وادي غزة والاحتلال الإسرائيلي … تدمير متعمد للبيئة للفلسطينية

وادي غزة والاحتلال الإسرائيلي … تدمير متعمد للبيئة للفلسطينية

الجريان السطحي في قطاع غزة :

لا يوجد جريان سطحي ملحوظ و دائم في قطاع غزة حيث يعتبر وادي غزة الوادي الأهم في المنطقة و يصل طوله 9 كم ويمتد باتجاه شمال غرب و جنوب شرق. وتشكل جبال الخليل وشمال النقب المصادر الرئيسية لمياه الوادي بحيث تشكل مساحة حوض 3600 كيلومتر مربع وتقدر كمية معدل مياه الجريان السطحي في الوادي بحوالي 2-3 مليون متر مكعب. وما عادت مياه وادي غزة تصل كما كانت عليه في السابق بسبب السدود التي تم بناؤها في المنطقة من قبل إسرائيل وسحب مياه الوادي إلى شمال النقب(انظر صورة رقم 1)  

 

 

وادي غزة أحد المعالم الطبيعية:-

 

وادي غزة أحد المعالم الطبيعية الرئيسية في قطاع غزة  حيث يمتد على شريط طولي، من أطراف جبال الخليل مرورا بالأرض المحتلة عام 1948 وصولا الى حدود قطاع غزة متجها نحو البحر المتوسط. و يعتبر وادي غزة من أطول وديان فلسطين ، إذ ينبع من جبال الخليل وتحديدا من قرية السموع في الخليل ، وانحداره العام من الشرق إلى الغرب ويمر ببئر السبع ويصب في البحر المتوسط في ساحل .  ويبلغ طول وادي غزة من المنبع للمصب حوالي ( 160 ) كم ، وطوله القاطع لقطاع غزة حوالي ( 9 ) كم .ويبلغ ارتفاع الوادي عند الحدود الشرقية حوالي ( 80 ) م ، ويصل إلى الصفر عند المصب في البحر المتوسط . (انظر الصورة الجوية لمجرى وادي غزة).  

 

 

 

وأهم ما يميز وادي غزة الجريان السطحي الناتج عن سقوط كميات كبيرة من الأمطار في فصل الشتاء، الأمر الذي نتج عنه تكون رسوبيات على جانبي الوادي بالإضافة إلى تكوين دلتا صغيرة عند التقائه بالبحر. ويبلغ عمق الوادي من 1.5 – 3 متر في بعض المناطق ، ويتسع مجرى الوادي كلما اتجهنا غربا ، ويضيق في الشرق وجنوب شرق.

 

وادي غزة والتنوع الحيوي:

 

أدى وجود الأراضي الرطبة في منطقة وادي غزة  إلى وجود أنواع مختلفة من النباتات الخاصة والتي لا تعيش إلا في مثل هذه الأجواء كنبات الأثل الذي يعتبر من النباتات المثبتة للكثبان الرملية ، و نبات البوص وغيرها من أنواع النباتات, وأنواع كثيرة من النباتات التي تجد في المناطق الرطبة بيئة خصبة لها ولا تستطيع العيش في غيرها، ويقدر عمق المنطقة الرطبة داخل اليابسة بنحو 500-800 متراً

 

الاحتلال الإسرائيلي في وادي غزة:

 

منذ سنوات طويلة تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة المياه التي تجري في مجرى وادي غزة  وذلك عبر السدود التي أقامها الإسرائيليون عليه في المناطق التي تتواجد داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ومن خلال الجسر الكبير الذي أقيم على حدود قطاع غزة على الخط الأخضر.  وتقوم إسرائيل من حين لأخر بفتح بوابات للجسور مما يؤدي الى تدفق كميات كبيرة جدا من المياه في مجرى وادي غزة مما يؤدي الى تدمير كل شئ على جانبي مجرى الوادي ويؤدي الى تدفق المياه بشكل سريع لتصل الى بحر غزة دون الاستفادة منها (انظر صورة رقم 2).                          

 

 

 

وقد تشكل خطر كبير على جسر وادي غزة والذي تم بناءه بعد عام 1993 لتأمين وجود طريق جديدة بعد أن أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي طريق صلاح الدين عند مفترق الشهداء القريب من مستوطنة نتساريم. 

 

الممارسات الإسرائيلية في وادي غزة:

 

تحاول إسرائيل التقليل من قيمة وادي غزة محاولة عدم إدخاله في المفاوضات النهائية وذلك بادعائهم حجز مياهه المالحة حفظا للخزان الجوفي المائي و أن كمية المياه التي يصرفها الوادي ليست ذات أهمية. والحقيقة أن ما يدعيه الجانب الإسرائيلي مخالف للحقيقة لأن مياه وادي غزة مصدرها الأمطار التي لا تزيد نسبة الكلور فيها عن 35 جزء في المليون وأن حجز الجانب الإسرائيلي لمياه الوادي يأتي لاستخدامها في الري, في الوقت الذي يفتقر فيه الشعب الفلسطيني للماء.

 

الآثار الناجمة عن الممارسات الإسرائيلية:

 

نتيجة للممارسات الإسرائيلية تجاه وادي غزة والتي تمثلت في بناء السدود على طول مجرى الوادي, أدى ذلك إلى تراكم  كميات كبيرة من النفايات والمياه العادمة و الى نشوء تجمعان مائيان في الشرق والغرب من الوادي (انظر صورة رقم 3).

 

 

 

 

ونتيجة للإهمال المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي طوال سنوات احتلال قطاع غزة تحول الوادي ، لسنوات طويلة ، إلى مكرهة صحية ،تلقى فيه النفايات الصلبة والسائلة من المنطقة الوسطى في قطاع غزة  بسبب حجز الاحتلال الإسرائيلي مياه الأمطار من الجريان في وادي غزة في الجزء الذي يجري فيه من قطاع غزة  والتي تعمل على تطهير مجرى الوادي من أي نوع من أنواع المكاره الصحية، وبالتالي عانى الوادي طويلاً من إهمال بنيته التحتية.

 

التجمعات السكانية الفلسطينية والمعاناة من جراء ممارسات المستوطنات الإسرائيلية:

 

ناشدت بلدية البريج وسط قطاع غزة المنظمات الإنسانية والدولية للتدخل لوضع حد للمشاكل الصحية التي نتجت عن قيام الجانب الإسرائيلي بتصريف مياه المجاري من المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لحدود قطاع غزة، باتجاه أراضي الأهالي المقابلة للمنطقة الوسطى.

 

 وتشير البلدية إلى أن تصريف مياه المجاري من المستوطنات الإسرائيلية التي تقابل المنطقة الوسطى، أدى إلى حدوث مكاره صحية شديدة الخطورة على البيئة و المواطنين مضيفا أن البلدية قامت بإرسال عينات من هذه المياه إلى مختبرات كيماوية لفحصها و أن هذه المياه ناتجة عن عادم مصانع كيماوية وهذا يعد جريمة بحق البيئة الفلسطينية بأن:

 

  • جميع الأشخاص لهم الحق في بيئة آمنة، صحية وسليمة. هذا الحق وغيره من حقوق الإنسان بما فيها الحقوق المدنية، الاقتصادية، السياسية والحقوق الاجتماعية هي عالمية، تعتمد على بعضها ولا تتجزأ. 

  •  جميع الأشخاص لهم الحق في بيئة ملائمة لاحتياجات الجيل الحالي بحيث لا ينقص ذلك من حقوق الأجيال المستقبلية لإنصاف احتياجاتهم.

  •  جميع الأشخاص لهم الحق بالتحرر من التلوث، التدهور البيئي والنشاطات التي تؤثر سلبا على البيئة، الحياة المهددة، الصحة، الرزق، الرفاهية أو التنمية المستدامة داخل، عبر أو خارج حدود الأمة. 

  • جميع الأشخاص لهم الحق بحماية والحفاظ على التربة، الهواء، الماء، البحر، النبات والحيوان، والعمليات الأساسية والمناطق التي تحتاج إلى ضرورة الحفاظ على تنوعها البيولوجي وأنظمتها البيئية.

  • جميع الأشخاص لهم الحق في تحقيق الحد الأعلى من معايير الصحة والخالية من التدهور البيئي. 

  • جميع الأشخاص لهم الحق بغذاء ومياه سليمة وصحية كافية من أجل عيش مناسب.

  •  جميع الأشخاص لهم الحق بعمل ذا بيئة صحية وآمنة. 

  •  جميع الأشخاص لهم الحق بالحصول على سكن ملائم، ملكية أرض، وظروف معيشية آمنة، صحية وبيئية سليمة. 

  • كل فرد له الحق بالاستفادة بصورة عادلة من الحفاظ على أو استدامة استخدام الطبيعة والمصادر الطبيعية لأجل الأهداف الثقافية، البيئية، التعليمية، الصحية، الرزق، الترفيهية، الروحية، والغايات الأخرى. وهذا يتضمن الوصول إلى بيئة طبيعية سليمة.

  • الناس المحليين لهم الحق بالسيطرة على أراضيهم، المناطق والمصادر الطبيعية للحفاظ على طريقتهم التقليدية في الحياة. وهذا يحتوي على الحق بالأمن للتمتع بممتلكاتهم حسب طرقهم الخاصة. الناس المحليين لهم الحق بالحماية من أي نشاط أو عمل ينفذ والذي قد ينتج عنة تدمير أو تدهور مناطقهم، بما في ذلك، الأرض، الهواء، الماء، البحر، الحياة البرية والمصادر الأخرى.

  • يجب على جميع الحكومات أن تحترم وتؤكد الحق في بيئة آمنة، صحية وسليمة. وفي نفس الوقت، أن تطبق المقاييس الإدارية، والتشريعية وغيرها اللازمة من أجل تفعيل تطبيق هذه الحقوق. كما ويجب:

      1. المراقبة، الإدارة والمشاركة العادلة في المصادر الطبيعية.

      2.  وضع المقاييس للتقليل من الإسراف في كميات المخلفات الناتجة عن عمليات الإنتاج وأنماط الاستهلاك.

      3.  تطبيق المقاييس الهادفة إلى تأكيد التعاون عبر الحدود لتحمل الواجبات المشتركة من أجل حماية البيئة، واستدامة التطور واحترام حقوق الإنسان.

      4.  اعتماد مقاييس تهدف إلى التأكد من أن المؤسسات والوكالات الدولية، مهما كان انتماؤها، تراقب الحقوق والواجبات

 يجب أن تمتنع الدول وجميع الأعضاء الآخرين عن استخدام البيئة كأدوات للحرب أو في التصرفات الخطرة، والتأثيرات الضارة على المدى الطويل أو الواسع، وأن تحترم القانون الدولي الذي يوفر الحماية للبيئة في أوقات الحروب والتعاون من أجل دعم التطوير.

 

هذه المياه العادمة تسببت في حدوث مستنقعات و أصبحت مكاناً لتوالد الحشرات المؤذية و خصوصاً في فترة الصيف التي تعتبر ملائمة لتوالد هذه الحشرات و  التي تؤذي سكان المنطقة الوسطى، وخصوصاً سكان البريج والنصيرات ووادي غزة والزهراء والمغراقة ،وجميعها تجمعات سكانية تقع على جانبي الوادي سواء على الجهة الشمالية أو الجنوبية منه. وتعد مشكلة المياه العادمة أبرز المشاكل الصحية التي تتسبب بها المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة حيث تضخ هذه المياه في مناطق قريبة من الأحياء الفلسطينية وإلى شاطئ البحر خصوصا من مستوطنة 'نتساريم' وسط القطاع. (انظر صورة رقم 4)

 

 

 

اعداد: معهد الابحاث التطبيقية – القدس

(أريج)

 

 

Categories: Settlements