تجريف 80 دونماً من أراض سهل البقيعه لصالح توسعة مستوطنة بقعوت

تجريف 80 دونماً من أراض سهل البقيعه لصالح توسعة مستوطنة بقعوت
 

 

 



  • الانتهاك: تجريف 80 دونما لصالح توسعا مستوطنة بقعوت.


  • تاريخ الانتهاك: 12 آب 2012م.


  • الجهة المتضررة: منطقة سهل البقيعة في قلب الأغوار الشمالية.

الانتهاك:

 

تشهد مناطق الأغوار الشمالي في الوقت الراهن هجمة شرسة للسيطرة على أراض الأغوار بهدف توسعة المستوطنات القائمة ومعسكرات الجيش التي باتت تنتشر بكثافة في مناطق الأغوار. يشار إلى أن سهل البقيعة الذي يمتد على مساحة تزيد عن 60 ألف دونم في قلب الأغوار لم يكن يوماً بأحسن حال فقد طالته يد الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر فيه الأخضر واليابس وحوّل أكثر من نصف أراض السهل إلى مناطق عسكرية مغلقة يمنع التواجد بها بأي شكل من الأشكال، فقد صادر الاحتلال الأرض ومنع المزارعين ورعاة الأغنام من مجرد التواجد فيه.

 

تجدر الإشارة إلى أن مستوطني مستوطنة ‘بقعوت’ المقامة على أراض سهل البقيعة  أقدموا صباح  الأحد 12 من شهر آب 2012 على تجريف مساحة 80 دونماً من الأراضي الزراعية المحاذية لمستوطنة ‘بقعوت’ بهدف توسيع المستوطنة الزراعية على حساب المزارع والأرض الفلسطينية.

 

يذكر أن المستوطنين لم يكتفوا بمصادرة الأرض، بل تعدى ذلك قيام المستوطنين بإعادة زراعة الأرض بالبيوت البلاستيكية والزراعات المكشوفة، حيث تمت هذه الخطوة بدعم وتأييد من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي وفر البنية الأساسية للمستوطنين في اعتداءهم على الحق الطبيعي للمزارع الفلسطيني. من جهته أكد السيد عبد الله بشارات رئيس مجلس قروي عاطوف لباحث مركز أبحاث الأراضي’: منذ إقامة مستوطنة ‘بقعوت’ في عقد الثمانينات الماضي على أراض سهل البقيعة، والمستوطنة آخذة بالتوسع بين الفترة والأخرى حيث يستغل المستوطنون الظروف السائدة في سرقة والتهام عشرات الدونمات الزراعية، وما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية وشرطة الاحتلال كالعادة يوفرون الغطاء القانوني للمستوطنين، في حين حرمنا نحن أهالي طمون وعاطوف من مجرد التواجد في أراضينا الزراعية’.

 

وأضاف’ خلال الأعوام القليلة الماضية تم تسجيل العشرات من حالات الاعتداء على مزارعين من قبل قوات الاحتلال تحت حجج وذرائع واهية وذلك أثناء رعيهم للأغنام أو زرع أراضيهم، بالإضافة إلى ذلك استشهد الكثير من المزارعين بفعل الألغام الأرضية التي زرعها الاحتلال في سهل البقيعة، وفوق هذا أقام الاحتلال عدة خنادق في أراض السهل بهدف شطر السهل ومنع رعاة الأغنام من التواجد في المكان.’

 

لمحة عامة عن سهل البقيعة:

 

يقع سهل البقيعة في محافظة طوباس في شق الأراضي الغورية من المحافظة وتمتد أراضيه – التابعة في معظمها لأهالي بلدة طمون- حتى المنطقة الحدودية المتاخمة للمملكة الأردنية شرقاً على مساحة قدرها حوالي 60 ألف دونم مملوكة في معظمها لأهالي بلدة طمون وقسم محدود لأهالي مدينة طوباس. يبلغ عدد التجمعات في سهل البقيعة 8 تجمعات سكانية منها خربتان و 6 تجمعات عشوائية، ويمتهن غالبية قاطنيها تربية الماشية بشكل أساسي إضافة إلى الزراعة الحقلية، وتعود جذور قاطني المنطقة بغالبيتهم إلى بلدة طمون وقسم محدود إلى مدينة طوباس ومحافظة الخليل ممن وفدوا مع ماشيتهم إلى المنطقة طلباً للكلأ واستقروا فيها.

 

يذكر أن الاستيطان ساهم  بشكل رئيس بمحدودية المناطق الرعوية بسهل البقيعة وانحسارها بمساحات مصادرة ضيقة بلغت 5 آلاف دونم بعد  أن كانت حوالي 20 ألف دونم رعوية يضاف إليها مساحات رعوية مترامية تصل للحدود الأردنية، وقد استهدفت المناطق الرعوية بهجمة استيطانية مطلع السبعينات من القرن الماضي حين أنشأت على أراضي سهل البقيعة 4  مستوطنات زراعية في المنطقة في العام 1972 هي مستوطنة ‘بقعوت  وأر جمان’ و’روعي’، وفي العام 1978 تم إنشاء مستوطنة ‘الحمرا’، هذه المستوطنات كان لها دور كبير في التهام معظم المراعي في المنطقة وضمها لصالح المستوطنات وما يسمى بالحزام الأمني المحيط بالمستوطنات.

 

وبلغ إجمالي المساحات الرعوية المصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لغرض إنشاء مواقع عسكرية وميادين مفتوحة تتبع لها لغرض الرماية والتدريب الحي حوالي 5000 دونم من سهل البقيعة، وكان لعمليات المصادرة هذه والإعلان عن مساحات ملحقة كمناطق عسكرية مغلقة أسوأ الأثر على تربية الماشية  خلال العامين الماضيين، وكل ذلك نتيجة الإجراءات القمعية التي مارسها جنود الاحتلال بحق الرعاة ومربي الثروة الحيوانية سواء من مصادرة الأراضي الرعوية أو نتيجة ملاحقة الرعاة وهدم منشآتهم السكنية وحظائر الماشية ما دفع قسم كبير منهم لهجرة المنطقة والمهنة. 

 

يشار إلى انه يوجد في سهل البقيعة  عدد من معسكرات التدريب لجيش الاحتلال وهي: معسكر روعي، معسكر بقعوت، معسكر سمرا، بالإضافة إلى عدد من المعسكرات المغلقة. وتوالت عمليات المصادرة والتضييق على الرعاة ومربي الثروة الحيوانية في سهل البقيعة وصولاً للعام 2000 حين شقت آليات الاحتلال خندقاً بعرض سهل البقيعة عازلة 40 ألف دونم من مساحته الإجمالية المقدرة بحوالي 60 ألف دونم خلف الخندق بطول 2 كم وعرض 4 متر وعمق 4 متر كذلك ما اضطر مئات الرعاة في المنطقة لهجرة المنطقة مع عشرات الآلاف من ماشيتهم ما كان له أسوأ الأثر على مهنة تربية الماشية في المنطقة.

 

 


 
Categories: Confiscation