هل فعلا تريد اسرائيل السلام مع الفلسطينيين؟ عطاءات اسرائيلية جديدة في عدد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة

هل فعلا تريد اسرائيل السلام مع الفلسطينيين؟ 
عطاءات اسرائيلية جديدة في عدد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة

لا يبدو أن اسرائيل تبذل جهدا في تغيير مسار القضية نحو السلام مع الفلسطينيين, اذ تسابق الزمن لتصعيد البناء الاستيطاني في المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة, في خطوة من شأنها أن تقوض جميع المساعي الرامية الى احراز تقدم في عملية السلام. ففي الحادي عشر من شهر اذار من العام 2014, نشرت السلطات الاسرائيلية عطاءات جديدة لبناء ما يقارب 2400 وحدة استيطانية في ثمانية مستوطنات اسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وشملت العطاءات الجديدة كل من مستوطنات أرئيل في محافظة سلفيت بواقع 839 وحدة استيطانية جديدة, والحي الاستيطاني الجديد "ليشيم" [1] التابع لمستوطنة الي زهاف في محافظة سلفيت بواقع 694 وحدة استيطانية جديدة, ومستوطنة شيفوت راحيل في محافظة نابلس بواقع 353 وحدة استيطانية جديدة, ومستوطنة بيت ايل في محافظة رام الله بواقع 296 وحدة استيطانية جديدة [2] ومستوطنة شافي شمرون في محافظة في محافظة نابلس بواقع 65 وحدة استيطانية, ومستوطنة جفعات زئيف في محافظة القدس بواقع 56 وحدة استيطانية, ومستوطنة كوخاف يعقوب في محافظة القدس بواقع 38 وحدة استيطانية ومستوطنة ألموج في محافظة أريحا بواقع 31 وحدة استيطانية. جدول رقم 1 يبين تفاصيل المخططات الاستيطانية الاسرائيلية:-  

 

 

 

 

جدول رقم 1: العطاءات الاستيطانية الاسرائيلية الصادرة في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية

الرقم

اسم المستوطنة

رقم المخطط

المحافظة

عدد الوحدات الاستيطانية

1

ألموج

604/4

اريحا

31

2

كوخاف يعقوب

242/1/3

القدس

38

3

جفعات زئيف

220/10/5

القدس

56

4

شافي شمرون

111/1/3

نابلس

65

5

بيت ايل

218/18

رام الله

296

6

شيفوت راحيل

205/2

نابلس

353

7

الحي الاستيطاني الجديد "ليشيم" – الي زهاف

132/6

سلفيت

694

8

أرئيل

130/8

سلفيت

839

المجموع

2372

المصدر: حركة السلام الان الاسرائيلية, 2014

 

 

خارطة رقم 1: المستوطنات الاسرائيلية المستهدفة معلمة باللون الازرق الفاتح بالخارطة

وفي تحليل للعطاءات الاستيطانية الاسرائيلية الصادرة, تبين أن ثلاث مستوطنات من أصل ثمانية (أرئيل, الحي الاستيطاني ليشيم ومستوطنة جفعات زئيف) تقع ضمن منطقة العزل الغربية التي تسعى اسرائيل الى ضمها بشكل غير قانوني واحادي الجانب لحدودها الغير قانونية من خلال بناء جدار العزل العنصري. والجدير بالكر أن مستوطنة ارئيل هي احدى المستوطنات المكونة للتجمع الاستيطاني الاسرائيلي "ارئيل-كيدوميم", وهو واحد من أصل خمسة تجمعات استيطانية تجتهد اسرائيل للسيطرة عليها من خلال بناء الجدار. كما أن مستوطنة جفعات زئيف الاسرائيلية هي احدى المستوطنات المكونة للتجمع الاستيطاني جفعات زئيف, وأحد التجمعات الاستيطانية الثلاث الكبرى التي تحيط بمدينة القدس.   

فيما تقع كل من مستوطنتي بيت ايل وكوخاف يعقوب ضمن مخطط اسرائيلي أوسع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة القدس والذي يهدف الى خلق تجمع استيطاني جديد يشمل كل من مستوطنات بيت ايل وكوخاف يعقوب وبساغوت وعوفرا ومعاليه مخماس وشعار بنيامين (ادم) هذا بالإضافة الى ربط المستوطنات الاسرائيلية السابقة الذكر بالمستوطنات الاسرائيلية في القدس, وذلك في محاولة من اسرائيل ضم أكبر عدد ممكن من المستوطنات الاسرائيلية الواقعة خارج منطقة الجدار الى حدودها الغير قانونية قبيل التوصل الى اي اتفاق اطار مع الفلسطينيين.

كما ان استمرار اسرائيل بالبناء الاستيطاني في مستوطنة بيت ايل على وجه الخصوص يعتبر رسالة واضحة بأن اسرائيل لن تتخلى يوما عن مستوطنة بيت ايل التي هي عمود المستوطنات الاسرائيلية في تلك المنطقة (بالنسبة لإسرائيل), وقد كان ذلك جليا في تصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي, بنيامين نتنياهو, في السادس من شهر كانون الثاني من العام 2014 في جلسة لاعضاء حزب الليكود, عندما قال بأنه "يعارض اخلاء المستوطنات مثل مستوطنات الخليل ومستوطنة بيت ايل، والتي تقع خارج الكتل الاستيطانية الكبرى والتي تشكل أهمية بالنسبة للشعب اليهودي". (صحيفة هاأرتس, 2014). خارطة رقم 1

 

خارطة رقم 3: تجمع بيت ايل الاستيطاني الاسرائيلي

بينما تقع مستوطنة شيفوت راحيل (متسبيه راحيل) الاسرائيلية ضمن المنطقة التي تعرفها اسرائيل على انها منطقة "الممرات". وتسعى اسرائيل من خلال منطقة الممرات الى خلق واقع جغرافي يصعب تغييره في المستقبل يهدف الى ربط المستوطنات الاسرائيلية في منطقة الاغوار الفلسطينية وتلك في منطقة العزل الغربية [3] بعضها ببعض. وتجدر الاشارة الى ان منطقة الممرات الاسرائيلية تضم 31 مستوطنة اسرائيلية, تشكل بمجموعها ما مساحته 35.3 كم مربع (18.1% من المساحة الكلية للمستوطنات والبالغة 194.7 كم مربع). ويبلغ التعداد السكاني للمستوطنات الاسرائيلية الواقعة في منطقة الممرات الاسرائيلية 52282 مستوطن اسرائيلي (احصائية 2011), ما نسبته 7.5% من التعداد الكلي للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة (والبالغ 690 ألف مستوطن)  

أما مستوطنة ألموج فتقع ضمن قائمة المستوطنات الاسرائيلية القائمة في منطقة الاغوار الفلسطينية والتي تسعى اسرائيل الى تهويدها والاستيلاء عليها باعتبارها (المنطقة الشرقية من الضفة الغربية (منطقة العزل الشرقية)) حدودها الأمنية التي لن تتنازل عنها في أية تسوية سياسية مستقبلية مع الفلسطينيين. وتجدر الاشارة الى ان اسرائيل لا تنوي التخلي عن المستوطنات الاسرائيلية في منطقة الاغوار (بغض النظر عن حجمها أو تعدادها السكاني) وذلك لأهميتها الاستراتيجية ونظرا لاعتبارها عائق أمني أمام ما تعتبره اسرائيل 'بالجبهة الشرقية'. ويبلغ عدد المستوطنات الاسرائيلية في منطقة الاغوار الفلسطينية 36 وتحتل ما مساحته اليوم 38.4 كم مربع, ما نسبته 19.7% من المساحة الكلية للمستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والبالغة 194.7 كم مربع. كما يبلغ التعداد السكاني للمستوطنات الاسرائيلية الواقعة في منطقة الاغوار الفلسطينية 13181 مستوطن اسرائيلي, ويشكل هذا التعداد ما نسبته 1.9% من التعداد الكلي للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة. لمزيد من التفاصيل عن السياسات الاسرائيلية تجاه الاراضي الفلسطينية في منطقة الاغوار, انقر هنا

كذلك, ان موقع مستوطنة شافي شمرون في محافظة نابلس لا يقل اهمية عن باقي المستوطنات بالرغم من ان المستوطنة ليست ضمن قائمة المستوطنات الاسرائيلية التي تسعى اسرائيل لضمها الى حدودها في الجهة الغربية من الضفة الغربية (من خلال بناء جدار العزل العنصري) وأيضا لا تقع ضمن قائمة المستوطنات الاسرائيلية الواقعة في منطقة العزل الشرقية (المنطقة الشرقية من الضفة الغربية), الا ان اسرائيل لا تنوي أن تكون مستوطنة شافي شمرون ضمن أي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين. واليوم, تحتل المستوطنة ما مساحته 889 دونما من أراضي قرى دير شرف والناقورة وسبسطية, ويقطنها ما يقارب 800 مستوطن اسرائيلي.  

وكانت السلطات الاسرائيلية قد أصدرت في العام 2005 امرا عسكريا لمصادرة 53.4 دونما من الاراضي الفلسطينية المحيطة لمستوطنة شافي شمرون لإقامة منطقة امنة حول المستوطنة. ويظهر الامر العسكري الاسرائيلي الذي يحمل رقم 05/165/ت والخرائط المرفقة, مخطط المنطقة الامنة التي تحيط بالمستوطنة, الا أن الهدف من الامر العسكري يكمن في مصادرة الاراضي الفلسطينية الواقعة ما بين المنطقة العمرانية للمستوطنة ومخطط المنطقة الامنة. انظر نسخة عن الامر العسكري الاسرائيلي الصادر 

 

   

الامر العسكري الاسرائيلي رقم 05/165/ت

 

وجدير بالذكر ان مستوطنة شافي شمرون وعددا من المستوطنات الاسرائيلية الاخرى المستهدفة (كوخاف يعقوب وبيت ايل وارئيل واليه زهاف والموج) هي ضمن قائمة المستوطنات الاسرائيلية التي صادق عليها مجلس الوزراء الإسرائيلي في الثاني عشر من شهر كانون أول من العام 2009 كمناطق "ذات أولوية وطنية" وتقرر منح اعتمادات اضافية لها (موازنات حكومية كبيرة في مجالات التعليم والإسكان والتشغيل والبنى التحتية.) وكان مشروع القرار الذي صادقت عليه اسرائيل قد ضم 557 تجمعا اسرائيليا, منها 90 مستوطنة إسرائيلية اقيمت بشكل غير قانوني على اراضي الضفة الغربية المحتلة. لمزيد من التفاصيل, انقر هنا. وتجدر الاشارة الى انه في في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 2012, صادقت الحكومة الإسرائيلية على منح مخصصات مالية ومنح لسبعين مستوطنة من أصل 90 مستهدفة ضمن مشروق قرار "المستوطنات ذات الاولوية الوطنية".

في  ظل مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين, لا يبدو أن اسرائيل تحاول أن تسيطر على ادمانها من البناء الاستيطاني في المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتتوالى المخططات الاستيطانية الاسرائيلية الواحدة تلو الاخرى في رسالة واضحة وصريحة للفلسطينيين مفادها أن البناء الاستيطاني لن يتوقف تحت أي ظرف من الظروف, وأن الاولوية الكبرى لدى اسرائيل هي ضم أكبر عدد ممكن من المستوطنات الاسرائيلية القابعة بشكل غير قانوني على الاراضي الفلسطينية وعددها 196. كما أن استمرار البناء الاستيطاني يعمق من الهوة الكبيرة بين الجانبين ويحمل مخاطر كبيرة تمس بحقوق الفلسطينيين كافة   

 [1] في السادس والعشرين من شهر اب من العام 2013, نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية في عددها الصادر أن وزير البناء والاسكان الاسرائيلي, أوري ارئيل, قد دشن الحي الاستيطاني الجديد التابع لمستوطنة الي زهاف في محافظة سلفيت تحت مسمى "حي ليشيم". وبحسب الصحيفة, 72 عائلة يهودية قد انتقلت للعيش في الحي وهناك 70 عائلة اخرى تنتظر الانتقال للعيش في الحي خلال العام 2014. 

[2] في الحادي عشر من شهر شباط  من العام 2013، قام وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، إيهود باراك بإعطاء موافقته على بناء 90 وحدة إستيطانية كجزء من خطة شاملة لبناء 300 وحدة إستيطانية في مستوطنة بيت إيل الواقعة في الشمال من محافظة رام الله. والوحدات الاستيطانية السابقة الذكر كانت الحكومة الاسرائيلية قد وعدت ببنائها العام الماضي (حزيران 2012) حيث سيتم تنفيذ بنائها (عملية البناء الاستيطاني في بيت ايل) من قبل الإدارة المدنية الإسرائيلية كتعويض عن خطة الإخلاء التي نفذتها الحكومة الاسرائيلية للبؤرة الإستيطانية الغير شرعية (جفعات هاأولبناه)، والتي اعلن عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي, بنيامين نتنياهو قبل ثمانية أشهر. لمزيد من التفاصيل, انقر هنا

[3] المستوطنات في منطقة العزل الغربية: المستوطنات الاسرائيلية الواقعة ما بين الخط الاخضر – خطة الهدنة للعام 1949 وخط الجدار

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس
(أريج)

 

Categories: Settlements