من ضمنها المناطق المصنفة ‘ا’ و ‘ب’
اسرائيل تمنح مجالس المستوطنات الاسرائيلية السيطرة على المزيد من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة

من ضمنها المناطق المصنفة ‘ا’ و ‘ب’ <br> اسرائيل تمنح مجالس المستوطنات الاسرائيلية السيطرة على المزيد من الاراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة

 

منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية في العام 1967، استثمرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة موارد كبيرة في إنشاء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء من حيث مساحة الأراضي التي تم مصادرتها من الفلسطينيين وكذلك من حيث عدد السكان. ونتيجة لهذه السياسة، ما يزيد عن 656 ألف مستوطن إسرائيلي غير شرعيين يقطنون الآن في 196 مستوطنة اسرائيلية بما فيها المستوطنات (المواقع) السياحية، و232 بؤرة استيطانية موزعة في جميع انحاء الضفة الغربية، بما في ذلك تلك التي تم اقامتها في القدس الشرقيةوالتي تتعارض جميعها مع القانون الدولي.
 
وفي العام 1991, أصدرت الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخططات هيكلية للمستوطنات الإسرائيلية بما في ذلك تلك في القدس الشرقية. وشملت هذه المخططات مناطق توسع مستقبلية للمستوطنات الاسرائيلية القائمة مع الاخذ بعين الاعتبار اعتماد مساحات اضافية لإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع القائمة حتى العام 1991. وبلغ مجموع مساحة المخططات الهيكلية الصادرة من قبل الادارة المدنية الاسرائيلية انذاك 486.137 دونما (486.1 كم&sup2;), وهي سبعة اضعاف مساحة المستوطنات الاسرائيلية التي كانت قائمة حتى العام 1991 والبالغة 69,000 دونما (69 كم&sup2;). وعقب توقيع اتفاقيات أوسلو الاولى والثانية في الاعوام 1993 و1995 على التوالي وتصنيف الاراضي الفلسطينية الى مناطق "ا"[1] و"ب" [2] و"ج"[3], تجاهلت السلطات الاسرائيلية اصدار مخططات هيكلية للتجمعات الفلسطينية القابعة في المناطق المصنفة "ج" لتلبية احتياجاتهم العمرانية ومواكبة الزيادة السكانية بصفتها الجهة المخولة لتسيير الامور الادارية والامنية في المناطق المصنفة "ج" كما فعلت بالنسبة للمستوطنات, وبقيت التجمعات الفلسطينية تحت خطر الهدم لعدم مقدرتها على اصدار التراخيص اللازمة التي تجنبها عمليات الهدم والتشريد بسبب فرض السلطات الاسرائيلية اجراءات طويلة ومعقدة ومكلفة على الفلسطينيين المتقدمين للحصول على التراخيص اللازمة التي تمكنهم من البناء واستغلال الارض لأي غرض كان, ورفض معظم الطلبات المقدمة من الفلسطينيين تحت ادعاء "عدم موافاة المخططات الشروط اللازمة للبناء في المناطق المصنفة (ج)".
 
وفي تقرير نشرته صحيفة هاأرتس الاسرائيلية اليومية في عددها الصادر في يوم السابع والعشرين من شهر أيار من العام 2013 تشير فيه ان مساحة نفوذ المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة ازدادت7,372  دونما (7.4 كم&sup2;) في العام 2012 لتصبح 538,303 دونما (538.3 كم&sup2;) مع نهاية العام 2012 بعدما كانت المساحة تبلغ 530,931 دونما (531 كم&sup2;).
 
والجدير بالذكر أن مساحة نفوذ المستوطنات تتخطى مساحة المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991 للمستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وجاءت هذه الزيادة بحسب ما افادت الصحيفة الاسرائيلية من خلال أوامر عسكرية اسرائيلية تمت اصدارها والمصادقة عليها خلال العام 2012 تمنح في مضمونها مجالس المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية السيطرة على أراضي فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة اضافة الى تلك التي تحتلها المستوطنات اليوم وتلك التي تأتي تحت اطار المخططات الهيكلية الاسرائيلية لتصبح ضمن حدود المستوطنات الاسرائيلية المستقبلية.
 
والحقيقة أن هذه الزيادة لم تقتصر على العام 2012 فقط, اذا انه ومنذ العام 1991 وحتى العام 2011, أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي العديد من الاوامر العسكرية الاسرائيلية التي لم يتم الاعلان عنها بتاتا من الجهات الاسرائيلية المختصة والتي تصادر بمضمونها المزيد من الاراضي الفلسطينية المحتلة لأغراض امنية وغيرها من الذرائع الواهية حتى بلغت المساحة التي تأتي ضمن مناطق نفوذ المستوطنات الى 530,931 دونما (531 كم&sup2;) مع نهاية العام 2011, اي بزيادة مقدارها 44,794 دونما (44.8 كم&sup2;) عن مساحة المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991 والبالغة 486.137 دونما (486.1 كم&sup2;).    
 
وفي تحليل اجراه معهد الابحاث التطبيقية – القدس (أريج) للأراضي الفلسطينية التي تم مصادرتها من خلال الاوامر العسكرية لتصبح ضمن مناطق نفوذ المستوطنات الاسرائيلية تبين أن ما نسبته 1.19% من منطقة نفوذ المستوطنات (والبالغة 538,303 دونما) تقع ضمن المناطق المصنفة "ا" بحسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام 1995. وأيضا تبين أن ما نسبته 1.86% من المساحة الكلية لمنطقة نفوذ المستوطنات تقع ضمن المناطق المصنفة "ب". فيما أن المساحة المتبقية والتي تشكل نسبة 96.95% من مساحة نف وذ المستوطنات تقع ضمن المناطق المصنفة "ج". ومن بين المناطق التي تقع ضمن تصنيف مناطق "ج", تلك التي تصنفها اسرائيل على انها أراضي دولة [4] وأيضا مناطق عسكرية مغلقة [5] ومناطق الالغام وجزء من المناطق المصنفة محميات طبيعية [6] بحسب اتفاقية أوسلو الثانية للعام 1995.  فيما يلي تفصيل لتصنيفات منطقة نفوذ المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة:
 
جدول رقم 1: تصنيف الاراضي التي سوف تصادرها اسرائيل لمنطقة نفوذ المستوطنات
النسبة المئوية من المساحة الكلية لمنطقة نفوذ المستوطنات
المساحة (بالدونم)
تصنيف المنطقة
 
1.19%
6,400
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق المصنفة "ا"
1
1.86%
10,000
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق المصنفة "ب"
2
96.95%
521,903
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق المصنفة "ج"
3
100
538,303
المجموع
 
تصنيف مناطق نفوذ المستوطنات داخل المناطق المصنفة "ج"
مناطق متداخلة
54.39%
292,780
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق التي تصنفها اسرائيل "منطقة عسكرية مغلقة"
4
74.36%
400,256
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق التي تصنفها اسرائيل "أراضي دولة"
5
17.62%
94,845
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق المصنفة "محميات طبيعية"
6
0.91%
4,875
مناطق نفوذ مستوطنات داخل المناطق التي تصنفها اسرائيل "مناطق الغام"
7
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية, أريج 2013
 
 
 
وكانت من بين المحافظات الفلسطينية الاكثر تأثرا من المخططات الاسرائيلية الرامية الى مصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية لصالح المستوطنات الاسرائيلية, كل من محافظة أريحا (في منطقة الاغوار الفلسطينية) ومحافظة القدس ومحافظة بيت لحم ومحافظة الخليل.
 
فيما يلي بعض الامثلة على التوسعات الحاصلة في المستوطنات الاسرائيلية خلال العام 2012 كما جاء في الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة والتي على اثرها سوف تزيد من مساحة نفوذ المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية:-
 
1– مستوطنة جيفاعوت الاسرائيلية والواقعة ضمن تجمع غوش عتصيون الاستيطاني جنوب غرب مدينة بيت لحم حيث تحتل المستوطنة اليوم 135 دونما من اراضي قرية نحالين الفلسطينية. وبحسب المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991, بلغت مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة 530 دونما, أي ما يقارب أربعة أضعاف المساحة الحالية للمستوطنة. كما أن الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة في العام 2012, تزيد من مساحة نفوذ المستوطنة بما يقارب خمسة اضعاف (2560 دونما) مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة.
 
2– مستوطنة افني حيفتس الاسرائيلية في محافظة طولكرم: تحتل المستوطنة اليوم ما مساحته 1392 دونما من اراضي قريتي كفر اللبد وشوفة. وبحسب المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991, بلغت مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة 1731 دونما, ما يزيد عن ضعف المساحة الحالية للمستوطنة. كما أن الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة في العام 2012, تزيد من مساحة نفوذ المستوطنة بما يقارب الضعفين (3530 دونما) عن مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة.
 
3– مستوطنة نعما (نعومي) الاسرائيلية في محافظة أريحا: تحتل المستوطنة اليوم 4940 دونما كانت قد اقيمت بشكل غير قانوني على اراضي قريتا العوجا والنويعمة الفلسطينيتين. وبحسب المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991, بلغت مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة 5686 دونما, ما يزيد عن ضعف المساحة الحالية للمستوطنة. كما أن الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة في العام 2012, تزيد من مساحة نفوذ المستوطنة الى ما يزيد عن ضعف (6045 دونما) مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة.
 
4- مستوطنة جيتيت الاسرائيلية في محافظة نابلس: تحتل المستوطنة اليوم 1058 دونما كانت قد اقيمت بشكل غير قانوني على اراضي قريتا عقربا ومجدل بني فاضل الفلسطينيتين. وبحسب المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991, بلغت مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة 2945 دونما, ما يقارب ثلاثة أضعاف المساحة الحالية للمستوطنة. كما أن الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة في العام 2012, تزيد من مساحة نفوذ المستوطنة ما يزيد عن ضعف (3439 دونما) مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنة.
 
5– مستوطنتي شديموت ميخولا وروتم في محافظة طوباس: تحتل المستوطنتين اليوم ما مساحته  1341 دونما (1290 دونما و51 دونما على التوالي) من اراضي محافظة طوباس. وبحسب المخططات الهيكلية الاسرائيلية الصادرة في العام 1991, بلغت مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنتين 4313 دونما, ما يقارب ثلاثة أضعاف المساحة الحالية للمستوطنة. كما أن الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة في العام 2012, تزيد من مساحة نفوذ المستوطنتين الى ما يزيد عن الضعف (4960 دونما) عن مساحة المخطط الهيكلي للمستوطنتين.
 
 
ومن الحالات الخاصة التي رصدها التحليل الصادر عن معهد أريج وهو تجمع المستوطنات الاسرائيلية الواقعة غرب جنين وداخل معزل برطعة الشرقية وتشمل كل من مستوطنات شاكيد وريحان وحنانيت وتل مناشيه, حيث أن منطقة نفوذ المستوطنات السابقة الذكر تمتد الى خارج مسار جدار العزل العنصري الاسرائيلي, من الجهة الشرقية للجدار, على حساب القرى الفلسطينية المحيطة من الناحية الشرقية.
 

 

 
جدول رقم 3 يبين تفاصيل مناطق نفوذ المستوطنات كما جاءت بالنسبة للأوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة:-
 
جدول رقم 3: تفاصيل لبعض مناطق نفوذ المستوطنات كما جائت بحسب الاوامر العسكرية الاسرائيلية الصادرة
العدد
اسم المستوطنة/ التجمع
المساحة الحالية (بالدونم)
مساحة المخطط الهيكلي الاسرائيلي 1991
(بالدونم)
مساحة منطقة النفوذ بحسب الاوامر العسكري الاسرائيلية الصادرة
(بالدونم)
النسبة المئوية للزيادة الحاصلة على المخطط الهيكلي الاسرائيلي الصادر في العام 1991
(%)
1
جفاعوت – بيت لحم
135
530
2560
483
2
تجمع شاكيد (شاكيد وريحان وحنانيت وتل مناشيه)- جنين
 
12700
23640
186
3
افني حيفتس – طولكرم
1392
1731
3530
204
4
نوفيم – ياكير, سلفيت
1301
2370
7662
323
5
نعومي – أريحا
4940
5686
6045
106
6
جيتيت – جيتيت
1058
2945
3439
117
7
شديموت ميخولا وروتم – طوباس
1341
4313
4960
115
المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية, أريج 2013
 
ملخص
 
ليس يكفي ان المستوطنات الاسرائيلية الجاثمة بشكل غير قانوني على الاراضي الفلسطينية المحتلة تسيطر على مساحة قدرها 194.7 كم مربع, ما نسبته 3.4% من المساحة الكلية للضفة الغربية, بل تعدت اسرائيل حدودها عندما اصدرت المخططات الهيكلية لجميع المستوطنات الاسرائيلية القائمة في الضفة الغربية في العام 1991 والتي بمجموعها (486.1 كم مربع) تشكل ما نسبته 8.6% من المساحة الكلية للضفة الغربية. كما وتزيد اسرائيل من فرض واقع اليم ومرير على الارض الفلسطينية وذلك من خلال زيادة مساحة نفوذ المستوطنات الاسرائيلية في الضفة بشكل ينافي الشرع والقانون حيث سوف تزيد من المساحة التي تسيطر عليها المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية الى ما يفوق الخيال, الامر الذي سيعرقل عملية السلام في المنطقة ويقوض فرص نجاحها.   
 


[1] مناطق "ا" هي المناطق التي تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة (أمنيا و اداريا)
[2] مناطق "ب": [2]هي المناطق التي تقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية و تبقى لإسرائيل السلطة الكاملة على الامور الأمنية
[3] مناطق "ج" :هي المناطق التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية و تشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية 
 
[4] الجدير بالذكر انه في العام 1968 جمدت اسرائيل من عملية تسجيل الأراضي وألغت التسجيلات الغير المكتملة للفلسطينيين و اعطيت الإدارة المدنية الاسرائيلية السلطة التنفيذية و التشريعية و الادارية الكاملة للتصرف بالأراضي التي احتلتها بعد عام 1967 كعمليات تسجيل الاراضي و حق التصرف بها و التي بدورها قامت بتسجيل الجزء الاكبر من الاراضي تحت وصاية بما يعرف ‘حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي’ وأجازت له الاستيلاء على أية أراضي و الإعلان عنها كأراضي دولة أو أراضي غائبين و تحويل ملكيتها أو استخدامها لأفراد أو جماعات أو شركات خاصة اسرائيلية. أما في حال قيام اصحاب الأراض الفلسطينية بالاعتراض على قرار حارس أملاك الغائبين الإسرائيلي فان الأخير يستعين بالقرار العسكري الإسرائيلي رقم 58 بالإضافة إلى فقرة 17 من قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي للعام 1950 و الذي يجيز للجهاز العسكري الإسرائيلي السيطرة على أية أراضي و تحت أية ظروف.
 
 [5] أصدر الجيش الإسرائيلي العديد من الأوامر العسكرية التي تحمل أرقام مفادها الإعلان عن أراضي معينة في الضفة الغربية  بأنها مناطق عسكرية مغلقة و التي بموجبها يمنع الفلسطينيين وغيرهم من الفئات المجتمعية الغير مرغوب فيها من دخول تلك المناطق بشكل نهائي. وقد عللت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن ذلك بأن تلك الأراضي قد أضحت مواقع تدريبية للجيش الذي يستخدم الذخيرة الحية. ولكن و بمرور الوقت قام الجيش بتحويل أجزاء و مناطق مصنفة بأنها أراضي عسكرية مغلقة لصالح مجلس الاستيطان لبناء مستوطنات جديدة.
 
[7] The Nature Reserves in light of the Israeli assaults !!!

 

 

 

 

Categories: Confiscation