اسرائيل تعطي الضوء الاخضر لبناء مدرسة تلمودية في قلب حي الشيخ جراح في القدس وتدشن اخرى في منطقة باب الساهرة

اسرائيل تعطي الضوء الاخضر لبناء مدرسة تلمودية في قلب حي الشيخ جراح في القدس وتدشن اخرى في منطقة باب الساهرة

 

في الثامن والعشرين من شهر اب من العام 2014، أعطت بلدية القدس الإسرائيلية الضوء الاخضر لمخطط استيطاني جديد في حي الشيخ الجراح في القدس الشرقية المحتلة يقضي ببناء "اكاديمية دينية" تلمودية في الحي. وتعود قصة المشروع الاستيطاني الاسرائيلي السابق الذكر للثاني عشر من شهر شباط من العام 2014 عندما نشرت صحيفة هاارتس الإسرائيلية اليومية على موقعها الالكتروني[1] تفاصيل المخطط الاستيطاني الذي يحمل رقم 68858 لبناء ثلاثة عشر طابقا للأكاديمية التلمودية (بمساحة إجمالية قدرها 9615 متر مربع) بجانب المبنى الاستيطاني شمعون الصديق " Shimon Hatzadik " . وكانت اللجنة المحلية للبناء والتخطيط التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية قد أعطت موافقتها المبدئية على المخطط الاستيطاني في ذلك الوقت (في شهر اذار من العام 2014) بعد أن تم تأجيل التصويت عليه في شهر كانون الثاني من نفس العام بسبب زيارة وزير الخارجية الامريكي, جون كيري للمنطقة, الذي كان يعمل من أجل التوصل إلى اتفاق إطاري بين إسرائيل والفلسطينيين وخشية من أن يثير المخطط الاستيطاني حفيظة الولايات المتحدة الامريكية ودول أخرى التي تعترض على البناء الاستيطاني الاسرائيلي في القدس الشرقية وباقي محافظات الضفة الغربية المحتلة. وعلاوة على ذلك، فقد تم تخصيص بناء الأكاديمية التلمودية لمصلحة "أكاديمية أور ساميخ الدينية – OR Sameach" حيث سيشمل المخطط بناء سبعة طوابق فوق الأرض وستة طوابق تحت الارض, أربعة منها سوف تستخدم مواقف للسيارات.

وتدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي ان الاراضي التي تم تخصيصها لاقامة الاكاديمية التلمودية تم مصادرتها في أواخر الستينات, عقب احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية, تحت ما يسمى ب "قانون أملاك الغائبين للعام 1950"[2]  والتي تدعي ملكيتها أيضا دائرة أراضي اسرائيل. أنظر الخريطة رقم 1:

http://www.poica.org/upload/Image/september_2014/sameach.jpg

خارطة رقم 1: موقع أكاديمية "أور ساميخ" الاستيطاني الاسرائيلي في حي الشيخ جراح

 

وتجدر الاشارة الى انه في الوقت الذي يتم فيه الاعلان عن مخططات استيطانية اسرائيلية جديدة في منطقة حي الشيخ جراح في القدس, تتعرض العائلات الفلسطينية في الحي الى حملة إسرائيلية منظمة تهدف الى طردهم من المنطقة وإفراغ الحي من سكانه الاصليين حتى يتسنى للسلطات الاسرائيلية تنفيذ مخططاتها الاستيطانية, كان منها عائلتي حانون والغاوي والحاجة رفقة الكرد[3] الذي تم الاستيلاء على منازلهم وطردهم في العام 2009 هذا بالإضافة الى العديد من المنازل الفلسطينية التي ما زال يتهددها خطر الرحيل.

افتتاح أكاديمية تلمودية جديدة في منطقة باب الساهرة في القدس الشرقية المحتلة

في يوم الثالث من شهر أيلول من العام 2014، تجمع مئات المستوطنين الإسرائيليين المتدينين تحت حماية الشرطة الإسرائيلية في منطقة شارع السلطان سليمان وشارع صلاح الدين للاحتفال بتدشين مدرسة تلمودية جديدة حملت اسم " اوتسمات اورشليم – Yerushalim Otzmat ". وكانت جمعية "عطيرت كوهانيم" اليمينية الاسرائيلية التي تشجع البناء الاستيطاني الاسرائيلي وعلى وجه الخصوص في القدس الشرقية المحتلة  قد كشفت في شهر اذار من العام 2014  أن المنظمة قد اشترت جزء كبير من مبنى في منطقة نشطة تجاريا في قلب مدينة القدس من سلطة البريد والاتصالات الإسرائيلية. وتجدر الاشارة الى أن الموقع الذي تم فيه تدشين المدرسة التلمودية الجديدة تم مصادرته عقب احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينية  (الضفة الغربية, بما فيها القدس الشرقية, وقطاع غزة) في العام 1967 وفقا لقانون أملاك الغائبين للعام 1950 وتم تحويله لاحقا لسلطة البريد والاتصالات الإسرائيلية التي باعت حصصها في المبنى لجمعية عطيرت كوهانيم الاسرائيلية في العام 2014. والجدير بالذكر أن طابقين من المبنى كان يستخدم من قبل" بريد اسرائيل" ومبنيين اخريين تم استخدامهما كمركز للشرطة الاسرائيلية في الموقع. انظر الخريطة رقم 2:

/upload/Image/september_2014/posto.jpg

خارطة رقم 2: موقع الاكاديمية التلمودية الدينية في منطقة باب الساهرة في القدس الشرقية المحتلة

 

مخططات استيطانية بدافع تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية في القدس الشرقية المحتلة

من الواضح أن قرار إسرائيل بناء عددا من الاكاديميات التلمودية في قلب اثنين من الأحياء العربية الفلسطينية في الجزء الشرقي من مدينة القدس هو سياسي فقط ويهدف الى تهويد الاحياء العربية في المدينة والضغط على سكانها الفلسطينيين ودفعهم للرحيل. بالإضافة الى ذلك, فان المخططات الاستيطانية الإسرائيلية المتعاقبة لبناء وتوسيع المستوطنات غير الشرعية وبناء مستوطنات جديدة تحت ذرائع دينية "مدرسة يهودية دينية" يأتي بالتوازي مع الحملة الاسرائيلية المنظمة لتقويض الوجود الفلسطيني المقدسي في المدينة من خلال هدم المنازل الفلسطينية والإهمال المتعمد لتطوير البنية التحتية الأساسية للأحياء الفلسطينية في المدينة في ذات الوقت.

 

[1] English-speaking yeshiva wins approval to build in East Jerusalem
http://www.haaretz.com/news/national/1.573895

[2] [1] ABSENTEES' PROPERTY LAW, 5710-1950*
http://unispal.un.org/UNISPAL.NSF/0/E0B719E95E3B494885256F9A005AB90A 

[3] The Sheikh Jarrah Affair: The Strategic Implications of Jewish Settlement in an Arab Neighborhood in East Jerusalem Yitzhak Reiter and Lior Lehrs, 2010.  
http://jiis.org/.upload/sheikhjarrah-eng.pdf

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)