النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في بلدة سلوان في القدس

النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في بلدة سلوان في القدس

 

 

لا تزال انتهاكات المستوطنين تعصف بالضفة الغربية المحتلة وتعكر صفوة المجتمع الفلسطيني نهارا وليلا, اذ لا ينفك المستوطنين عن انتهاك ممتلكات المستوطنين من مباني وأراضي وغيرها واحداث ضرر متعمد فيها بهدف ترويع الفلسطينيين , وكل ذلك يحدث على مرأى ومسمع قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي التي عوضا عن أن تمنع المستوطنين من ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين, تقوم بتوفير الحماية لهم. وخلال العام 2014, كان لمحافظة القدس "حصة الاسد" من حيث الهجمات الاستيطانية الشرسة على ايدي المستوطنين والجماعات الاستيطانية التي انفردت في فرض سيطرتها على بعض المواقع الاستراتيجية في المدينة المقدسة هذا بالاضافة الى الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك والاعتداء على الفلسطينيين في المدينة.

 

ففي الثلاثين من شهر ايلول من العام 2014, استولت مجموعة من المستوطنين الاسرائيليين  التابعين لجمعية العاد الاستيطانية الاسرائيلية التي تشجع البناء الاستيطاني في مدينة القدس المحتلة  على عدة ابنية فلسطينية في بلدة سلوان في مدينة القدس المحتلة بدعوى ان هذه المنازل أو بعض منها قد سُربت من بعض السكان الفلسطينيين "بطرق ملتوية" الى المستوطنين. وبلغ عدد الابنية التي تم الاستيلاء عليها عشرة, وهي عبارة عن 23 شقة يقطنها  بعض العائلات الفلسطينية وتم إخلائها عنوة حين تمت عملية الاستيلاء على المباني. وتعود ملكية المباني لكل من عائلات بيضون والكركي وأبو صبيح والزواهرة والعباسي والخياط وقراعين واليماني. انظر الخارطة رقم 1

 

ويظهر من الخارطة اعلاه أن المباني التي تم الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين الاسرائيليين لم تكن بالعشوائية , اذ تخطط الجماعات الاستيطانية الاسرائيلية الفاعلة بشكل خاص في مدينة القدس, على سبيل المثال جمعية العاد الاستيطانية الاسرائيلية, وبالتعاون الغير مباشر للسلطات الاسرائيلية, الى الاستيلاء على المنطقة التي تجاور المسجد الاقصى المبارك من جميع الجهات الجنوبية الغربية والجنوبية والشرقية  حتى تحد من التمدد العمراني الفلسطيني في المنطقة وبالتالي ضمان اغلبية يهودية في المدينة.  

وبداية كان اعلان اسرائيل عن المناطق التي تحيط بالمسجد الاقصى من الجهات الجنوبية الغربية والجنوبية والشرقية على انها مناطق "حدائق عامة", يمنع على الفلسطينيين استغلالها لأي غرض من خلال المخطط الهيكلي لمدينة القدس رقم 2000 وهو مخطط شامل لمدينة القدس (القدس الغربية والأراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967) أعده مجموعة من المهندسين والمختصين الاسرائيليين وتم الاعلان عنه لاول مرة في شهر ايلول من العام 2004 خلال مؤتمر صحفي عقده رئيس بلدية القدس انذاك, أوري لوبليالسكي, ويفصح عن الصيغة الاولية للمخطط. ويهدف هذا المخطط بالأساس الى مواجهة خطر التمدد العمراني الفلسطيني في المدينة وعلى اثره الزيادة الديموغرافية ايضا بحيث لا تزيد نسبة السكان الفلسطينيين في المدينة عن 30% من مجموع السكان في المدينة في العام 2020.

وعقب الاعلان عن المخطط الهيكلي لمدينة القدس, وبالتحديد في شهر اب من العام 2005, وبينما كان العالم منشغلا بعملية الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة, قام رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك, ارئيل شارون, بتمرير مشروع قانون رقم 4090[1] لتعزيز مكانة القدس "كعاصمة لدولة إسرائيل" وتخصيص ما مجموعه 50 مليون دولار سنويا لتطوير مدينة القدس والحوض المقدس[2] ومنطقة جبل الزيتون خلال الاعوام 2006 و2013.

وتجدر الاشارة الى أن المباني التي تم الاستيلاء عيلها تأتي في موقع استراتيجي في بلدة سلوان كونها تتوسط المنطقة التي يحيطها حزام الحدائق العامة الاسرائيلية من الجهة الشمالية للبلدة وحي البستان الفلسطيني المهدد بالهدم من قبل السلطات الاسرائيلية في القدس من الجهة الجنوبية الشرقية. هذا بالاضافة الى المباني الفلسطينية الاخرى التي تم الاستيلاء عليها في المنطقة عبر السنوات الماضية لتشكل في مجموعها نواة لمستوطنة جديدة على جزء كبير من اراضي بلدة سلوان.

ملخص,

تسعى اسرائيل الى تهويد مدينة القدس المحتلة من خلال تقديم التسهيلات والسماح لجماعات المستوطنين المختلفة بالاستيلاء على الممتلكات الفلسطينية في المدينة وتحت ذرائع واهية تهدف في مجملها الى تغيير معالم المدينة تاريخيا وجغرافيا وبالتالي ديموغرافيا. والجدير بالذكر ان عملية الاستيلاء على المباني في بلدة سلوان ليست الاولى من نوعها, بل سبقها الكثير من عمليات الاستيلاء, ففي شهر اب من العام 2014, قامت جمعية عطيريت كوهانيم الاستيطانية بافتتاح مدرسة دينية في مبنى البريد في شارع صلاح الدين في القدس والذي تم الاستيلاء عليه من قبل الجمعية في شهر اذار من نفس العام. كذلك في نفس الشهر, أعطت بلدية القدس الاسرائيلية في شهر اب من العام 2014 الضوء الاخضر لبناء مدرسة دينية في حي الشيخ جراح في القدس تحت اسم "أور سميح". والمدرسة الدينية هي عبارة عن مبنى كبير يتكون من تسعة طوابق. تجدر الاشارة الى أن بلدية القدس كانت قد اعلنت في شهر شباط من العام 2014 انها بصدد الموافقة على المخطط رقم 68858 والذي يقضي ببناء 13 طابقا في حي الشيخ الجراح للمدرسة الدينية السابقة الذكر, ثلاث منها تحت الارض فيما التسعة الطوابق الاخرى المتبقية هي عبارة عن المدرسة الدينية. انظر الخارطة رقم 2


الخارطة رقم 2: مخطط أو سميح الاستيطاني الاسرائيلي في حي الشيخ جراح

 

 

 

[1]  החלטה מס. 4090 של הממשלה מיום 09.08.2005.
סדרי עדיפויות – חיזוק העיר ירושלים

[2]  في تسعينيّات القرن الماضي، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال 'بالحوض المقدّس'، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها؛ حيّ الشيخ جراح ووادي الجوز في الشمال ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب ويتضمّن مشروع التهويد هذا: إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ 'لأورشليم المقدّسة' أسفل المسجد الأقصى وفي ضاحية سلوان وأجزاءٍ من الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة، إحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين، بدءًا من المدينة القديمة ووصولاً إلى أحياء وادي الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان ورأس العمود.

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

Categories: Settlers Attacks