المستوطنون الإسرائيليون يضخون المياه العادمة باتجاه مدرسة فلسطينية في قرية عزون عتمة

المستوطنون الإسرائيليون يضخون المياه العادمة باتجاه مدرسة فلسطينية في قرية عزون عتمة

 


 


الانتهاك:  ضخ مياه مجاري مستوطنة ‘ شعار بتكفا’ الإسرائيلية  باتجاه مدرسة عزون عتمة الثانوية الفلسطينية.

الموقع: مدرسة ذكور عزون عتمة الثانوية – عزون عتمة – قلقيلية.

 

 






 

 

التاريخ: 18 شباط 2010.

الجهة المعتدية: مستوطنو مستوطنة ‘شعار بتكفا’.

الجهة المتضررة: طلبة المدارس وأهالي قرية عزون عتمة.

 

تقديم: مع تجدد فصل الشتاء في كل عام، يجد طلبة مدرسة ذكورعزون عتمة الثانوية أنفسهم أمام واقع مرير لا يقل مرارة عن واقع القرية والتحديات والمشاكل اليومية التي يزرعها الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة،  ابتداءً بمسلسل  الإذلال اليومي لأهالي وطلاب القرية على بوابة قرية عزون عتمة التي تحمل رقم (48) والتي توصف بأنها بوابة الموت لكثرة الكوارث الإنسانية التي حصلت على مدخل تلك البوابة، والتي تعتبر في الوقت نفسه المدخل الوحيد للقرية مع محيطها الفلسطيني.

 

علاوة على ذلك تعتبر  مستوطنة ‘شعار بتكفا’ أي ‘بوابة الأمل’- كما اصطلح على تسميتها من قبل  الاحتلال – والتي تقع بشكل مباشر بجوار مدرسة القرية  تعتبر حجر عثرة في سبيل توسع ونهضة المدرسة من الناحية البنيوية والتعليمية فضلاً عن أثرها البيئي والمتمثل بقيام المستوطنين باستغلال موقع المستوطنة على السفوح المطلة على مدرسة ذكور عزون عتمة الثانوية وذلك  بضخ كميات كبيرة من مياه مجاري مستوطنتهم صوب المدرسة محولين بذلك المدرسة إلى مكرهة صحية  ومصدر لانبعاث الأمراض والروائح الكريهة.

 

تفاصيل الانتهاك:

 

في صباح يوم الأربعاء 18 من شهر شباط 2010 أثناء توجه الطلبة والمدرسين إلى مدرستهم ‘مدرسة ذكور عزون عتمة الثانوية’، حيث تفاجئوا بضخ مستوطني مستوطنة ‘شعار بتكفا’  المقام جزء منها على أراضي عزون عتمة حوض رقم (4) المعروفة باسم السحاويل كميات كبيرة من مياه مجاري مستوطنتهم الواقعة على سفح الجبل المطل على المدرسة باتجاه ساحة المدرسة محولين بذلك المدرسة إلى مكره صحية تنبعث منها الروائح الكريهة والمياه العادمة التي تنساب بين صفوف المدرسة بمسافة 12 متراً في كافة أرجاء المدرسة في وضع يرثى له، ولا يقبله أي إنسان يؤمن بكرامة الإنسانية  وحق البشرية في التعليم والتطور.

 


 

 

من جانبه يعقب السيد عزمي صدقي رئيس المجلس القروي في عزون عتمة لباحث مركز أبحاث الأراضي بالتالي: ‘ (( هذه ليست المرة الأولى التي يضخ بها المستعمرون مياه مجاريهم صوب مدرسة القرية، بل تكرر هذا الأمر أكثر من مره خاصة في فصل الشتاء، فبرك تجميع مياه المجاري الخاصة بالمستعمرة تقع مباشرة فوق المدرسة التابعة لقرية عزون عتمه، حيث اعتاد المستعمرون على تجميع مياه المجاري من بيوت المستعمرة عبر أنابيب ضخمة ليتم تجميعها في تلك البرك الإسمنتية، وفي حالة امتلاء تلك البرك بين الفترة والأخرى خاصة في فصل الشتاء يعمد المستعمرين إلى ضخ كميات كبيرة من مياه المجاري من تلك البرك صوب مدرسة القرية التي تقع أسفل المستعمرة، وذلك في خطوة من قبلهم لحل مشكلة امتلاء تلك البرك الإسمنتية بمياه المجاري، مما يسبب ذلك أذى للمنطقة بشكل عام  و للمدرسة بشكل خاص و لقد خاطبنا الصليب الأحمر الدولي والارتباط المدني الفلسطيني أكثر من مرة و أطلعناهم  بواقع الآمر، حيث بدورهم خاطبوا الاحتلال  بالأمر وتعهد الاحتلال من جانبه بمعالجة المشكلة ولكن لا حياة لمن تنادي، فالمشكلة قائمة دون حل لها حتى هذه اللحظة – أي تاريخ إعداد التقرير-، ويبدو أن الاحتلال من خلال عملية المراوغة في حل المشكلة  يهدف لكسب الوقت ووضع سكان القرية في وضع مأساوي إما بناء مدرسة جديدة بعيدة عن المستعمرة وهذا ما يريده الاحتلال وإما السكوت والرضا عما يفعله المستعمرين وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلاً)).

 

يشار إلى أن مدرسة ذكور عزون عتمة الثانوية تأسست منذ منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي، ويبلغ عدد الطلبة بها اليوم  قرابة 240 طالباً من الصف الرابع الأساسي حتى التوجيهي، وتعتبر تلك المدرسة هي مدرسة مشتركة مع قرية بيت أمين المجاورة حيث يدرس ما يقارب 45 طالباً من قرية بيت أمين في مدرسة عزون عتمة الثانوية، وهؤلاء الطلبة يضطرون بشكل يومي العبور عبر بوابة عزون عتمة التي تحمل رقم (48) التي تبعد مسافة 200 متراً عن مدرستهم، حيث يتعرضون بشكل يومي إلى شتى أصناف الإذلال والاهانة على تلك البوابة، ويجبرون على إخراج ما في حقائبهم يومياً أمام الحاجز بهدف تفتيشها من قبل جنود الاحتلال، علاوة على التأخير الذي يلحق بهم نتيجة عملية الاحتجاز، علاوة على أن المدرسة التي يدرسون بها ملاصقة لمستوطنة ‘شعاري بتكفا’ مما يزيد من وتيرة القلق لديهم من اعتداء المستوطنين عليهم في أية لحظة أو قيامهم بعرقلة تقديم الخدمات التعليمية في مدرستهم ،مما اثر ذلك  على نفوس الطلبة لما يشاهدونه وما يسمعونه  بشكل يومي عن أعمال تنكيل وضرب من قبل جنود الاحتلال لعدد من المواطنين والمغادرين عبر بوابة عزون عتمة.

 


 

 

من جهة أخرى، وبحسب ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي  بإدخال تسهيلات على حياة المواطنين في القرية وذلك من خلال زيادة العمل على بوابة عزون العتمة من الساعة الرابعة فجراً وحتى الساعة 24 منتصف الليل علماً بان البوابة تفتح بالعادة من الساعة 6 صباحاً وحتى 22 مساءً، يشير أهالي القرية أن الاحتلال ما زال ينتهج سياسة الإذلال واحتجاز المواطنين على بوابة عزون عتمة  بالإضافة إلى عدم التزامه بمواعيد فتح البوابة وإغلاقها، حيث يشير السيد عزمي صدقي: ‘ ((في يوم الخميس الماضي 18 من شهر شباط 2010 اصطحبت والدي إلى احد المراكز الطبية في مدينة قلقيلية بهدف العلاج وعند عودتي إلى قرية عزون عتمة في حوالي الساعة 22:35 مساءً تفاجأت بقيام الاحتلال بإغلاق بوابة عزون عتمة، حاولت التحدث مع جنود الاحتلال وإخبارهم أن الاتفاق من خلال مكاتب الارتباط المدني  هو أن تفتح البوابة حتى الساعة 24 إلا أنهم رفضوا  مجرد الإصغاء لي، مما دفعني ذلك التوجه إلى قرية بيت أمين عند احد أقاربنا للمبيت هناك، كذلك يعمد الاحتلال إلى احتجاز العمال والموظفين عند البوابة في  ساعات الصباح الباكر  حيث يمنعهم من عبور البوابة إلى أعمالهم حتى ساعات متأخرة من النهار دون أي مبرر بذكر، مما يؤدي إلى تأخرهم عن أعمالهم وتأخير  الدراسة أحيانا في مدرستي قرية عزون عتمة، هذا بالإضافة إلى إجراءات التفتيش المذلة على البوابة حيث يجبر كل مواطن على الدخول عبر غرفة تفتيش خاصة على البوابة يخضع المواطنين من خلالها إلى عملية تفتيش دقيقة و مهينة تستمر أحيانا بحدود 15 دقيقة  مما يؤدي إلى ازدحام المواطنين و تأخير عملية عبورهم عبر البوابة من و إلى قرية عزون عتمة)).’  

 



  • لمزيد من المعلومات حول الحقائق و الأرقام في قرية عزون عتمة يرجى مراجعة التقارير السابقة الصادرة عن مركز أبحاث الأراضي.

 


 


Categories: Environment