أعمال توسعية جديدة لمستعمرة ايتمار على حساب أراضي بلدة عقربا

أعمال توسعية جديدة لمستعمرة ايتمار على حساب أراضي بلدة عقربا

    


 






 


 

 

 

تعتبر بلدة عقربا الواقعة إلى الجنوب الشرقي من حافظة نابلس تحديدا على بعد 18كم عن مدينة نابلس مثالا لمدى همجية و بشاعة الاحتلال الإسرائيلي ،  حيث فقدت القرية حوالي 76%  من مساحتها الكلية التي كانت تبلغ نحو  144 الف دونم قبل احتلال عام 1967 ولم يتبق من أراضيها الآن سوى 34659 دونما حيث تحولت الاراضي المصادرة  الى مستعمرات ومناطق طبيعية مغلقة ومناطق عسكرية تخدم الاحتلال الإسرائيلي. وقد كانت  تمتد حدود أراضي بلدة عقربا في الماضي من  نهر الأردن شرقا حتى أراضي قرى قبلان وبيتا وعورتا غربا ومن حدود قرى المجدل وقصرا وجوريش جنوبا حتى أراضي قرى اليانون و بيت فوريك شمالا.

 

وقد أضحت المستعمرات الإسرائيلية تشكل معاناة يومية لأهالي البلدة والقرى المجاورة -عورتا، بيت فوريك، يانون – و ذلك من خلال الاعتداءات اليومية من قبل المستوطنين  خاصة مستوطنو ايتمار. وتتصاعد هذه الاعتداءات خلال موسم قطاف الزيتون في شهري أكتوبر ونوفمبر من كل عام بالإضافة إلى ما تشكله تلك المستعمرات من عقبة في وجه التوسع الديمغرافي والتطور في تلك القرى والبلدات الفلسطينية.

 

 فعلى سبيل المثال لا الحصر، أصبحت بلدة عقربا محاطة بأربعة مستعمرات تشكل مصدر قلق وارق لأهالي البلدة، والمستعمرات هي  (جيتيت) في الجهة الشمالية من البلدة و(محورا) في الجهة الشرقية و(معاليه افرايم) في الجهة الجنوبية الشرقية و(إيتمار)  في الجهة الشمالية للبلدة.

 


 

 

مستعمرة ايتمار وخطرها على القرى الفلسطينية المجاورة

 

وضع حجر الأساس للمستعمرة  في عام 1984 عندما أصدرت ما تسمى محكمة العدل العليا التابعة للاحتلال  قراراً بإزالة النواة الاستعمارية على أراضي روجيب ونقلها من موقعها الحالي إلى أراضي جبل بلال في دير الحطب بالطائرات المروحية .

 

وقد اقيمت المستعمرة على أيدي طلاب معهد مئير من القدس وأطلق عليها بداية اسم ‘تل حاييم’ كإشارة لاستئناف ما يسمى بالحياة اليهودية في الموقع الذي يعتبرونه رمزاً دينياً وعقائدياً لهم والذي له ارتباطات مزعومة ب ‘ العيزر إيتمار بنحاس’ و السبعين شيخاً حسب التاريخ اليهودي . وبعد ذلك بدأت المستعمرة بالتوسع وحول اسمها من تل حاييم إلى إيتمار. وحدثت عملية التوسع ببطء وصمت شديدين حتى تمدّدت مساحة البناء فيها عدة أضعاف خلال الثلاث والعشرين عاماً الماضية.

 

وتتربع مستعمرة ايتمار اليوم على أراضي قرى وبلدات عورتا وبيت فوريك واليانون وروجيب. وتحتل مساحة حدودها البلدية الآن 6963 دونما ، ومسطح البناء فيها 253 دونما، وبلغ عدد المستعمرين فيها حتى نهاية عام 2005م نحو 651 مستعمرا ( المصدر: مؤسسة سلام الشرق الأوسط- واشنطن)

 

تواصل جغرافي استيطاني

 

وتتصل مستعمرة ايتمار حالياً بمعسكر حوارة  التابع لجيش الاحتلال من الجهة الشمالية بطريق التفافية نظراً لقربها الشديد منه وكذلك تتصل بنفس الطريق من الشمال بمستعمرة  ألون موريه إضافة لاتصالها مع الآلاف من الدونمات بالأراضي التابعة لاغوار المنطقة الوسطى المغلقة لأغراض عسكرية منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000م،  حيث إن هذا الاتصال  والترابط يشكّل كتلة مستعمرات  مرتبطة  مع بعضها البعض، و هذا يعطي مؤشرا بعدم نية الاحتلال الانسحاب من تلك المنطقة سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.

 

أعمال توسعة ونهب للأراضي بتواطؤ إسرائيلي رسمي

 

واستمرار لسياسة نهب الأراضي شرع المجلس المحلي لمستعمرة ايتمار في الآونة الأخيرة تحديدا منذ بداية شهر أيلول الماضي بإجراء أعمال توسعة للمستعمرة من خلال وضع عدة كرفانات متنقلة على الجبال الشمالية لبلدة عقربا  في المنطقة المعروفة بالعرما تمهيدا لإجراء أعمال التوسعة الدائمة في المنطقة على حساب أراضي المواطنين قي البلدة.

 









 

( صورة 2+3: عقربا/ نابلس: بعض اعمال التوسعة الجارية في مستعمرة ايتمار على حساب اراضي عقربا)

 

 

وقد أصبح اكثر من 2000 دونم من أراضي البلدة الشمالية والمعروفة بأسماء (العرما، شعب الورد، كتف أبو عزا، كرما، السفح الشمالي) أراضي مهجورة كونها قريبة من مستعمرة ايتمار حيث لا يستطيع احد من الفلسطينيين الوصول إليها خشية على أرواحهم من بطش المستعمرين هناك. وقد عزز مقتل راعي الأغنام  من عقربا محمد حمدان إبراهيم بني جابر، 61عاما، خلال الشتاء الماضي عندما اعتدى عليه المستوطنون أثناء رعيه لأغنامه  في منطقة العرما عزز شعرهم بالخوف من الاقتراب من اراضيهم الواقعة في محيط المستعمرة. وفي المقابل،  استغل المستعمرون عدم مقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى اراضيهم في الاستيلاء على تلك الأراضي وتقطيع نحو 700 شجرة زيتون مثمرة خلال شهر أب من عام 2006م وإعادة زراعة الأرض واستغلالها لصالحهم. وقد عززت سلطات الاحتلال عملية المصادرة بإغلاق طريق نابلس – عقربا في وجه الفلسطينيين بعد أن كان يمر في قريتي عورتا واليانون مما اثر ذلك بشكل سلبي على حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم التي اصبحت عرضة للنهب من قبل المستوطنين.

 

 






 

( صورة 4: عقربا/ نابلس: اراضي تم وضع اليد عليها وشق الطرق فيها تمهيدا لضمها لمستعمرة ايتمار)



معلومات عامة عن بلدة عقربا:

 

يبلغ عدد سكان عقربا الان حوالي 8900 نسمة ( المصدر: مركز الإحصاء الفلسطيني) في حين تبلغ مساحة اراضيها المتبقية حوالي 35000 دونم من بينها 1783 دونما هي مسطح البناء في القرية ( المصدر: نظام المعلومات الجغرافي في المركز) مع العلم أن 62% من أراضيها مزروعة بالزيتون واللوزيات ، و 8% عبارة عن أراضي مفتلحة، و 30% من أراضيها رعوية.    يوجد حول البلدة عدة عزب و قرى صغيرة تعتبر مكملة وامتداد للبلدة وهي: خربة العرمة، الكروم، خربة أبو الريسة، خربة الرجمان، خربة فراس الدين، خربة تل الخشبة، حيث يبلغ مجموع عدد السكان في تلك الخرب حوالي 500 نسمة. يوجد في بلدة عقربا عدة عائلات و هي: بني جابر، الميادمه، بني جامع، بني فضل، الديلي.

 

يذكر أن نسبة البطالة في البلدة تجاوزت 50% بسبب سياسة الاحتلال منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000  والمتمثلة بإغلاق ألاراضي المحتلة عام 1948 ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها للعمل، حيث أصبح اعتماد المواطنين على الوظائف الحكومية والخاصة وعلى الزراعة كمصدر أساسي للدخل، بالإضافة إلى بعض الورش الصناعية الموجودة في البلدة.

 






( صورة 5: عقربا/ نابلس: أعمال بناء اخرى تجري في اراضي قرية عقربا)

 

 

 

 

 


 
Categories: Settlements