مستعمرة خارصينا تتوسع على حساب أراضي الخليل

مستعمرة خارصينا تتوسع على حساب أراضي الخليل

 


 


 








 

 

أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على توسيع مستعمرة خارصينا إلى الشرق من مدينة الخليل بالضفة الغربية عبر وضع ثمان بيوت متنقلة على أراضي المواطنين المصادرة والتي أحاط بها جدار المستوطنة ، وقد بدت البيوت الاستيطانية الجديدة واضحة للعيان . وتعود ملكية هذه الأراضي المقامة عليها البيوت الاستيطانية للحاج ‘ عمر سالم جابر ‘  وهي ضمن حوالي ( 150  ) دونماً كانت قد صودرت لإقامة المستوطنة .

 








 

 







                                


 

 

يشار هنا إن مستعمرة  ‘ خارصينا ‘ أقيمت على أراضي أهالي مدينة الخليل منذ العام  1985، وبدأ ظهورها كبؤرة استيطانية وأخذت تتوسع على أراضي المواطنين إلى إن أصبحت الآن مدينة استيطانية كبرى تضاهي مستوطنة ‘ كريات أربع ‘ من حيث الضخامة والعمران وما ابتلعته من أراضي .

 

لماذا سميت خارصينا بهذا الاسم :-

 

سميت ‘ خارصينا ‘ بهذا الاسم نسبة الى ما يسمى ب ‘ جبل سيناء ‘ حيث ان من أقام هذه المستعمرة هم اليهود الذين طردوا من سيناء المصرية العربية بعد تحريرها ،فأطلقوا عليها اسم ‘ هارسيناء ‘أو ‘ خارصينا ‘ أي جبل سيناء بالمعنى العربي للاسم.

 

ففي العام 1985 أقدمت مجموعة من المستوطنين اليهود بمرافقة جنود الاحتلال وعملت على وضع سياج حول مساحة من أراضي المواطنين تقدر بحوالي ( 500 ) دونماً  تعود ملكيتها لعوائل ( جابر ، البكري ) من مدينة الخليل، ورافقت علمية ‘ تسييج ‘ الأرض المصادرة شق شارع في المكان الأمر الذي رفضه أصحاب الأراضي وظلوا يترددون إلى أراضيهم رغم الصعوبات التي واجهوها من مطاردات وإطلاق الكلاب البوليسية عليهم ، كعادة الاحتلال والمستوطنين في حال عربدتهم أو استيلائهم على أي قطعة من الأراضي العربية الفلسطينية.

 

ومنذ ذاك العام ظهرت البيوت الاستيطانية على أراضي المواطنين وكانت تأخذ طابع البناء الحديث من حجر واسمنت وحديد التسليح، فانتشرت البيوت الاستيطانية في المكان وأنشأت المدارس والملاعب داخل المنطقة المسيجة وها هي ‘ خارصينا ‘ الآن يسكنها حوالي

 ‘ 1500 ‘ نسمة من المستوطنين .

 

ذكريات المالك الشرعي لأرضه المصادرة:

 

مستوطنة ‘ خارصينا ‘ التي ابتلعت مئات الدونمات من أراضي المزارعين واقتلعت مئات الأشجار المثمرة لإنشاء البيوت الاستيطانية ، شكلت للسكان الفلسطينيين في المكان خطرا كبيرا يتهددهم من أكثر من جانب ، ويسرد المواطن ‘ جوده جابر ‘ لباحث مركز أبحاث  الأرضي ‘ قصصاً من القصص المأساوية وجانبا من المعاناة التي عاناها وجيرانه من اعتداءات المستوطنين عليهم .

 

فيذكر جوده الذي أخذ يحدثنا وبيده كومة من صور فوتوغرافيه كان قد التقطها لأرضه قبل  قدوم الاستيطان إليها ليقتلع الأشجار المثمرة ويخرب كل ما عمّره واستصلحه من أرضه التي جعلتها جرافات الاحتلال حطاما، مستذكراً أرضه التي لا تبعد عنه سوى بضع مترات ولا يستطيع الوصول إليها بفعل الجدار الكهربائي الذي يلفها وعلى مقربة من بيته الذي سكنه أجداده قبل مئات السنين والذي يملك سنداُ قديماُ في شراء الأرض يثبت ملكيتها ، قائلا ان ‘ جده قد اشترى هذه القطعة بمبلغ 22 دينار ذهب فرنسي آنذاك ، حيث أفاد ‘ جوده ‘ قائلا : (إن هذا الكهف الذي نسكنه هو الشاهد الأكبر على أن المواطن الفلسطيني هو من سكان هذه الأرض قبل مجيء الاحتلال إليها وليأتي أدعياء حقوق الإنسان ليروا المساحة التي اقطنها أنا وأسرتي وليقارنوها بالمساحة التي يسرح ويمرح فيها المستوطن اليهودي على ارضي المصادرة ).

وفي إشارة منه إلى سكنه الذي لا تتعدى مساحته ‘ 100 م2 ‘ تسكنه أسرة مكونة من ( 15 ) فرداً، هم أسرته وأسرة أخيه ,حيث يحظر عليهم البناء في المنطقة حماية ‘ لأمن المستوطنة ‘؟؟!.

 

وكانت جرافات الاحتلال قد هدمت منزلاً للمواطن جودة جابر في العام  2002 وبعد عام من إنشائه وكانت مساحته حوالي ( 130 ) متراً ،بقيمة تقدر حوالي ( 30 ) ألف دولار ، فعاد ليسكن غرفة مساحتها 16 م2 من مسكن أهله القديم، ويتوسع في المسكن عبر إقامة الخيام على أسطح المنزل وفي العودة الى استصلاح الكهف القديم ،مضيفاُ ‘ انه في القرن الحادي والعشرين اجبر المستوطنون اليهود أصحاب الأرض الشرعيين من المواطنين الفلسطينيين للعودة الى الكهوف والمغارات من اجل إخلاء الأراضي الفلسطينية للمستوطنين ‘ وأردف قائلاُ إنه ينوي جلب مسكن متنقل ‘ كرافان ‘ ليوسع على أسرته.

 








 

 








 

 







صورة 5: سكن جودة جابر

 

 

من بين الذكريات الأليمة التي رواها لنا ‘جوده جابر ‘ والتي يعاني كغيره من سكان المنطقة من اضطهاد المستوطنين وجنود الاحتلال لهم ، يروي قصة إلقاء الحجارة على منزله من قبل مجموعات من المستوطنين الذين يعتلون الجدار العالي المحاذي لمنزله ، ففي العام  2003  قامت مجموعة من المستوطنين بإمطار منزله بالحجارة ما أدى إلى تكسير زجاج النوافذ وخزانات المياه على أسطح المنزل، حتى أن شظايا الزجاج قد اخترق عين ابنته التي كانت لا تتعدى الثلاث سنوات ما أدى إلى نقلها إلى مستشفى الشيخ جراح بالقدس وأجريت لها عملية جراحية في عينها.

 


 

 

 

جدير بالذكر ان الشارع الالتفافي ‘ 60 ‘ قد اخترق المنطقة عبر أراضي المواطنين الزراعية في العام 1995 ، وعلى الحدود الشرقية من مستوطنة ‘ خارصينا ‘ ، فأقامت سلطات الاحتلال في المكان على جنبات الشارع محطة محروقات ‘ خارصينا ‘ لتخدم المستوطنين المقيمين في ‘ خارصينا ‘ والمارين عبر الشارع الالتفافي، وأقيمت المحطة على أراضي المواطن عمر سالم جابر وعلى مساحة تقدر بحوالي ‘ 8 دونمات ‘ أيضا، رغم انه يملك ‘ طابو تركي ‘ في مجموع أرضه المصادرة.

 








 

 







 


 

 

هدم البيوت في البقعة حماية لمستوطنة خارصينا:

 

شهدت منطقة البقعة هدم عدداً من البيوت الفلسطينية بعد تشييدها وانتقال أهلها إليها ، بحجة منع البناء في المنطقة نظرا لأنها تقابل مستوطنة ‘ خارصينا ‘ في إشارة من الاحتلال الى ان ‘ بناء البيوت الفلسطينية في المكان يشكل خطرا على المستوطنين في خارصينا ‘ .

وقد لجأ أصحاب البيوت المهدمة إلى إنشاء بيوت من ‘ الطوب والصفيح ‘ على أمل حمايتها من الهدم ، لكن الاحتلال يبقى احتلالاً ولا يعرف سوى لغة الهدم فقام بهدم مساكنهم التي تأوي 63 فرداً ومعظمهم أطفال، ويوضح الجدول التالي أصحاب المساكن المهدومة وهم  :

 















































الرقم

اسم مالك البيت

سنة الهدم

عدد أفراد الأسرة

1

جودة جابر

2002

15

2

فرج إبراهيم جابر

2007

4

3

هاني سليم جابر

2007

5

4

عماد محمد بدر جابر

2007

7

5

حسن بدر جابر

2002

14

6

فايز محمد فرج جابر

1998

3

7

فادي جواد محمد جابر

2002

15

المجموع

63

 

 

وبالرغم أن أصحاب هذه البيوت التي هدمت لجئوا إلى ما يسمى بالبركسات لتأويهم، إلا أن هذه البيوت ‘ البركسات ‘ قد أخطرت بالهدم  من قبل سلطات الاحتلال ، فقد سلمت ‘ إدارة التنظيم الإسرائيلية ‘ أوامر هدم لأصحاب هذه ‘ البركسات ‘ وتم توكيل محامي على أمل حماية هذه البركسات من الهدم .

 








 

 


 

 

وفي منطقة ‘ البقعة ‘ أيضا حيث أقيمت مستوطنة ‘ خارصينا ‘ وعلى الطرف الشرقي من ‘ البقعة ‘ قامت مجموعة من المستوطنين بشق الطرق الزراعية في هذا الجبل واقتلاع حوالي (150 ) شجرة زيتون للمواطن ‘ فيصل محمد جابر ‘ ، حيث يقوم المستوطنون المقابلون لهذا الجبل بمطاردة أصحاب الأراضي حال شاهدوهم يعملون في أراضيهم ،إذ يخشى المواطنون في المكان من الاستيلاء على هذا الجبل لإقامة المزيد من المستوطنات الإسرائيلية عليه.

 


 

 

سكان منطقة البقعة المحاذية لمستوطنة ‘ خارصينا ‘ ناشدو عبر مركز أبحاث الأرضي تقديم الحماية لهم ولأراضيهم التي يتهددها الاستيطان، مشددين على ضرورة لجم المستوطنين الذين يرشقون بيوتهم بالحجارة والقطع الحديدية حتى أنه وصل بهم الحد الى إطلاق الرصاص على احد الشبان الفلسطينيين في المكان ،وكذلك مساعدتهم في إصدار التصاريح اللازمة لإقامة مساكن آمنة حيث يحظر الاحتلال إقامة المساكن في المكان إلا بترخيص ومع ذلك لا يسمح بإصدار التصاريح اللازمة للبناء، كما أنهم في كثير من الأحيان يضطرون لاستخدام طرق ترابية وينقلون أغراضهم عبر العربات والحيوانات لصعوبة وخطورة السيارات الى منطقة ‘ البقعة ‘ شرق مدينة الخليل.

 

معلومة:

 

تقع مستوطنة ‘ خارصينا ‘ في منطقة البقعة إحدى مناطق شرق مدينة الخليل وعلى مقربة من مستوطنة ‘ كريات أربع ‘ المقامة على أراضي أهالي الخليل أيضا، يحدها من الشرق الشارع الالتفافي ‘ 60 ‘ ومن الغرب مدينة الخليل، ويربطها ب ‘ كريات اربع ‘ على الطرف الجنوبي شارع رئيسي ، وتطل على بلدة سعير من الجهة الشمالية الشرقية.


 

 

 

 

 

 

Categories: Settlements