بإجراءات عقاب جماعي لفلسطينيين قدرهم أن المستعمرين سكنوا على أراضيهم قبل أعوام عنوةً وبحماية جيش الاحتلال.

هذا وحاول المستعمرون في هذه البؤرة إحراق مساكن الفلسطينيين القريبة والتسلل إليها ليلاً كاللصوص إلا أن يقظة أهالي الحي منعتهم من ارتكاب جريمة بشعة كجريمة عائلة "دوابشة" التي لن تنساها أي ذاكرة فلسطينية … كذلك حرم هؤلاء المستعمرون عائلة عباد والعائلات الأخرى من استغلال أراضيهم المجاورة لتلك المستعمرة ومنعوهم من زراعتها وسط تهديدهم بالقتل لمن يقترب من أرضه. كذلك حُرمت هذه العائلة من حقها في رعي مواشيها في أرضها ومحيط الحي السكني، الأمر الذي جعلها تعيش وكأنها في معتقل تمنع الحركة فيه وممارسة الحياة اليومية المطلوبة … هكذا سلب المستعمرون والاحتلال حق الحياة الكريمة لهذه العائلة الكبيرة.      

الاحتلال يلاحق عائلة عباد في حقها في سكن آمن:

بالتزامن مع ما تمر به الأراضي الفلسطينية من اعتداءات متكررة من قبل جيش الاحتلال والمستعمرين، أقدمت ما تسمى لجنة التنظيم والبناء التابعة للاحتلال الإسرائيلي في الثالث من شهر تشرين الثاني 2015م على مداهمة الحي السكني الذي تقطنه عائلة " عباد"، حيث سلم جيش الاحتلال التجمع خمس اخطارات تتضمن وقف البناء لمنازل سكنية شيدت خلال الفترة الواقعة ما بين عامي (1995م – 2005م) حيث يدعي الاحتلال أنها شيدت دون ترخيص ضمن المنطقة المصنفة " C “   من اتفاق أوسلو.    

هذا وأمهل الاحتلال الإسرائيلي الأهالي مدة زمنية قصيرة حتى 23 من شهر تشرين الثاني 2015م لاستكمال إجراءات الترخيص، حيث يتزامن الموعد مع جلسة ما تسمى لجنة البناء والتنظيم في ما تعرف محكمة بيت آيل للنظر في قانونية تلك المنشآت المخطرة.

    و حول تداعيات ما جرى حديثاً في قرية جالود، اكد الحاج كمال فرحان حسين عباد (63 عاماً) لباحث مركز أبحاث الأراضي بالقول: " في عام 1975م قمت ببناء منزل لي هنا في قرية جالود على احد التلال الشرقية التابعة للقرية، وقمت بتقديم أوراق الترخيص الى ما تسمى دائرة البناء والتنظيم التابعة للحكم العسكري الإسرائيلي للحصول على التراخيص القانونية خلال تلك الفترة، حيث بالفعل حصلت على الترخيص اللازم حينها، ومنذ ذلك الوقت وحتى بداية عام 2010م ونحن نعيش أنا وعائلتي حياتنا الريفية الهادئة، مع العلم ان إخوتي وأولادي قاموا ببناء منازل لهم بجانب منزلي بهدف الاستقرار منذ أكثر من 20 عاماً، لكن ومنذ إنشاء البؤرة الاستعمارية " احيا" التابعة لمستعمرة "شيفوت راحيل"، ونحن نمر بوضع مأساوي وخطير، فهناك اعتداءات متكررة علينا من قبل المستعمرين وقد تعرض أبنائي لمحاولة القتل والتنكيل على يد المستعمرين أكثر من مرة، وحاولوا إحراق احد المنازل هنا لولا رحمة الله علينا".

وأضاف:

"إن المنطقة التي نقطن  بها يريد الاحتلال والمستعمرين الاستيلاء عليها بالقوة، في المقابل يريد  إزالتنا منها بالقوة … لكن علاقتنا الوطيدة بالأرض هي السبيل والأساس الذي يدفعنا نحو التمسك بالأرض رغم حجم ما نتعرض له من مضايقات وتنكيل، مما دفع ما تسمى الادارة المدنية على مداهمة الحي السكني الذي نقطن فيه و إعطائنا اخطارات مكتوبة بوقف البناء لمساكننا وبيوتنا، مع العلم أنها المرة الاولى التي يتم فيها إعطائنا مثل تلك الإخطارات، حيث تم إبلاغنا من قبل ضابط الادارة المدنية ان وجودنا هو خطر على المستعمرين القاطنين في المنطقة، ويجب إزالة هذا الحي بالكامل وإعادة الأرض  إلى سابق عهدها. يوضح الجدول التالي تفاصيل الأضرار الناتجة عن تلك الإخطارات العسكرية:

المواطن المتضرر

عدد أفراد العائلة

الاطفال دون18عام

عدد المساكن المهددة

المساحة م2

رقم الإخطار العسكري

ملاحظات

كمال فرحان حسين عباد

6

1

1

60

182073

طابق واحد

محمد كمال فرحان عباد

5

3

1

110

طابق واحد

حسين كمال فرحان عباد

1

0

1

85

طابق واحد

كامل فرحان حسين عباد

6

0

1

110

180329

طابق واحد

محمد كامل فرحان عباد

3

1

1

100

طابق واحد

سامي فرحان حسين عباد

5

3

1

90

180330

طابق واحد

محمود سامي فرحان عباد

6

4

1

90

طابق واحد

فوزي سامي فرحان عباد

4

2

1

60

طابق واحد

سلام سامي فرحان عباد

3

1

1

70

طابق واحد

فرح فرحان حسين عباد

2

0

2

200

182074

طابقين نصف المنزل داخل المنطقة المصنفة B

نسيم فرح فرحان عباد

7

3

محمود فرحان حسين عباد

3

0

1

60

N/A

طابق واحد

المجموع

50

18

12

1035

 

 

المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي، تشرين ثاني 2015م.

 

 

 

 

جدير بالذكر بأن عائلة عباد تعيش منذ 40 عاماً في هذه المنطقة  والاحتلال يخطط لإزالتها لصالح بؤرة استعمارية أسست قبل 5 أعوام فقط … لإرضاء مستعمري هذه البؤرة يهدد الاحتلال باقتلاع 50 فرداً منهم 18 طفلاً من مساكنهم وأرضهم ؟!!

 

ولعل عائلة عباد هي واحدة من آلاف العائلات المهددة بالهدم تحت ذريعة عدم الترخيص … ولكن  في الحقيقة،  أن الأمور لا تتمحور حول البناء غير المرخص بقدر ما تتمحور حول رغبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي الملحة بالسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الخاضعة تحت سيطرتها وهي المناطق المصنفة "ج" حسب اتفاق أوسلو، حيث أن الاحتلال يعتبرها احتياط استيطاني لذلك يمنع الفلسطينيين من استغلالها لأي غرض كان حتى يتسنى له السيطرة على اكبر مساحة ممكنة منها قبيل التوصل لاتفاق سلام مع الفلسطينيين حتى  يجبرهم على التخلي عن هذه المناطق.

إن ما يقوم به الاحتلال يعد مخالفة للقوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، بعدم جواز ترحيل أصحاب الأرض الأصليين من أرضهم،  وبعدم جواز هدم ممتلكاتهم، وعدم قانونية توطين مهاجرين من دولة الاحتلال مكانهم.

إن مركز أبحاث الأراضي وهو يرصد هذا العدوان المتواصل ليطالب الجهات القانونية الدولية بالتدخل الفوري لحماية شعب فلسطين من تهجير جديد.

 

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

 

Categories: Military Orders