اسرائيل تبدأ بشق طريق إستيطاني جديد يهدد المنازل الفلسطينية في بلدتي بيت حنينا وشعفاط
“الطريق الاستيطاني الاسرائيلي رقم 21”

اسرائيل تبدأ بشق طريق إستيطاني جديد يهدد المنازل الفلسطينية في بلدتي بيت حنينا وشعفاط  <br> “الطريق الاستيطاني الاسرائيلي رقم 21”

 


 




شرعت جرافات الإحتلال الإسرائيلي بصحبة عدد كبير من قوات جيش الإحتلال في صباح يوم الحادي والعشرين من شهر كانون الثاني من العام 2013، ومن دون سابق إنذار، بمداهمة بلدة شعفاط الفلسطينية الواقعة شمال مدينة القدس وتجريف عشرات الدونمات من الأراضي الفلسطينية التابعة لاهالي البلدة وذلك بغرض شق طريق إلتفافي اسرائيلي جديد يربط بين المستوطنات الاسرائيلية الواقعة شمال مدينة القدس[1] مع بعضها البعض من جهة، وبهدف خلق شبكة من الطرق الإلتفافية  تضمن التنقل السهل للمستوطنين من وإلى المستوطنات الموجودة في مدينة القدس والمستوطنات الاسرائيلية المحيطة في المحافظات الاخرى.

 

وصف مسارالطريق الإلتفافي الإسرائيلي رقم21

 

يبدا مسار الطريق الإلتفافي الاسرائيلي رقم 21 (الذي هو قيد الإنشاء حاليا) من مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط) الاسرائيلية وذلك بالربط مع الطريق الإلتفافي الإستيطاني الاسرائيلي  رقم 9 (يطلق عليه الإسرائيليون ‘شارع يغال يدين’[2]) الذي يحاذي المستوطنة من الجنوب,  ليمر بعد ذلك بمحاذاة مستوطنة رمات شلومو (ريخيس شعفاط) من الجهة الشرقية، و من ثم يكمل بإتجاه الشمال ليخترق أراضي بلدة شعفاط الفلسطينية من منتصفها والمنطقة العمرانية فيها ليضع العديد من المنازل والممتلكات الفلسطينية في البلدة تحت خطر الهدم لوقوعها ضمن مسار الطريق المزمع شقه، ليستمر بعد ذلك بإتجاه الشمال نحو أراضي بلدة بيت حنينا الفلسطينية حيث يتقاطع مع الطريق الإلتفافي الإستيطاني الاسرائيلي رقم 20[3]. ويستمر مسار الطريق الالتفافي رقم 21 باتجاه الشمال ليقتطع المنطقة العمرانية في بلدة بيت حنينا من منتصفها ويتهدد المزيد من المنازل الفلسطينية بالهدم لوقوعها ايضا في مسار الطريق رقم 21 قبل أن يلتقي بآخر نقطة تقاطع له مع الشارع الإلتفافي الإسرائيلي بيت هورون (شارع بير نبالا سابقا) ليربط في نهاية مساره مع مستوطنة عطروت الصناعية الاسرائيلية.

 

ويهدف مخطط الطريق الالتفافي الاسرائيلي رقم 21 بحسب ما ورد في الخارطة التي نشرت على صفحة بلدية القدس الاسرائيلية الى توفير مداخل جديدة للمستوطنيين الإسرائيليين من وإلى مستوطنة رامات شلومو(ريخس شعفاط)، إضافة إلى ذلك سوف يوفر الطريق مداخل جديدة للمستوطنات والبؤر الإستيطانية المخطط بنائها في مدينة القدس. وبحسب الجهة المنفذة للطريق الالتفافي – شركة تطوير القدسموريا[4] – فإن تنفيذ الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 21 سوف يتم على عدة مراحل، والتي تشمل:



  • المقطع الأول: يمتد من الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 9، إلى المدخل الجنوبي لمستوطنة رامات شلومو (ريخس شعفاط). يبلغ طول هذا المقطع من الشارع 350 متر، على أن يوفر مدخل للمستوطنة السابقة الذكر.


  • المقطع الثاني: يمتد من المدخل الجنوبي لمستوطنة رامات شلومو (ريخس شعفاط)، ليصل إلى المدخل الشمالي للمستوطنة. يبلغ طول هذا المقطع من الشارع 1.2 كيلومتر.


  • المقطع الثالث: يمتد من المدخل الشمالي لمستوطنة رامات شلومو (ريخس شعفاط )، ليصل إلى نقطة تقاطع مع الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 20. يبلغ طول هذا المقطع من الشارع 2.7 كيلومتر.


  • المقطع الرابع: يمتد من الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 20، ليتصل في النهاية مع طريق مستوطنة بين هورون (طريق بير نبالا سابقا) والذي يتصل مع مستوطنة عطاروت الصناعية الإسرائيلية. يبلغ طول هذا المقطع من الشارع 3.1 كيلومتر.








الخريطة رقم 1 توضح مسار الطريق رقم 21 الذي تقوم شركة موريا بتنفيذه على أراضي
بلدتي بيت حنينا وشعفاط ويهدد العديد من المنازل الفلسطينية بالهدم


 

التسلسل الزمني لأحداث الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 21



  • تم تقديم المخططات لبناء الطريق الإلتفافي الإسرائيلي رقم 21 في العام 2002 من قبل شركة تطوير القدس-موريا، حيث تمت الموافقة على تصاميم الشارع ونشرت عطاءات للبدء بالتنفيذ.


  • في العام 2005، قامت وزارة المواصلات الإسرائيلية بالموافقة على تمويل بناء هذا الشارع، على أن تعطى المزيد من التفاصيل حول هذا الطريق وعلى أن يتم وضع سياج على طول الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 20.


  • في عام 2010 قامت بلدية القدس الإسرائيلية بالإعلان عن نيتها لشراء أراضي من أجل تنفيذ المشروع.


  • سيصل تكلفة شق هذا الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 21 إلى 112 مليون شيكل، على أن يتم الإنتهاء من إنشائه في شهر كانون الثاني من العام 2015.

وتدعي وزارة النقل والمواصلات الإسرائيلية بأن شق هذا الطريق الإلتفافي سيساهم في تخفيف حدة أزمة السير خلال ساعات الإزدحام المروري في مدينة القدس، وبأنه سيوفر طريق فرعي للمستوطنيين من أجل هذا الغرض.

 

أثر شق الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 21 على بلدتي شعفاط وبيت حنينا:

 

في الوقت الذي تقوم فيه بلدية القدس الاسرائيلية بخلق نوع من التواصل الجغرافي بين المستوطنات الاسرائيلية شمال مدينة القدس المحتلة من أجل تسهيل حركة تنقل المستوطنين الاسرائيليين بين المستوطنات الاسرائيلية في المدينة وخارجها من خلال شق الطريق الالتفافي الاسرائيلي رقم 21، فإنه في نفس الوقت، سوف يقوم هذا الطريق على حساب أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم في كل من بلدتي شعفاط وبيت حنينا الواقعتين شمال مدينة القدس، وذلك من خلال هدم العديد من المنازل الفلسطينية التي تقع في مسار الطريق المخطط لاقامته، الطريق رقم 21، (انظر الخريطة رقم 1) ومصادرة الأراضي وتقطيع أوصال البلدتين مع العلم أن كل من البلدتين (بيت حنينا وشعفاط) كانت وما تزل على اتصال جغرافي دائم طوال السنوات الماضية وتعتمد كلتيهما على بعضهما البعض في جميع الخدمات.

 

السياسات الإسرائيلية في مدينة القدس

 

تعد ممارسات الإحتلال الإسرائيلي تجاه مواطني بلدتي شعفاط وبيت حنينا بشكل خاص والتجمعات الفلسطينية في القدس الشرقية بشكل عام جزء مما تقوم به بلدية القدس الاسرائيلية في المدينة، حيث تهدف هذه الممارسات إلى تهويد الهوية الفلسطينية من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية في المدينة للاغراض الاستيطانية والعسكرية المختلة وتوطين المستوطنين بهدف زيادة نسبة السكان اليهود لتطغى على نسبة السكان العرب في المدينة هذا بالاضافة الى هدم المنازل الفلسطينية تحت ذرائع واهية وطرد تجمعات بكاملها من المدينة. كما تشكل هذه الممارسات خرقا واضحا لكل من المعاهدات الدولية وإتفاقيات حقوق الإنسان، أضف إلى ذلك أن هنالك العديد من القرارات التي تندد بمثل هذه الممارسات الإسرائيلية الغير قانونية من بينها:



  • في العام 1968 صدر قرار مجلس الأمن رقم 252 الذي شجب قرار الحكومة  الإسرائيلية بضم القدس وطالب بالعدول عن كل الإجراءات التي من شأنها أن تغيير وضع المدينة.


  • القرار رقم 267: في 3 يوليو 196، أصدر مجلس الأمن قراره رقم 267، وينص القرار على : ‘إن مجلس الأمن إذ يؤكد المبدأ القائل إن الاستيلاء على الأراضي بالفتح العسكري غير مقبول و يؤكد قراره السابق رقم 252 لعام 1968م.


  • في العام 1979 صدر قرار مجلس الأمن رقم 446 الذي أعلن عدم شرعية سياسة الاستيطان الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس. كما تشكلت لجنة لدراسة وضع المستوطنات. بالطبع إسرائيل لم تتعاون مع اللجنة فصدر قرار مجلس الأمن رقم 452 الذي شجب إسرائيل لعدم تعاونها.


  • وفي العام 1980 طالب مجلس الأمن في قرار رقم 465 إسرائيل بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك. وطالب أيضاً الدول الأعضاء بعدم مساعدة إسرائيل في بناء المستوطنات.







[1]  داخل حدود بلدية القدس الاسرائيلية التي تم رسمها بشكل احادي الجانب وغير قانوني في العام 1967 على حساب الاراضي الفلسطينية المحيطة

[2] سمي هذا الشارع بهذا الإسم نسبة إلى السياسي الإسرائيلي ‘يغال يدين’ الذي خدم في جيس الإحتلال الإسرائيلي بين الاعوام 1976 – 1984.

[3] تم شق هذا الطريق الإلتفافي الإستيطاني رقم 20 قبل بضعة سنوات على حساب أراضي بلدة بيت حنينا الفلسطينية بغرض خلق تواصل جغرافي بين المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في الجزء الشمالي من مدينة القدس (بسغات زئيف، بسغات عمير ونيفيه يعقوف) مع المستوطنات الاسرائيلية الواقعة شمال غرب مدينة القدس والتي تعرف بتجمع جفعات زئيف الاستيطاني. وعمل الشارع رقم 20 على تقطيع أوصال بلدة بيت حنينا.

[4] شركة تطوير القدس – موريا: تعتبر الذراع التنفيذي لبلدية القدس، حيث تقوم هذه الشركة بتنفيذ برامح ومشاريع تخدم البنية التحتية للنقل العام  والمباني العامة. تعد أيضا الذراع التنفيذي لسلطة الأراضي الإسرائيلية في تطوير المستوطنات الاسرائيلية، ولسلطة تطوير القدس في بناء مشاريع في وسط المدينة (مدينة القدس).

 

 

 

 

Categories: Confiscation