تقييم الوضع البيئي في قرية نعلين

تقييم الوضع البيئي في قرية نعلين

    


 


        


قرية نعلين: سكان و مساحة

 

تقع قرية نعلين حوالي 18 كم الى الغرب من مدينة رام الله و 3 كم شرق الخط الأخضر (خط الهدنة 1949). يحدها من الشرق قرية دير قديس ومستوطنتي نيلي ونعاليه، من الجنوب, قرية المديا وتجمع مستوطنات موديعين عيليت (كريات سيفر), و من الشمال قريتا بدرس وقبيا بينما يحاذيها الخط الأخضر من الغرب. يبلغ عدد سكان قرية نعلين 4751 نسمة بحسب تعداد السكن و المساكن للإحصاء المركزي الفلسطيني في العام  2006 ومعظمهم من الفلاحين.

 

بلغت مساحة قرية نعلين ابان حرب العام 1948, 15898 دونما, و عقب اتفاق الهدنة الذي تم توقيعه بين الجانب الأردني والإسرائيلي فقدت القرية ما مجموعه 1104 دونما من أراضيها. أما اليوم, فتبلغ مساحة القرية 14794 دونم, منها 660 دونم (4.5% من المساحة الكلية للقرية) تقوم عليها المنطقة العمرانية.

 

و بالرجوع الى اتفاقية أوسلو المؤقتة الموقعة في شهر أيلول من عام 1995  بين السلطة الوطنية الفلسطينية و إسرائيل, تم تصنيف ما مساحته 988 دونما من قرية نعلين كمنطقة ب (وهي المناطق التي تقع فيها المسؤولية عن النظام العام على عاتق السلطة الفلسطينية و تبقى لإسرائيل السلطة الكاملة على الامور الأمنية)،بينما تم تصنيف الجزء المتبقي من القرية 13806 دونما (93.3% من المساحة الكلية للقرية) كمنطقة ج (وهي المنطقة التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية)، ومن الجدير بالذكر أن معظم الأراضي الواقعة في منطقة C هي الأراضي الزراعية والمناطق المفتوحة (جدول 1).

 




























جدول 1: تصنيف الأراضي في قرية نعلين اعتمادا على اتفاقية أوسلو الثانية 1995

تصنيف الأراضي

المساحة بالدونم

% من المساحة الكلية للقرية

مناطق ا

0

0

مناطق ب

988

6.7

مناطق ج

13806

93.3

المساحة الكلية

14794

100

المصدر: قاعدة بيانات وحدة GIS- أريج 2007

 

 

ممارسات الإحتلال الاسرائيلي في قرية نعلين

 

عقب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية و قطاع غزة في العام 1967 , انتهجت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية  لصالح بناء المستوطنات الإسرائيلية و القواعد العسكرية و شق الطرق الالتفافية لربط تلك المستوطنات بعضها ببعض. و كان لقرية نعلين, مثل باقي القرى و المدن الفلسطينية, أن خسرت جزءا من أراضيها, ما يقارب أل 1970 دونما (13.5 % من المساحة الكلية للقرية) لصالح بناء خمس مستوطنات إسرائيلية. (جدول 2 )

 


















































جدول 2: المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي قرية نعلين

المستوطنة

سنة التأسيس

عدد السكان (2005)

مساحة المستوطنة داخل حدود قرية نعلين (دونم)

المساحة الكلية للمستوطنة (دونم)

هشمونائيم

1985

2225

934

1050

متتاتياهو

1980

1353

661

683

مينورا

1998

1804

20

759

شيلات

1977

376

74

978

كريات سيفر (موديعين عيليت)

1991

30484

274

3973

المساحة الكلية

 

36242

1963

7443

المصدر: قاعدة بيانات وحدة GIS- أريج 2007

 

 

قرية نعلين و خطة العزل العنصرية

 

كان لخطة العزل العنصرية الإسرائيلية والمتمثلة ببناء الجدار اثر سلبي ومدمر على قرية نعلين, فبحسب  ما جاء بالتعديل الاخير للجدار الذي تم نشره على الصفحة الالكترونية لوزارة الدفاع الاسرائيلية, تبين أن الجدار سوف يمتد 5.1 كم على أراضي قرية نعلين, منها 2.6 كم تم بناءها فيما تزال 2.5 كم  قيد الإنشاء. وحال الانتهاء من بناء الجدار في القرية, سيتم عزل ومصادرة 3366 دونما (23% من المساحة القرية الكلية) من أراضي القرية  والتي غالبيتها من الاراضي الزراعية والغابات و المناطق المفتوحة هذا بالاضافة الى ضم المستوطنات الاسرائيلية الخمس الى اسرائيل و التي تشكل ما نسبته 13% من المساحة الكلية للقرية ليصبح مجموع الاراضي التي سوف تعزل من أراضي قرية نعلين بسبب الجدار, 5322 دونما (36% من مساحة القرية الكلية). (جدول 3)

 






































جدول 3: استخدامات الأراضي في قرية نعلين لعام 2006

استخدامات الأراضي

المساحة بالدونم

مساحة الأراضي المعزولة خلف الجدار (دونم)

نسبة المساحة المعزولة من المساحة الكلية للقرية (%)

الأراضي الزراعية

5487

851

6

الغابات والمناطق المفتوحة

6684

2515

17

المناطق العمرانية الفلسطينية

660

0

0

المستوطنات الإسرائيلية

1963

1956

13

المساحة الكلية

14794

5322

36

المصدر: قاعدة بيانات وحدة GIS- أريج 2007

 

 

الاحتلال الاسرائيلي و أثره على البيئة في قرية نعلين

 

لم تقتصر السياسة الإسرائيلية في قرية نعلين على مصادرة الأراضي الفلسطينية بل ساهمت في تدمير و تلويث البيئة القرية حيث لعبت المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أراضي القرية (تجمع مستوطنات موديعين عيليت) دورا كبيرا بتفاقم المشاكل البيئية التي يواجها سكان تلك المنطقة. حيث تقوم إسرائيل باستخدام أراضي القرية كملجأ للتخلص من نفاياتها الصلبة والخطيرة الناتجة عن استخدام المستوطنين و ذلك بإلقائها بصورة غير مقيدة في القرية. ولم تقف المستوطنات الإسرائيلية عند هذا الحد بل و تقوم بالتخلص من المياه العادمة الناتجة عنها في أراضي القرية المجاورة.

 

ووفقا لهذه المعطيات, يوجد في قرية نعلين اليوم موقعين لمكب النفايات, الأول مقام على قطعة أرض تعود ملكيتها للسيد محمد حسين خليل نافع ويقع في المنطقة المصنفة بمنطقة ‘ج’ و القريبة من المنطقة العمرانية في القرية كما هو موضح بالخارطة رقم 1, كما و يبعد المكب مسافة 500 متر فقط عن مجموعة أخرى من البيوت الفلسطينية في القرية. انظر الخارطة رقم 1

 








 

تبلغ مساحة المكب 20 دونما و قد تم البدء بالتخلص من النفايات في هذا المكب منذ حوالي عامين و هو غير مرخص من أي جهة رسمية في القرية و لا تنطبق عليه الشروط الصحية والبيئية اللازمة. ومن الجدير ذكره هنا أن هذا المكب لا يخدم أي تجمع سكاني فلسطيني وإنما يتم إلقاء النفايات الصلبة الناتجة عن المستوطنات الإسرائيلية المجاورة و تلك داخل الخط الاخضر فيه. وخلال قيام فريق العمل الميداني في  اريج بزيارة ميدانية لموقع المكب تم معاينة أنواع النفايات التي يتم إلقاءها وهي البلاستيك بمختلف أنواعه، المطاط، ومخلفات البناء وتشمل مقاطع إسمنتية، حديد، ألمنيوم، خشب ونحاس, كما يؤكد سكان القرية و أصحاب البيوت القريبة من المكب وجود مخلفات المستشفيات وبقايا طعام ومخلفات المطاعم والبيوت.  و قد عبر المواطنون الفلسطينيون في القرية عن استيائهم من النيران الدائمة الاشتعال في المكب و الدخان الصادر عنها والذي يسبب الروائح الكريهة بالاضافة الى آثاره الخطيرة جدا على البيئة وعلى المصادر الطبيعية الموجودة في المنطقة. كما تبين أن القائمين على المكب يقومون بحرق مخلفات الكوابل والمواد البلاستيكية لاستخراج المواد المعدنية منها ومن ثم بيعها. يدخل المكب يوميا حوالي 50 شاحنة محملة بالنفايات ويصل ارتفاع بعضها الى 10 متر تقريبا.

 

أما المكب الثاني فيقع على قطعة أرض تعود ملكيتها للسيد عبد الحكيم عبد النبي العبسي بالقرب من مكب النفايات التابع للقرية حيث تلقى فيه جميع النفايات االتي تنتج عن المستوطنات الاسرائيلية المجاورة وتلك داخل الخط الاخضر. و تبلغ مساحة المكب حوالي 30 دونما وهو بعيد نسبيا عن المنطقة العمرانية للقرية. و تشمل النفايات التي تم معاينتها خلال الزيارة الميدانية لموقع المكب مخلفات البناء والقواطع الإسمنتية، الحديد والخشب وألمنيوم والنحاس بالاضافة الى البلاستيك بمختلف أنواعه والمطاط, ولم يتم تحديد عدد الشاحنات التي تدخل الى المكب يوميا كما أن النيران تبقى مشتعلة فيه باستمرار وبكثافة أيضا.


 

 








مكب النفايات المقام على أرض السيد عبد الحكيم عبد النبي العبسي مشتعل بالنيران

مكب النفايات المقام على أرض السيد محمد حسين خليل نافع حيث تظهر بالخلف مستوطنة هشمونئيم


صورة 1 و صورة 2: مكبات النفايات في قرية نعلين 

 

 

وفي مقابلة مع رئيس بلدية نعلين السيد أيمن نافع, تم الكشف عن تشكيل لجنة للقيام بالكشف الميداني على الموقع مكونة من سلطة جودة البيئة الفلسطينية وقسم صحة البيئة في وزارة الصحة الفلسطينية وكذلك الهيئة المستقلة لحقوق المواطن. وبناء على ما ورد في التقرير الذي أعدته اللجنة, فقد أوصت بوقف دفن النفايات في الموقع فورا. واعتبرت سلطة جودة البيئة أن هذه الممارسات هي من ضمن الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية حيث أنه في كثير من الحالات, تحتوي هذه النفايات على مخلفات تعتبر خطرة كما ثبت في الكثير من حوادث التهريب التي تم ضبطها للتقليل من نسبة التكاليف الباهظة للتخلص منها داخل إسرائيل.  واستنادا الى ما ورد في قانون البيئة الفلسطيني فانه يحظر استيراد النفايات ودفنها في الأراضي الفلسطينية كم جاء في الفقرة رقم 7 لسنة 1999 في المواد (10) و(12) و(13) و التي تنص كما يلي:

 







مادة (10): تلتزم جميع الجهات أو الأفراد عند القيام بأعمال الحفر أو البناء أو الهدم أو التعدين أو نقل ما ينتج عن ذلك من مخلفات أو أتربة باتخاذ الاحتياطات اللازمة للتخزين أو النقل الآمن لها لمنع أي تلوث بيئي.

 

مادة (12): لا يجوز لأي شخص أن يقوم بتصنيع أو تخزين أو توزيع أو استعمال أو معالجة أو التخلص من أيه مواد أو نفايات خطرة سائلة كانت أو صلبة أو غازية إلا وفقا للأنظمة والتعليمات التي تحددها الوزارة بالتنسيق مع الجهات المختصة.

 

مادة (13): ب‌- يحظر مرور النفايات الخطرة عبر الأراضي الفلسطينية أو المياه الإقليمية أو المناطق الاقتصادية الخالصة إلا بتصريح خاص من الوزارة.

 

 

كما يعتبر ذلك مخالفة يعاقب عليها القانون، وهو ما نصت عليه المواد (61) و(62) و(63) من قانون البيئة الفلسطيني. بالاضافة الى ان ذلك يعتبر مخالفا للقوانين والمعاهدات والمواثيق الدولية حيث أن القانون الدولي يمنع الدول المحتلة من أن تقوم برمي نفاياتها في الأراضي التي تحتلها. وكذلك عملية حرق النفايات بطريقة عشوائية وفي الهواء الطلق محظورة أيضا وفقا للمادة (23) من قانون البيئة الفلسطيني.  وبالتالي فانه يمكن التقدم بشكوى قضائية ضد الأشخاص المتسببين في ذلك وتقديمهم للمحاكمة.

 






 مادة (61): يعاقب بغرامة مقدارها عشرون دينارا أردنيا أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانونيا أو الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أيام كل من يخالف أحكام المادة (10) من هذا القانون

 

مادة (62): يعاقب كل من يخالف أحكام المادة (12) من هذا القانون بغرامة مالية لا تقل عن ألف دينار أردني ولا تزيد عن ثلاثة آلاف دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانونا, أو الحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بإحدى هاتين العقوبتين.

 

مادة (63): أ‌-كل من يخالف أحكام الفقرة (أ) من المادة (13) من هذا القانون يعاقب بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة ومصادرة النفايات أو إتلافها على نفقة المخالف.

 

 

كما وتعاني قرية نعلين من تدفق المياه العادمة من المستوطنات الاسرائيلية المحيطة بالقرية وخاصة تلك التي تتدفق من مستوطنة هشمونائيم حيث يقطع سيل المياه العادمة واد الديه الذي يفصل قرية نعلين عن قرية المديا (جنوب نعلين). و الجدير بالذكر أن تدفق هذا السيل يبدأ من مستوطنة هشمونائيم ويدخل أراضي 48 بالقرب من تجمع مستوطنات مودعين عيليت. كما و تعمل المياه العادمة على تدهور الطبيعة والتنوع الحيوي و تشويه المنظر العام والقيم الجمالية للقرية بالاضافة الى المخاطر الصحية الناجمة عن هذه الممارسات من توطين للحشرات والروائح الكريهة وانتشار الأوبئة والأمراض. 

 

 





 

 


 

صورة 3 و صورة 4: تدفق المياه العادمة من المستوطنات الاسرائيلية المقامة على أراضي قرية نعلين

 

 

تعد مكبات النفايات الصلبة العشوائية و الغير قانونية الموجودة في قرية نعلين و غيرها من القرى الفلسطينية مكرهة صحية حيث أن الحشرات بجميع أنواعها والروائح والغازات السامة والحرائق والدخان الأسود المنبعث من هذه الأماكن كلها تؤثر سلبًا على صحة البيئة والإنسان. إضافة إلى ذلك فإن عصارة هذه النفايات والتي تحتوي على كمية عالية من المواد العضوية والمعادن الخطرة كالزئبق والكادميوم والرصاص تجد طريقها إلى المياه الجوفية فتقوم بتلويثها. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن مكبات النفايات غالبًا ما تكون هي نفسها أيضا الأماكن المستخدمة للتخلص من المياه العادمة التي يتم جمعها من الحفر الامتصاصية، حيث يجد سائقوا سيارات النضح مكبات النفايات أفضل الأماكن للتخلص من المياه العادمة مما يؤدي إلى خلطها بالنفايات الصلبة. إن مثل هذه الأعمال تؤدي إلى تكوين الملوثات مثل عصارة النفايات والتي تنتج عن طريق اختلاط النفايات مع المياه سواء العادمة أو مياه الأمطار والتي تتسرب إلى المياه الجوفية وتؤدي الى تلوثها.

 









 

صورة 5 و صورة 6: التخلص من المياه العادمة و النفايات الصلبة في قرية نعلين

 

 

 

Categories: Environment