في تقرير إحصائي لمركز أبحاث الأراضي, التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية الخاسر الأكبر من التدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال

في تقرير إحصائي لمركز أبحاث الأراضي, التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية الخاسر الأكبر من التدريبات العسكرية التي يجريها الاحتلال

      

تعتبر التدريبات العسكرية التي تجريها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الأغوار الفلسطينية على مدار السنوات الخمسة الماضية وحتى تاريخ اليوم، من ابرز الطرق والوسائل التي يعتمد عليها الاحتلال الاسرائيلي في فرض حقائق على أرض الواقع وتغيير معالم المنطقة سواء الجغرافية منها وحتى التركيبة الديمغرافية للسكان القاطنين هناك، من خلال وضع التجمعات البدوية القاطنة في غور الأردن في دائرة الاستهداف العسكرية عبر تحويل مضاربهم ومساكنهم وحظائرهم الزراعية إلى ساحات لتدريب جيش الاحتلال، هذا الجيش الذي لا يبالي بالحقوق الإنسانية للبدو العزل القاطنين هناك، هؤلاء الذين ورغم صعوبة الحياة التي يعيشونها يصرون على البقاء على ارض الآباء والأجداد متحدين قرارات الاحتلال في تهجيرهم من تجمعاتهم ووضعهم في مناطق معزولة تفتقر لأدنى مقومات البقاء ولا تليق بالبشر أصلاً.

يذكر انه وبحسب معطيات وزارة  شؤون الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية لعام 2012م  فان الاحتلال حول 400,000 دونم من أصل 720,000 دونم من مساحة غور الاردن الى مناطق عسكرية مغلقة، بالإضافة إلى 27,000 دونم أخرى جرى إخضاعها لنفوذ المستعمرات الإسرائيلية في غور الأردن البالغ عددها 33 مستعمرة. 

 استمراراً لسياسة التدريبات العسكرية في الأغوار الشمالية:

يشار إلى أن جيش الاحتلال منذ مطلع العام الحالي 2015م وحتى تاريخ اليوم، اقدم على تنفيذ  29 تدريب ومناورة عسكرية  على امتداد الأغوار الشمالية، والنتيجة هي إجلاء ما يزيد عن 12 موقع وتجمع بدوي  لفترات متقطعة  أكثر من مرة بغية تنفيذ تلك التدريبات العسكرية التي أسفرت عن إلحاق خسائر مادية ناهيك على البعد النفسي الذي طال السكان في تلك التجمعات البدوية.  ولا ننسى أثرها السلبي على قطاع الزراعة والثروة الحيوانية الذي تضرر بشكل أو بآخر من جراء تلك التدريبات العسكرية، التي ندرجها تباعاً ضمن التقرير الحالي. الجدول التالي يبين إحصائيات وتفاصيل التدريبات العسكرية في التجمعات البدوية في الأغوار الشمالية:

الموقع

العائلات

التاريخ

أوقات التدريب

خربة ابزيق

17 عائلة /135 فرداً

12/1/2015

6:00 ص – 12:00 ظهراً

خربة ابزيق

17 عائلة /135 فرداً

20/1/2015

6:00 ص – 12:00 ظهراً

 خربة إبريق

17 عائلة /135 فرداً

26/1/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

 خربة إبريق

17 عائلة /135 فرداً

27/1/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

 خربة إبريق

17 عائلة /135 فرداً

28/1/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

خربة حمصة الفوقا

6 عائلات / 135 فرداً منهم  40 طفل

27/1/2015

6:00 ص – 12:00 ظهراً

 خربة إبريق

17 عائلة /130 فرداً

1/2/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

 خربة إبريق

17 عائلة /130 فرداً

2/2/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

 خربة إبريق

17 عائلة /130 فرداً

3/2/2015

8:00 صباحا – الواحدة  ظهرا

 خربة إبريق

10 عائلة /100 فرداً

3/5/2015

2:30 ظهرا ولغاية 5:30 مساء

خربة إبريق

10 عائلة /100 فرداً

6/5/2015

6:00 صباحا – 6:00 مساء

حمصه الفوقا

10/عائلة /80 فرداً

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

ابريق

10/عائلات

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

الرأس الأحمر

19/ عائلة

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

ذراع عواد

5/عائلات

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

البرج

6/ عائلات

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

الميته

14/عائلة

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

حمامات المالح

9/عائلات

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

الحديدية

4/ عائلات

3/5/2015- 9/5/2015

لمدة (6) أيام

حمصة

10 عائلات

10/6/2015

6:00 صباحا  ولغاية 1:00 ظهرا

حمصة

10 عائلات

16/6/2015

6:00 صباحا  ولغاية 1:00 ظهرا

المالح /البرج/الميتة

7 عائلات/18 عائلة /4 عائلات

11/6/2015

6:30 صباحا ولغاية 12:30 ظهرا

المالح /البرج/الميتة

7 عائلات/18 عائلة /4 عائلات

17/6/2015

6:30 صباحا ولغاية 12:00 ظهرا

حمصة

31عائلات

22/6/2015

6:00 صباحا  ولغاية 12:00 ظهرا

حمصة

13 عائلات

25/6/2015

6:00 صباحا  ولغاية 12:00 ظهرا

الرأس الأحمر

15 عائلة

1/9/2015

من الساعة 6 صباحاً ولغاية 12 ظهراً

الرأس الأحمر

15 عائلة

2/9/2015

من الساعة 6 صباحاً ولغاية 12 ظهراً

الرأس الأحمر

15 عائلة

8/9/2015

من الساعة 6 صباحاً ولغاية 12 ظهراً

الرأس الأحمر

15 عائلة

9/9/2015

من الساعة 6 صباحاً ولغاية 12 ظهراً

المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي، معطيات محافظة طوباس، أيلول 2015م.

 

الاعتداء على الأراضي الزراعية والرعوية:

يوضح الجدول التالي مساحات الأراضي بالدونم والمعتدى عليها نتيجة التدريبات العسكرية في الأغوار الشمالية:

التاريخ

الموقع

المساحة المتضررة بالدونم

ملاحظات

تقرير صادر عن مركز أبحاث الأراضي

27/04/2015

حمصة

500

إلقاء قنابل بين الأراضي الرعوية

التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية

30/04/2015

الحمة

50

إلقاء القنابل الحارقة بين الأعشاب الجافة والأراضي الرعوية

التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية

30/04/2015

أم حراز – البقيعة

14

اشتعال النيران في الأراضي الزراعية والرعوية

 

04/05/2015

رأس بصيلة والسدود، غبيشه المكسر

2800

حرق 300 دونم من محاصيل القمح والشعير و2500 دونم من المراعي

المصدر: معتز بشارات

19/05/2015

الخلات والرأس الأحمر

700

حرق أراضي رعوية

التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية

19/05/2015

أم القبا

2000

حرق أراضي رعوية

التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية

المجموع

6064

 

 

المصدر: بحث ميداني مباشر – قسم مراقبة الانتهاكات الإسرائيلية – مركز أبحاث الأراضي.

 

مخلفات التدريبات العسكرية ضحاياها أهالي التجمعات البدوية وأطفالهم:

يذكر أن الاحتلال وبعد التدريبات الاحتلالية في مناطق الأغوار الشمالية ومنطقة البقيعة وعاطوف والرأس الأحمر في 22 /5/2015م ترك الاحتلال خلفه مخلفات عسكرية ومنها قذائف دبابات وقنابل فسفورية وفي نفس اليوم  قام الطفل براء ناصر بني عودة بالعثور على قنبلة فسفورية في منطقة عاطوف واصطحبها معه الى بيته في طمون وقام بالعبث بها مما أدى  إلى انفجارها وإصابته بحروق في الجزء العلوي من جسمه وحروق من الدرجة الثالثة ولازال في مستشفى رفيديا الحكومي يتلقى العلاج.

في يوم الأربعاء 28 كانون الثاني 2015م أثناء قيام الطفل علي محمد احمد عليان العوض (14عاماً) بمساعدة والده في رعي الأغنام في منطقة " الطبقة" المجاورة لمستعمرة " مسيكوت"، حيث ساقه الفضول الى العبث في جسم غريب قد شاهده في محيط المرعى الذي كان يتواجد به، مما دفعه الى الإمساك به والإلقاء به في منطقة قريبة، والنتيجة انفجار اللغم وتطاير الشظايا، مما أدى إلى إصابة الطفل علي العوض بجروح وصفت بالمتوسطة، ناهيك عن كسور ورضوض في كلتا قدميه ويده اليسرى. لمزيد من المعلومات راجع التقرير الصادر عن مركز أبحاث الأراضي آنذاك، التقرير بالعربية، التقرير بالانجليزية.

حياة سكان الأغوار جحيم لا يطاق … هدم للخيام والبركسات السكنية والزراعية  وترحيل جماعي قسري:

المناطق العسكرية ومناطق الألغام حولت حياة سكان الأغوار والبالغ عددهم ما يزيد عن 50 ألف نسمة إلى جحيم لا يطاق، حيث أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعكف  بين الفينة والأخرى في تنفيذ مناورات عسكرية في الأغوار الفلسطينية، حيث يكون الخاسر الوحيد دائماً هم السكان المحليون الذين يتم تهجيرهم من مضاربهم بشكل قسري إلى مناطق متفرقة في الأغوار الفلسطينية، وفوق هذا لا يكونون بعيدين عن مرمى استهداف الاحتلال لهم سواء بالتنكيل بهم وبهدم بيوتهم ومصادرة ما بحوزتهم من عدد وماشية، والانتهاء بطردهم من مضاربهم إلى مناطق جديدة ليلقوا نفس المصير الذي لقوه في السابق.

وعند عودتهم إلى مضاربهم بعد انتهاء الجيش الإسرائيلي من عمليات التدريبات العسكرية، ليجدوا أراضيهم وبركساتهم مدمرة، كما أنهم يعرضون حياتهم للخطر بسبب وجود بقايا مخلفات التدريبات العسكرية فمنهم فقدوا حياتهم أو بترت أطرافهم؛ فتحولوا إلى مقعدين لا حول لهم ولا قوة بفعل تلك الألغام التي يتركها الاحتلال وراءه حيث أنها تنتشر في الأراضي الرعوية وتتركز بشكل مخيف على أطراف الجبال والأودية.  

وعند نية الاحتلال بقيامه بالتدريبات العسكرية يبدأ بتوزيع أوامره العسكرية على التجمعات البدوية بشكل عشوائي وتحمل الأوامر عنواناً ( تحذير بشأن إخلاء من منطقة مغلقة).

  • مطلوب إخلاء المنطقة في الوقت المحدد وان لم يتم الإخلاء سيتم مصادرة كافة الممتلكات بما فيها الحيوانات الموجودة داخل حدود المنطقة المحددة.
  • يستهدف الإخطار عادةً مناطق الأغوار  / أو المضارب البدوية في مواقع الشمال.
  • سبب الإخطار بذريعة التدريبات والمناورات العسكرية.
  • الجهة الإسرائيلية صاحبة حق الحيازة وإصدار الأمر " جيش الدفاع الإسرائيلي – الإدارة المدنية لمنطقة يهودا والسامرة- الوحدة المركزية للمراقبة".

يرى مركز أبحاث الأراضي بأن عملية الإخلاء هذه والتدريبات العسكرية التي تجري على أراضي زراعية وسكنية تعتبر خرقاً فاضحاً وجسيماً لكافة القوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية، منها اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949, المــادتين (53) و (147) تنصان  على أن ' تدمير ونهب المُمتلكات على نحوٍ لا تُبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية' هو انتهاك جسيم للاتفاقية، كذلك تعتبر خرقاً للمادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للعام 1948 والتي تنص على أنه لا يجوز حرمان أحد من ملكه تعسفًا.

وهذا يشكل خرقاً حقيقياً لاتفاقية جنيف الرابعة والداعية إلى حماية المدنيين زمن الحرب، فدولة الاحتلال لا تلتزم بالمواثيق والقوانين الدولية التي تدعو إلى الحد من انتشار الألغام، بل إنها ترفض مجرد تزويد الجهات الدولية المختصة بخرائط تبين موقع الألغام.

 

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس