مجاري مستعمرة “ياكير” استهداف للبيئة الفلسطينية

مجاري مستعمرة “ياكير” استهداف للبيئة الفلسطينية

 








 


 



  • الانتهاك: مجاري مستعمرة ‘ياكير’ تلوث البيئة الطبيعية في واد قانا.


  • تاريخ الانتهاك: 20 تموز 2010م.


  • الموقع: الأراضي الزراعية والينابيع المائية غرب بلدة ديرستيا / واد قانا.

 

تقديم:

 

تعاني  منطقة واد قانا شمال غرب محافظة سلفيت منذ ثلاثة أسابيع  من تدفق مياه المجاري من مستعمرة ياكير باتجاه الينابيع والأراضي الزراعية الواقعة إلى الغرب من بلدة ديرستيا تحديداً في منطقة واد قانا، حيث  تسببت نتيجة اخطلاتها بمياه الينابيع المائية التي تنتشر في المنطقة إلى توسع بقعة التلوث لتطال عدد كبير من الأراضي الزراعية،  بالإضافة إلى عدد من المراعي المنتشرة  في المنطقة، حيث اعتماد الكثير من مربي الأغنام في بلدة ديرستيا على رعي مواشيهم في المنطقة.

 






 


 

يذكر  إلى أن هذا التلوث والذي تسبب نتيجة عطل في  احد مناهل  مياه الصرف الصحي ومن ثم  انسياب  هذه المياه العادمة  في مجرى واد قانا حيث ألقى هذا التلوث بظلاله على نبع عين الجوزة الذي يعتبر واحداً من 9 ينابيع طبيعية يستخدمها المزارعون لري مواشيهم وسقي محاصيلهم الزراعية ولري أشجار البرتقال والليمون المنتشرة هناك، وتعتبر المياه العادمة  من أبرز الملوثات التي تتعرض لها المياه الجوفية في تلك المنطقة.

 






 


 

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي انشأ منذ مطلع عام 2007م شبكة للصرف الصحي لتنقل  مياه مجاري مستعمرة ياكير والمستعمرات القائمة في واد قانا إلى داخل الخط الأخضر، إلا أن تلك الشبكة تعاني من الخلل والعطل الدائم  ورغم ذلك يتهرب ويماطل الاحتلال بإصلاحها رغم النداءات الإنسانية التي تطالب بحل المشكلة مما عكس  ذلك بأثره السلبي على المنطقة كلها.

 

فعلى الرغم  من ادعاءات  الاحتلال حرصه على المنطقة  كمحمية طبيعية  وبأن مشكلة مياه الصرف  الصحي الصادرة من المستعمرات  في منطقة واد قانا قد تم حل مشكلتها حسب ما يدعيه الاحتلال، إلا  أن الزائر إلى  تلك المنطقة يلمس اثر هول وعظمة  المشكلة على  ارض الواقع ، فما زالت مشكلة مياه الصرف الصحي والمستعمرات الإسرائيلية بحد ذاتها تشكل معضلة كبيرة للمواطنين و للمنطقة برمتها  فالاستعمار من جانب ينهش الأرض ويسرقها و يدمر التنوع البيئي الخلاب في المنطقة ومياه المجاري من جانب آخر تحول المنطقة من منطقة هادئة تملئها الطيور والهواء النقي إلى مكره صحية بفعل مجاري المستعمرات القائمة في المنطقة.

 

 المزارع مصلح يوسف منصور (45عاماً) الذي يقيم وأسرته ووالدة الحاج أبو عاطف والذي يبلغ من العمر 88 عاما ًفي العزبة التي يملكونها في وادي قانا تحدث بمرارة لباحث مركز أبحاث الأراضي عن مسيرة حياتهم في المنطقة، حيث قال:  ‘ (( كانت واد قانا لسنوات ليست ببعيدة من أجمل مناطق الضفة الغربية حيث وفرة الماء والنبات والحياة الهادئة فلا يسمع في المنطقة إلا زقزقة العصافير إلا أن  نتيجة ممارسات الاحتلال تحولت المنطقة إلى منطقة منكوبة فالاستيطان سرق الأرض والمياه وحرم أهل المنطقة من الاستفادة منها، فالاحتلال يتحجج أن المنطقة هي محمية طبيعية فلا يسمح لأحد من تغيير معالمها حيث أنهم يعتبرون زراعة الأرض من قبل الفلسطينيين هو تغيير لمعالم الأرض أما الاحتلال من جهته فسمح للمستعمرين سرقة الأرض وبناء المستعمرات وردم  الآبار الارتوازية و ضخ مياه المجاري صوب الينابيع الماء والمزارع المنتشرة في المنطقة حيث كانت رائحة المجاري تطرد الزوار والمواطنين ومرتادي المنطقة وتكون مرتعاً للخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون والتي تؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية بالإضافة إلى ما تشكله من خطر على حياة المزارعين، فأي قانون في العالم يمنع أصحاب الأرض من زراعتها بينما يسمح للمستعمرين تلويث المنطقة وسرقة وتدمير الأراضي بغير حساب)).  

 

يشار إلى أن اعتداءات المستعمرين  على الأراضي الزراعية في واد قانا متواصلة  منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م ليس فقط من خلال ضخ الملوثات ومياه الصرف الصحي بل تعدت عن ذلك   حيث أصبحت مضايقات المستعمرين تتزايد  بعد أن أقيمت على أراضي الوادي سبعة مستعمرات،  من شمال واد قانا ( كرني شمرون، جنات شمرون، نوف اورامين ) ومن جنوب الوادي ( نوفيم، ياكير) ومن الشرق ( عمانوئيل) والتي تلقي مجاريها في الوادي حيث وصلت المياه العادمة إلى تلويث عيون (الجوزة، والفوار) وتمتد مياه المجاري حتى برك البصة وبركة الجمال،  ومن  جهة الغرب (معاليه شمرون)  حيث وجود هذه المستعمرات تشكل خطورة بالغة على واد قانا الذي أصبحت أراضيه تتآكل وتتراجع الحياة فيه ويهجره أهله، وهذا أسلوب ممنهج من المستوطنين لترحيل الفلسطينيين عن أراضيهم مقدمة للاستيلاء عليها.

 

هذا بالإضافة إلى البؤرة الاستيطانية ‘نوف اورمين’ التي تتوسط واد قانا وتساهم في بث الملوثات على الأراضي الزراعية لا سيما مياه المجاري، والتي كان لها آثار واضحة من دمار وتأثير على البيئة والنباتات والثروة الحيوانية. ويوضح الجدول التالي أسماء المستعمرات المحيطة والمقامة على أراضي  وادي قانا:[1]

 



































































الرقم

اسم المستعمرة

سنة التأسيس

مسطح البناء

المساحة الكلية

عدد المستوطنين لغاية عام 2004م

1

كرني شمرون

1978

1351

7339

6170

2

معاليه شمرون

1980

216

1903

549

3

ياكير

1881

342

1364

960

4

عمانوئيل

1982

328

1909

2585

5

غنات شمرون

1985

484

غير محدد

غير محدد

6

نوفيم

1989

248

331

414

7

نوف اورنيم

1991

153

غير محدد

غير محدد

 

المجموع

 

3122

1746

10678

 







خارطة 1: صورة جوية توضح المستعمرات الإسرائيلية تلتف على أراضي وادي قانا

 

 

كما أن حالة انعدام الأمن وتحرش المستعمرين بالمواطنين المقيمين والزائرين للوادي أثرت على الزراعة في الوادي، ومساحة الأراضي المزروعة تناقصت بشكل ملحوظ من 10 آلاف دونماً إلى 5500 دونماً، حيث فقد واد قانا أكثر من نصف الأراضي الزراعية بسبب إقامة المستعمرات على أراضيه بالإضافة إلى ذلك أصبحت الأراضي الزراعية المحاذية للمستعمرات بوراً غير صالحة للزراعة بسبب اعتداءات المستعمرين المتكررة على المزارعين في الأراضي المجاورة للمستوطنات هذا ودفع الكثير من المزارعين إلى عدم قدرتهم على استغلال أراضيهم. [2]    

 

  

 







[1] المصدر: البحث الميداني المباشر و الارقام حسب معطيات مركز أبحاث الأراضي

[2] المصدر: البحث الميداني و بلدية ديرستيا

 

 


 

 

 

 
Categories: Environment