“كفر عقب 2 قيد الانشاء في حي بئر عونة”
اسرائيل تستأنف بناء جدار العزل العنصري على أراضي مدينة بيت جالا

“كفر عقب 2 قيد الانشاء في حي بئر عونة”<br> 
اسرائيل تستأنف بناء جدار العزل العنصري على أراضي مدينة بيت جالا

 

 

شرعت اليات الاحتلال الاسرائيلي منذ الصباح الباكر بعمليات تجريف في الاراضي الفلسطينية في مدينة بيت جالا في مسعى لاستئناف بناء جدار العزل العنصري على أراضي المدينة بعد أن أعطت المحكمة العليا الاسرائيلية في السادس من شهر تموز من العام 2015 الضوء الاخضر لوزارة الاحتلال الاسرائيلي باستكمال بناء الجدار في المنطقة.  وتقوم الاليات العسكرية الاسرائيلية في هذا الاثناء بتجريف الاراضي الفلسطينية واقتلاع اشجار الزيتون المعمرة في حي بئر عونه في المدينة وأسفل جسر النفق التي تعود لعدداً من العائلات الفلسطينية في المنطقة منها عائلة خليلية والشتلة وأبو عيد وأبو مهر وذلك طبقا للعلامات الاسرائيلية التي قامت بوضعها السلطات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية في الحي مع بداية شهر اب من العام 2015. وتجدر الاشارة الى أن حي بئر عونه يقع ضمن حدود بلدية القدس التي تم رسمها بشكل غير قانوني واحادي الجانب عقب احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية في العام 1967 وغالبية الفلسطينيين القاطنين فيه هم من حملة الهوية المقدسية. لمزيد من التفاصيل, انقر هنا

مخطط جدار العزل العنصري على اراضي حي بئر عونة

ويظهر التعديل الأخير لمسار جدار العزل العنصري الذي نشرته وزارة الاحتلال الإسرائيلي على صفحتها الالكترونية في شهر نيسان من العام 2007، أن الجدار سوف يمتد على أراضي حي بئر عونه بحيث يأتي ملاصقا للمنازل الفلسطينية في المنطقة ويعزل مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية المحيطة لتصبح غرب الجدار واقصاء حي بئر عونه (حيث الاغلبية من حملة الهوية المقدسية) خارج حدود بلدية القدس. والجدير بالذكر ان اسرائيل استكملت بناء الجدار حتى اسفل مستوطنة جيلو, من الناحية الشمالية لحي بئر عونه, كما قامت بتشييد مقطع الجدار الذي يلتف حول مستوطنة هار جيلو الاسرائيلية, بالقرب من الشارع الرئيسي المؤدي لدير كريمزان للراهبات والرهبان, فيما بقي مقطع الجدار بطول 1.2 كم تقريبا والذي يربط بين هذين المقطعين (السابقين الذكر) ويأتي على أراضي حي بئر عونه مرورا بأسفل جسر النفق ليربط في النهاية بالمقطع الذي يلتف حول مستوطنة هار غيلو, ويعزل في مساره ما يزيد عن 3500 دونما من الاراضي التابعة لعشرات العائلات الفلسطينية في المنطقة بالإضافة الى دير كريمزان ( الراهبات والرهبان). الخارطة رقم 1

 

كفر عقب "2" قيد الانشاء في حي  "بئر عونه" في مدينة بيت جالا

مع استئناف بناء جدار العزل العنصري على أراضي حي بئر عونه, حيث الغالبية العظمى من سكانه يحملون الهوية المقدسية, سوف يتم اقصاء هذا الجزء من المدينة خارج حدود بلدية القدس لتصبح في الجهة الشرقية من الجدار (ضمن نفوذ مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية) وفصلها عن باقي مدينة القدس، على الرغم من وجودهما داخل منطقة نفوذ بلدية القدس وبالتالي تجريد الفلسطينيين حملة الهوية المقدسية القاطنين في القرية من حقهم في الحصول على خدمات من المدينة نظير ما يدفعونه من ضرائب أرنونا وغير ذلك لعدم تواجدهم داخل حدود المدينة جراء الواقع الجديد والمفروض بفعل الجدار على أهالي الحي في إشارة واضحة من حكومة إسرائيل إلى الدفع بالميزان الديموغرافي لصالح تهويد مدينة القدس من خلال خطة تفريغ القدس بحدودها الواسعة من الوجود الفلسطيني تأكيدا لعملية أسرلتها.

وحال استكمال المخططات الاسرائيلية في المنطقة, سوف ينضم حي بئر عونة الى قائمة التجمعات الفلسطينية الاثني عشر (ما يزيد عن 120 ألف فلسطيني من حملة الهوية المقدسية) التي تم اقصائها بفعل الجدار لتصبح خارج حدود بلدية القدس وهي الرام وضاحية البريد والزعيم وحزما وعناتا ومخيم شعفاط والسواحرة الشرقية والشيخ سعد والعيزرية ومخيم قلنديا وكفر عقب ومخماس وأبو ديس.

وجاء هذا واضحا في البيان الذي أدلى به رئيس بلدية القدس الاسرائيلي، نير بركات، في الثالث والعشرين من شهر كانون أول من العام 2011، الذي أكد فيه انه على "إسرائيل أن تتخلى عن الأحياء الفلسطينية في القدس التي تقع في الجزء الشرقي من الجدار، على الرغم من أن سكانها من حملة البطاقات الإسرائيلية [الهوية الزرقاء: بطاقات هوية القدس]. " وأضاف أن" الحدود البلدية لمدينة القدس ومسار جدار الفصل يجب أن تكون متطابقة حتى يتسنى للبلدية القدس فرض إدارة سليمة في المدينة" (صحيفة هآرتس الاسرائيلية، 23 كانون الثاني، 2011). وجدير بالذكر ان الفلسطينيين الذين يقطنون في القدس الشرقية هم من سكان القدس لأن إسرائيل تعترف بالتجمعات التي يقطنون فيها كجزء من حدود بلدية القدس. ولكن التغيير الجاري على الحدود البلدية للمدينة سيلغي إقامتهم، وبالتالي سيكون لهذه العملية عواقب وخيمة على التجمعات الفلسطينية.

اسرائيل ترسم حدود بلدية القدس بشكل غير قانوني واحادي الجانب

استطاعت إسرائيل من خلال بناء جدار العزل العنصري حول مدينة القدس إعادة ترسيم حدود بلدية القدس بما يتوافق وأهوائها الاستيطانية, حيث يظهر مسار جدار العزل العنصري حول مدينة القدس عزم وتخطيط الحكومة الاسرائيلية السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية غير المأهولة بالسكان وخاصة تلك الواقعة ضمن حدود بلدية القدس الاسرائيلية ومن ضمنها حي بئر عونه الفلسطيني.

كما تخطط اسرائيل لضم المستوطنات الإسرائيلية التي تحيط بالمدينة المقدسة لحدودها الجديدة الغير قانونية ضمن مشروع مخطط &#39; القدس الكبرى&#39; الذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى خلق استمرارية استيطانية  حول مدينة القدس وليس فقط داخل حدود البلدية من خلال ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تحيط بالمدينة (كل من تجمع معاليه أدوميم شرق القدس وتجمع جفعات زئيف شمال غرب القدس وتجمع غوش عتصيون جنوب غرب مدينة القدس) هذا بالإضافة الى عزل المدينة ومحيطها (التجمعات الاستيطانية) عن باقي محافظات الضفة الغربية المحتلة الامر الذي سوف تكون اثاره واضحة على  المدينة المحتلة بأكملها.

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

Categories: Separation Plans