خلال حملته العدوانية, الاحتلال انتهك الحق الفلسطيني في الأرض والسكن في مدينة حلحول ( الفترة ما بين 13/06/2014 و 03/07/2014

خلال حملته العدوانية, الاحتلال انتهك الحق الفلسطيني في الأرض والسكن  في مدينة حلحول ( الفترة ما بين 13/06/2014 و 03/07/2014

 

تقديم:

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هجمتها العدوانية المسعورة ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، منذ اليوم الأول من إعلانها عن فقدان ثلاثة إسرائيليين ضمن سياسة عقاب جماعي بحق الفلسطينيين في كافة أرجاء الوطن، وركزت أكثر في هجمتها العدوانية على محافظة الخليل وخاصة مدينة حلحول حيث أغلقت كافة المداخل المؤدية للمدينة إما بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية و/أو بتواجد دائم لجيش الاحتلال عليها.

الإجراءات العقابية الجماعية التي اتبعها الاحتلال الإسرائيلي:

1-      *إعلان طوق أمني شامل على محافظة الخليل:

  • منع من السفر عبر الحدود.
  • منع المرور عبر وادي النار.
  • منع من دخول حدود الأراضي المحتلة عام 1948م.
  • منع من دخول القدس.

2-      إغلاق المداخل المؤدية للمحافظة من جميع الجهات، سواء إغلاق دائم أو متقطع.

3-      تسيير حشودات عسكرية مكثفة اتجاه مدينتي الخليل وحلحول والكثير من القرى والبلدات.

4-      إعادة احتلال شامل لوادي حسكا وخربة اصحا وغابة وادي القف.

5-      مداهمات مستمرة متواصلة طوال 24 ساعة للمساكن والمؤسسات والمنشآت، وتحطيم كل ما طالته أيديهم.

6-      سرقة أموال ومصاغات ذهبية وأجهزة والاعتداء على القوت اليومي لكثير من الأسر.

7-      تجريف للأراضي والمزروعات وتجفيف المزروع منها.

8-      تفريغ المياه من الآبار وضخها أمام المساكن أو الأراضي.

 

أبرز الاعتداءات التي تعرضت لها مدينة حلحول:

1) إغلاق الطرق المؤدية إلى مدينة حلحول:

واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العقابية التعسفية ضد أهالي حلحول، حيث قامت دون سابق إنذار بين الفينة والأخرى بإغلاق الطرق ومنع المواطنين من حقهم في حرية الحركة والتنقل، خاصة على مدخل حلحول الجنوبي – منطقة الجسر- ومدخلها الشمالي – الحواور والنبي يونس-  مما أدى إلى ازدحامات مرورية واصطفاف المركبات، ومنعت المواطنين من حقهم في حرية الحركة والتنقل.

 مدخل حلحول الشمالي – الحواور- المغلق

مدخل حلحول الشمالي الشرقي أغلقه الاحتلال الإسرائيلي بالمكعبات الإسمنتية وتفتيش المركبات الفلسطينية – الصورة من بلدية حلحول-

2) توسيع البؤرة الاستعمارية " تسور شالوم" المقامة على أراضي حلحول:

أقدمت مجموعة متطرفة من المستعمرين اليهود في البؤرة الاستعمارية " تسور شالوم" التابعة لمستعمرة " كرمي تسور"  المقامة على أراضي فلسطينية خاصة شمال غرب مدينة حلحول على تجريف نحو 50 دونماً من الأراضي الفلسطينية، حيث جرى تسوية الأرض بالكامل وشق طرق لها وذلك تمهيداً لإضافة وحدات استعمارية جديدة.

هذا وأفاد السيد سعيد مضية لمركز أبحاث الأراضي بالتالي: (( علمتُ بالأمس – 2/7/2014- أن ثلاثة بواجر تابعة لمستعمرين يقومون بأعمال تجريف واسعة في أرضي وأرض العائلة، حيث أن الأرض بور لأن الاحتلال منعنا من استصلاحها)).

3) إقامة خيمة على أراضي منطقة الحواور في حلحول ويتواجد بها المستعمرون بشكل دائم بحماية جيش الاحتلال :

أقامت مجموعة متطرفة من المستعمرين اليهود –  01/07/2014-  خيمة على تلة صغيرة على الشارع الالتفافي 60، تقع بين مدخل مستعمرة " كرمي تسور" [1]ومدخل حلحول الشمالي – الحواور-، حيث تواجد المستعمرون بشكل دائم تحت حماية الجيش الإسرائيلي وأحياناً يقومون بالاعتداء على المركبات الفلسطينية المارة.

 

4) مداهمة المساكن بتفتيشات جائرة خلفت دماراً شديداً:

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي معظم مساكن الفلسطينيين في مدينة حلحول، بعد أن اقتحمت كافة أحيائها وأزقتها وداهمت بيوت المواطنين دون إنذار … الأمر الذي جعل كل أسرة  في حلحول تترقب في كل لحظة بأن تكون هدفاً لاقتحام بيتها وسط أجواء يسودها الخوف والقلق … على أطفالها … وعلى محتويات بيتها، حيث كانت بعض الأسر تجعل باب بيتها مفتوحاً خوفاً من أن يقوم الاحتلال بتفجيره … والنساء بقين طوال الفترة بالحجاب حتى وهنّ نيام منتظرين المداهمة في أي وقت!!؟.

إخراج أفراد عائلة الشطريط من مسكنهم تحت حراب جيش الاحتلال لتفتيشه – مصدر الصورة بلدية حلحول-

 

خربتي  اصحا وحسكا شهدتا دماراً واسعاً  أثناء الحملة المسعورة:


 

استمر الاحتلال الإسرائيلي عبر عشرين يوماً على التوالي مكوثه في خربة حسكا وفي مساكنها وعلى أراضيها، دمر خلال هذه الفترة محتويات عشرات المساكن، وجرّف مساحات واسعة من الأراضي والجدران الاستنادية، كما انه فرّغ مياه الآبار، كل ذلك تحت ذريعة البحث عن المفقودين.

فخلال هذه الأيام عاش أهالي خربتي اصحا وحسكا حالة من الخوف والرعب الشديدين … حالة انعدام الاستقرار والأمان،  حيث قامت بمداهمة  المساكن والمنشآت وعاثت فيهما خراباً ودماراً واسعين … شوهدت محتويات المساكن مقلوبة رأساً على عقب … والمواد الغذائية من أرز وسكر .. الخ مفرغة من المواعين على الأرض … وغرف النوم وقد دمرت محتوياتها دون أدنى احترام لخصوصية الإنسان في مسكنه الذي يأويه ويحقق له الأمن … هذا الاحتلال الذي تصرف مع المواطنين الآمنين في مساكنهم بكل وحشية وإفادة احد المواطنين على ذلك لأكبر دليل:

((سحبوا ابني الصغير جرّوه جر من قدميه من غرفة إلى غرفة وهو نائم … لم يسمحوا لنا بأن نُفيق أبنائنا بل قاموا هم بذلك … تخيلوا عندما أنت تفيق ابنك من النوم يشعر بالانزعاج … فما بالك بقوات احتلالية مدججة بالسلاح منهم ملثمين هي التي تفيق الأطفال ؟؟!! … أصبح أطفالنا يخافون من أي شيء وسط حالة نفسية يرثى لها)).

هذا واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي 100 مسكن وهناك مساكن تم اقتحامها أكثر من مرة بل وصل إلى 15 مرة للمسكن الواحد وتتراوح المداهمة للمسكن الواحد 3 مرات في اليوم، وخلال هذه المداهمات سجلت أضرار كبيرة للأراضي الزراعية في منطقة حسكا – لم يتم حصرها بالكامل-، أدت هذه المداهمات إلى تخريب محتويات 70 مسكناً وتدمير البنية التحية لـ 9 مساكن، وتخريب 22 دونماً وتجريف 4 دونمات، وتدمير مزرعة دجاج ونفوق 3 مواشي واتلاف 6 طن من الأعلاف هذا بالإضافة إلى إتلاف إطارات المركبات وتكسير زجاجها، بالإضافة إلى نصب العديد من الخيام على أراضي المواطنين لاستخدامها للراحة.

هذا ما خلفته قوات الاحتلال بعد مداهمتها وتفتيشها للمساكن في خربتي اصحا وحسكا[2]

 

 

 

قوات الاحتلال تنتقم عائلة القواسمي في حسكا بتدمير محتويات مساكنها:
 

 

 

 

يتبع عائلة القواسمي:

مداهمة المساكن تترك آثاراً نفسية على الأطفال والمسنين:

كما أن عمليات المداهمة تسببت في حرب أعصاب نفسية لدى الأطفال والنساء والشيوخ، فكثير من الأطفال أصبحوا يتبولون لا إرادياً كما أن الخوف الشديد يسيطر عليهم، هذا بالإضافة إلى تسجيل العديد من حالات الصدمة لدى المسنين عند مشاهدتهم أو سماعهم خبر اقتحام المساكن، فهناك المواطن عاطف الشطريط الذي أصيب بنوبة قلبية عندما اقتحم الاحتلال مسكن ابنه الذي ينوي الزواج  ودمر بنيته التحتية، كذلك الحاجة فاطمة الدودة – أم محمد- والدة الشهيد إسماعيل الدودة والذي استشهد في انتفاضة الأقصى، سمعت نبأ وجود جيش الاحتلال يقتحم مسكنهم فأُقعدت ولم تستطع القيام ولا الحركة، هذا وأفادت زوجة ابنها لمركز أبحاث الأراضي بالتالي:

(( في يوم 21 حزيران 2014 كنتُ جالسة وابني مع الحاجة في البيت، وشاهدت من النافذة أعداداً كبيرة من الجيش تقتحم مدخل بيتنا، وما أن شهدت هذا المشهد وباتت تنادي على ابنها الشهيد … إسماعيل … إسماعيل، وفجأة ثقل لسانها ولم تستطع التحدث أو حتى المشي، فاقتحم الجيش المسكن وتم إخراجي مع طفلي إلى خارج المسكن تحت حراب جيش الاحتلال، وأما الحاجة بسبب خوفها الشديد وعدم استطاعتها المشي طلبنا بأن تبقى في البيت إلا أنهم رفضوا وطلبنا منهم على  أن تجلس على الدرج وبعد عناء وافق الجيش على ذلك، وبعد انسحابهم من البيت، عدت إلى البيت ووجدت الحاجة مصابة بشتات ذهني استمر ساعتين دون التحدث معنا ولم تحرك ساكناً، وأحضرنا لها الطبيب على الفور وقال بأنها أصيبت بجلطة دماغية خفيفة يجب مراقبتها … وفي 23 حزيران وهي تتابع الأخبار كانت تنادي على ابنها الشهيد إسماعيل،  وثم أصيبت بجلطة دماغية ثانية ادت إلى عدم قدرتها على الحركة نهائياً كما أن يدها اليمنى قد توقفت عن الحركة ويبدوا أن شللاً أصاب يدها وساقها)).

هذه الحالة كعشرات الحالات، فأثناء الهجمة العدوانية استشهدت المسنة فاطمة عيسى من مخيم العروب شمال الخليل، بعد اقتحام قوات الاحتلال منزلها .وقالت مصادر طبية إن المسنة وصلت للمستشفى الأهلي بالخليل بعدما أصيبت بنوبة قلبية حادة خلال اقتحام قوات الاحتلال لمنزلها بطريقة همجية وتحطيم الأبواب، ومنعت وصول سيارات الإسعاف إليها، ما تسبب باستشهادها .

حتى دور العبادة لم تسلم من هذه الهجمة العدوانية:

لم يسلم مسجد عمر بن الخطاب الواقع في حسكا من اعتداءات جيش الاحتلال، حيث استخدمه الجيش لراحتهم وأكلهم، كما انه مزق سجاد الصلاة في المسجد ودنسه طوال فترة الحملة العدوانية.

 

قوات الاحتلال تنتهك حرمة مسجد عمر بن الخطاب – مصدر الصور بلدية حلحول- 

 

  

آثار التدمير والتخريب بعد الانسحاب المسجد

جدول 1:  يوضح عدد المساكن التي تمت مداهمتها في خربتي اصحا وحسكا والأضرار التي لحقت بها خلال فترة البحث عن الإسرائيليين المفقودين (13/06/2014 – 03/07/2014م):

الموقع

عدد المساكن

عدد أفراد الأسرة

عدد المساكن المتضررة حسب نوع الاعتداء

تفتيش والعبث في المحتويات

تدمير المحتويات والأثاث

تدمير البنية التحتية

حسكا

39

177

10

23

6

حسكا / الزرقا

2

14

1

1

0

حسكا / الجبل

10

60

1

8

1

خربة اصحا

52

250

14

36

2

المجموع الكلي

103

501

26

68

9

 

جدول 2: يوضح أضرار المزروعات التي نتجت عن عملية التفتيش والمداهمة بها خلال فترة البحث عن الإسرائيليين المفقودين (13/06/2014 – 03/07/2014م):

الموقع

الأضرار التي نتجت عن عملية المداهمة

نفوق مواشي

تدمير مزارع دجاج

تدمير المزروعات / دونم

تجريف أراضي / دونم

اتلاف اعلاف / طن

الاعتداء على  مركبات

حسكا

3

1

19

0

4

1

حسكا / الزرقا

0

0

3

4

0

 

حسكا / الجبل

0

0

0

0

0

1

خربة اصحا

0

0

0

0

2

0

المجموع الكلي

3

1

22

4

6

2

جدول 3: يوضح عدد مصادر المياه المتضررة من المداهمات وطبيعتها  في خربتي اصحا وحسكا خلال فترة البحث عن الإسرائيليين المفقودين (13/06/2014 – 03/07/2014م):

الموقع

العدد

نوع مصدر المياه المتضرر

طبيعة الضرر

الحجم م3

آبار مياه

نبع مياه

بركة مياه

شبكات ري

خزانات

ماتور مياه

تفريغ المياه

وضع مادة وتلويث المياه

تدمير وتخريب

تدمير شبكات ري

حسكا

21

10

2

0

1

7

2

6

7

7

1

1080

حسكا / الزرقا

1

0

0

1

0

0

0

1

0

0

0

40

حسكا / الجبل

6

6

0

0

0

0

0

2

3

1

0

575

خربة اصحا

36

35

0

1

0

0

0

2

0

34

0

75

المجموع

64

51

2

2

1

7

2

11

10

42

1

615

 

صور من تدمير المزروعات والجدران الاستنادية:

 

 

 

 

تعريف عام بالمنطقة المستهدفة[3]:

منطقة خربة اصحا وحسكا وخلة العنقور تقع في الجنوب الغربي من مدينة حلحول وهي ضمن حدود أراضي المدينة وتقعا في حوض رقم 7و8 طبيعي وتبلغ مساحة هذه المنطقة (5000 دونم)  وتعتبر طريق حسكا المدخل البديل الثاني في حال إغلاق المدخل الجنوبي الرئيسي لمدينة الخليل ( طريق القدس – الخليل ) من قبل قوات الاحتلال وتربط حسكا قرى المنطقة الغربية (بيت كاحل – ترقوميا – بيت اولا – اذنا – بيت عوا ) بمنطقة الخليل   ويبلغ عدد  سكانها ( 1600 نسمة)   وعدد المساكن الموجودة فيها  300 مسكن  ويوجد في منطقة خربة اصحا خزان مياه خربه اصحا الذي يغذي المنطقة  بسعة 2000 كوب  ومسجد صلاح الدين الأيوبي وعيادة صحية حكومية ومدرسة بنات حلحول الأساسية ( الوكالة ) ومدرسة صلاح الدين الأساسية للبنين وروضة أطفال وحضانة و تعتبر منطقة حسكا منطقة زراعية  بامتياز ويوجد فيها عين ماء ( عين حسكا ) ومسجد عمر بن الخطاب وتبلغ طول شبكة الطرق في هذه المنطقة 16 كم. 

وطول شبكة المياه بقطر 2" =  10 كم وعدد الوصلات المنزلية= 300 وصلة. وتتعرض هذه المنطقة حالياً لهجمة عسكرية شرسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية الحملة العدوانية.

خربة حسكا [4]:

تقع جنوب غربي مدينة حلحول على بعد 2كم من مركز المدينة، ، تحوي 392 مسكناً ومنشأة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 4700 دونماً موزعة كالتالي:

  • 107 دونم عبارة عن محاصيل حقلية.
  • 79 دونم مصطحات بناء.
  •  697 دونم غابات.
  •  3277 دونم أشجار مثمرة.
  • 8 دونمات بيوت بلاستيكية.
  • 526 دونم مناطق غير مستغلة.

خربة حسكا / مدينة حلحول

[1] مستعمرة "كرمي تسور" تقع على أراضي فلسطينية خاصة مقامة منذ عام 1984م، مقامة على أراضي فلسطينية من بلدة بيت امر ومدينة حلحول بمساحة 289 دونماً، ويبلغ عدد المستعمرين فيها 623.

[2]  مصدر الصور: بلدية حلحول.

[3] المصدر: بلدية حلحول.

[4] المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية في مركز أبحاث الأراضي.

 

 

اعداد:

 مركز أبحاث الاراضي – القدس

وبالتعاون مع بلدية حلحول

 

Categories: Demolition