عمارة الرجبي في الخليل … وحرب الاستيطان الإسرائيلي

عمارة الرجبي في الخليل … وحرب الاستيطان الإسرائيلي

 


 


 


 







 

 

بعد سنتين من العذاب نجحت لجنة إعمار الخليل باستصدار قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية لإخلاء المستعمرين من بناية الرجبي في مدينة الخليل التي استولوا عليها بتاريخ 19/3/2007، إلا أن المستعمرين أبو الا أن يتركوا بصمة تعمق الجرح وتدلل على مدى الكراهية والعدوانية الموجودة لديهم للفلسطيني.

 

 





صورة 1: بناية الرجبي بعد إجلاء المستعمرين ‘ وبداخلها جنود إسرائيليون’ منها في كانون أول 2008

 

 

وتقدمت لجنة الاعمار من خلال المواطن فايز الرجبي صاحب البناية بالتماس لدى المحكمة العليا الإسرائيلية، لإخلاء بناية الرجبي بتاريخ 16/4/2007، وقامت المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الأحد ( 16/11/2008 ) بإصدار قرار بإخلاء المستعمرين من البناية، وكان القرار يتضمن ‘على المستعمرين إخلاء المنزل خلال ثلاثة أيام اعتباراً من تاريخ 16/11/2008، بمحض إرادتهم، وبعد انتهاء المدة المذكورة، وإذا لم يخلوا البناية سيتم ذلك رغماً عنهم’. وجاء هذا القرار بعد رفض المحكمة العليا للالتماس الذي تقدم به المستعمرون لإبقائهم في البناية.


وما أن علم المستعمرون بهذا القرار حتى بدأت حشودات المستعمرين المتضامنين معهم وبدأت معها هجماتهم ضد المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في المنطقة المحيطة لمبنى الرجبي، في منطقة وادي الحصين ، واخذ المستعمرون المنفلتون والخارجون عن القانون يكثفون من اعتداءاتهم، إذ قاموا بثقب إطارات عشرات السيارات، وإحراق بعض المنازل والسيارات أيضاً، ولم تسلم من التدمير والتدنيس حتى المقابر والمساجد، كل ذلك تحت سمع وبصر قوات الجيش الإسرائيلي التي كانت تحرص فقط على حمايتهم من ردة فعل أي مواطن فلسطيني متضرر.

 


 










 

 










 

 







صورة 2-6: آثار التخريب عقب جرائم المستعمرين

 

 

ومع اقتراب موعد إجلاء المستعمرون من المبنى اخذ المئات من المستعمرين يتوافدون إلى مدينة الخليل والى مبنى الرجبي في إشارة ‘ للتضامن ‘ مع المستعمرين في مبنى الرجبي، وكان من بين هؤلاء ‘ المتضامنين ‘ عضو الكنيست الإسرائيلي ‘ زئيف نسيم ‘ ، مما يدلل على مدى الدعم الذي يلقاه المستعمرون من بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي.

 

المواطن يحيى جابر ‘ 60 عاماً ‘ أفاد لباحث مركز أبحاث الأراضي عن مدى وحشية المستعمرين الذين هاجموا منزله أثناء إخلاء جنود الاحتلال للمستعمرين من مبنى الرجبي، وأوضح جابر أن حوالي ثلاثين مستعمرا هاجموا منزله بالحجارة والآلات الحديدية واخذوا بتكسير زجاج منزله، وشمل التكسير معظم زجاج النوافذ، محدثين ضرراً كبيراً وواضحاً في زجاج النوافذ، مما اضطر يحيى جابر إلى إغلاق النوافذ بالأخشاب والكرتون، في محاولة منه لمنع برد الشتاء والأمطار من دخول المنزل، معرباً عن مدى تخوفه على أطفاله من شظايا الزجاج المتكسر.

 

 





صورة 7: المواطن جابر يشير إلى نوافذ منزله المتضرر من اعتداءات المستعمرين

 

 

وأضاف جابر – الذي صودرت أرضه ابان إقامة مستعمرة ‘كريات أربع’ – انه لدى محاولته الدفاع عن منزله ضُرب من قبل احد المستعمرين بحجر في ‘ ركبته اليمنى ‘ والقي على الأرض، الأمر الذي أدى إلى نزيف داخلي في ‘ ركبة رجله ‘ جعلته لا يستطيع التحرك، مستطردا حديثه، أن جنود الاحتلال أيضاً اقتحموا بيته وعمدوا على احتجازه وأسرته داخل غرفة، واخذ الجنود يسرحون ويمرحون في البيت، محدثين بعض الحروق في ‘كراسي صالون منزله ‘ من آثار أعقاب السجائر.

 

 





صورة 7 ب: تقرير طبي حول الاعتداء على المواطن جابر وإصابته في ركبته اليمنى

 

 

وهذا وأفاد شهود عيان أن جنود الاحتلال أطلقوا القنابل الغازية السامة وقنابل الدخان والصوت تجاه المواطنين الذي حاولوا التصدي لعربدة المستعمرين، وكانوا بمثابة ‘ المشجعين’ الذي يخربون ويدمرون ويحرقون ممتلكات المواطنين .

 

 





صورة 8: القنابل التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين

 

 

أما المواطن بسام جابر، والذي لا ينسى لحظة إشعال النيران في باب منزله من قبل عصابات المستعمرين، أوضح أن المستعمرين حاصروه وأسرته داخل المنزل، وأشعلوا النيران في باب المنزل، بما جمعه المستعمرون من أغراض وإطارات، الأمر الذي تسبب بحالات من ضيق التنفس والاختناق للأهالي المحاصرين في المنزل.

 

 





صورة 9: آثار الحريق في منزل المواطن بسام جابر

 

وقد وثق ‘ مركز أبحاث الأراضي ‘ الانتهاكات والاعتداءات التالية من قبل المستعمرين على المواطنين الفلسطينيين في مدينة الخليل في المدة التي صدر فيها قرار إجلاء المستعمرين عن عمارة الرجبي 23 اعتداءاً وانتهاكاً: 

 




























































































































الرقم

التاريخ

المنطقة /الخليل

طبيعة الاعتداء

1

 

19/11/2008

وادي النصارى، واد الحصين، الرأس ، حارة الجعبري

 قيام مستعمرون تسلحوا بالبنادق والهراوات والقضبان والجنازير الحديدية وارتدى بعضهم الأقنعة، بمهاجمة عدداً غير محدود من منازل المواطنين عرف من أصحابها: نافذ الجعبري، وبسام وسليمان وناصر فهد الجعبري، ومحمد نعمان جابر، ومحمد أيوب الجعبري، وسلمان وعريف عواد الجعبري، وعيسى جابر، وغالب راغب الجعبري، ومنذر دعنا، وحافظ الجعبري، وكايد منصور الجعبري، وعوني دعنا، وايمن محمد ربيع الجعبري.. وغيرهم.

2

 

20/11/2008

واد الحصين، حارة جابر، حارة السلايمة، محيط الحرم الإبراهيمي

قيام جنود الاحتلال بمحاصرة المنطقة واعتلاء أسطح المنازل، بالتزامن مع قيام عدد من المستعمرين برشق منازل المواطنين بالحجارة والقطع الحديدية .

3

 

20/11/2008

واد النصارى، محيط مبنى الرجبي ، جبل جالس

اقتلاع عشرات أشجار الزيتون، بالإضافة إلى تكسير زجاج نحو 20 سيارة، ورشق نحو 50 منزلاً من منازل المواطنين بالحجارة، إضافة إلى تحطيم زجاج مسجد الرأس وكتابة الشعارات المسيئة للإسلام والنبي الكريم.

 

4

22/11/2008

واد الحصين، حارة السلايمة، ساحة الحرم الإبراهيمي، محيط مبنى الرجبي

الاستيلاء على خمسة منازل للفلسطينيين من قبل المستعمرين وتحت حماية جيش الاحتلال، بالإضافة إلى وصول نحو عشرين ألف مستعمر لمساندة المستعمرين المحتلين لمبنى الرجبي، وقيامهم برشق منازل المواطنين بالحجارة .

 

5

24 / 11/2008

محيط مبنى الرجبي، واد الحصين

إجراءات جنود الاحتلال التعسفية بحق المواطنين بالإضافة إلى اعتداءات المستعمرين المستمرة أدت إلى ما يشبه منع التجوال في المنطقة، إذ لم يخرج المواطنون إلى أعمالهم ومحلاتهم نظراً لاعتداءات المستعمرين على الأهالي .

6

 

26 /11/2008

واد الحصين، واد النصارى ، محيط مبنى الرجبي، أحياء البلدة القديمة

رشق  منازل الفلسطينيين بالحجارة بالإضافة إلى ثقب إطارات سيارات المواطنين.

 

7

26/11/2008

البلدة القديمة من الخليل، محيط مبنى الرجبي

مهاجمة منازل الفلسطينيين عرف من بينهم غالب منصور الجعبري، والأشقاء مجدي ومنصور وفايق وطارق وناجح الجعبري، وبسام الجعبري، وجمال وجميل وعبد الحي ابو سعيفان، وغيرهم. مما أدى إلى إصابة المواطنة منور الجعبري (61عاما )، والمواطن جمعة الجعبري بجروح ورضوض ، وتم نقلهما إلى المستشفى الحكومي بالخليل.

 

8

27 /11/2008

محيط مبنى الرجبي، حارة الجعبري

مهاجمة منازل الفلسطينيين بالزجاجات الحارقة والألعاب النارية ويرشقون المواطنين بالحجارة .

 

9

29/11/2008

واد الحصين، الرأس، واد النصارى

إصابة نحو (15 ) مواطنا بجروح، من بينهم (3) أطفال ، اثر اعتداءات مئات المستعمرين المنفلتين في مدينة الخليل ، مما أدى إلى نقل بعض المصابين إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج .

10

 

29/11/2008

واد الحصين، محيط مبنى الرجبي

رشق منازل المواطنين بالحجارة، مما أدى إلى إصابة عشرة مواطنين بجروح ورضوض، بالإضافة إلى قيام المستعمرين بمنع تحرك المواطنين في الشوارع أو الخروج من المنازل .

 

11

29/11/2008

واد الحصين، مقابل مبنى الرجبي

إصابة ثلاثة مواطنين بجروح جراء اعتداءات المستعمرين عليهم ، عرف من بينهم ، اسعد الجعبري ، والباحث عيسى عمرو بجروح في الرأس.

12

 

30/11/2008

واد الحصين، محيط مبنى الرجبي

تحطيم نحو ( 23 ) سيارة للمواطنين الفلسطينيين ، بالإضافة إلى رشق منازل المواطنين بالحجارة مما أدى إلى تكسير زجاج النوافذ، كذلك الاعتداء على خزانات المياه على أسطح منازل المواطنين.

13

 

30/11/2008

محيط مبنى الرجبي

إصابة (5) مواطنين من بينهم طفلان بجروح متفاوتة جراء اعتداءات المستعمرين المتواصلة على السكان .

 

14

1/12/2008

شارع السهلة قرب الحرم الإبراهيمي

إصابة أربعة مواطنين بجروح جراء إطلاق احد المستوطنين كلباً مفترسا باتجاههم، مما أدى إلى نهش أجسام المواطنين، وتم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج .

 

15

2/12/2008

حي الغصين شرق مدينة الخليل

إصابة خمسة مواطنين اثر مهاجمة المستعمرين لمنازل المواطنين في ساعات متأخرة من الليل ترافقهم كلاب بوليسيه.

16

3/12/2008

 

باب الزاوية ، حارة الجعبري ، منطقة الراس

إصابة الطفلة سندس الجعبري (عامان )، ووالدها نظام الجعبري، برضوض وكدمات جراء اعتداءات المستعمرين عليهم ،كذلك قيام جنود الاحتلال باقتحام وسط مدينة الخليل وسط إطلاق الغاز المسيل للدموع، مما أدى بمدراء المدارس لاحتجاز الطلبة خوفا من اعتداءات المستعمرين عليهم.

17

 

4/12/2008

واد الحصين

إضرام النار في مسجد خالد بن الوليد، مما أدى إلى اشتعال النيران بالمسجد، بالتزامن مع قدوم مئات من جنود الاحتلال لإخلاء المستعمرين من مبنى الرجبي.

 

18

4/12/2008

منطقة واد الحصين ، محيط مبنى الرجبي

إصابة ثلاثة مواطنين بجروح نتيجة فتح النار عليهم، عرف من بينهم المسن عبد الحي مطرية .

 

19

4/12/2008

تل الرميدة وسط مدينة الخليل

إحراق مسجداً في تل الرميدة ، اثر إلقاء زجاجة حارقة باتجاه المسجد وإشعال النيران به .

 

20

4/12/2008

البلدة القديمة بالخليل

إحراق عدداً من منازل المواطنين في البلدة القديمة بالخليل.

21

 

4/12/2008

باب الزاوية، البلدة القديمة، محيط مبنى الرجبي

إصابة احد المواطنين بجروح خطره جراء اعتداءات جنود الاحتلال والمستعمرين على المواطنين مما أدى إلى نقل الجريح من عائلة السعافين إلى داخل الخط الأخضر لخطورة حالته، كذلك محاولة مئات المستعمرين الوصول إلى منطقة باب الزاوية في محاولة لاقتحام المنطقة.

 

22

4/12/2008

البلدة القديمة من الخليل

أعمال عربدة في معظم أنحاء البلدة القديمة من مدينة الخليل وحرق عدداًَ من منازل المواطنين في محاولة منهم للتهرب من إخلاء مبنى الرجبي.

 

23

6/12/2008

البلدة القديمة بالخليل

المستعمرون في البؤرة الاستعمارية ‘أبراهام افينو ‘ يحرقون جزءاً من منزل المواطن نضال العويوي  ، بالإضافة إلى تحطيم أثاث المنزل بعد اقتحامه، الأمر الذي أدى احتماء المواطن العويوي وأطفاله التسعة في غرفة خوفاً من اعتداء المستعمرين .

 

 

وعلى مدى حوالي ثلاثة أسابيع من العدوان الاستيطاني المتواصل، بلغت قمة الاعتداءات أيام عيد الأضحى عند المسلمين، حيث كان جيش الاحتلال يقوم بحماية المستعمرين … بل قام بترحيل بعض العوائل الفلسطينيين من منازلهم بحجة حماية أمنهم … مما شجع المستعمرون على المزيد من العدوان، وقائمة الانتهاكات لحقوق المواطنين الفلسطينيين في الخليل  تطول ..

 











 

 

 فرغم إجلاء المستعمرين من مبنى الرجبي، إلا أن استفزازهم للمواطنين مستمرة، وجنود الاحتلال الحامي لهم، ويبدو أن المستعمرين فوق كل القوانين .. حتى أن احدهم أطلق النار تجاه مواطن فلسطيني، ولم يتعدى حكم محاكم الجهاز الأمني الإسرائيلي ضده سوى التوقيف لبضع ساعات، فقد اخلي مبنى الرجبي من المستعمرين، إلا أن جنود الاحتلال ما زالوا يرابطون فيها، وعلى أبوابها، بدعوى منع المستعمرين من العودة إليها، ترى .. إلى متى سيبقى الجنود مرابطون في المكان؟! فمستعمرة ‘ كريات أربع ‘ التي يقطنها عشرات آلاف المستعمرين والتي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن مبنى الرجبي والشارع الرئيس في منطقة الرأس مسيطر عليه من قبل المستعمرين وجنود الاحتلال الذين يمرون عبر هذا الشارع من والى ‘ كريات أربع’ ووصولا إلى الحرم الإبراهيمي، والمواطن الفلسطيني لا حامي له.. والحل يتخلص في إجلاء كافة المستعمرين عن جميع الأراضي الفلسطينية، خصوصاً  في ظل التقرير الذي نشر مؤخراً وأفاد أن عدد المستعمرين في الأراضي الفلسطينية تضاعف ثلاث مرات وأصبح عدد المستعمرين ( 270 ) * ألف مستعمراً يعيشون في ‘مستعمرات ‘ الضفة الغربية، خصوصاً أن ‘ خارطة الطريق ‘ و’ مؤتمر ‘انابوليس ‘ قد طالب ‘ إسرائيل ‘ بإيقاف التوسع الاستعماري في الأراضي الفلسطينية.

 








 

عمارة الرجبي

 







*  ملاحظة : الرقم لا يشمل المستعمرين في مستعمرات القدس المحتلة سنة 1967 والذي بلغ نحو (270000) مستعمراً

 

 

 

 


 

 

 

 

 
Categories: Israeli Violations