الجيش الاسرائيلي يتلاعب بقضية اخلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون

الجيش الاسرائيلي يتلاعب بقضية اخلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون

 


 


تقع البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية ميغرون على قمة تلة الى الشمال من مدينة القدس المحتلة و تبعد عنها 12 كم. بدأت قصة البؤرة الاستيطانية في شهر نيسان من العام 1999 عندما قام اثنين من المستوطنين الاسرائيليين الشبان باقامة خيمة على قمة تلة مهجورة تقع الى الشمال الشرقي من مستوطنة كوخاف يعقوف. و بعد فترة من المفاوضات, وافق المستوطنون على الرحيل من موقع البؤرة مقابل تعهد من سلطات الاحتلال الاسرائيلي باتخاذ الاجراءات اللازمة لبناء مدينة يهودية جديدة في الموقع. و في شهر أيار من العام 2001, قامت شركة الاتصالات الخلوية الاسرائيلية ‘أورانج’ بتركيب برج هوائي في المنطقة و وضعت عليه حارساحيث قام الحارس بتزويد العربة التي كان يقطنها بهدف أعمال الحراسة, بالماء و الكهرباء كما انتقلت عائلته للعيش معه. انظر الخارطة

 







 

 

و في الثالث من شهر اذار من العام 2002, انتقلت خمس عائلات يهودية للعيش في المكان الامر الذي أدى الى تعزيز الوجود اليهودي فيه.  و يسكن البؤرة الاستيطانية اليوم 43 عائلة يهودية (ما يقارب ال 150 مستوطن) في 58 كرافان متواجدة في الموقع الجاثم على أراضي قرية دير دبوان شرقي محافظة رام لله. و تعتبر بعض العائلات اليهودية التي تقطن في البؤرة الاستيطانية ميغرون من العائلات الاعضاء في المدرسة اليهودية ‘هامور كوليل ‘ في القدس. انظر الخارطة رقم 1:

 

 

و حتى يومنا هذا, يوجد في البؤرة الاستيطانية العديد من المؤسسات العامة والمكاتب العاملة بما في ذلك صندوق عيادة الصحة’Leumit ، فرع من مكتبة مجلس بنيامين,  ثلاث عيادات صحية، مركز ألعاب و كنيس يهودي. وعلاوة على ذلك, فقد أذنت الإدارة المدنية الاسرائيلية ببناء الطرق الالتفافية التي ساعدت في تطوير و تعزيز الموقع.


نضال قانوني على الارض:-

 

في العام 2006, قامت حركة السلام الان الاسرائيلية بالتعاون مع ستة مواطنيين فلسطينيين بتقديم التماس لمحكمة العدل العليا الاسرائيلية تطالب فيه بضرورة اخلاء المستوطنيين الاسرائيليين القاطنين في البؤرة الاستيطانية ميغرون و اعادة الارض لاصحابها الاصليين. و كانت هذه هي المرة الاولى التي  يقوم فيها الفلسطينيون بتنظيم عريضة تطالب باخلاء الموقع من سكانه.ومن بين الملتمسين, خمسة مواطنيين من قرية برقة الواقعة شمالي غرب البؤرة الاستيطانية, و مواطن من قرية دير دبوان الواقعة الى الشمال من موقع البؤرة. و جميعهم (المواطنيين الملتمسين) يمتلكون أوراق ثبوتية تبين ملكيتهم للارض المقامة عليها البؤرة الاستيطانية ( وثائق من سجلات تسجيل الأراضي، الوصايا من الميراث والعقود التي تثبت ملكية الأرض). الجدول رقم 1 أدناه يبين توزيع الاراضي الفلسطينية التي تقوم عليها البؤرة الاستطانية الاسرائيلية ميغرون:

 


















توزيع الاراضي الفلسطينية التي تقام عليها البؤرة الاستيطانية  الاسرائيلية – ميغرون

الارض المصادرة

القرية الفلسطينية

80 دونم

دير دبوان

20 دونم

برقة

100 دونم

المساحة الكلية

المصدر: وحدة نظم المعلومات الجغرافية و الاستشعار عن بعد) – أريج – 2008)

 

 

و في السابع عشر من شهر كانون الاول من العام 2006, ردت المحكمة العليا الإسرائيلية على الالتماس الذي قدمته حركة السلام الان بالتعاون مع أصحاب الاراضي المصادرة حيث أقرت بأن إنشاء البؤرة الاستيطانية الاسرائيلية ‘ميغرون’ كان خطأ ينبغي تصحيحه، و لم يتم منح الموقع في أي وقت مضى الترخيص القانوني لإنشائه. وبالإضافة إلى ذلك، اعترفت المحكمة العليا الاسرائيلية بأن البؤرة الاستيطانية تقوم بشكل غير قانوني على أراض فلسطينية ذات ملكية خاصة. وفي الاسبوع الثاني من شهر شباط من العام2007 ,أمرت المحكمة العليا الاسرائيلية دولة اسرائيل, و السلطات المختصة بأن تقدم تقريرا متكاملا في غضون 60 يوماعلى الخطوات التي سوف يتم اتخاذها لازالة الموقع. ومن شأن هذا التقرير أن يشمل نتائج مفاوضات التي قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي في تلك الفترة عمير بيريتس مع المستوطنين الاسرائيليين بخصوص الاخلاء طوعا والإطار الزمني للاخلاء المرتقب انذاك.

 

 هذا وفي الاول من شهر ايار من العام 2007, ناقشت الدولة مع المحكمة العليا الاسرائيلية عملية اخلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون و التي كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قد أوعز لوزارة الدفاع الاسرائيلية بتحضير خطة لاخلائها خلال شهرين ,حيث طالبت الدولة ب 60 يوما, كتمديد من المحكمة.

 

وفي الثامن من شهر تموز من العام 2007, طالبت الحكومة الاسرائيلية محكمة العدل العليا بتمديد اخر بذريعة أنه تم تعيين وزير دفاع اسرائيلي جديد في الحكومة,  وهوايهود باراك, حيث سيتطلب الامر المزيد من الوقت لاتخاذ القرار بشأن هذه المسألة. كما ادعت الحكومة بأن وزير الدفاع الجديد يعتزم عقد سلسلة من الاجتماعات للبحث في كيفية التعامل مع المواقع الاستيطانية غير القانونية في المستقبل القريب. واستنادا إلى هذه المطالبة، منحت المحكمة العليا الاسرائيلية الحكومة الاسرائيلية 90 يوما إضافيا لتقديم رد رسمي و نهائي.

 

في الثالث و العشرين من شهر كانون ثاني من العام 2008, أبلغت الحكومة الاسرائيلية المحكمة العليا الاسرائيلية بالتالي: ‘قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي و وزير الدفاع بأن البؤرة الاستيطانية ميغرون و التي تم اقامتها على أراضي فلسطينية ذات ملكية خاصة, سوف يتم اخلاؤها خلال 6 أشهر من تاريخ صدور القرار, أي مع بداية شهر اب من العام 2008.’

 

بعد سبعة أشهر, عقدت لجنة المراقبة في الكنيست الاسرائيلي مناقشات مستفيضة بخصوص قضية البؤر الاستيطانية.حيث صرح ايتان بروخي, مساعد وزير الدفاع الاسرائيلي لقضايا المستوطنات الاسرائيلية, ‘ بان هناك تفاهم بين وزارة الدفاع الاسرائيلية ومجلس المستوطنات الاسرائيلي ‘ييشع’  يتضمن اخلاء 26 موقع استيطاني اسرائيلي غير قانوني في الضفة الغربية ونقل المستوطنين المزمع اخلاؤهم إلى المستوطنات المجاورة. و أضاف السيد ايتان بأن ‘ البؤرة الاستيطانية ميغرون هي اولى البؤر الاستيطانية الاسرائيلية التي سوف يتم اخلاؤها.’. مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الاسرائيلية صرحت بأنه قد تم اخلاء 3 او 4 بؤر استيطانية منذ ذلك التاريخ و ميغرون هي احدها.  بالاضافة الى ذلك, كشف تقرير لمجمع المستوطنات الاسرائيلية في منطقة بنيامين (القدس) بأنه تم اضافة سياج الكتروني على مدخل البؤرة الاستيطانية بشكل يخالف الحظر الذي تفرضه الحكومة الاسرائيلية على التمويل الذي يحوله مجلس المستوطنات  للبؤر الاستيطانية.

 

وفي الحادي عشر من شهر اب من العام 2008 أعلنت الحكومة الاسرائيلية عن نيتها توسيع مستوطنة ادم (جيفع بنيامين) و ذلك لاستيعاب عشرات المستوطنيين الذين سوف يتم اخلاؤهم من البؤرة الاستيطانية ميغرون.

 

و في السادس من شهر تشرين أول من العام 2008, رفع مواطنون فلسطينيون دعوى ضد دولة اسرائيل بسبب خسارة أراضيهم.و أطلقت الدعوى المقدمة من أصحاب الاراضي الفلسطييني على ال 43 عائلة يهودية والتي تقطن في البؤرة الاستيطانية ميغرون ‘لصوص الأرض الايدولوجيون’ و طالبت دولة اسرائيل بدفع تعويض مقداره 1.5 مليون شيكل لعدم الالتزام بإزالة البؤرة الاستيطانية.

 

هل سيتم اخلاء الموقع الاستيطاني ‘ميغرون’ ؟؟؟

 

رئيس اركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الاسبق, الجنرال موشيه يعلون كان من بين الذين حذروا من ان البؤرة الاستيطانية ميغرون هي نقطة استراتيجية حرجة، وأنه إذا كانت إسرائيل لا تأخذ بعين الاعتبار ازالتها و اخلائها من ساكنيها, فان أصحاب الاراضي سوف يقومون بذلك. و جاءت تصريحات القائد اسحق ايتان لتتعارض مع تصريحات السيد يعلون، حيث أنه أصر على أن موقع البؤرة الاستيطانية ينبغي أن يبقى يهوديا, حتى انه أبلغ وزير الدفاع الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر بانه ‘ان لم يسمح للمدنيين اليهود بالبقاء في الموقع، فانه سوق يقوم ببناء موقع عسكري للجيش.’ و هذا الموقع لا يجوز التخلي عنه’. بالإضافة إلى ذلك, وعد وزير الدفاع الاسرائيلي السابق بنيامين بن اليعازر (من حزب العمل) المستوطنين الاسرائيليين على استكمال اجراءات تسجيل الأراضي و انه سوف يقوم بتحضير خطة هيكلية للموقع و ادراجها في ملفات وزارة الاسكان الاسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، يعتزم وزير الدفاع الاسرائيلي دمج البؤرة الاستيطانية ميغرون مع مستوطنة كوخاف يعقوف الأم و التي تبعدها بعدة كيلومترات.

 

 و في نفس السياق ,كشف تقرير تاليا ساسون ان نفقات بناء البؤرة الاستيطانية ميغرون جاء من ميزانية وزارة البناء و الإسكان الاسرئيلية  بقيمة (4 ملايين شاقل). هذه الحقائق تشير إلى أن إسرائيل ليس لديها النية لاجلاء المستوطنين الاسرائيليين من ميغرون. مصادر مطلعة قريبة من الحكومة الاسرائيلية أفادت بأن حزب كاديما ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لا تريد ان تخوض في أي صراعات بينها وبين الحزب اليميني ‘شاس’ ، وتفضل تجاهل ‘الالغام’ مثل قضية البؤر الاستيطانية و تركيز  المفاوضات بشأن مدينة القدس. وأضافت المصادر أيضا بأن الولايات المتحدة الامريكية قد انتخبت رئيسا جديدا لها سوف يكون امامه اولويات و قضايا داخلية عاجلة ستحول دون  أن يهتم بقضية البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

 

ملخص:

 

اذا استمرت اسرائيل بالمماطلة في تنفيذ قرار اخلاء البؤرة الاستيطانية ميغرون, فان الموقع سوف يتوسع على حساب الاراضي الفلسطينية المجاورة و بالتالي ستتحول البؤرة  الى مستوطنة غير شرعية جديدة بما يخالف قواعد القانون الدولي و المواثيق و المعاهدات الدولية بالاضافة الى قرارات الشرعية الدولية.

 

 

Categories: Settlement Expansion