الاحتلال الإسرائيلي يدمر العشرات من الدونمات الزراعية أثناء التدريبات العسكرية في الأغوار الشمالية

الاحتلال الإسرائيلي يدمر العشرات من الدونمات الزراعية أثناء التدريبات العسكرية في الأغوار الشمالية
    
    
الانتهاك: الاحتلال يدمر العشرات من الدونمات الزراعية في منطقة الأغوار الشمالية.
 الجهة المعتدية: جيش الاحتلال الإسرائيلي.
 الموقع: خربة المالح وخربة الفارسية وخربة الحديدية.
 تاريخ الانتهاك: بداية آذار 2012.
 
مقدمة:
أرض فلسطينية خصبة، غنية بالثروات الزراعية، قليلة من حيث عدد المواطنين والتجمعات السكانية، هادئة نسبياً، نصيبها قليل إعلامياً، في حين تتعرض فيه إلى حملة استيطانية مستمرة من أجل ضم وتهويد المنطقة تماماً كالقدس الشرقية ولكن بصمت أكبر . يشار إلى أن منطقة الأغوار الفلسطينية كانت قديماً توصف بسلة فلسطين الخضراء، والآن وبعد أن انقلبت الأحوال وتبدد الخير الذي كان يعم في المنطقة وأصبحت منطقة الأغوار هدفاً للاستيطان والمستوطنين حيث يوجد 26 مستوطنة إسرائيلية تتوزع في أنحاء الأغوار حيث يسكنها 7500مستوطن على اقل تقدير، في حين يوجد 18 تجمع فلسطيني يقطنه 35الف نسمة.
 
علاوة على هذا، يصر الاحتلال الإسرائيلي على أن منطقة الأغوار الفلسطينية عبارة عن حدود دولة الاحتلال الشرقية ولا يمكن التفاوض عليها تحت أي سبب كان فهي في نظر الاحتلال لا تقل أهمية عن منطقة القدس، ومن هنا شرع الاحتلال القوانين والأنظمة التي تضمن السيطرة التامة على مناطق الأغوار الفلسطينية. يذكر أن الاحتلال قد سبق وأعلن عن ما يزيد عن 70% من مناطق الأغوار مناطق تدريب لجيش الاحتلال ومناطق مغلقة عسكرياً عدى عن كونها مناطق ألغام أرضية يمنع تواجد الفلسطينيين فيها، فكان الخاسر الوحيد ضمن هذه المعادلة هو المزارع الفلسطيني الذي تعتبر أرض الأغوار مصدر الدخل والغذاء له ولأطفاله عبر استغلال أراضي الأغوار بالزراعة وتربية المواشي رغم قلة الإمكانيات المتاحة و تضاؤل المراعي يوماً بعد يوم بسبب مسلسل مصادرة الأراضي الذي لا يقف عند حد معين، ورغم هذا يصّر المزارع الفلسطيني على غرس جذوره بالأغوار فهو يتخذ الصفيح والخيش بيت له ومن تربية المواشي مصدر للدخل والغذاء له وهو بذلك عبر بيته البسيط يشكل شوكة حادة في حلق الاحتلال وهو يعّطل ويفّشل إلى حد كبير مشاريع الاستيطان والتهويد في الأغوار الفلسطينية.
 
  يذكر أن المتابع لأمور الأغوار يدرك تماماً أن الاحتلال الإسرائيلي يتصيد الفرص المناسبة والكفيلة في ضرب الوجود الفلسطيني في الأغوار ومحاولة كسر عزيمته وإصراره على البقاء على ما تبقى من تراب الأغوار الفلسطينية، ففي بداية شهر آذار من كل عام يسعى الاحتلال إلى تنفيذ مناورات عسكرية واسعة النطاق تهدف إلى إفشال موسم التناسل عند الأغنام وإلى ضرب المحاصيل الزراعية الشتوية و التحضير إلى الزراعة الصيفية عبر جنازير الدبابات وأجيج الرصاص التي تنطلق على أمل إلحاق أكبر ضرر بالفلسطينيين والتسبب في إلحاق الأذى والخسائر المادية عبر إتلاف المحاصيل التي انتظر نموها يوماً بعد يوم وكرّس أوقاتاً طويلة في متابعتها والعناية بها، كذلك قتل أغنامه مصدر الدخل لديه وإلحاق الضرر بالمواليد الجديدة و مصادرة المراعي التي تعتمد عليها في سد جوعها.
 
  الانتهاك:
منذ بداية شهر آذار 2012 أعلن الاحتلال عن عدد من المناطق في الأغوار الفلسطينية مناطق مغلقة عسكرياً يمنع التواجد الفلسطيني بها مهما كانت الأسباب والمبررات، فكانت منطقة المالح وخربة الفارسية بالإضافة إلى منطقة الحمة من ضمن المناطق المرشحة  للقيام بتدريبات عسكرية واسعة النطاق شملت استخدام المجنزرات والدبابات الإسرائيلية بالإضافة إلى عمليات الإنزال الجوي و إطلاق النار.
 

   
 

 
  أما الضحية فكانت مساحات واسعة من الأراضي الغورية المزروعة بالحبوب كالبازيلاء والفول بالإضافة إلى الحبوب الصيفية، حيث جرى تدمير ما يقارب 150 دونم بالكامل عبر تسوية الأراضي المزروعة بجنازير الدبابات الإسرائيلية، علاوة على تحويل بعض التجمعات البدوية كخربة الفارسية إلى مناطق إطلاق نار مما نتج عن ذلك هجرة السكان البدو هم وأغنامهم عن المنطقة لأيام عديدة مما الحق الضرر بالأغنام و المواليد الجدد.
 
 و بهدف التستر على جرائم الاحتلال وما يقترفه من أعمال تخريب و تدمير للأراضي الزراعية وللطبيعة الخلابة في الأغوار منع جنود الاحتلال المتضامنين الأجانب والصحفيون  من الوصول إلى منطقة الأغوار الشمالية بهدف تضليل الرأي العام العالمي حول الانتهاكات الإسرائيلية.
  
من جهته أكد المزارع عارف ضراغمه رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية  ‘ أن هناك جرائم يومية تتم في مناطق الأغوار من استهداف للطبيعة ومطاردة المزارعين الذين يقطنون المنطقة من عشرات السنين هؤلاء المزارعين الذين يقطنون ضمن تجمعات بدوية لايعترف بها الاحتلال بل يسعى إلى تدميرها وتفكيكها لصالح النشاطات الاستيطانية في المنطقة، بل يسعى فوق هذا كله إلى سرقة الموارد الطبيعية من مياه و نباتات و تدمير الطبيعة الخلابة التي تمتاز بها المنطقة بكاملها، علاوة على استهداف المزارع في الأغوار عبر المناورات العسكرية في بداية الربيع من أجل تدمير محاصيله الشتوية  واستخدام القنابل المضيئة في الصيف من اجل حرق المحاصيل الصيفية الجافة وفي الشتاء  أتباع سياسة هدم المنازل من اجل تركه بالعراء تحت البرد القارص‘.
 
  يذكر أن المزارعين المتضررين من المناورات العسكرية الأخيرة في منطقة الفارسية هم : صلاح جميل يوسف ضبابات، صالح سعد عوض ضراغمة، فايق أحمد عبد الرحمن صبيح، علي زهدي عبد الله أبو محسن، حسن يوسف محمد أبو عايدة، حسين زهدي عبد الله أبو محسن، صالح إبراهيم عبد الكريم فقها.
 
 أما المزارعين المتضررين في منطقة المالح هم: إبراهيم علي زامل، غازي سليم دراغمة، محمود أنيس أبو محسن، عارف أنيس أبو محسن، صالح محمد محمود أبو عقاب، قاسم حسين أبو عقاب، عبد العزيز حسن وهدان.
 
 
 
 
 
اعداد:
 
 
 
 
 
 
 
 
   
 
Categories: Agriculture