أمر عسكري جديد يضع عزون عتمة داخل جدارين

أمر عسكري جديد يضع عزون عتمة داخل جدارين

    


 


أصدرت جيش الاحتلال الاسرائيلي في النصف الثاني من شهر تشرين أول الماضي أمرا عسكريا  يحمل رقم (07/14/T) ينص على مصادرة  389 دونما و 500 متر مربع من أراضي قريتي سنيريا والزاوية في الضفة الغربية المحتلة وبلدة كفر قاسم في داخل الخط الأخضر وذلك بهدف اقامة جدار جديد (يظهر باللون الوردي على الخارطة المرفقة)  لتطويق قرية عزون عتمة وعزلها عن المستعمرات المحيطة بها من جميع الجهات بالرغم من وقوع القرية أصلا في داخل الجدار الرئيس الذي انتهى العمل فيه في شباط الماضي  (يظهر باللون الأحمر على الخارطة المرفقة).

 






 


 

 

وتقع المناطق المهددة بالمصادرة في أحواض (4،5،7،8،9) من قرية سنيريا  وحوض رقم 4 من قرية الزاوية وأحواض أخرى من أراضي بلدة كفر قاسم لم يسمها الأمر العسكري.

 







( صورة 1+2: صورة الامر العسكري والخارطة المرفقة به)

 


وإذا ما نُفذ هذا الأمر على ارض الواقع فان ذلك يعني إنجاز سلطات الاحتلال لمخططها الهادف الى فصل القرية بشكل تام عن محيطها الفلسطيني وعن الأراضي المحتلة عام 1948 وتحويلها إلى كانتون معزول يعيش في داخل جدارين بسكانه ال  1890 فلسطينيا والمحاطين بأربعة مستعمرات يقطنها ما يزيد عن 12000 مستعمر.

 

الآثار التدميرية لهذا المخطط على القرية:



  1. ستصبح القرية بكاملها فعليا داخل جدارين عازليين.


  2. الدخول والخروج يتم بعد الفحص على الحاجز العسكري الذي سيقام على المدخل الشمالي والفحص يتم بواسطة غرفة مجهزة بأجهزة فحص دقيقة ( بوابة فحص المعادن).


  3. زيادة حجم المعاناة على السكان والمزارعين و أصحاب الأراضي.


  4. تدمير و/او عزل حوالي 1800دونم من أراضي عزون عتمة وسنيريا المزروعة بالبيوت البلاستيكية والزيتون وتضيق الخناق على المواطنين ومحاربتهم في مصادر رزقهم الآمر الذي سيؤدي إلى زيادة المعاناة الاقتصادية بشكل كبير.


  5. تدمير و/او عزل حوالي 1100  دونم من أراضي الزاوية ومسحة المزروعة بالزيتون.


  6. تدمير و/او عزل 800  دونم من جهة الغرب قرب الخط الأخضر ومنها جزء يقع داخل سياج مستعمرة اورانيت وبمحاذاته. وبهذا يقدر مجموع الدونمات التي سوف يتم تدميرها و/او عزلها بنحو 3700 دونم على الأقل، ونعني بعزلها أن المزارع سواء المالك أو المستأجر لا يستطيع الوصول إليها إلا من خلال البوابة المقامة جنوب القرية منذ آذار الماضي بموجب أمر عسكري سابق يحمل الرقم 06/78/T وفقط بعد الحصول على تصريح مسبق من الحاكم العسكري.


  7. سيتم عزل بئر ارتوازي يستخدم في ري المزروعات و المواشي في المنطقة.

 

وكانت سلطات الاحتلال قد انتهت في شباط الماضي من انجاز العمل في الجدار الخارجي الرئيس الذي تضمن إقامة جدار عازل من الأسلاك يمتد من شمال غرب القرية ليضم مستعمرات اورانيت وشعاريه تكفا وايتس افرايم والكانا وجيفعات هيروشيم بالاضافة الى شارع عابر السامرة رقم 505 الذي يربط هذه المستعمرات بإسرائيل مما يعني تدمير وعزل المئات من الدونمات المزروعة بالبيوت البلاستيكية وجميع أنواع المزروعات المروية وأشجار الفواكه والحمضيات والزيتون إضافة الى المراعي ( انظر الخارطة رقم 1).

 

قرية عزون عتمة – خلفية:

 

تقع على مسافة 3 كيلو متر إلى الشرق من الخط الأخضر وهي قرية فلسطينية محتلة منذ عام 1967 ويبلغ عدد سكانها الآن 1890 نسمة يعمل معظمهم  في الزراعة (80%) وفي العمل داخل إسرائيل بنسبة (15%) والباقي في التجارة والوظائف. تبلغ المساحة الإجمالية للأراضي التابعة للقرية 8081 دونم  من بينها 336 دونما منطقة بناء. خارطة رقم 2

 




 

 

المستعمرات المحيطة بالقرية

 

تحيط بالقرية أربع مستعمرات هي:



  1. مستعمرة شعاري تكفا من الجهة الشمالية الشرقية وقد أسست هذه المستعمرة عام 1982 وكان عدد سكانها عام 2005 حوالي 3709 مستوطنا وتبلغ مساحة حدودها البلدية 1045 دونما تشمل 915 دونما منطقة بناء ( المصدر: مؤسسة السلام في الشرق الأوسط- واشنطن)  وتكاد بيوت المستعمرة أن تلاصق بعض البيوت في قرية عزون عتمة.  والمستعمرة محاطة بجدار من الأسلاك يفصلها عن القرية من جهتي الشرق والشمال. وقد سيطرت هذه المستعمرة على ما يزيد عن 1500 دونم من أراضي عزون عتمة والقرى المجاورة (سنيريا، مسحة، بيت أمين، الزاوية) وهي أراضي مزروعة بالزيتون واللوزيات والحبوب.


  2. مستعمرة اورانيت من الجهة الغربية والتي أسست عام 1984 وتبلغ مساحة حدودها البلدية ومنطقة البناء فيها الان 878 دونما والتي بلغ عدد سكانها عام 2005 أكثر من 5585 مستوطنا ( نفس المصدر السابق).  والمستعمرة محاطة بسياج من الأسلاك الشائكة.


  3. مستعمرة القانا من الجهة الجنوبية الشرقية والتي تأسست عام 1977 وتبلغ مساحة حدودها البلدية الآن 1198 دونما من بينها 758 دونما منطقة بناء  في حين بلغ عدد سكانها عام 2005 أكثر من 2963 مستوطنا ( نفس المصدر السابق). 


  4. مستعمرة ايتس افرايم الواقعة في الجهة الشرقية من القرية بين مستعمرتي شعاري تكفا والقانا وقد تأسست عام 1985 وبلغ عدد سكانها عام 2005 حوالي 624 مستوطنا وتبلغ مساحة حدودها البلدية 458 دونما من ضمنها 184 دونما هي مسطحات بناء  (نفس المصدر السابق).

اغلاق منافذ القرية

 

بتاريخ 2/10/2002 قامت سلطات الجيش الإسرائيلي بإغلاق المدخل الرئيسي للقرية الرابط بشارع عابر السامرة القديم رقم (505) وبهذا تم عزل القرية عن الضفة الغربية وإسرائيل حيث لا يمكن لآي مواطن من القرية الوصول إلى داخل الخط الأخضر أو الضفة الغربية بسبب أحكام إغلاق المدخل الرئيسي الجنوبي الذي كان بمثابة شريان الحياة والقلب النابض للقرية وللمنطقة.

 

واستعاض السكان عن ذلك المدخل بسلوك طريق ترابية زراعية وعرة وغير معبدة للتواصل مع باقي القرى المجاورة وسائر أنحاء الضفة الغربية. وفي عام 2002 شرعت السلطات العسكرية الإسرائيلية بتنفيذ إنشاء وبناء جدار الفصل العنصري في مقطعه الأول الممتد من قرية سالم في الزاوية الشمالية الغربية للضفة الغربية حتى بلدة مسحة الفلسطينية جنوبا في محافظة سلفيت حيث تم عزل قرية عزون عتمة جنوب وغرب الجدار الفاصل مما يعني أن القرية بكاملها أصبحت داخل الجدار ومحاطة بألاسلاك الشائكة والاسيجة من جميع الجهات (انظر الخارطة المرفقة) ولا حاجة لإقامة جدار داخلي آخر حولها.

 

وفي نهاية شهر أكتوبر 2003م تم تشغيل الحاجز العسكري الإسرائيلي على بوابة الجدار من الجهة الشمالية حيث أصبح الحاجز العسكري المقام على البوابة هو المدخل الرئيس للقرية حيث يُسمح بالخروج والدخول من والى القرية وفق تعليمات الجيش الإسرائيلي من السادسة صباحا حتى العاشرة مساءا. ويُقتصر دخول القرية على سكانها وعلى كل من يحمل تصريح دخول من غير سكانها ممن يملك أرضا في داخل عزون عتمه المحاصرة والتي أصبحت جيب معزول عن محيطه.

 

الآثار السلبية للجدار الخارجي على القرية وسكانها



  1. حرم الجدار وإجراءات الإغلاق المفروضة العشرات من المزارعين وأصحاب الأراضي من الوصول إلى أراضيهم.


  2. منع الجدار الطلبة من الوصول إلى مدارسهم بسهولة ويسر.


  3. وضع الجدار حدا لعملية التوصل الاجتماعي بين سكان القرية من جهة وأقاربهم وأصدقائهم في القرى المجاورة من جهة اخرى مع القرى المجاورة تحت ذريعة الحفاظ على امن الإسرائيليين. فأي امن هذا الذي يحرم المواطن من حقه في مواصلة حياته بشكل اعتيادي ؟ مثل منع الأطفال دون سن السادسة عشرة من دخول قريتهم ومكان أقامتهم إلا بمرافقة احد الوالدين أو إحضار إثبات إقامة كشهادة الميلاد وصور هوية احد الوالدين. فعلى سبيل المثال لا الحصر، تم منع العديد من الأطفال دون سن السادسة عشرة من دخول القرية واحتجازهم لساعات طويلة الى حين ن قيام احد الوالدين أو الأقارب بإحضار إثبات إقامة للطفل.


  4. جلب جدار الفصل لسكان قرية عزون عتمة الحرمان والعذاب وخلق حالة من المعاناة والألم وتحكم بمصير سكانها على مدار الأربع والعشرين ساعة. فبعد إغلاق البوابة في العاشرة مساءا تتحول القرية الى سجن كبير محكم الإغلاق لا يستطيع احد الخروج منه لأي غرض كان.


  5. إن إقامة جدار داخلي جديد حول القرية سيزيد من معاناة السكان لأنه سيحول القرية الى سجن محكم الإغلاق يحيط به جدارين عازليين واكثر من اربع مستعمرات. 

 



 



 


 

Categories: Segregation