المخلفات السائلة الصادرة عن مستعمرة “بركان” تدمر البيئة الفلسطينية في بلدة بروقين / محافظة سلفيت

المخلفات السائلة الصادرة عن  مستعمرة “بركان” تدمر البيئة الفلسطينية في بلدة بروقين / محافظة سلفيت

 

  • الانتهاك: المخلفات السائلة الصادرة عن مستعمرة "بركان" تدمر البيئة الفلسطينية.
  • الموقع: بلدة بروقين/ محافظة سلفيت.
  • الجهة المعتدية: مستعمرة "بركان" الإسرائيلية.
  • الجهة المتضررة: أهالي بلدة بروقين.

تفاصيل الانتهاك:

بالرغم من مرور سنوات طويلة على قضية تدفق المياه الملوثة الغنية بالعناصر الكيمائية غير معالجة من مستعمرة "بركان" الصناعية باتجاه الاراضي الرعوية والأودية في بلدة بروقين، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة بل بدأت تأخذ منحنى جديد مختلف عبر تأثيرها السلبي على البيئة  والزراعة في المنطقة. ويعود جذور تلك المشكلة الى ما يزيد عن 15 عاماً حتى تاريخ اليوم، في انتظار حل جذري ولكن دون أي فائدة تذكر.

تجدر الإشارة الى أن مستعمرة "بركان" الصناعية تعمد بين الفترة والأخرى الى ضخ كميات كبيرة من المخلفات السائلة التي تحوي بين ثناياها على عناصر معدنية مختلفة تفتك بالنباتات، حيث تلقى تلك الملوثات طريقها في واد بلدة بروقين ولتسير في الوادي مسافة تقدر بنحو 2كم من الناحية الشمالية الشرقية من البلدة والمحاذية للمنطقة الصناعية بركان، وبالتالي تعمل المياه العادمة على إتلاف المحاصيل الزراعية في مناطق مجرى المياه العادمة، وهذا أدى بدوره إلى التأثير على الغطاء النباتي في المنطقة، كما اثر على طبيعة المنطقة نفسها، فمنطقة واد بروقين عرفت  منذ القدم بمناظرها الخلابة وتوفر الينابيع المائية بها، ومع تلوث تلك المنطقة أدى ذلك إلى هجرها من قبل الكثير من أهالي البلدة حتى على مستوى الزراعة، حيث انخفض نسبة المزارعين الذين يستغلون الأراضي الزراعية في تلك المنطقة خصوصاً الزراعات الحقلية بسبب تلوث تربة تلك المنطقة.

صورة 1: مستعمرة "بركان" المعتدية على أراضي قرية بروقين

 

يشار الى أن الأثر السلبي لتلك الملوثات طال أيضاً قطاع الثروة الحيوانية بالمنطقة من خلال ترسب المواد السامة والملوثات البيولوجية في أنسجة الحيوانات وذلك من خلال شرب الحيوانات للمياه الملوثة، وبالتالي من خلال الغذاء تنتقل الملوثات إلى الإنسان وبالتالي انتقال الأمراض إلى الإنسان،  حيث يشار هنا إلى أن خطرها على الإنسان يفوق خطرها على الحيوان بسبب أن الكثير من المواطنين خاصة الفئة المتعلمة حذروا من أكل لحوم الحيوانات أو تناول مشتقات الألبان للحيوانات التي ترعى بالقرب من مجاري "بركان"  وبالتالي أصبح الكثير من المواطنين يفضلون شراء اللحوم  والألبان من خارج محافظة سلفيت وهذا بدوره أدى إلى ضرب قطاع الثروة الحيوانية في منطقة سلفيت بحجة  تلوث لحوم تلك الحيوانات.

 بالإضافة إلى ما تقدم لوحظ في الفترة الأخيرة ازدياد ملحوظ في عدد الخنازير البرية في المنطقة علماً بأن هذه الحيوانات لها بالغ الأثر السلبي في إتلاف الزراعات في المنطقة ومن ثم إلحاق خسائر زراعية واقتصادية بالمزارعين بالمنطقة حيث تكثر هذه الحيوانات في مناطق تجمع المياه العادمة، علاوة على انتشار الحشرات والقوارض ونشر أمراض في المنطقة.

 يذكر انه وعلى الرغم من المناشدات للجهات الحقوقية الدولية والى الصليب الأحمر الدولي، ورغم الشكاوى التي تقدمت بها بلدية بروقين ضد ما يمارسه الاحتلال بحق أراضيهم وثرواتهم الزراعية، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة، فالاحتلال يرفض أي مقترح لمعالجة القضية، بل على العكس يحاول افتعال الأزمات والتهرب من القضية، لتبقى بلدة بروقين تعاني يومياً من تلك الكوارث الكيمائية.

 

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

Categories: Environment