اسرائيل تستهدف مناطق المحميات الطبيعية لبناء المستوطنات الاسرائيلية

اسرائيل تستهدف مناطق المحميات الطبيعية لبناء المستوطنات الاسرائيلية

 

بذريعة الحفاظ على المحميات الطبيعية والتنوع البيئي فيها, تمنع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين في كافة محافظات الضفة الغربية المحتلة من استغلال أراضيهم الواقعة في المحميات الطبيعية فيما تفتح مشاريع أبوابها للتوسعات الاستيطانية اذا دعت الحاجة لذلك. ففي الثاني من شهر ايلول[1] من العام 2014 ورد في صحيفة هآرتس الاسرائيلية بأن الادارة المدنية الاسرائيلية وبالتعاون مع سلطة الحدائق والطبيعة الاسرائيلية أوقفت العمل على طريق استيطاني يجري شقه في محمية وادي قانا في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة لربط البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية, "الوني شيلو" بتجمع كيدوميم الاستيطاني والذي يأتي على أراضي محافظتي سلفيت وقلقيلية. وتتبع البؤرة الاستيطانية "الوني شيلو" من حيث الموقع مستوطنة كارني شمرون وهي احدى المستوطنات المكونة لتجمع كيدوميم الاستيطاني. وتتوسط البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية "الوني سيلو" مستوطنتي عمانوئيل (في الجنوب الشرقي) وجينوت شومرون (في الشمال الغربي), وتم انشائها في بداية العام 1998. ويبلغ عدد المباني في البؤرة اليوم ما يزيد عن 75 كرفانا ومبنى هذا بالإضافة الى كنيس يهودي ومدرسة دينية تضم 150 طالبا. ويقطن البؤرة الاستيطانية اليوم ما يقارب 250 مستوطن اسرائيلي. جدول رقم 1 يظهر معلومات عن المستوطنات الاسرائيلية المكونة لتجمع "كيدوميم" الاستيطاني:-

جدول رقم 1: المستوطنات الاسرائيلية المكونة لتجمع كيدوميم الاستيطاني

العدد

اسم المستوطنة

سنة التأسيس

المساحة (بالدونم)

التعداد السكاني

1

كيدوميم زيفون

1982

415

غير متوفر

2

جفعات همركزيز

غير متوفر

522

غير متوفر

3

كيدوميم

1975

765

4201

4

جيت (متسبيه يشاي)

غير متوفر

251

غير متوفر

5

عمانوئيل

1981

1154

3229

6

جفعات اورامين

1991

581

262

7

كرني شومرون

1978

1042

7494

8

جينوت شمرون

1985

1041

غير متوفر

9

معاليه شمرون

1980

721

878

10

نوفيم

1986

632

455

11

ياكير

1981

670

1463

 

 

 

المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد, أريج 2014

 

والحقيقة أن المشكلة لا تكمن في شق الطريق الاستيطاني وحده فقط بل فيما تخطط له اسرائيل في المنطقة بالكامل اذ انه وفي الفترة الاخيرة توالت الهجمات الاسرائيلية على المنطقة بهدف تهويدها, تمثلت بقطع الالاف من أشجار الزيتون والحمضيات كان اخرها في شهر كانون الثاني من العام 2014 حيث اجتثت الاليات العسكرية التابعة لسلطة حماية الطبيعة الاسرائيلية وبالتنسيق مع جيش الاحتلال الاسرائيلي 1000غرسة زيتون في منطقة واد قانا, في منطقة عين " البصة"  تعود لثلاث عائلات فلسطينية في المنطقة. هذا بالإضافة الى تسليم أوامر اخلاء عسكرية للعديد من المزارعين الفلسطينيين في المنطقة بذريعة أن الاراضي المستهدفة هي "محمية طبيعية" وعليه, يحظر على الفلسطينيين استخدامها. كما قامت جماعات المستوطنين مرارا وتكرارا بالاعتداء على المزروعات وفتح أنابيب المياه العادمة القادمة من المستوطنات الاسرائيلية باتجاه الاراضي الزراعية الفلسطينية في المنطقة والاعتداء على المزارعين بهدف خلق حالة من الخوف والقلق لدى المزارعين الفلسطينيين حتى لا يتمكنوا من العودة الة المنطقة مرة اخرى. في حين, لا تتردد السلطات الاسرائيلية باستغلال المنطقة جداء عندما يتعلق الامر بالناء الاستيطاني وتتغاضى عن اية انتهاكات يرتكبها المستوطنون بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم بذريعة أن الفلسطينيين ليس لهم عذر بالبقاء في المنطقة وخصوصا أن اغلبية الاراضي في محمية وادي قانا قد تم الاعلان عنها "أراضي دولة" من قبل السلطات الاسرائيلية ومن ثم تم تحويلها الى مناطق محميات طبيعية وذلك للحد من التمدد العمراني الفلسطيني المستقبلي في المنطقة, بينما بالمقابل, تسمح السلطات الاسرائيلية بتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المنطقة, بهدف السيطرة عليها. 

كذلك في الثاني من شهر تشرين أول من العام 2014, نشرت صحيفة هآرتس الاسرائيلية مقالا اخر يفيد بأن الادارة المدنية الاسرائيلية سوف تسمح بتوسيع البؤرة الاستيطانية الغير قانونية "ال متان" القابعة على اراضي قرية دير استيا في محافظة سلفيت ضمن ما يعرف اسرائيليا بتجمع كيدوميم الاستيطاني, وذلك من خلال مصادرة 100 دونما من الاراضي الفلسطينية التي تحيطها والتي بالأصل تخضع لتصنيف المحميات الطبيعية في المنطقة. ويأتي هذا الاعلان ضمن المخططات التي وافق عليها وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق, ايهود باراك, في الفترة الواقعة ما بين أواخر العام 2012 والربع الاول من العام 2013 حيث تقوم السلطات الاسرائيلية حاليا بإزالة الكرفانات المؤقتة في البؤرة واستبدالها بالأربعين وحدة الاستيطانية الجديدة (بناء دائم) التي تم الاعلان عنها. وقد تم طرح المخططات الاسرائيلية من اجل مراجعة الجمهور وتقديم الاعتراضات وهي الخطوة الأخيرة قبل إقرار مخطط البناء نهائيا ومن ثم تتم عملية ترخيص المباني.

البؤرة "ال متان" الاستيطانية تم انشائها في العام 2002 على سفوح محمية وادي قانا الفلسطينية, على أراضي قرية دير استيا, الى الجنوب من مستوطنة معاليه شمرون. يقطنها اليوم ما يزيد عن 50 مستوطن في 20 كرفانا متنقلا. خارطة رقم 2

خارطة رقم 2: البؤر الاستيطانية الاسرائيلية المستهدفة, "الوني شيلو" و"ال متان"

 

مخطط جدار العزل العنصري حول تجمع كيدوميم الاستيطاني

وتجدر الاشارة الى أن مخططات العزل الاسرائيلية والمتمثلة ببناء الجدار أظهرت أن اسرائيل تنوي مصادرة منطقة محمية وادي قانا بأكملها (بما فيها أيضا من مستوطنات وبؤر استيطانية) لتصبح ضمن الحدود الجديدة لإسرائيل التي تقوم برسمها بشكل غير قانوني واحادي الجانب من خلال بناء جدار العزل العنصري وعزل الاراضي الزراعية عن اصحابها الفلسطينيين. وحال الانتهاء من بناء الجدار, تكون اسرائيل قد احكمت سيطرتها على المنطقة بما فيها من طبيعة خلابة لتفتح المجال أمام التوسعات الاستيطانية في المنطقة التي تعتبر ذات اهمية استراتيجية كبرى بالنسبة لإسرائيل. وينحدر هذا المخطط ضمن مخطط أكبر تسعى اسرائيل الى تنفيذه في الضفة الغربية المحتلة وهو ضم التجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية المحتلة الى اسرائيل من خلال بناء جدار العزل العنصري والتي تضم غالبية المستوطنات الاسرائيلية والاكبر من حيث المساحة والسكان والاكثر أهمية من حيث الموقع.  فيما يلي جدول بالتجمعات الاستيطانية الاسرائيلية التي تنوي اسرائيل مصادرتها من خلال بناء جدار العزل العنصري

جدول رقم 2: التجمعات الاستيطانية الكبرى التي تنوي اسرائيل مصادرتها من خلال بناء جدار العزل العنصري

العدد

اسم التجمع الاستيطاني

عدد المستوطنات الإسرائيلية المكونة للتجمع

التعداد السكاني

(2011)

1

غوش عتصيون

11

59900

2

جفعات زئيف

6

16244

3

معاليه أدوميم

8

50741

4

موديعين عيليت

8

77673

5

اريئيل

5

23002

6

كيدوميم

11

22950

 

المجموع

49

250510

المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد, أريج 2014

خارطة رقم 2: مخطط جدار العزل العنصري الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة

ملخص,

تستغل اسرائيل الاراضي التي تخضع لتصنيف "محميات طبيعية" في الضفة الغربية المحتلة للبناء الاستيطاني بمختلف أنواعه وأهدافه, في الوقت الذي تحظر فيه على الفلسطينيين استخدام هذه الاراضي بذريعة انها "محميات طبيعية". الا أن ما يجري على أرض الواقع مغاير لما تروج له اسرائيل, فقد قامت الادارة المدنية الاسرائيلية بوقف العمل في الشارع الاستيطاني الذي يتم شقه لصالح البؤرة الاستيطانية "الوني شيلو", الا أن غضت الطرف عن شرعية هذه البؤرة لأنها مثل غيرها من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، وخصوصا المادة 49 التي تنص على: "لا يجوز لدولة الاحتلال أن ترحل أو تنقل جزءا من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها". وما يثير القلق أيضا, ان اسرائيل تولي موضوع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة أهمية لا تقل عن تلك التي توليها للمستوطنات بدلا من ان تقوم بتفكيكها. ولكن على ما يبدو، أنه كلما قررت الحكومة الإسرائيلية أن تذهب على طول الطريق مع الأوامر الوهمية لوقف البناء في البؤر أو هدم تلك البؤر, فإنها تقوم بمباركة بؤر استيطانية اخرى في الضفة الغربية المحتلة, أو تقوم بنشر مخططات بناء جديدة للمستوطنات الاسرائيلية القائمة, والاسوأ من ذلك, تمنح الحكومة الاسرائيلية الإذن والدعم المالي لهذه المخططات في خطوة تدعم انشاء مستوطنة أو بؤرة جديدة.   

 

 

[1]   Israel halts work on illegal road through West Bank nature reserve
http://www.haaretz.com/news/diplomacy-defense/.premium-1.613628#

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

 

 

Categories: Settlement Expansion